مشروع عمل وطني للنقاش...

الأحد 19 آذار 2023 - 6:32 ص     253     0

مشروع عمل وطني للنقاش...

كلمة القيت في اللقاء التنسيقي والتشاوري للهيئات الثقافية والحوارية اللبنانية من اجل العمل لاطلاق نشاط مشترك لانقاذ لبنان...

كلمة الاستاذ عمر زين..المنسق العام لشبكة الامان للسلم الاهلي ..

لابد بادئ ذي بدء أن نستهل كلمتنا بقول مأثور لابن خلدون جاء فيه: "أن لعبيد يصنعون الطغاة"...

ولكي نمنع العبيد من هذه الصناعة، لابد من اداة فاعلة موثوقه تتكون من كل القوى الناشطة المختارة البعيدة عن الارتباطات الخارجية أيا كانت صديقة أو عدوة والبعيدة أيضا عن من يدورون في فلك التنظيمات والأحزاب التي هي السبب فيما نحن عليه اليوم وخاصة الطائفية منها.

ودعوتكم اليوم لهذا اللقاء دعوة هادفة، تبغى على ما يبدو الإصلاح والتغيير والإنقاذ، وبجانبها دعوات مماثلة لم يكتمل تكوينها بعد لكن معظمها وضع رؤية للنهوض تشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والقضاء وكل ما لم ينفذ في اتفاق الطائف - يعني التمسك بالدستور وتنفيذ كل ما جاء به وهو واضح ولا مجال فيه للتأويل والاجتهاد الذي يصب في بلدنا دائما ضد مصلحة الوطن والمواطن.

من كل ما تقدم يقتضي منا أن نتفق على رؤية للنهوض يكون نطاقها الوطن كله لا أجزاء منه:

اولاً: نرد على كل ما يحاك منذ مدة طويلة لتقسيم لبنان الى اربع دويلات مسيحية وشيعية وسنية ودرزية وثابت ذلك بمستندات دامغة لا مجال لتكذيبها، ويضاف اليها ما نسمع من تصريحات من بعض ما يسمى بالزعامات يصب في خدمة ذلك، وهذه التصريحات والخطابات كلها بمفردات الكراهية التي تؤدي إلى ضرب السلم الاهلي بتأجيج المذهبية والطائفية فالعنف فالتقسيم، وفي المقدمة منها الفيدرالية التي ينشط دعاتها اليوم للأغراض ذاتها.

ثانياً: رؤية تتضمن ردا على مؤامرة العاملين لانهيار اقتصاد الدولة وتقصيرها، وتجريدها من قوتها الأمنية والعسكرية لجعلها عاجزة عن تسديد رواتب الموظفين ومنهم العسكريين، لتظهر قوة مسلحة من غير الدولة تنتهك القانون وتلحق بالناس الأضرار الجسدية والمادية وتثير الفوضى،

هذا ما يحصل لنا اليوم في بلدنا لبنان، وهذا ليس من مخيلتي بل انه من أقوال مديرة صندوق النقد الدولي السابقة،

ونشير ايضا الى قول الملياردير الصهيوني الذي ساهم بتأسيس إسرائيل:

“سنجعلهم يسرقون اموال شعوبهم ثم نعيد اقراض شعوبهم من أموالهم ولا يقتضي الأمر سوى وزير مال من جنودنا"

ثالثاً: وضع آلية تنظيمية للعمل المشترك ترتكز على احتفاظ كل مجموعة باستقلاليتها بحيث النضال المشترك للرؤية لا بد ان يؤدي الى حركة موحدة على مستوى الوطن، وليكن لها في هذه المرحلة طابع الجبهة التي تتكون قيادتها من ممثلين او ثلاثة عن كل مجموعة، ولجنة تنفيذية يصار الى ترأسها مداورة لكل مدة محددة وعلى اساس ان تضم القيادة اعضاء من كل المناطق.

رابعاً: وضع آلية تنفيذية نضالية لكل عنوان من عناوين الرؤية وذلك على مراحل وذلك وفق مضمون كل عنوان.

خامساً: ان تؤخذ بعين الاعتبار في وضع كل آلية من الاليات التشبيك الوطني الشامل مع المواطنين وان لا يقتصر العمل في العاصمة او في مدينة او مدينتين فقط.

سادساً: لا بد من حركيّة القيادة على مستوى المحافظات والاقضية وذلك لبناء علاقة نضالية من خلال فعاليات مدروسة ومفيدة وموجهة وبلورة ظهور قيادات شبابية (رجالية ونسائية) يكون لها الدور الاساس في الانتخابات البلدية والبرلمانية لغايات التغيير والاصلاح مع العلم اننا لن نكون فاعلين بالانتخابات البلدية القادمة ولا النيابية الاّ بتنشيط العمل الشعبي والتشبيك معه مما تعكس نتائجه على الانتخابات.

سابعاً: رؤية نضالية يمكن ان تكون مخطط تنفيذي آخذاً بعين الاعتبار حالة العسر العام للمواطنين مما يعيقهم من التحرك من الاحياء الى المركز التجاري في البلد والبلدات للتعبير الجماعي. ومن اجل ذلك اقترح اعتماد العصيان المدني سبيلاً للتغلب على الطغمة الفاسدة وقد يكون هو الطريق الانجح وذلك للأسباب التالية:

1- لا يستطيع النظام ان يفرض على حركة العصيان نشاطاً يعينه او يمنعها من نشاط او يفرض عليها ميداناً يعينه.

2- ضرورة اختيار خطاب مناسب للجماهير يدعوهم للمشاركة في العصيان ويحرضهم عليه، ويربط مستقبلهم بنجاحه طالما انها قررت المقاومة وليس الاجتياح.

3- ان التغلب على الخوف من العقوبة هو اساس رئيس في مبدأ العصيان المدني، وكلما صمد نموذج من العصيان كلما ازداد عدد المنضمين له.

4- أمثلة متعددة عن العصيان المدني:

- مقاومة قانون أو مشروع قانون جائر أو غير عادل، مشروع قانون أو (لا عنف).

- افعال تتّسم بالسلبية (لا عنف).

5- يدرس في حينه على ماذا سيوجه العصيان.

6- لا بد من وجود حركة اعلامية مواكبة.

ثامناً: ان ثقافة العصيان المدني تستلزم دراسة معمّقة من قيادات العمل للوصول الى نجاحه.

لعل في هذا المشروع الوطني المطروح للنقاش نصل الى شاطئ الامان بنجاح التغيير والانقاذ والاصلاح.