أخبار لبنان... فاجعة عكار تودي بـ 28... وتفجر الاحتقان السياسي... الحريري يطالب عون بالرحيل: عكار ليست قندهار...بيرنز حمل رسالة دعم أميركية للقوى الأمنية اللبنانية..«حزب الله» يعلن البدء في استيراد الوقود من إيران... رسالة رئيس الجمهورية «ضلّت طريقها» إلى البرلمان..حزب الله سعى لامتلاك نيترات الأمونيوم منذ عام 2010..

تاريخ الإضافة الإثنين 16 آب 2021 - 5:15 ص    عدد الزيارات 1921    القسم محلية

        


«حزب الله» يعلن البدء في استيراد الوقود من إيران...

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين» ... قال حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، اليوم (الأحد)، إنه سيبدأ في استيراد البنزين والمازوت من إيران. وقال: «أؤكد لكم نحن... نعم إن شاء الله سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران قطعاً». ويعاني لبنان نقصاً حاداً في الوقود تسبب في ظهور طوابير طويلة في محطات الوقود وانقطاعات طويلة للتيار الكهربائي. وقالت مستشفيات ومخابز ومرافق أساسية أخرى إنها ستضطر لإغلاق أبوابها بسبب تناقص مخزونات الوقود لديها. ودفعت ساعات التغذية الكهربائية القليلة التي يحصل عليها اللبنانيون من مؤسسة كهرباء لبنان، وتقنين المولدات الخاصة التي باتت عاجزة عن تغطية فترات الانقطاع الطويلة بسبب فقدان مادة المازوت، عددا من اللبنانيين إلى أخذ الأمور على عاتقهم والسيطرة على محطات تحويل الطاقة بالقوة للحصول على ساعات إضافية من التغذية على حساب مناطق أخرى، ما أدى إلى خروج هذه المحطات عن السيطرة وانقطاع تام للكهرباء عن هذه المناطق كما أفادت مؤسسة الكهرباء أمس. يأتي هذا بينما ارتفعت حصيلة القتلى جراء انفجار خزان الوقود في شمال لبنان إلى 28 شخصاً، وفق ما قال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة رضا موسوي، لوكالة الصحافة الفرنسية. وكانت حصيلة أولية للصليب الأحمر اللبناني أفادت بمقتل 20 شخصاً وإصابة نحو ثمانين آخرين في الانفجار الذي وقع في منطقة عكار بعد منتصف الليل، أثناء تجمع العشرات حول خزان وقود صادره الجيش اللبناني لتعبئة قواريرهم وسط أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد.

بيرنز حمل رسالة دعم أميركية للقوى الأمنية اللبنانية

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير.. كشفت مصادر رسمية لبنانية واسعة الاطلاع، أن رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية ويليام بيرنز، أمضى أول من أمس ساعات في بيروت قادماً من تل أبيب، وهو في طريقه إلى القاهرة، وقالت إن لقاءاته بقيت بعيدة عن الأضواء واقتصرت على قائد الجيش العماد جوزف عون وعدد من قادة الأجهزة الأمنية. وأكدت المصادر الرسمية لـ«الشرق الأوسط»، أن بيرنز حمل في لقاءاته التي عقدها على انفراد مع قادة الأجهزة العسكرية والأمنية رسالة دعم أميركية للدور المميز الذي تقوم به القوى الأمنية، للحفاظ على الأمن والاستقرار، في ظل الظروف الاقتصادية والمالية التي تمر فيها مع ارتفاع منسوب الضائقة المعيشية التي تعاني منها، وتشمل الغالبية العظمى من العائلات اللبنانية، والتي بلغت ذروتها مع الكارثة التي أصابت بيروت من جراء انفجار المرفأ. وإذ لفتت هذه المصادر إلى أن بيرنز تطرق على هامش لقاءاته بهؤلاء القادة إلى تصاعد الأزمة السياسية، في ظل الفراغ المترتب على تعذر تشكيل الحكومة الجديدة، قالت إنه استمع إلى وجهات نظرهم من دون أن يدخل في التفاصيل، لأن مهمته بقيت محصورة بتأكيد الدعم الأميركي للقوى الأمنية التي تتحمل حالياً العبء الأكبر من تداعيات هذه الأزمة، وبإمكانات متواضعة جداً على المستويات كافة. وعزت عدم شمول لقاءات بيرنز القيادات السياسية إلى أنه حضر خصيصاً إلى بيروت لتأكيد الدعم الأميركي للقوى الأمنية والعسكرية وقياداتها، ولم يُدرج على جدول أعماله توسيع لقاءاته لتشملهم، لأن البحث في الأزمة الحكومية طُرح على هامش اجتماعاته من زاوية استعجال الحل السياسي. وأبدت المصادر نفسها ارتياحها للأجواء التي سادت لقاءاته، وقالت إن ما سمعته من بيرنز يأتي في سياق المواقف الدولية والإقليمية التي صدرت أخيراً، والتي تُجمع على دور القوى الأمنية باعتبار أنها آخر ما تبقى من معالم الدولة التي انهارت تباعاً، والتي يُعول على دورها لمنع زعزعة الاستقرار والإبقاء على الآمال المعقودة لإنقاذ لبنان ومنع انهياره، خصوصاً أنها القادرة على توفير الحماية للحل السياسي الذي يضغط المجتمع الدولي على الأطراف في الداخل للإسراع بتشكيل الحكومة كشرط لمساعدته للانتقال إلى مرحلة التعافي المالي والاقتصادي.

لبنان: فاجعة عكار تودي بـ 28... وتفجر الاحتقان السياسي

الحريري يطالب عون بالرحيل: عكار ليست قندهار

باسيل يرد على سلامة: لو كنت الحاكم ما تركتك

تبادل اتهامات بين «التيار» و«القوات» حول العلاقة بتاجر الوقود المصادر وجعجع يدعو الرئيس للاستقالة

الجريدة..... صبت حادثة انفجار صهريج وقود تسببت في مقتل 28 شخصاً وإصابة العشرات الزيت على نار الأزمات المشتعلة أساساً في لبنان، في حين طالب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري باستقالة الرئيس ميشال عون، وحمّل البعض حاكم مصرف لبنان المسؤولية عن تفاقم أزمة الوقود بعد رفعه الدعم عن المحروقات. لم يكن ينقص لبنان الذي تعصف به أزمة اقتصادية وسياسية مستفحلة لم يشهد لها مثيلاً في تاريخ الجمهورية الحديث، المزيد من النار، إذ قُتل 28 شخصاً وأصيب نحو 80 آخرين بجروح جراء انفجار خزان وقود في بلدة التليل في عكار بشمال لبنان، مساء أمس الأول، أثناء تجمع العشرات حوله للحصول على القليل من البنزين في بلد يشهد أزمة محروقات حادة.وأدت الكارثة الجديدة، التي حلّت على بلد يعاني منذ عامين من انهيار اقتصادي متسارع، إلى اشتداد الضغط على المستشفيات المرهقة أساساً، فيما تستمر عمليات البحث عن مفقودين. وحثت إدارات المستشفيات في شمال البلاد المواطنين على التبرع بالدم بجميع أنواعه، وطالب وزير الصحة حمد حسن، مستشفيات العاصمة بيروت باستقبال مصابي الانفجار. وتعهد بأن تدفع الحكومة تكاليف العلاج بالكامل في ظل نقص المستلزمات الطبية الخاصة بمعالجة الحروق بمستشفيات عكار. وفي وقت لم تعرف ملابسات الحادث على وجه الدقة، أعلن مسؤول عسكري، أن الانفجار وقع بعد أن صادر الجيش مستودعاً في تليل كان يخزن فيه نحو 60 ألف لتر من البنزين، وأصدرت أوامر بتوزيع الوقود على سكان المنطقة. وبعد تجمع العشرات من أهالي بلدة تليل، التي تبعد حوالي 4 كيلومترات عن الحدود السورية، لتسلم الوقود المصادر حدث الانفجار الذي لم يعرف سببه. ولم يتضح ما إذا كان الوقود الموجود في الناقلة معداً للتخزين بهدف الاستخدام قبل قرار رفع الأسعار الذي اتخذ أخيراً أم أنه معد للتهريب إلى سورية، حيث يباع بأسعار أعلى بكثير مقارنة بتلك الموجودة في لبنان. وتبادلت عناصر في "التيار الوطني الحر"، التيار العوني، الاتهامات مع أنصار حزب "القوات اللبنانية"، بزعامة سمير جعجع، حول ارتباطهما بالتاجر الذي صادر الجيش منه الصهريج، غداة إلغاء حاكم المصرف المركزي رياض سلامة دعم المحروقات رغم معارضة قوى عدة للخطوة التي عقدت أزمة الوقود في البلاد. وعلق رئيس حزب "التيار الوطني" النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، على عبارة: "أنا رياض سلامة حاكم مصرف لبنان المركزي، ولكن جبران باسيل حاكم البلد"، التي قالها سلامة في مقابلة إذاعية، بالقول: "لو صحيح أنا حاكم لبنان، ما كنت تركتك من زمان".

عون والحريري

في هذه الأثناء، أمر الرئيس عون، الذي تلقّى برقية تعزية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وبحث مع مصر وتركيا نقل الحالات الخطرة للعلاج فيهما، بفتح تحقيق في ملابسات الحادث. واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن ما حصل "مأساة إنسانية تسبب بها الفساد". وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد الرسمي غداً على أرواح ضحايا تليل. في المقابل، كتب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على "تويتر"، أمس: "مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ"، في إشارة إلى انفجار مرفأ بيروت الذي قتل فيه أكثر من 200 شخص يوم 4 أغسطس 2020. وأضاف: "ما حصل في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءاً برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال. طفح الكيل. حياة اللبنانيين وأمنهم أولوية الأولويات". وفي تعليق منفصل، انتقد الحريري، تصريحات الرئيس اللبناني الأخيرة، مطالباً إياه بـ"الرحيل". وعبر سلسلة تغريدات، قال الحريري: "من المريب أن تتقاطع مواقف رئيس الجمهورية مرة جديدة مع مواقف رئيس التيار الوطني الحر، وأن نسمع منهما كلاماً منسوخاً يتناول عكار والشمال بالتهم الباطلة". وأضاف متسائلاً: "كيف يجيز رئيس الجمهورية لنفسه، أن يقفز فوق أوجاع الناس في عكار، ليتحدث في اجتماع مجلس الدفاع عن أنشطة جماعات متشددة لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني في الشمال؟". واستطرد الحريري:"لا يا فخامة الرئيس... عكار ليست قندهار، وليست خارج الدولة. فخامتك أصبحت خارج الدولة ورئيساً لجمهورية التيار العوني، وعكار مظلومة منك ومن عهدك، والنار اشتعلت بقلبها قبل أن تشتعل بخزانات التهريب.لا يا فخامة الرئيس، من يتسبب بالفوضى والفلتان هو المسؤول عن إدارة شؤون الحكم، وعن الانهيارات التي لم تتوقف منذ سنتين".

جعجع و«حزب الله»

وبعد دعوة الحريري، دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الرئيس عون إلى الاستقالة. وسأل جعجع: "ألا تستاهل كل هذه الضحايا وعذابات اللبنانيين، جميع اللبنانيين على الإطلاق، استقالة رئيس الجمهورية؟ ألم يرفّ جفن الأكثرية النيابية بعد رغم كل هذه المآسي لكي تستقيل ويذهب الناس فوراً للتعبير عن آرائهم وإعادة تكوين السلطة بعد كل ما جرى ويجري في البلاد؟". ولفت إلى أن "استمرار مكوث رئيس الجمهورية والأكثرية النيابية في مراكزهم بعد كل الذي حصل يعدّ إمعاناً في قتل الشعب اللبناني وسوقه إلى معتقلات التعذيب اليومي في أساليب حديثة مستحدثة من رغيف الخبز، إلى حبة الدواء ونقطة البنزين وقطرة المازوت وسرير المستشفى ونقطة المصل، وليس انتهاءً بذرة الكهرباء". من جهته، أعرب "حزب الله" عن أمله بأن تشكل المأساة الوطنية دافعاً قوياً لتسريع تشكيل حكومة تكون المدخل لإخراج اللبنانيين من الأزمات الخطيرة التي تعصف بهم. وشدد الحزب على ضرورة تكاتف اللبنانيين وتضامنهم وتلاحمهم لعبور المحنة التي تمر بها البلاد.

انتقام وتدخل

ووسط حالة من الغضب والغليان تجمّع عدد من أبناء عكار في موقع الانفجار، ورشقوا عناصر الجيش بالحجارة، وعمدوا إلى إحراق شاحنة يملكها صاحب المستودع الذي شهد الفاجعة، وأضرموا النار في منزله. ولاحقاً، كلف «المجلس الأعلى للدفاع» الأجهزة العسكرية والأمنية بضبط الوضع في منطقة عكار لتفادي أي فلتان أمني، وأبلغ وزارة الصحة أن تأخذ على عاتقها معالجة المصابين وبالتواصل مع الجهات المهتمة لإخلاء الحالات المستعصية إلى خارج البلاد».

محتجون حاولوا اقتحام مبنى منزل ميقاتي... والأخير يوجّه رسالة..

الجمهورية.. توجّه محتجون نحو منزل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في وسط بيروت، وذلك ضمن جولاتهم على عدد من منازل المسؤولين السياسيين، لمطالبته بالتنحي اثر المجزرة التي وقعت في عكار ليل أمس. وعلى الاثر، صدر عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، البيان الآتي: "منذ اليوم الاول للاحتجاجات الشعبية في 17 تشرين الاول 2019، اعلنت ضرورة الإصغاء الى صوت الناس وطالبت باجراء انتخابات نيابية مبكرة لكي تقول الناس رأيها مجددا في كل الامور. ولانني اعتبر ان الانتخابات النيابية المقبلة من شأنها ان تعطي الناس حقهم في الاختيار والمحاسبة، قبلت التكليف بتشكيل حكومة من اولى مهماتها العمل على اجراء الانتخابات النيابية والبدء بالاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية. ورغم تفهمي لصرخة الناس وحقها في الاحتجاج، فان ما حصل امام المبنى الذي اقطنه من اعمال شغب وتكسير ليس حركة احتجاجية سلمية، بل هو تخريب مرفوض. ونتمنى على المحتجين الحفاظ على الطابع السلمي لتحركاتهم وتنظيم صفوفهم ليكون التغيير الحقيقي في صندوقة الاقتراع".

بلدية التليل: لمحاسبة الفاعلين أيا كانوا..

الجمهورية.. استنكرت بلدية بلدة التليل في عكار، في بيان، "العمل الاجرامي الذي أودى بحياة شهدائنا، وندعو بالشفاء العاجل للمصابين. واذ نضع كل امكاناتنا بتصرف اهالي الشهداء، نكرر للمرة الألف اننا لن نرضى قبل محاسبة الفاعل كائنا من كان". أضاف البلدية في بيانها: "ندعو سماحة المفتي والعلماء الأفاضل والمشايخ والمثقفين ورؤساء البلديات والمخاتير الى ضبط النفس والمطالبة بالحقيقة وترك الأمور للقضاء المختص، كما يهمنا اعلام الجميع بان مجرد الحديث عن مطلق النار، فقد تم تسليمه للسلطات المختصة، ونطالب الإسراع بكشف الحقيقة كاملة للوصول الى محاسبة الفاعلين أيا كانوا".

الصليب الاحمر يكشف حصيلة انفجار التليل..

الجمهورية.. أعلن الصليب الاحمر اللبناني في بيان، أنه "حوالى الساعة 2,00 من فجر اليوم، تلقت غرفة عمليات الصليب الأحمر نداء عن حصول إنفجار صهريج محروقات في منطقة التليل في عكار، فتوجهت على الفور فرق الصليب الأحمر اللبناني إلى المكان وبدأت عمليات إخلاء ونقل الإصابات الحرجة ومن ثم أجرت الفرق عملية مسح شامل للموقع وتمكنت حتى هذه الساعة من احصاء أكثر من 20 جثة ضحية و79 مصابا (حروق بليغة وجروح وكسور) نقلوا جميعا إلى مستسشفيات المنطقة من خلال الصليب الأحمر وبوسائل أخرى، ومن ثم نقلت فرق الصليب الأحمر عددا من المصابين في المسشفيات إلى مستشفيات أخرى توزعت بين طرابلس وبيروت وجبل لبنان، وبلغ عدد المشاركين في عمليات الإسعاف في الموقع 75 مسعفا و24 سيارة إسعاف، إضافة إلى طواقم أخرى شاركت في عمليات النقل من مستشفى إلى مستشفى. من جهة أخرى، استنفرت مراكز نقل الدم في الصليب الأحمر اللبناني حيث تمت عمليات سحب دم وتوزيع وحدات دم وبلازما على المصابين في المستشفيات من مركزي حلبا وطرابلس، وجرى توفير وحدات دم من مراكز نقل الدم في بيروت وجبل لبنان وصور وبلغ عدد وحدات الدم الموزعة 169 وحدة دم وبلازما، وتابعت المراكز عمليات الإتصال بالمستشفيات المعنية من أجل توفير وحدات الدم في حال الحاجة. ولا تزال فرق ومراكز الصليب الأحمر على جهوزيتها وفي موقع الإنفجار لمواكبة العمليات والقيام باعمال الإسعاف والبحث عن المفقودين ونقل المصابين وتوفير وحدات الدم. وتلقى الصليب الأحمر إتصالات من بعثات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الموجودة في لبنان من أجل توفير الدعم والمساندة".

"إنفجار التليل"... إليكم مقررات إجتماع "المجلس الأعلى للدفاع"..

الجمهورية.. قرّر المجلس الأعلى للدفاع الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط الوضع العام في منطقة عكار لتفادي أي فلتان أمني، حماية لمصالح المواطنين وسلامتهم. ومن مقررات المجلس الذي اجتمع استثنائياً اليوم بعد انفجار التليل في عكار، إبلاغ وزارة الصحة أن تأخذ على عاتقها معالجة المصابين من جراء الانفجار في التليل-عكار، والطلب الى الأطقم الاسعافية والاستشفائية البقاء على أهبّة الاستنفار، وتكليف وزير الصحة الاستمرار بالتواصل مع الجهات المهتمة، مشكورة، لإخلاء الحالات البليغة الى خارج لبنان. وقرر المجلس الأعلى إصدار الانهاء اللازم عن المجلس لإصدار مرسوم، بعد موافقة مجلس الوزراء، بتكليف القوى العسكرية والأمنية والشرطة البلدية فرض الرقابة على مصادر الطاقة وتنظيم توزيعها لمدة شهر أي لغاية 15/9/2021 والعمل على تفريغ إقفال المستوعبات المخالفة للأصول والأنظمة المرعية الاجراء. وقرر المجتمعون أيضاً إبلاغ وزارة الصحة العمل على افتتاح المستشفى التركي المخصص للحروق في صيدا وتشغيله في أقرب وقت ممكن، على أن يتم إصدار موافقة استثنائية تعرض لاحقاً على مجلس الوزراء للسماح بالتوظيف وفقا لعقود موقتة الى حين السماح بالتوظيف وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الاجراء. كذلك، تقرر الطلب الى وزيري الصحة والطاقة العمل على تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين استمرارية عمل المستشفيات. ووجّه المجتمعون شكرهم الى الدول الشقيقة والصديقة التي أعربت عن استعدادها لاستقبال ومعالجة المصابين من جراء انفجار بلدة التليل، ولا سيّما من هم في حالات حرجة.

إستعدادٌ عراقي ومصري لتقديم المساعدة للبنان.. ومساعدات عاجلة من تركيا..

الجمهورية.. أعرب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن "استعداد العراق لتقديم المساعدة في معالجة تداعيات انفجار بلدة التليل في عكار". وقدم التعازي بالضحايا الذين سقطوا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. كذلك، تبلغت رئاسة مجلس الوزراء من سفير مصر ياسر علوي أن "مصر تستعد لارسال مساعدة عاجلة الى لبنان". كما سارعت تركيا الى ابلاغ الحكومة اللبنانية إرسال مساعدات صحية عاجلة.

"مُساعدات عاجلة" من الإمارات والاردن وتركيا للمصابين وأهل الضحايا....

الجمهورية.. صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري الآتي: "في اطار الجهود التي بدأها لمواجهة تداعيات الكارثة التي حلت بأهلنا في عكار، أجرى الرئيس سعد الحريري سلسلة اتصالات شملت عددا من الدول الشقيقة، اسفرت عن تأمين مساعدات عاجلة للمصابين واهل الضحايا. وعلم في هذا الاطار مبادرة دولة الامارات العربية المتحدة، ستعالج المصابين وتعويض اهالي الضحايا، في ما أفادت الجهات المختصة في المملكة الاردنية الهاشمية بتقديم كميات من الادوية والاسعافات التي يتطلبها علاج المصابين. وتلقى الرئيس الحريري اشعارا من القيادة التركية بارسال فريق طبي للغاية نفسها. ان الرئيس سعد الحريري اذ يتقدم بالشكر الكبير للدول الشقيقة، يهيب بالاصدقاء والاشقاء كافة دعم عكار وابنائها في هذه الظروف الصعبة".

إحراق منزل صاحب الارض في التليل..

الجمهورية.. عمد أهالي المنطقة الغاضبين والمتجمعين في بلدة التليل، على اقتحام منزل صاحب الارض حيث وقع الانفجار، وعملوا على احراقه، بعدما كان الجيش غادره. وترتفع سحب الدخان الان من المنزل المحترق.

سفيرة فرنسا: الصعوبات القصوى التي يواجهها اللبنانيون ليست قدراً محتوماً..

الجمهورية.. عبرّت سفيرة فرنسا آن غريو عن حزنها لما حصل اليوم في عكار، وقالت في تغريدة على حسابه عبر "تويتر": "اليوم، أفكر بحزن عميق بأقارب الضحايا الذين فارقوا الحياة في هذا الليل في عكار". وأضافت: "اليوم، أفكر بكل فردٍ يناضل في لبنان أمام الأزمة الإنسانية والصحية التي يمر بها البلد في ظروف تزداد سوأً يوماً بعد يوم". ورأت أن "الصعوبات القصوى التي يواجهها اللبنانيون ليست قدراً محتوماً. يكفي أن يتحلى من هم في موقع المسؤولية بقدر قليل من الشجاعة واللياقة لتلبية حاجات اللبنانيين واحترام حقوقهم الأساسية".

الأحرار للأمم المتحدة: الرجاء مساعدتنا في الحفاظ على كرامتنا..

الجمهورية.. ناشدت أمانة التربية في حزب الوطنيين الأحرار، في نداء اليوم الأمم المتحدة، المساعدة وجعل الأزمة في لبنان على رأس أولوياتها. وقالت: "بالتوازي مع الدعوة للثورة ورص الصفوف ضد المنظومة الحاكمة، بعث الحزب اليوم إلى الأمم المتحدة وسفارات دول العالم رسالة على شكل نداء استغاثة". أضافت: "الأزمة في لبنان تتحول إلى حكم بالإعدام، واللبنانيون يفتقرون إلى كل الضروريات الأساسية، والمستشفيات لم تعد قادرة على توفير الرعاية الطبية لهم، ونحن اللبنانيين، نتعرض للاذلال على مدار الساعة ونحرم كل حقوقنا. نرجوكم التفضل بجعل الأزمة في لبنان على رأس أولوياتكم. نعتمد على مساعدتكم الإنسانية وفهمكم لماهية المعاناة والحرمان". وختمت: "الرجاء مساعدتنا في الحفاظ على كرامتنا".

بالتفاصيل- "الدفاع المدني" يروي: هذا ما حدث بعد الانفجار في التليل..

الجمهورية.. أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات بياناً حول الانفجار الذي وقع في التليل عكار فجراً. وأوضحت قائلةً: في تمام الساعة ١،٢٥ من فجر اليوم الواقع في ١٥-٨-٢٠٢١ تلقت غرفة عمليات المديرية العامة للدفاع المدني اتصالاً يفيد عن انفجار خزانات تحتوي على مادة البنزين في بلدة التليل - قضاء عكار ما تسبب بسقوط عددٍ كبير من القتلى والجرحى. ولفتت الى أن عناصر الدفاع المدني توجهت من مراكز عدّة الى موقع الانفجار وباشروا العمل على اخماد النيران، مشيرةً الى أنه توازياً عملت عناصر الدفاع المدني وجهات أخرى على إخلاء القتلى والجرحى من موقع الانفجار، وتم نقلهم الى مستشفيات المنطقة. وأكّدت أن عناصر الدفاع المدني نفذت مسحاً ميدانياً شاملا للمنطقة المحيطة بموقع الانفجار لمسافة كيلومتر تقريباً للتأكد مما اذا كان هناك المزيد من الجرحى او الضحايا. وقالت: في تمام الساعة ٤،١٥ من صباح اليوم تمكنت العناصر من السيطرة على النيران بشكل تام. فيما تستمر عمليات المسح الميداني حتى الساعة، مع الإشارة الى أن الدفاع المدني يتواجد في المنطقة للتدخل بمؤازرة الجيش والقوى الامنية عند الحاجة.

لبنانيون يقتحمون محطات التحويل للحصول على تغذية كهربائية..

الشرق الأوسط.. دفعت ساعات التغذية الكهربائية القليلة التي يحصل عليها اللبنانيون من مؤسسة كهرباء لبنان، وتقنين المولدات الخاصة التي باتت عاجزة عن تغطية فترات الانقطاع الطويلة بسبب فقدان مادة المازوت، عددا من اللبنانيين إلى أخذ الأمور على عاتقهم والسيطرة على محطات تحويل الطاقة بالقوة للحصول على ساعات إضافية من التغذية على حساب مناطق أخرى، ما أدى إلى خروج هذه المحطات عن السيطرة وانقطاع تام للكهرباء عن هذه المناطق كما أفادت مؤسسة الكهرباء أمس. وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، أمس خروج 8 محطات بالكامل عن سيطرتها، عازية الأمر إلى ازدياد وتيرة الاعتداءات الحاصلة عليها من قبل «بعض المواطنين». وقالت المؤسسة في بيان، إن «عدد المحطات الخارجة عن سيطرتها ازداد، منذ مساء يوم الخميس، إلى 8 محطات ليشمل محطات الحرج، البسطا، صور، بعلبك، المصيلح، الزهراني، وادي جيلو، النبطية نتيجة ازدياد وتيرة الاعتداءات الحاصلة عليها من قبل بعض المواطنين». وأوضحت المحطة أن المعتدين قاموا في 5 محطات تحويل (...) على إفادة المناطق التي تتغذى من هذه المحطات من ساعات تغذية إضافية تصل لمعدل أكثر من 12 ساعة في اليوم، بينما تُحرم المناطق اللبنانية الأخرى من ساعات التغذية الكهربائية المحددة لها بسبب هذه التجاوزات المستمرة في تلك المحطات، في ظلّ النقص الحاد في القدرات الإنتاجية المتوفرة على الشبكة الكهربائية بسبب الأزمة النقدية التي يمر بها البلد». وأوضحت المؤسسة أنه «بنتيجة منع المناوبين في محطة الحرج من ممارسة أعمالهم الموكلة إليهم وتعرضهم للتهديد بالإيذاء الجسدي والمادي من قبل بعض الشبّان، انقطع التيّار الكهربائي عن المناطق التي تتغذى منها نتيجة هذه الاعتداءات، وذلك حفاظاً على السلامة العامة وسلامة المنشآت الكهربائية. وبالإضافة إلى المحطات الثماني، وإثر تلقي المناوبين في محطتي صيدا الجديدة (توتر 220 ك.ف.) وصيدا القديمة (توتر 66 ك.ف.) إلى التهديد بحصول مثل هذه الاعتداءات عليهما، تمّ عزل هاتين المحطتين وبالتالي انقطع التيّار الكهربائي عن المناطق التي تتغذى منهما جراء ذلك لفترة من الوقت، حفاظاً على سلامة المنشآت الكهربائية والمناوبين والسلامة العامة، ومن ثمّ إعادتهما للعمل بعد تدخّل القوى الأمنية لحماية المرفق العام والعاملين فيهما». وذكّرت مؤسسة كهرباء لبنان بأن «معملي الزهراني والجية كانا قد تعرضا كذلك خلال الأيام المنصرمة إلى اعتداءات على هذا النحو والدخول عنوة من قبل بعض المواطنين، غير آبهين بتعريض سلامتهم الشخصية أولاً للخطر كما سلامة العاملين وسلامة المنشآت الكهربائية التي يُقتضى الحفاظ عليها من أي عبث منعاً لتضررها أو حصول حوادث لا تُحمد عقباها نتيجة مثل هذه الاعتداءات». ونبّهت مؤسسة كهرباء لبنان مجدداً المواطنين من «خطر الدخول إلى محطات التحويل ومعامل الإنتاج وكافة منشآت المؤسسة»، مناشدة «القوى الأمنية المؤازرة لاستعادة السيطرة على محطات التحويل التي أصبحت خارج سيطرة مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل نتيجة هذه الاعتداءات». يذكر أن لبنان يعاني منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في 1990 من تقنين للطاقة الكهربائية لفترات تختلف بين منطقة وأخرى، ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة منذ ذلك التاريخ من الاتفاق على حل يؤمن التيار الكهربائي بشكل دائم. ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة تراجعت معها قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة دعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون المحروقات، والأدوية، وحليب الأطفال في الصيدليات، واختفاء بعض الأدوية، وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، والمواد الغذائية المدعومة. وتتخذ مؤسسة كهرباء لبنان إجراءات احترازية منذ أشهر، وتقنن بإنتاج الكهرباء لاستمرار الإنتاج بالحدّ الأدنى لفترة أطول. وبلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي الذي تؤمنه مؤسسة كهرباء لبنان نحو 22 ساعة يومياً في معظم المناطق اللبنانية. واتخذ أصحاب المولدات الخاصة للكهرباء قراراً بإطفاء مولداتهم في معظم المناطق اللبنانية أكثر من 10 ساعات في اليوم، بعد نفاد المازوت، وأطفأ بعضهم المولدات بشكل نهائي.

غضب وقهر لبنانيين مفجوعين بأبنائهم بعد انفجار خزان وقود..

الشرق الأوسط.. يختلط الصراخ بالعويل والبكاء ومشاعر الغضب لدى أهالٍ مفجوعين تجمعوا في أحد مستشفيات بيروت بانتظار أن يسمعوا خبراً أو يلقوا نظرة وإن أخيرة على أبنائهم المصابين في انفجار خزان الوقود في شمال لبنان. فجر الأحد، قُتل 28 شخصاً على الأقل وأصيب نحو ثمانين آخرين بجروح جراء انفجار خزان وقود في بلدة التليل في عكار، أفقر منطقة في لبنان، أثناء تجمع عشرات حوله للحصول على القليل من البنزين في بلد يشهد أزمة محروقات حادة، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ونقل تسعة جرحى على الأقل بينهم جنود في الجيش، إلى مستشفى الجعيتاوي المتخصص لعلاج الحروق، في بيروت. في غرفة الطوارئ، تصرخ سوسن بأعلى صوتها «أريد أن أراه، ليس لدي غيره» حين يبلغها أحد الأطباء أن ابنها ناجي عمر (22 عاماً) يرقد بوضع حرج في العناية الفائقة. فجر الأحد، توجه ناجي الجندي في الجيش اللبناني، كغيره من عشرات الشبان في منطقة عكار شمالاً إلى قرية التليل بعدما وصلتهم أخبار أن الجيش يوزع البنزين من أحد الخزانات التي صادرها. وتقول والدته سوسن فيما يبدو التعب على وجهها النحيل الشاحب، «كان ابني يبحث عن البنزين ليتمكن من العودة إلى خدمته العسكرية، وحين أتاه خبر عن الصهريج، توجه إلى هناك مع صديقه وأصيب الاثنان». أتت سوسن من بلدة القبيات في أقصى شمال لبنان إلى مدينة بيروت أملاً في أن ترى ابنها الذي فقد والده ولم يكن يبلغ من العمر سوى عامين فقط. تفرغ سوسن غضبها على المسؤولين الذين تتهمهم بالتسبب بالكارثة التي حلت عليها وعلى عشرات العائلات في منطقة عكار. وتقول «إنها دولة فاشلة لا تحب شعبها». تتدخل ابنتها ساندي (26 عاماً) بالحديث وتنهمر الدموع على وجنتيها فيما يسيطر الغضب عليها. وتقول «أرى النور من عيني شقيقي... أتمنى أن يحترق قلب المسؤولين على أبنائهم». وتضيف: «ذلونا ولا يهمهم سوى المناصب». عند مدخل قاعة الطوارئ في مستشفى الجعيتاوي، ينهمك الأطباء والممرضون وحتى عناصر الشرطة في تهدئة الأهالي المفجوعين، وبينهم مروى الشيخ (33 عاماً). تنتظر مروى خبرين، واحد عن شقيقها الذي يرقد في المستشفى بعدما حُرقت رجلاه وبطنه وظهره، وآخر عن زوج أختها الوالد لأربعة أطفال، الذي لا يزال مفقوداً. وتقول «لا نعلم إن كان على قيد الحياة». حين علم شقيق مروى بخزان الوقود، توجه لتعبئة قارورة بلاستيك. وتقول مروى، «ماذا نتوقع من شعب جاع وتعب وتعرض للذل؟». يصرخ شقيقها إلى جانبها: «ماذا أقول لأختي، ماذا أقول لأختي» التي لا يزال زوجها مفقوداً، ويردد: «ماذا سيحصل في هذا البلد، ماذا سيحصل؟». تأتيه إجابة قاسية من أحد المفجوعين، يصرخ بوجهه قائلاً «هناك غيره كثر، هناك ناس فقدت شخصين وثلاثة». تحاول مروى كبت دموعها قدر الإمكان. وتقول، «منذ خمسة أيام، نعيش من دون كهرباء أو غاز (منزلي)... بالطبع حين يسمع الناس (عن خزان الوقود) سيركضون إليه، كل شخص يريد تأمين حاجته ليذهب إلى عمله على الأقل». وتضيف: «إنه قنبلة موقوتة... ما حصل مجزرة، هناك أشخاص لا يمكن التعرف عليهم جراء التشوه. سنضطر أن ننتظر فحوصات الحمض النووي» لربما يجدون زوج اختها. وجراء أزمة المحروقات المتفاقمة، يصدر كل يوم في لبنان تحذير من قطاع ما. وقد حذرت مستشفيات عدة خلال اليومين الماضيين من احتمال إغلاق أبوابها في حال لم يتوفر المازوت اللازم لتشغيل المولدات الخاصة. أما مؤسسة كهرباء لبنان فشرعت منذ أسابيع في تقنين قاس يصل إلى 22 ساعة في اليوم. لا تتوقف أزمة المستشفيات على المحروقات، بل تعاني أيضاً من هجرة الأطباء والممرضين ونقص حاد في الأدوية. ويقول المدير الطبي لمستشفى الجعيتاوي بيار يارد، «للأسف الدولة غائبة والسلطات لا تتحرك... منذ أشهر ونحن نصرخ أن المستشفيات في وضع صعب». تنقل عُدي خضر (26 عاماً) بين أربعة مستشفيات لتلقي العلاج، آخرها مستشفى الجعيتاوي. يجلس والده ممدوح في غرفة الطوارئ محاولاً قدر الإمكان ضبط أعصابه يترقب أي خبر من الأطباء عن ابنه، العسكري في الجيش، الذي ملأت الحروق جسده. ويقول ممدوح، «ابني قلبه طيب... وها هو يدفع ثمن الشح في المحروقات»، متسائلاً: «أين يذهب البلد؟ لماذا لا نتمكن من العيش براحة وأن نأكل ونشرب؟». «فليستقيلوا» يردد ممدوح في إشارة إلى المسؤولين في الدولة الذي يحملهم على غرار كثر مسؤولية الانهيار الاقتصادي الذي ينهش بالبلد من عامين. ويقول، «هل يحترق ابني فيما هم يخربون البلد؟».

إنقاذ مصير المرضى في أهم مستشفيات لبنان بعد تأمين كميات من الوقود..

الشرق الأوسط.. أكد المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت أن أزمة الوقود التي يعاني منها والتي كادت تودي بحياة عشرات المرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الصناعي في طريقها للانفراج. ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن المركز أن محطات المحروقات والجهات المعنية تجاوبت مع استغاثتهم، مشيرا إلى أن العمل جار لتأمين جزء من الوقود للمستشفى. وكان المركز الطبي قال في بيان أمس السبت، إنه سيضطر لإغلاق أجهزة التهوية وغيرها من المعدات المنقذة للحياة في أقل من 48 ساعة بسبب نقص الوقود في البلاد. وحث الحكومة ووكالات الإغاثة الدولية على تزويده بالوقود في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، حسبما أفادت شبكة «بلومبرغ».وجاء في بيان المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت «أن أربعين مريضاً بالغاً وخمسة عشر طفلاً يعيشون على أجهزة التنفس الصناعي، وسيموتون على الفور» إذا توقفت أجهزة التهوية الصناعية عن العمل، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ». ويمر لبنان بأزمة مالية متفاقمة منذ عام 2019، مما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية، وانهيار العملة، الذي دفع إلى ازدياد معدل التضخم ومحو المدخرات، بسبب تخلف حكومة لبنان عن سداد ديونها الدولية، وفشلها في اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتأمين الدعم الدولي لإخراج البلاد من كارثة اقتصادية. وفي هذا الإطار، قام البنك المركزي، يوم الخميس، بإلغاء دعم الوقود قائلاً: «إن الخطوة تهدف إلى معالجة مشكلة إمدادات الوقود». لكن هذه الخطوة تسببت في ارتفاع الأسعار وتفاقم مشاكل الإمدادات، حيث اتهم مستوردو ومالكو محطات الوقود، البنك المركزي، بالتباطؤ في فتح خطوط ائتمان، مما تسبب في نقص الوقود الذي أدى إلى إغراق الدولة في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء طوال ساعات اليوم.

ارتفاع حصيلة انفجار خزان وقود شمال لبنان إلى 28 قتيلاً..

الشرق الأوسط.. ارتفعت حصيلة القتلى جراء انفجار خزان الوقود في شمال لبنان إلى 28 شخصاً، وفق ما قال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة رضا موسوي، لوكالة الصحافة الفرنسية. وكانت حصيلة أولية للصليب الأحمر اللبناني أفادت بمقتل 20 شخصاً وإصابة نحو ثمانين آخرين في الانفجار الذي وقع في منطقة عكار بعد منتصف الليل، أثناء تجمع العشرات حول خزان وقود صادره الجيش اللبناني لتعبئة قواريرهم وسط أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد. في سياق متصل، أكد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة بلبنان اللواء الركن محمد خير، أن حادث انفجار صهريج الوقود الذي وقع الليلة الماضية في عكار شمال البلاد «كارثة»، ووجه نداء لكل المستشفيات المتخصصة بالحروق لإسعاف المرضى ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية عنه القول إن اتصالات تجري مع تركيا ومصر لنقل الحالات الخطرة إلى الخارج. وناشد وزير الطاقة «تزويد المستشفيات ومراكز الصليب الأحمر في الشمال بالكهرباء»، كما أكد أن ما حدث «كارثة حقيقية كانفجار بيروت». في غضون ذلك، دعا الرئيس العماد ميشال عون إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع ظهر اليوم في قصر بعبدا، للبحث في تداعيات انفجار الصهريج. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الكثير من الناس كانوا في موقع الانفجار في محاولة للحصول على وقود، في ظل ما تعانيه البلاد مننقص حاد.

حزب الله سعى لامتلاك نيترات الأمونيوم منذ عام 2010..

إيلاف.. مروان شلالا.. في 17ديسمبر 2010، نشر موقع "ستراتفور" الاستخباري تقريرًا نسبه إلى مصدر له في لبنان، تناول فيه سعي حزب الله إلى امتلاك مادة نيترات الأمونيوم على شكل سماد كيماوي، وهي المادة نفسها التي انفجرت كمية كبيرة منها في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت، وتحديدًا في العنبر 12 فيه، وهو العنبر المعروف بأنه تابع أمنيًا لـ "المقاومة"، الاسم المستعار لـ "حزب الله". صدر هذا التقرير ثانية ضمن ملفات ويكيليكس، التي بدأت بالظهور إلى العلن منذ 27 فبراير 2012. وما زال التحقيق في انفجار مرفأ بيروت مستمرًا، رغم مساعي حزب الله وأطراف أخرى مؤيدة له في الدولة اللبنانية لحرف التحقيق عن مساره بحجج عدة، ليس آخرها مسألة الحصانات النيابية التي يمسك بها عدد من المطلوبين للتحقيق، وصراخ حسن نصر الله، زعيم حزب الله، متهمًا قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار بتسييس التحقيق لاستهداف حزب الله.

-من الدرجة العسكرية: بحسب التقرير الأولي، أفاد مصدر لموقع "ستراتفور" في لبنان أن حزب الله يواجه صعوبة في الحصول على متفجرات "من الدرجة العسكرية" (military-grade explosives) مثل "سي 4" (C4) و"آر دي أكس" (RDX) من مصادر أجنبية، ما يجبره على الاعتماد بشكل أكبر على الإمدادات الخارجية من نيترات الأمونيوم (موجودة في الأسمدة). يقول المصدر نفسه إن إغلاق قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان للساحل اللبناني، والجهود السورية المتزايدة لقطع إمداد هذه المتفجرات يفسر هذا النقص. مع ذلك، لا ينذر تخزين حزب الله هذه المادة بالضرورة بالعنف على نطاق واسع في لبنان. بحسب المصدر نفسه، يدفع حزب الله لسوريا ضعف سعر السوق للأسمدة التي تمثل عنصرًا شائعًا في العبوات الناسفة التي تعتمد على نيترات الأمونيوم، واشترى ما يصل إلى 15 ألف طن من الأسمدة من منشأة البتروكيماويات الرئيسية في سوريا في حمص. تأخذ سوريا الأرباح وتشتري سمادًا أرخص من أوروبا الشرقية لاحتياجاتها المحلية. وبحسب "ستراتفور"، هذا يفسر إصرار حزب الله على أن يكون أحد أعضائه وزيراً للزراعة عندما كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يشكل حكومته في عام 2009. ويُزعم أن وزير الزراعة في حينه، حسين الحاج حسن، كان يشتري شحنات الأسمدة من سوريا لعملاء حزب الله الذين يرسلونها إلى مستودعات الحزب. وتذكيرًا، تولى حسين الحاج حسن وزارة الزراعة مرتين: الأولى، في حكومة الحريري من 9 نوفمبر 2009 إلى 13 يونيو 2011؛ والثانية، في حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي من 13 يونيو 2011 إلى 15 فبراير 2014.

-مزيج متوازن: وأوضح مصدر "ستراتفور" نفسه أن المتفجرات القائمة على الأسمدة تستخدم لبناء أنفاق في المناطق الجبلية ويتم الاحتفاظ بها احتياطيًا لاستخدامها ضد الدبابات الإسرائيلية إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وبالتالي، فإن التخزين الحالي يشمل التخطيط للطوارئ، حيث لا يريد حزب الله ولا إسرائيل صراعًا بينهما في هذا الوقت. يفرض بناء العبوات الناسفة القائمة على الأسمدة تحديات لا يفرضها استخدام العبوات الناسفة المتفجرة ذات الدرجة العسكرية. تتطلب العبوات الناسفة المرتكزة على الأسمدة مزيجًا متوازنًا من الوقود، مثل الديزل، لإنتاج خليط نيترات الأمونيوم/زيت الوقود (Ammonium Nitrate/Fuel Oil Mixture - ANFO)، وهو الذي يمكن أن يكون أساسًا للأجهزة المتفجرة القاتلة. تتطلب الأجهزة التي تحمل شحنة (ANFO) أيضًا شحنة أولية لبدء التفجير، تتكون عادةً من كميات صغيرة من المتفجرات العسكرية أو التجارية. استخدام خليط (ANFO)، إذًا، هو وسيلة لمضاعفة فاعلية الاحتياطيات الصغيرة من المتفجرات من الدرجة العسكرية أو التجارية.

"الإغاثة" اللبنانية تتواصل مع مصر وتركيا لنقل جرحى انفجار عكار..

إيلاف.. زار الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، مستشفى السلام في طرابلس، يرافقه المدير الدكتور غبريال السبع، حيث اطلع على أوضاع جرحى انفجار التليل في عكار. بعد الجولة، قال: "ما حصل في عكار كارثة كبيرة، ولا بد من أن تتكاتف كل الجهود من أجل مساعدة المصابين والتخفيف عنهم. من هنا أوجه نداء لكل المستشفيات المتخصصة بالحروق لإدخال الجرحى وتقديم الإسعافات اللازمة لهم". وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، أعلن "وجود اتصالات مع تركيا لإرسال الجرحى المصابين بحروق بالغة، وهناك تواصل مع المسؤولين في الجمهورية العربية المصرية لنقل الحالات الخطرة إليها". وناشد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر "تزويد المستشفيات ومراكز الصليب الأحمر في الشمال بالكهرباء والمازوت لتتمكن بدورها من القيام بواجبها تجاه الجرحى". وقال: "الانفجار كارثة حقيقية بكل ما للكلمة من معنى، ويشبه الى حد بعيد انفجار مرفأ بيروت. كل الأجهزة العسكرية والأمنية والإدارات الرسمية تعمل ميدانيا على الأرض لمساعدة المواطنين وإزالة ما خلفه الانفجار".وتمنى "إجراء تحقيق فوري وسريع لتحديد المسؤوليات وكشف ملابسات هذه الجريمة". وأوضح السبع أن "المستشفى استقبل أكثر من 30 جريحا، بعضهم في حال خطرة جدا"، لافتا الى ان "إمكانات المستشفى استنزفت بشكل كبير، وليس باستطاعته استقبال أي جريح"، شاكرا "كل المسؤولين والمؤسسات الذين قدمتوا مساعدات وأدوية، ولا سيما وزارة الصحة والطبابة العسكرية والهيئة العليا للاغاثة".

-بيان الجيش: صدر عن قيادة الجيش اللبناني ـــ مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخ 15 / 8 /2021 قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل- عكار كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين، ممّا أدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين. بوشرت التحقيقات بإشراف القضاء المختص لمعرفة ملابسات الانفجار". أضاف: "بتاريخ ١٥ / ٨ /٢٠٢١ أوقفت مديرية المخابرات قيد التحقيق المدعو (ر.أ) ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود بتاريخه في بلدة التليل-عكار، وأدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين". وكان جمع من الأهالي الغاضبين قد توجهوا إلى منزل صاحب الأرض التي يقوم عليها خزان الوقود الذي انفجر وأحرقوه، رغم محاولات قوة من الجيش اللبناني الحؤول دون ذلك.

-مجلس الدفاع الأعلى: إلى ذلك، استهل رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بتقديم تعازيه بضحايا انفجار مستودع المحروقات في بلدة التليل العكارية، وطلب من الأطقم الإسعافية والطبية والاستشفائية أعلى درجات الاستنفار لمواجهة تداعيات هذه الفاجعة. وقال عون: "الأزمات التي نمر بها وما ينجم عنها، يحثّنا جميعاً على عدم التهرّب من المسؤوليات الأخلاقية والإنسانية والدستورية التي تحتّم علينا اتّخاذ ما يلزم من تدابير لمواجهتها". وطالب عون من "السلطات القضائية المختصة بالإسراع في إجراء كافة التحقيقات التي من شأنها الكشف عن الملابسات والأسباب التي أدت الى وقوع الكارثة في التليل، ومحاكمة مسبّبيها ومن يقف وراءهم وفق القوانين المرعية الاجراء". وتابع, "لعدم تسييس المأساة التي وقعت في التليل واستغلال دماء الشهداء وحروق الجرحى لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نوايا مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة الى النظام ومؤسساته، كما ولإظهار اقصى درجات التضامن والوقوف الى جانب بعضنا البعض في هذه اللحظات الصعبة". من جهته قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب: "هذا الانفجار هو نتيجة الفساد الذي صار هو القاعدة في البلد، ودم الشهداء الذين سقطوا اليوم والجرحى، في رقاب كل الفاسدين الذين يحتكرون ويخزّنون ويهرّبون ويحرمون الناس". وتابع, "الكارثة التي حصلت اليوم في عكار أصابت كل لبنان، وتعطي إنذاراً لكل الذين باعوا ضميرهم ويشاركون في زيادة عذابات اللبنانيين".

لبنان.. محتجون يقتحمون منزل النائب طارق المرعبي في بيروت ويحطمون محتوياته..

روسيا اليوم.. أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن عددا من المحتجين أقدموا على اقتحام منزل طارق المرعبي النائب عن "تيار المستقبل" في عكار بالعاصمة بيروت، وتحطيم محتوياته. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق لحظة اقتحام المنزل، وأظهرت أسلحة وبطاقات بنكية ووثيقة سيارة من نوع "فيراري" داخل المنزل. وأمام منزل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، تجمع عدد من المحتجين وأقدموا على تحطيم واجهته وكتبوا على الجدران "عكار حرقوها نوابها". وتدخلت القوى الأمنية لتفريق المحتجين أمام منزل ميقاتي وقالت في بيان لها إن "كل من قام بالاعتداء على حرمة المنازل اليوم سيتم توقيفه وفقا للقانون ولن نتوانى مستقبلا عن ذلك". من جانبه، قال ميقاتي تعليقا على ما حدث أمام منزله: "رغم تفهمي لصرخة الناس وحقها في الاحتجاج فإن ما حصل أمام المبنى الذي أقطنه من أعمال شغب وتكسير ليس حركة احتجاجية سلمية بل هو تخريب مرفوض".

الملك عبد الله الثاني يوجه بتقديم أي مساعدة مطلوبة للبنان ويستقبل وزيرة الدفاع..

روسيا اليوم.. وجه العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، بتقديم أي مساعدة مطلوبة للبنان، بما في ذلك معالجة الجرحى في الأردن، على خلفية انفجار خزان وقود في مدينة عكار اللبنانية خلف عشرات الضحايا. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن "الأردن ينسق مع الأشقاء في لبنان بتوجيه من الملك عبد الله الثاني لتقديم أي مساعدة مطلوبة، بما في ذلك معالجة الجرحى في الأردن". وقال الصفدي في "تويتر": أحر مشاعر العزاء والمواساة إلى أشقائنا في لبنان بضحايا حادث تفجر خزان الوقود في عكار". وأضاف: "نقف مع أشقائنا بكل الإمكانات، وبتوجيه من جلالة الملك ننسق مع الأشقاء لتقديم أي مساعدة مطلوبة، بما في ذلك معالجة الجرحى في الأردن..رحم الله الضحايا وأنعم على الجرحى بالشفاء العاجل". هذا واستقبل الملك عبد الله الثاني وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، زينة عكر في قصر الحسينية بالأردن. وشدد الملك عبد الله على "ضرورة دعم مؤسسات الدولة والجيش في لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته"، مؤكدا أن "استقرار لبنان وازدهاره مهمان وأساسيان لازدهار المنطقة ونموها".

رسالة رئيس الجمهورية «ضلّت طريقها» إلى البرلمان

مصدر نيابي يؤكد أن مجلس النواب لن يغطي المس بالاحتياطي الإلزامي لدى مصرف لبنان

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... فيما يتدحرج الوضع في لبنان نحو الأسوأ، تأتي المجزرة التي ضربت بلدة التليل العكارية، وهي ثاني أكبر مجزرة حلت به بعد الزلزال الذي هزّ بيروت من جراء انفجار المرفأ، لتؤكد أن المنظومة الحاكمة تغرق في غيبوبة قاتلة أفقدتها القدرة على منع انهياره الذي ينذر باقترابه من الانفجار الشامل، من دون أن تأبه للتقارير الواردة إليها من قادة المؤسسات العسكرية والأمنية التي تحذّر من تفلّت الوضع، ما لم يتم الإفراج عن تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد لأنه لا يمكن الاستعاضة عن الحلول السياسية بحلول أمنية؛ خصوصاً أن ارتفاع منسوب التأزُّم قد يفقدها السيطرة على الوضع وتكون مضطرة للالتفات إلى القوى الأمنية للحفاظ على تماسكها وانضباطها. وبرغم أن تقارير قادة هذه المؤسسات تصل تباعاً إلى أركان المنظومة الحاكمة، وأحياناً يومياً، فإنهم لا يحركون ساكناً ويكتفون بدعوة المجلس الأعلى للدفاع للاجتماع من حين لآخر، من دون أن يتمكن من السيطرة على الوضع وقطع الطريق على إغراق البلد في مسلسل من الفوضى غير المسبوقة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية أن معظم السفراء يحثُّون رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي على ضرورة الخروج من لعبة كسب الوقت ويلحّون عليه بوقف رمي مسؤولية التعطيل على الآخرين. وسأل هؤلاء السفراء كيف أن عون يوفّق بين حديثه عن الأجواء الإيجابية التي تسود مشاورات تأليف الحكومة مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وبين إصراره على استحضار مادة خلافية بدعوته مجلس الوزراء للاجتماع لاتخاذ ما يلزم من قرارات «تأديبية» ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على خلفية امتناعه عن استخدام ما تبقى من الاحتياطي لدى مصرف لبنان لتغطية المضي في سياسة الدعم. وفي هذا السياق، كشف مصدر نيابي بارز أن رئاسة المجلس النيابي فوجئت بتسريب «المطبخ السياسي» في رئاسة الجمهورية لمعلومة فحواها أن عون بعث برسالة إلى الرئيس نبيه بري، مع أنه لم يتسلّمها، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن لا علم للأخير بهذه الرسالة التي ضلت طريقها إلى رئاسة المجلس في عين التينة أو في ساحة النجمة. ولفت إلى أنه لا مبرر لهذه الرسالة «الضائعة» طالما أن الرئيس عون تحدث عن تفاؤله بتشكيل الحكومة في غضون أيام معدودة، وقال إن من يبدي تفاؤله حيال لقاءاته مع الرئيس ميقاتي ليس في حاجة إلى تسطير مثل هذه الرسالة التي إن وصلت، فإن البرلمان سيجتمع بعد أسبوع من تاريخ وصولها للنظر فيها؛ خصوصاً أن التوقّعات من وجهة نظره تشير إلى أن تشكيل الحكومة دخل الآن في مرحلة الحسم. وأكد المصدر النيابي أن عون يخطئ إذا كان يعتقد أن البرلمان سيستجيب لما تعذّر عليه انتزاعه من مجلس الوزراء بعد إصرار دياب على عدم دعوته للانعقاد، وقال إذا كان عون يظن أن البرلمان سيبيح له استخدام ما تبقى من احتياطي لدى مصرف لبنان يعود في الأساس إلى أموال المودعين في المصارف فإن رهانه ليس في محله وسيكون النواب له بالمرصاد؛ خصوصاً أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كان أول من اعترض على استخدام الاحتياطي هذا قبل أن يقرر فتح النار على سلامة ويتناغم معه عون في حملته عليه. ورأى أنه من غير الجائز أن يوافق البرلمان على تشريع يراد منه المس بأموال المودعين لأنه يتعارض مع الدستور، وبالتالي من الأفضل لعون الانصراف لتشكيل الحكومة لاختبار نياته ومدى جدّيته بالتعاون مع الرئيس المكلف لتسريع تأليفها؛ خصوصاً أن هناك من يحدد يوم غد (الثلاثاء) لولادتها. وقيل للمصدر النيابي إن معظم المعنيين بملف تشكيل الحكومة يبدون تفاؤلهم، فأجاب بأنهم يبنون تفاؤلهم على تفاؤل ميقاتي وأن لا علاقة لهم بتفاؤل عون بعد أن انقلب على تفاؤله بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد بدلاً من أن يمضي بمشاوراته للوصول بتشكيل الحكومة إلى بر الأمان، هذا إذا ما قرر باسيل أن يطلق الضوء الأخضر لتسهيل تأليفها. وتوقف المصدر أمام محاولة عون للتفلُّت من التزاماته والانقلاب على تفاؤله من خلال المعلومات التي سرّبها المطبخ السياسي الذي يديره باسيل، وفيها أن الأجواء ما زالت إيجابية بين الرئيسين وأن عون فوجئ بالشروط التعجيزية الموضوعة من الفريق الأخير من دون أن يحدد من يقصدهم بوضع هذه الشروط. ويبقى السؤال؛ هل لا يزال ميقاتي على تفاؤله الحذر ومدى استعداد عون للمضي في مشاوراته بعيداً عن رفع الشروط، أم أنه يناور إيجابياً لاتهام خصومه بتأخير تشكيلها لعله يلتف على الضغوط الدولية التي تستهدفه وتحمّله وصهره باسيل مسؤولية نسف الجهود الرامية إلى إخراج تأليفها من التأزُّم الذي يحاصرها؟... فالرئيس عون - كما يقول خصومه - لم يعد يهمه سوى تأمين استمرارية إرثه السياسي بتعويم باسيل حتى لو اضطر للتموضع مجدداً في نفس الموقع الذي شغله قبل 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 واضطر بعد هذا التاريخ للجوء إلى السفارة الفرنسية تحت ضغط العملية العسكرية التي نفّذتها القوات السورية في حينه، واضطر لإخلاء القصر الجمهوري في بعبدا.



السابق

أخبار وتقارير.. «طالبان» على تخوم كابول... ومزار الشريف الاستراتيجية سقطت..طالبان تقتحم مطار شيندند وتستولي على مروحيات وأعداد كبيرة من المدرعات والعربات.."طالبان" تعلن سيطرتها على مزار شريف.. الأسلحة الأميركية غنيمة بيد «طالبان»..القوات البريطانية تبدأ الانتشار في أفغانستان..مليارات "طالبان".. من أين؟..كيف وصلت طالبان إلى أبواب كابول بهذه السرعة؟..هذه خسائر أميركا في حروبها الكثيرة..

التالي

أخبار سوريا... لجنة التفاوض في درعا تعلن تشكيل مركز تنسيقي للتفاوض وإيجاد حل سلمي.. خروقات لاتفاق وقف النار في درعا رغم الرعاية الروسية.. الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط طائرة مسيّرة له في سوريا.. التدهور المعيشي يدفع بعض السوريين إلى مناطق المعارضة...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,154,392

عدد الزوار: 6,757,571

المتواجدون الآن: 117