المأزق الروسي في سوريا

تاريخ الإضافة السبت 30 حزيران 2012 - 5:42 ص    عدد الزيارات 393    التعليقات 0

        

 
عبد الكريم أبو النصر

المأزق الروسي في سوريا

 

"تواجه القيادة الروسية مأزقاً في تعاملها مع الأزمة السورية يدفعها الى قبول التخلي عن الرئيس بشار الأسد في المحادثات المغلقة مع الزعماء الغربيين البارزين، وقت تصدر عنها مواقف وتصريحات علنية متناقضة تتعلق بمصير الرئيس السوري ومستقبل نظامه. لكن الأمر الجوهري هو ان موافقة القيادة الروسية غير المعلنة على رحيل الأسد ضمن اطار تسوية شاملة للأزمة هي التي سمحت ببدء المفاوضات الجدية بينها وبين المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين وبمواصلتها من أجل انجاز مشروع حل متكامل ينقذ سوريا من الحرب الداخلية المدمرة. ذلك ان الدول العربية والاقليمية والغربية البارزة والمؤثرة مصممة على رفض أي مشروع يسمح ببقاء الأسد ونظامه بتركيبته الحالية لأن رحيل الرئيس السوري والمرتبطين به ضروري لبدء المرحلة الانتقالية التي ستشهد تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تشرف على الانتقال السلمي، من طريق الحوار والانتخابات الحرة والشفافة، الى نظام ديموقراطي تعددي يحقق المطالب الحيوية المشروعة للسوريين". هذا ما أدلت به مصادر ديبلوماسية غربية في باريس وثيقة الاطلاع على الاتصالات والمحادثات الدولية - الاقليمية الجارية في شأن سوريا.
وأوضحت ان الموقف الروسي الحقيقي الذي اطلع عليه المسؤولون الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون يتلخص بالآتي: "تدرك القيادة الروسية ان الأسد لن يستطيع أن ينتصر وأن يبقى في الحكم، وتعلم انها ليست قادرة على انقاذه ومنع انزلاق سوريا الى حرب أهلية مدمرة لأنها تستطيع مساعدته عسكرياً لكنها عاجزة عن مساعدته سياسياً وعن ايجاد الحل السلمي المناسب للأزمة من غير أن تتعاون وتتفق مع الدول الغربية والاقليمية البارزة المعادية للرئيس السوري. فالحل ليس في أيدي القيادة الروسية التي لن تستطيع ضمان مصالحها في سوريا وتحقيق الاستقرار في هذا البلد وعقد أي اجتماع دولي لتسوية الأزمة واحراز تقدم سلمي من غير التفاهم مع أميركا أولاً ثم مع الدول الغربية والاقليمية البارزة المعنية مباشرة بالأمر، مما يتطلب منها أن تدفع ثمناً سياسياً وأن تقدم تنازلات لانجاز هذا التفاهم. ويؤيد الروس سراً رحيل الأسد لأنه خسر المعركة الداخلية والخارجية وأوصل سوريا الى حافة الحرب الأهلية وصار معزولاً اقليمياً ودولياً على أوسع نطاق، لكنهم يواصلون دعمه عسكرياً ويرفضون الى الآن المطالبة علناً باستقالته كما تريد واشنطن، ليس لأنهم يريدون حمايته وانقاذه بل لأنهم يريدون المساومة عليه وتعزيز موقعهم التفاوضي مع الغرب اذ يعلمون جيداً ان التمسك بالنظام السوري الى ما لا نهاية يضعفهم اقليمياً ودولياً وينعكس سلباً على دورهم ومصالحهم ويمنع انجاز أي اتفاق لحل الأزمة. ويدرك الروس أيضاً أنهم سيتحملون مسؤولية سقوط سوريا في الحرب الأهلية ذات الانعكاسات الخطيرة على الأمن والسلم الاقليميين اذا لم يتفقوا مع الغربيين على مشروع موحد لحل الأزمة يستند الى ركيزتين رئيسيتين هما: رحيل الأسد والمتورطين معه في الحرب واجراء تغيير جذري في تركيبة النظام يشمل تقاسم السلطة بين السوريين على أسس جديدة تضمن حقوق الغالبية والأقليات معاً وقيام دولة مدنية ديموقراطية تحقق المساواة بين مواطنيها".
وقال لنا مسؤول أوروبي مطلع: "ان موقف روسيا حرج وصعب وضعيف لأنها تملك ورقة الحرب في سوريا وليس ورقة السلام والاستقرار. ويدرك الرئيس فلاديمير بوتين هذا الواقع، لذلك بات يدعم علناً الانتقال السلمي للسلطة في سوريا الى نظام ديموقراطي تعددي مما يعني الموافقة على تغيير نظام الأسد". وأضاف: "روسيا اقترحت في المفاوضات السرية مع الغربيين أن يتولى السلطة موقتاً وبعد رحيل الأسد مجلس عسكري وتريد أن يتحقق التغيير في سوريا من طريق مفاوضات اقليمية - دولية يشارك فيها أطراف سوريون يتمتعون بصفة تمثيلية ومقبولون لدى الدول المعنية، على أساس أن تؤدي هذه المفاوضات الى وضع خطة مشتركة بالتعاون مع المبعوث الخاص المشترك الدولي - العربي كوفي أنان تحدد الخطوات والاجراءات الضرورية لوقف الحرب الداخلية واخراج البلد من مأزقه الخطير ومساعدة شعبه على اقامة النظام الذي يحقق تطلعاته وأهدافه المشروعة. وهذه الأمور كلها هي محور المفاوضات السرية الجارية بين روسيا والدول الغربية والاقليمية البارزة المعنية بالأزمة وهي تعكس تطوراً مهماً في الموقف الروسي يترافق مع تصريحات علنية متناقضة ستظل تصدر عن موسكو الى أن تتفق هذه الدول على الحل المنشود".

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,414,849

عدد الزوار: 7,100,639

المتواجدون الآن: 177