الصراع على مستقبل سوريا ولبنان

تاريخ الإضافة السبت 28 أيار 2011 - 7:00 ص    عدد الزيارات 526    التعليقات 0

        

من حقيبة النهار الديبلوماسية

الصراع على مستقبل سوريا ولبنان

"فجر المحتجون السوريون صراعاً مشروعاً مع نظام الرئيس بشار الأسد على مستقبل سوريا كما فجر الاستقلاليون اللبنانيون قبلهم صراعاً سلمياً مشروعاً مع هذا النظام على مستقبل لبنان ومصيره. وتمكن المحتجون والاستقلاليون من أن يفرضوا على النظام السوري واقعاً جديداً أضعفه ومطالب جوهرية بدلت المعادلة الداخلية في البلدين وأحدثت تغييراً مهما في علاقات هذا النظام مع الدول العربية والاقليمية والغربية البارزة المؤثرة". هذا هو تقويم مسؤول غربي بارز معني بملف العلاقات اللبنانية – السورية.
وقال هذا المسؤول: "حقق المحتجون السوريون الى الآن ثلاثة انجازات مهمة هي: أولاً - فرضوا موضوع الاصلاح والتغيير بنداً أساسياً في العلاقة بين نظام الأسد والشعب السوري ولم يعد ممكناً تجاوز هذا الموضوع أو تجاهله. ثانياً - أحدثوا تغييراً كبيراً في المعادلة الداخلية اذ أن سوريا شهدت وتشهد تمرداً شعبياً واسعاً وغير مسبوق على سياسات النظام وتوجهاته وخياراته وممارساته. ثالثاً - فجر المحتجون أزمة جدية في العلاقات بين نظام الأسد ودول بارزة عدة ودفعوا هذه الدول الى اعطاء الأولوية للمطالبة بانجاز الاصلاحات الحقيقية ووقف أعمال القمع والقتل وليس للمطالبة بتغيير سياسات سوريا الاقليمية فحسب، كما دفعوا الأميركيين والأوروبيين الى فرض عقوبات على النظام السوري وعلى الأسد شخصياً ودعوه الى الرحيل اذا لم يكن راغباً في انجاز الاصلاح والتغيير المنشودين. وهذا تطور سياسي مهم وغير مسبوق. ذلك ان هذه الدول تتصرف على أساس أن المجتمع الدولي يمتلك الشرعية اللازمة للعمل على حماية السوريين الذين يعاقبهم النظام لانهم يطرحون مطالب حيوية ومشروعة".
وأضاف: "ان الاستقلاليين اللبنانيين فرضوا أيضاً معادلة جديدة على نظام الأسد وساهموا في اضعافه اذ انهم نجحوا في انهاء الهيمنة السورية على بلدهم وفي تأمين دعم دولي واقليمي لاستقلاله وسيادته، كما تمكنوا من تشكيل المحكمة الخاصة بلبنان لوقف نهج الاغتيالات السياسية ولمحاسبة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية أخرى".
ويرى ديبلوماسي أوروبي مطلع خبير في الشؤون السورية "ان النظام السوري لن يستطيع تكرار "تجربة حماه"، والاحتجاجات الشعبية الحالية اشد خطورة على النظام من أحداث حماه التي جرت عام 1982 وأدت الى مقتل الآلاف. فأحداث حماه كانت في أساسها صراعاً على السلطة بين تنظيم سياسي - ديني مسلح ونظام حافظ الأسد وجرت وسط تعتيم اعلامي كامل وفي ظروف اقليمية ودولية مناسبة للنظام يتركز على مستقبل سوريا الذي يريده النظام أن يكون استمراراً للحاضر والماضي مع تعديلات جزئية طفيفة، ويريده المحتجون أن يكون مختلفاً جذرياً عن الحاضر ويقوم على تحرير المواطنين من القبضة الأمنية المتشددة وتحقيق الاصلاح الجدي وتبني النهج الديموقراطي والانفتاح السياسي والتعددية الحزبية واطلاق الحريات وضمان العدالة والتداول السلمي للسلطة. وتحظى هذه الاحتجاجات وما يرتبط بها بتغطية اعلامية عربية واقليمية ودولية واسعة ومنتظمة وتجري في مرحلة تتميز بوجود دعم اقليمي - دولي جدي وقوي للحركات الشعبية العربية المطالبة بالحرية والاصلاح والديموقراطية". ويقول الديبلوماسي الأوروبي: "هذا الواقع يحرج كثيراً نظام الأسد ويشكل عامل ضغط كبيرا عليه لسببين أساسيين: الأول - ان نظام الأسد قادر على "الانتصار" عسكرياً وأمنياً في معركته مع السوريين العزل لكن هذا الانتصار لن ينهي المشكلة العميقة بل سيكون في الوقت عينه هزيمة سياسية للنظام لها انعكساتها السلبية على علاقاته مع شعبه ومع دول بارزة عدة. الثاني - ان الأسد يريد الاصلاح الشكلي والجزئي الذي يناسبه ويؤمن استمرار النظام بتركيبته الحالية، لكن المحتجين المستعدين لكل التضحيات والذين يلقون دعماً اقليمياً ودولياً يريدون الاصلاح الحقيقي الجذري الذي يبدل طبيعة النظام وتوجهاته وخياراته".
ولخص الديبلوماسي الأوروبي الوضع بقوله: "لم يعد ممكناً انقاذ سوريا من دون تأمين المطالب الاصلاحية المشروعة لأبنائها. وهذا تطور كبير وانجاز مهم للمحتجين. فالاهتمام الدولي بربيع العرب جعل القضية السورية جزءاً مهماً من السياسات الخارجية للدول البارزة ودفع هذه الدول الى رفض الاستقرار الذي يتحقق من خلال القبضة الأمنية المتشددة وأعمال القمع، والمطالبة بالاستقرار الذي يتحقق من خلال الاصلاح والتغيير والانفتاح السياسي واطلاق الحريات واحترام حقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة".

 

عبد الكريم أبو النصر      

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,251,562

عدد الزوار: 6,984,324

المتواجدون الآن: 66