سليمان في دائرة استهداف "8 آذار"

تاريخ الإضافة الجمعة 16 كانون الثاني 2009 - 1:20 م    عدد الزيارات 4953    القسم محلية

        


دقيقة صمت في مجلس الوزراء المنعقد في السراي مساء الخميس حداداً على ارواح غزة. (دالاتي ونهرا)
إستمرار الحرب في غزة و"حرب القمم" العربية والانقسام الحاصل في المنطقة ما بين المحور السوري- القطري والمدعوم ايرانياً وتركياً من جهة والمحور السعودي - المصري بالإضافة الى دول الاعتدال العربي من جهة أخرى، زاد من حدة الضغوط على الساحة اللبنانية أمس ومن المواجهات السياسية المحلية التي بلغت حدّ الهجوم المباشر من قبل قوى "8 آذار" على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في محاولة لجعله طرفاً في الاصطفاف الداخلي من جهة والاقليمي من جهة أخرى. فبعد الهجوم "المبرمج" على كلام سليمان عن كتلة نيابية وسطية والحملة العنيفة التي شنتها عليه وسائل اعلام قوى "8 آذار" في الساعات القليلة الماضية، اطلق جمهور "8 آذار" خلال تظاهرة امام السفارة الاميركية في عوكر شعارات "منظّمة" ضد سليمان للمرة الاولى منذ انتخابه دعته الى "عدم التخلي عن القضية" واتهمته "بالعمالة للأميركان"، وصولاً الى حد المطالبة بـ"العودة الى ايامك يا لحود". واللافت كان مشاركة "حزب الله" سياسياً للمرة الاولى في التظاهرة عبر حضور عضو مكتبه السياسي محمود قماطي الذي القى كلمة بالمعتصمين.

ومساء توجه الرئيس سليمان الى الدوحة، وأوضح بيان رئاسي ان هذه الخطوة هي "تنفيذ لكتاب الموافقة على المشاركة في القمة الاستثنائية الطارئة، وفي حال لم يتأمن النصاب القانوني فان فخامة الرئيس سيشارك في اي لقاء رئاسي او تشاوري في قطر". وحضرت هذه الخطوة بقوة على طاولة مجلس الوزراء في جلسته العادية في السرايا مساء امس. وأوضحت مصادر وزارية لصحيفة "النهار" ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أعلن في مستهل الجلسة ان الرئيس سليمان اتصل به وأعلمه باتصال امير قطر به ودعوته اياه الى المشاركة في اجتماعات تشاورية في الدوحة. واعتبر السنيورة ان لقاء الدوحة هو تشاوري باعتبار ان شروط عقد القمة العربية الطارئة لم تتوفر. وانقسمت آراء الوزراء حيال هذه المشاركة، لكن مصادر وزارية في فريق الغالبية قالت ان هذا الفريق لا يعتزم اتخاذ موقف من مشاركة رئيس الجمهورية قبل بلورة طبيعة الاجتماعات التي ستعقد اليوم في الدوحة، خصوصا انه يبدو ان هناك من أراد الضغط على رئيس الجمهورية عبر حملة مبرمجة بدأت صباح امس واستمرت مع تظاهرة عوكر. ولاحظت مصادر "النهار"ان هذه الحملة سعت، في جانب منها، الى افتعال مشكلة بين رئيس الجمهورية والأكثرية الأمر الذي تنبهت اليه الاكثرية على رغم تحبيذها عدم مشاركة لبنان في "قمة محورية" على ما لمح اليه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أمس.

وكان اليوم العشرون من الأيام الأعنف في الحرب على غزة، حيث نجحت اسرائيل في اول عملية اغتيال لأحد قادة "الصف الاول" في حركة "حماس" وزير الداخلية سعيد صيام مع ابنه وشقيقه وثلاثة اشخاص آخرين في غارة جوية على منزل مستأجر في مخيم جباليا. وتعهدت "حماس" الانتقام لمقتله، داعية الى "يوم غضب" اليوم في الضفة الغربية والقدس. وفي آخر حصيلة للضحايا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء بلغ 1105شهداء، فيما تجاوز عدد الجرحى 5130 معظمهم من المدنيين. ولم توفر الهجمات الاسرائيلية مستودعات وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الأونروا" في مدينة غزة والتي التهمت النيران فيها مساعدات الإغاثة.

وفي وقت تشهد الدوحة اليوم "قمة عربية بمن حضر" في حال لم يتوفر النصاب القانوني، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي عربي، عقد زعماء مجلس التعاون الخليجي قمة استثنائية في الرياض امس تلبية لدعوة السعودية في حضور زعماء الدول الست الاعضاء باستثناء سلطان عمان قابوس بن سعيد.  واشاد المجتمعون بالجهود التي تقوم بها كل الدول العربية لمعالجة الوضع في غزة، واتفقوا على أن تعرض هذه الجهود في قمة الكويت وذلك تحقيقا للأهداف المرجوة. وصرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي بأن كل دول الخليج أيدت المبادرة المصرية. وأمل ان تنعكس مشاورات قادة دول مجلس التعاون الخليجي في هذه القمة، على المحادثات المرتقبة في قمة الكويت الاسبوع المقبل. وعن النتائج الملموسة للقمة الخليجية اوضح ان ابرز النتائج وحدة الموقف والعمل معا لانجاح قمة الكويت المقبلة واعادة اللحمة الى الصف الخليجي لمتابعة هذه الازمة، مشيرا الى ان هذه القمة أضفت جوا من التفاهم والوئام بما ينعكس ايجابا على قمة الكويت المقبلة. ورداً على سؤال، أجاب ان قمة الدوحة لم يكن هناك نصاب لانعقادها، لافتا الى ان ما كان سيطرح في القمة الاستثنائية في قطر سيطرح في قمة الكويت. ونقل مصدر مطلع عن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز عبر صحيفة "السفير" ان بلاده "ترفض عقد أي قمة تكون بمثابة قمة منابر وقمة نضال امام الميكروفونات". وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الموجود في  الكويت لحضور الاجتماعات التمهيدية لقمة الكويت الاثنين، ان الزعماء العرب سيعقدون اجتماعا رسميا وليس تشاوريا في الكويت للبحث في الوضع في غزة. ويتضمن جدول أعمال قمة الدوحة جلسة افتتاحية تبدأ عند الساعة العاشرة صباحاً، على أن يليها اجتماع مغلق، وتختتم بمؤتمر صحافي لإعلان البيان الختامي، الذي يرجح أن يتضمن بحسب "السفير" المقترحات التي طرحها أمير قطر في كلمته المتلفزة، أمس الأول، وأن يترك انطباعاً بأن الدول الـ13 المشاركة قررت الذهاب إلى قمة الكويت الاثنين المقبل بموقف موحد.

في هذا الوقت، تتواصل المساعي في القاهرة لانجاح المبادرة المصرية. وبعد ساعات من عودة المبعوث الاسرائيلي عاموس جلعاد من القاهرة حيث اطلع على رد "حماس" على المبادرة المصرية، اعلنت رئاسة الوزراء الاسرائيلية في بيان ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت قرر ارسال وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الى الولايات المتحدة "على وجه السرعة لتوقيع اتفاق اسرائيلي - اميركي يهدف الى معالجة قضية تهريب الاسلحة"، وهو احد شروط اسرائيل لوقف هجومها المتواصل على غزة. وقالت مصادر عربية في القاهرة متابعة للمبادرة المصرية لـ"السفير" أن جلعاد، حمل معه من القاهرة أمس ما يمكن وصفه بـ"رزمة أفكار" تتضمن اقتراحات جديدة، تنطلق من روحية المبادرة المصرية، وتتضمن اقتراحا بصيغة هدنة أقل من سنة، واذا جرى الالتزام بها، يمكن عندها الاتفاق على تجديدها واذا لم يلتزم تسقط حتى قبل أن تكتمل الهدنة بمرحلتها الأولى.  وقالت المصادر لـ"السفير" أن هذه الصياغة جاءت بعد أن رفضت "حماس" الاقتراح المصري الأخير بالتعهد بهدنة لمدة سنة تتجدد تلقائيا (كل سنة) من دون الاشارة الى طبيعة الالتزام الاسرائيلي، فيما كان جلعاد يقترح هدنة طويلة الأمد. غير أن "عقدة العقد" تمثلت في الصياغة المتصلة بموضوع وقف تهريب السلاح الى قطاع غزة، حيث بدا أن موضوع القوات الدولية مرفوض من المصريين و"حماس" بينما الجانب الاسرائيلي يريده، ويريد معه اقامة حاجز اسمنتي بعرض 12 كلم وعمق ثلاثين مترا بين غزة والأراضي المصرية، من أجل وضع حد نهائي لقضية الأنفاق، ورد عليه عمر سيلمان بأن "ده ما ينفعش حتى لو حفرت بعمق ستين مترا"!


المصدر: موقع لبنان الآن

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,050,275

عدد الزوار: 6,749,931

المتواجدون الآن: 110