أسئلة سورية الى حكومة ميقاتي: ماذا لو فرّ الارهابيون الى عندكم؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 آذار 2012 - 6:53 ص    عدد الزيارات 397    التعليقات 0

        

 

أسئلة سورية الى حكومة ميقاتي: ماذا لو فرّ الارهابيون الى عندكم؟
دمشق تكفر بالنأي بالنفس: الحرب مفتوحة علينا من لبنان
جريدة السفير..نبيل هيثم
«ما بعد بابا عمرو ليس كما قبله».
تلك هي الخلاصة التي ينتهي اليها مسؤول سوري في معرض تقييمه للتطورات السورية الأخيرة. يتحدث المسؤول السوري بلغة قاطعة أن معركة بابا عمرو في حمص، «تعتبر نقطة مفصلية في مسار الحدث السوري»، وفي الآتي من الايام، سيتكرّر المشهد نفسه في المناطق التي تسيطر عليها ما يصفها المسؤول السوري «المجموعات الارهابية، إن في إدلب أو في منطقة القصير بالقرب من الحدود مع لبنان وكذلك في الحصن حيث تتجمع مجموعات متعددة الجنسيات».
«أهمية معركة بابا عمرو ـ يضيف المسؤول السوري ـ لا تنحصر فقط بالإنجاز الميداني الذي حققه الجيش السوري على الارض بإعادة هذه المنطقة الى كنف الشرعية السورية، بل في كونها أعادت تأكيد هيبة المؤسسة العسكرية ورفعت معنويات العسكريين وعززت إمساك النظام بزمام المبادرة واندفاعته نحو استكمال تحرير المناطق الاخرى التي تتحصن فيها تلك المجموعات».
واذا كان المسؤول السوري يجزم بأن الجزء الاكبر والأخطر من المعركة «قد انتهى مع حسم معركة بابا عمرو»، يردف قائلا «هذا الإنجاز لن يكتمل إلا بقطع حبل الصرة الذي كان يربط تلك المجموعات بقوى وجهات من خارج الحدود السورية، وليس خافيا على أحد أن لبنان بحدوده الشمالية، هو من أهم نقاط القوة والإمداد البشري والتسليحي» على حد تعبير المسؤول نفسه.
ولسوريا «تشخيص حقيقي وكمِّي ونوعي لكل أذيّة تعرضت أو تتعرض لها انطلاقا من الاراضي اللبنانية، ولديها عشرات الحقائق والأسرار والأدلة والبيانات والصور، ما جعلها تشعر بالأسى والأسف لارتخاء خاصرتها اللبنانية، وبالتالي شعرت بخيبة أمل من شقيقها اللبناني، فثمة الكثير من الرسائل والملاحظات التي أرسلتها دمشق الى السلطات اللبنانية الرسمية مقرونة بنصائح بعدم انخراط بعض الجهات في لبنان في الحرب المؤذية لسوريا. ولكن مع الاسف، كنا نقابل بكلام شعري ملتبس لا يقدم ولا يؤخر وليس بإجراءات تراعي ولو الحد الادنى مما هو معقود بين البلدين من تفاهمات واتفاقيات» والكلام للمسؤول السوري نفسه.
أكثر من ذلك، تشعر «بالأسف حيال الدور الرسمي اللبناني، وحتى القوى الصديقة لسوريا، لا تشعر دمشق بالامتنان حيالها، لأن تهريب السلاح شارك فيه الجميع، والأصوات التي ارتفعت، انما ارتفعت خجولة، والحكومة اللبنانية لم تطبق الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، وترجمتها أن العناصر التخريبية التي تفر باتجاه لبنان، كان ينبغي على لبنان أن يسلمها الى سوريا، خاصة أن بين البلدين اتفاقية لتبادل المجرمين، وبدل ذلك، يتم إيواء هؤلاء في لبنان تحت ستار «حالات إنسانية»، فيما هذه العناصر تقوم بأفعال جرمية وأعمال تخريب وقتل في سوريا ثم يأتي من يوفر لها الملجأ الآمن في لبنان، لا بل يأتي ايضا من يضع هذه الحالات تحت عنوان الإغاثة الإنسانية وهذا نوع من أنواع التزوير للحقيقة وإساءة للبنان قبل أن تكون إساءة لسوريا».
يضيف المسؤول السوري أنه كان من الواجب مراعاة القانون والاتفاقيات بين لبنان وسوريا، وليس مراعاة القوى الدولية والمنظمات والسفارات الاجنبية، «وكم كنا نتمنى لمناسبة رفع شعار «النأي بالنفس» أن تنأى الحكومة اللبنانية بنفسها عن أذى سوريا، وأن تحصن نفسها عن أذى لبنان، هذه كلها ألغام، إن انفجرت قد تؤذي سوريا إلا أنها ستؤذي لبنان ايضا».
وما يشكل عنصر استفزاز كبيراً للسلطات السورية، كما يوحي المسؤول السوري، هو ما أحاط بموضوع الصحافيين الأجانب الذين دخلوا الى سوريا انطلاقا من لبنان وأثيرت الضجة الإعلامية والسياسية حولهم، «فالمزعج هو دور بعض الأجهزة الأمنية الرسمية وخاصة في ملاقاة هؤلاء في بعض النقاط الحدودية، وثمة رسالة احتجاج سورية وجهت خلال الأسبوع الماضي الى جهات رسمية رفيعة المستوى في الدولة اللبنانية تتضمن استياءً سورياً شديداً حيال تعاطي لبنان مع هذه المسألة، فهؤلاء الذين قيل عنهم إنهم صحافيون انتهكوا السيادة اللبنانية قبل أن ينتهكوا السيادة السورية، ومع ذلك لا يتخذ في حقهم أي إجراء، كما أن في هذا المنحى إساءة كبيرة للعلاقة اللبنانية السورية، خاصة أن هناك انتهاكا واضحا للحدود السورية، وهؤلاء الذين وصفوا بالصحافيين دخلوا الى سوريا تسللا وبصورة غير شرعية وعادوا أو أعيدوا الى لبنان بصورة غير شرعية».
ولعل مبعث الاستياء الشديد للقيادة السورية، كما يستنتج من كلام المسؤول السوري، هو أن لبنان، بحدوده الشمالية تحديدا، وفّر كل هذا الإمداد والمخزون الهائل لتلك المجموعات لتجعل من حمص انطلاقا من بابا عمرو احدى «البنغازيات» التي كبر الرهان عليها لتشكل نقطة ارتكاز في الداخل السوري، أي ان هناك من وفّر نقاط التسلل الآمنة لتلك المجموعات، وتلك النقاط سبق وأثبت بعضها وزير الدفاع اللبناني فايز غصن حينما كشف أن مجموعات من «القاعدة» تتسلل الى الاراضي السورية من تلك النقاط، ويومها لم يحظ غصن بالحد الأدنى من التغطية الرسمية اللبنانية».
يقول المسؤول السوري «ان المنطق الشعري والكلام الجميل لبعض الرئاسات في لبنان حيال سوريا والحياد الايجابي والقول بعدم التدخل في الشأن السوري وعدم جعل لبنان ممرا لأذية سوريا لا يستوي مع الواقع الذي أسقط نظرية «النأي بالنفس»، ولا يحجب عورات الدور اللبناني على المستوى الرسمي (السياسي والدبلوماسي)، أو على مستوى موضوع الصحافيين الاجانب، أو جعل الحدود الشمالية ممراً للتهريب والتسلل، أو السماح تحت عنوان الديموقراطية وحرية التعبير بتحركات هجومية على سوريا وإهانة الرئيس بشار الأسد وآخرها التظاهرة السلفية، أمس، في ساحة الشهداء».
يضيف المسؤول السوري «ان هذا الدور اللبناني تسبب عن قصد أو غير قصد بخلق سيف ذي حدين، فسوريا عازمة على إطباق يدها بالكامل على منطقتها الحدودية المحاذية للحدود مع لبنان وخاصة في منطقة الشمال، ولديها إرادة حاسمة في فرض الأمن في هذه المنطقة وضبط حدودها، فماذا لو فرّ المسلحون من داخل الحدود السورية الى داخل الاراضي اللبنانية، ماذا ستفعل الحكومة اللبنانية وكيف ستتصرف، وهل ثمة من يستطيع أن يتحمل هذا الوزر في لبنان»؟
يختم المسؤول السوري: لقد سبق لنا ونبهنا أكثر من مرة، لكن مع الأسف، يبدو أن هناك من حسم خياراته مسبقا وتموضع ضمن الاعتقاد القائل بأن النظام السوري قد سقط، ورسم استراتيجيته على هذا الأساس... ولكن ها هو الميدان يقول كلمته.. وللآخرين أن يستخلصوا العبر وأن يقرأوا الصورة جيدا بعد مرور سنة على ما مر من أحداث على سوريا.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,302,224

عدد الزوار: 6,986,485

المتواجدون الآن: 58