عيد «مار مارون» احتفالية على طول الخط من بيروت إلى... براد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 شباط 2010 - 6:23 ص    عدد الزيارات 3193    القسم محلية

        


| بيروت - من ليندا عازار |

... من وسط بيروت الى براد في حلب (سورية)، خطّ جغرافي يختلط فيه السياسي والديني اللذين يجمع بينهما «خيْط» عنوانه الاحتفالات بالذكرى الـ1600 لوفاة القديس مارون التي جاءت لتظهّر مشهداً يتمّ التعاطي معه على انه انقسامي داخل «البيت الماروني» في لبنان بين رأس الكنيسة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وبين زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون.
فاليوم يترأس البطريرك صفير للمرة الأولى قداس «مار مارون» في كاتدرائية مار جرجس المارونية بوسط بيروت مطلقاً الاحتفالات بالمئوية الـ 16 لوفاة شفيع الطائفة المارونية، بحضور رئاسي يشمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسيْ البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري او مَن ينوب عنهما، وأقطاب سياسيين موارنة وجموع من المؤمنين.
وفي براد، حيث يُعتقد ان رفات القديس مارون موجودة، يقام اليوم ايضاً قداس احتفالي يترأسه رئيس أساقفة حلب للطائفة المارونية المطران يوسف أنيس أبي عاد ويشــارك فيه العــــماد عون ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية و«حشود شعبية» من مناصريهما. ولم تستبعد مصادر عدة ان يحضر الرئيس السوري بشار الأسد هذه المناسبة في رسالة ستحمل أكثر من دلالة.
وفيما غادر «الجنرال» بيروت امس على متن طائرة خاصة حملت معه ايضاً الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود وعدداً من نواب «التيار الحر» ووزرائه وتوجّهت «الحشود الشعبية» من مناصريه عبر الباصات، يُنتظر ان يشهد وسط بيروت مشهداً جماهيرياً عملت قوى «14 مارس» على التمهيد له وإن «بالحدّ الأدنى» لملاقاة رأس الكنيسة المارونية، وسط اعتبار اوساط في فريق الأكثرية ان العماد عون، الذي يعتبر نفسه «المرجعيّة الاولى» للموارنة سياسياً، تعمّد الاحتفال بعيد القديس مارون في سورية لتوجيه رسالة بأن «زعامته» لها مرتكز «ديني» وذلك بمعزل عن «مبايعة» البطريرك صفير له، هو الذي يسود علاقته معه فتور «مزمن» على خلفية التموضعات السياسية لـ «الجنرال» وخياراته الاقليمية ومحاولته أخذ المسيحيين الى مواقع لا تنسجم مع «تاريخهم، بحسب الاوساط نفسها التي ذكّرت بان رأس الكنيسة المارونية كان اعلن قبل ايام انه لن يزور سورية «إلا وطائفتي معي».
الا ان القيادي في «التيار الحر» الوزير السابق ماريو عون يرفض إعطاء زيارة العماد عون لسورية، وهي الرابعة له منذ ديسمبر 2008? اي بُعد «انقسامي»، ويردّ في حديث الى «الراي» على القائلين بان وجود «الجنرال» في حلب للاحتفال بالذكرى 1600 لوفاة القديس مارون يعطي انطباعاً بانه اصبح هناك «موارنة سورية» و«موارنة لبنان»، قائلاً: «لا يمكن وضع زيارة العماد عون في هذا الاطار، فهي تقررت من دون اي خلفية وسبق للجنرال ان زار براد (العام 2008 ) وزيارته الحالية هي تكملة للزيارة الاولى، وهي مناسبة لقيامه مع وفد من المؤيدين ومَن رغب من المسيحيين بالاحتفال بالمئوية 16 لوفاة مار مارون وذلك من دون اي خلفية انقسامية، بدليل ان العماد عون طلب من قيادات في «التيار» وبعض مسؤوليه المشاركة في قداس كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت». اضاف: «في الواقع، دائماً في لبنان يحلو للاعلام الذهاب بعيداً في تفسيراته فيتعاطى مع زيارة العماد عون وكأنها تعبير عن الانقسام المسيحي - المسيحي وهو امر غير وارد في ذهن الجنرال الذي تحدثت معه في الامر. وها انا ما زلت هنا ولم اذهب الى براد وقد اشارك في قداس مار جرجس للاحتفال بهذه المناسبة». ونسأله: غالباً ما كان للعماد عون تحفظات عن دور الدين في السياسة، في حين نجد انه انطلاقاً من موقعه السياسي يحرص على القيام بدور ديني، هل يحاول اخذ دور البطريرك في زيارته لحلب؟ فيجيب: «العماد عون زعيم سياسي في لبنان وليس بطريركاً ولم يطرح هذا الموضوع في اي مرحلة، لكنه ابن الكنيسة الكاثوليكية ويحرص على اظهار صورته كابن الكنيسة من خلال ذهابه للصلاة في هذه المناسبة، فمار مارون هو شفيع الكنيسة المارونية التي ينتمي اليها «الجنرال»، فلا يمكن وضع الامر وكأنه محاولة، لا سمح الله، لسلب الموقع الديني للبطريرك صفير، علماً اننا نؤكد دائماً تعلقنا ببكركي (مقر البطريركية) كمرجع كنسي ووطني ايضاً». وماذا عن قول خصوم «الجنرال» انه لو ذهب الى «مار جرجس» لكان «واحداً من الكل» في حين ان وجوده في براد يجعله «الاول بين الكل»، فيجيب: «لا ادري من اين يأتون بهذه التوصيفات. العماد عون على المستوى السياسي في لبنان يمثل اكثر من خمسين في المئة من المسيحيين ولا يضع نفسه في مقارنة مع احد على صعيد التمثيل السياسي للمسيحيين. ولو كان الجنرال في لبنان في هذه المناسبة لكان لبّى دعوة البطريرك وذهب الى كنيسة مار جرجس كسائر الزعماء المسيحيين». وهل يعتقد ان البطريرك صفير كان يفترض ان يكون في سورية في هذه المناسبة؟ أجاب: «هذا الموضوع يعني البطريرك كراع للكنيسة المارونية. يمكن ان يقرر القيام بزيارة من هذا النوع في مراحل لاحقة».
وعشية ترؤسه قداس «مار مارون» استقبل صفير وفدا من الامانة العامة لقوى الرابع عشر من مارس للتهنئة بالعيد وكانت مناسبة للتطرق الى بعض الاوضاع العامة في البلاد.
وبعد اللقاء، قال النائب عمار حوري باسم الوفد: «كانت فرصة لتأكيد مواقف غبطته الوطنية والكريمة والتي تعبّر دائما عن العيش المشترك وعن القناعة بنظامنا الديموقراطي وبكل ما يحمي الحريات ويحفظ مسيرة السلم الاهلي، وكالعادة كان هناك عرض من غبطته لمقتضيات المرحلة بما يعبر عن هذا التوجه».
وأمام وفد من «القوات اللبنانية» تمنى البطريرك «ان يحافظ هذا البلد على حرياته مثلما كان سابقا»، وقال: «رغم من كل الصعوبات يبقى لبنان لابنائه ولكن يجب ان يعرف ابناؤه قيمة هذا الوطن ويعملوا على سبيل المحافظة على قيمه، كل قيمه».
وكان صفير وجّه رسالة الصوم ويوبيل السنة 1600 على وفاة مار مارون، معلناً فيها «أن المارونية هي التعبير الأهم عن استقلالية الموارنة وهي أفق حياتهم الوحيد»، مشيرا الى «أن الموارنة خصوصا والمسيحيين اللبنانيين عموما عملوا لتحقيق هدفين متلازمين على امتداد تاريخهم هما إقامة لبنان الدولة والكيان والمحافظة عليه وتثبيت نهائيته وتأكيد حضورهم فيه ومن ثم القيام بدور أساسي وفعال داخل هذا الكيان».
وشدد على أن لبنان قبل كل شيء وبعد كل شيء هو ميثاق من أجل قضية «هذا الميثاق بين الطوائف اللبنانية هو في جوهره فعل ارادة وفعل حرية في آن، إنه تجديد لقيم روحية متفاعلة، إنه مسألة تنمية وترقية للانسان اللبناني - العربي - المشرقي وليس مجرد تسوية ثنائية كما يتوهم البعض».
أضاف: «لبنان الرهان ليس على الأرض فقط بل على القضية الإنسانية التي يطرحها وجودنا المميز والذي لا شبيه له في صيغ العالم»، مؤكدا أن لبنان ليس ميثاقا ثنائيا بين مسلمين ومسيحيين بل ميثاق أقليات حضارية تقمصت في طوائف بشرية». وختم: «ان وجودنا مبني على الميثاق، والميثاق فعل وفاء وثقة وبهذا نثبت ذاتنا ولا نطلب ضمانة من أحد».
ولفت امس اعلان عضو المكتب السياسي في تيار «المردة» فيرا يمين ان «المشاركة في القداس في براد بسورية لا تحمل اي رسالة الى البطريرك الماروني»، مشيرةً الى اننا «كنا نتمنى على صفير أن يكون على رأس هذه الوفود في زيارة الحج الى قبر القديس مارون».
وإذ لفتت إلى «أن البطريرك الماروني يعلم أن الكلام السياسي الذي يطرحه قد يستدعي كلاما آخر انطلاقا من حق الرد»، علقت على قول صفير انه لا يذهب إلى سورية إلا مع طائفته متسائلة: «اليس الذاهبون الى حلب اليوم من طائفة البطريرك؟ هل يقصد أننا لسنا من طائفته؟».
ورأت يمين أنّ حديث صفير يوحي «وكأنه هو بطريرك على جزء من الطائفة وهذا ما لا تقبل به الطائفة وهذا ليس دور الكنيسة التاريخي ولا دور البطريرك التاريخي».
 
 
 

 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,948,535

عدد الزوار: 7,049,146

المتواجدون الآن: 81