جنبلاط يتوقع تهجيراً لفلسطينيي الـ48 ومزيداً من الحروب في المنطقة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 شباط 2009 - 11:08 ص    عدد الزيارات 4926    القسم محلية

        


توقع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان تؤدي سيطرة المتطرفين الاسرائيليين على الحكم في اسرائيل الى «الاطاحة بالمبادرة العربية التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام» كما توقع «المزيد من الحروب في المستقبل، وأتوقّع تهجيرًا مكثّفًا لفلسطينيي 1948، وأتوقّع حلقة مفرغة من العنف، بفضل الدعم غير المشروط الذي تقدّمه الولايات المتّحدة لدولة اسرائيل».
ألقى جنبلاط مداخلة في دار السفارة الألمانية في إطار اجتماع للمكاتب الإقليمية لمؤسسة (فرديريش إيبرت) استهلها بالاشارة الى انه «أخيرًا، سيتمّ تشكيل المحكمة الدولية ابتداءً من الثاني من شهر آذار من هذا العام، مع الأمل بأن تحيل هذه المحكمة المجرم أو المجرمين أمام القضاء وتضع حدًّا للاغتيالات السياسية في لبنان. قد تشكّل هذه المحكمة، في حال نجحت في تحقيق مهامّها بعيدًا عن التدخّلات السياسية، سابقة في الأمم المتّحدة لجهة وقف الاغتيالات السياسية كافة. بذلت ألمانيا جهدًا كبيرًا على مختلف الأصعدة لارساء هذه المحكمة، وهنا، اسمحوا لي بتوجيه تحية خاصة إلى دتليف ميليس الذي قام بعمل جبّار في ظروف في غاية التعقيد والخطورة، آملاً أن يكون الذين خلفوه تحلوا بنفس الجدارة في عملية التحقيق».
وحول مزارع شبعا رأى انه «لا يمكن لهذه المسألة أن تحلّ ما لم توافق سوريا على التصديق مع الحكومة اللبنانية على تحديد وترسيم حدود هذه الأرض حتى تدرج ضمن القرار .425 فحتّى يومنا هذا،  يندرج هذا الجزء من الأرض، المسمّى بالأرض اللبنانية، في إطار القرار 242، ويتفادى السوريون التصديق الرسمي على الحدود لكي يبقى مستقبل لبنان تحت رحمتهم، وليحتفظوا بورقة مقايضة يستخدمونها في مفاوضاتهم مع اسرائيل على حساب مستقبل لبنان وسيادته «.
وفي شأن قواعد الفلسطينيين خارج المخيّمات قال ان «هذه قواعد سورية مليئة بالأسلحة وببعض المنشقّين الفلسطينيين وبجميع أشكال العناصر غير المعروفة التي تتسلّل إلى لبنان بدون أيّ إمكانية لمنع وصولها إلى البقاع وبيروت وأي منطقة أخرى. ووحده الضغط الدولي على سوريا قد يكون الحل الفعّال، أو ربما إرسال مراقبين اوروبيين إلى هذا البلد أو عدم إقرار للشراكة السورية الاوروبية. إن إرسال الموفدين والشخصيات من اوروبا واميركا إلى دمشق يشجّع الأسد ويمنحه شعورًا بالاطمئنان، عبر إعطائه مصداقية على حساب سيادة لبنان واستقراره «.
وتطرق جنبلاط ايضا الى موضوع السجناء السياسيين في سوريا والمفقودين اللبنانيين، ولدى تطرقه الى موضوع «تبادل الأسرى أو الجثث» قال: اهتمّت السلطات الألمانية بهذه المشكلة وحقّقت نجاحًا في عملية تبادل الأسرى الأخيرة، ولكنّها أغفلت أو امتنعت عن التفاوض مباشرة مع الدولة اللبنانية، في حين كان عليها اعتبار هذه الدولة المسؤولة الوحيدة في المفاوضات، بدل الاستعاضة عنها بأطراف أخرى. في حال طرأت أيّ أحداث جديدة على هذا الصعيد، أتمنّى على السلطات الألمانية أن تأخذ ملاحظتي بعين الاعتبار.
وبعد ان سجل «الفشل الذريع لمسار برشلونه في جميع الميادين وخاصة في تعميم ثقافة حقوق الانسان واحترامها على ضفتي البحر الابيض المتوسط» انتقل للحديث عن «حزب الله» فقال: منذ أن تمّ اصدار القرار 1559 في أيلول 2004، ومطالبته بنزع أسلحة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، أجمعنا على أنّه لا يمكن حلّ هذه المسألة إلاّ من خلال الحوار. والحوار سارٍ حول هذا الموضوع. ناهيك عن أنّ الخروقات الجوية الاسرائيلية المتكرّرة هي خرق لسيادتنا وعائق أمام حوارنا الداخلي. هدفنا الأساسي هو وضع الجهاز العسكري للمقاومة تحت سيطرة الجيش اللبناني والدولة، آخذين بعين الاعتبار الظروف الاقليمية و خصوصية أمن قياديي حزب الله والمسؤولين فيه.
وعلى الصعيد الفلسطيني قال جنبلاط في مداخلته: إنّ الهجوم الاسرائيلي الأخير على غزة غير مبرّر، ويجب أن يعتبر جريمة ضدّ الانسانية. فهو يذكّرني بانتفاضة وارسو الثانية والمجزرة التي ارتكبها الغيستابو، وإنّما هذه المرّة،  الغيستابو هم ورثة معتقل اوشفيتز والناجون منه.
يجب محاكمة باراك وليفني وأولمرت باعتبارهم مجرمي حرب. وهنا أشير إلى أنّني أخجل لكوني عضوًا في الاشتراكية الدولية التي عجزت عن إدانة الجرائم الاسرائيلية واكتفت ببيانات عابرة طوال فترة الهجوم الاسرائيلي.
يبدو أنّ زمن ويلي برانت قد ولّى إلى غير رجعة . ففي العام 1982، خلال الحصار الذي فرضته اسرائيل على بيروت، دعم برانت الشعبين اللبناني والفلسطيني عبر ارسال وفد من الاشتراكية الدولية، ترأسّه في ذلك الوقت رئيس وزراء البرتغال ماريو سواريز وقد ندّد الوفد بالحصار والقصف الاسرائيليين.
أضاف: الاتّجاه السائد في فلسطين والأراضي المحتلّة وغزّة، والأحداث الجارية في فلسطين والأراضي المحتلّة وغزّة والانتخابات التي أوصلت الراديكاليين إلى الكنيست ستقضي على ما تبقّى من خريطة الطريق التي فشل في تنفيذها «بإتقان» كل من طوني بلير واللجنة الرباعية. كما أنّها ستطيح بالمبادرة العربية التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام. أتوقّع المزيد من الحروب في المستقبل، وأتوقّع تهجيرًا مكثّفًا لفلسطينيي 1948، وأتوقّع حلقة مفرغة من العنف. بفضل الدعم غير المشروط الذي تقدّمه الولايات المتّحدة لدولة اسرائيل، سنرى ما سيكون بوسع اوباما القيام به. أما بالنسبة لاوروبا فآن الاوان أن تتخلّص من عقدة الهلوكوست لتتمكن من القيام بدور حيادي وفعال. في حال سارت الأمور بهذا الاتجاه ستتفاقم الكراهية تجاه العرب والمسلمين وتتصاعد النزعة المعادية للسامية في مجتمعاتكم التي ما زالت تتّسم بالتسامح حتّى الآن.
وختم قائلا: على سبيل الفكاهة، باسم الاشتراكية الدولية، أو الواقعية الاشتراكية، أدين الامبريالية الآخذة في النمو في بعض الأوساط الألمانية، والتي أدّت إلى هدم جدار برلين في جمهورية المانيا الديمقراطية السابقة وإلى إزالة المعلم الأثري الفريد وهو قصر الجمهورية.
وكان جنبلاط ، قد استقبل في منزله في كليمنصو امس، سفير قطر سعد بن هلال المهندي، وبحث معه في التطورات. واستقبل ايضا، العلامة السيد علي الأمين، وبحث معه في التطورات الراهنة.
كما استقبل مساء أمس الاول، مستشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي الآن ماكوفسكي بحضور السفيرة الاميركية في لبنان ميشال سيسون، واستبقاهما الى مائدة العشاء،حيث جرى عرض لآخر التطورات الراهنة.
وتلقى جنبلاط برقية تعزية باستشهاد المواطن لطفي زين الدين من النائب السابق حسين يتيم. وأبرق معزيا الرئيس المصري محمد حسني مبارك بالضحايا الذين سقطوا في التفجير الارهابي الاخير في مدينة القاهرة، ومستنكرا العملية الارهابية.


المصدر: جريدة السفير - العدد 11229

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,116,133

عدد الزوار: 6,753,951

المتواجدون الآن: 114