أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا.. هل يبقى بوتين في السلطة؟..ارتكب فظائع في سوريا.. الجنرال الروسي دفورنيكوف يستعد لمعارك أوكرانيا.. "حان وقت الخروج".. هجرة لم تحدث منذ 100 عام في روسيا..«معركة الشرق الكبرى» على الأبواب وجونسون وزيلينسكي يتجوّلان في كييف..معركة شرق أوكرانيا: هل تعلّم الروس من أخطائهم؟...«الناتو» يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده.. واشنطن تسابق «الزمن» لحشد الدعم التشريعي والعسكري لأوكرانيا.. الصين تسرع تطوير ترسانتها النووية بعد «تجربة أوكرانيا»..من هو شهباز شريف.. المرشح الأوفر لرئاسة حكومة باكستان؟.. باكستان: شريف يتجه إلى رئاسة الحكومة... و3 تحديات تفرض نفسها..

تاريخ الإضافة الإثنين 11 نيسان 2022 - 5:33 ص    عدد الزيارات 1509    القسم دولية

        


ارتكب فظائع في سوريا.. الجنرال الروسي دفورنيكوف يستعد لمعارك أوكرانيا...

الحرة / ترجمات – واشنطن... لعب الجنرال الروسي، أليكسندر دفورنيكوف، الذي عينه فلاديمير بوتين لقيادة الجهود الرامية إلى إعادة غزو أوكرانيا دورا بارزا في الحرب السورية، حيث كانت القوات الخاضعة لقيادته مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق ضد السكان المدنيين، وكثيرا ما اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويأتي قرار إنشاء قيادة جديدة لساحة المعركة في أوكرانيا في الوقت الذي تستعد فيه روسيا لما يتوقع أن يكون دفعة كبيرة وأكثر تركيزا لتوسيع السيطرة الروسية في منطقة دونباس، ويأتي في أعقاب محاولة فاشلة لغزو كييف، العاصمة الأوكرانية. وتقول صحيفة الغارديان البريطانية إن دفورنيكوف يوصف بأنه جنرال من "المدرسة القديمة" و"قومي الدم" وتدرب على المذاهب العسكرية السوفيتية التي ترى في تدمير الأهداف المدنية وسيلة لكسب زخم ساحة المعركة.

حصل الجنرال الكسندر دفرونيكوف على ميدالية روسية رفيعة من بوتين

ارتقى دفورنيكوف بثبات في الرتب منذ أن بدأ كقائد فصيلة في عام 1982، وقاتل خلال الحرب الثانية في الشيشان وتولى العديد من المناصب العليا قبل أن يتم تعيينه مسؤولا عن القوات الروسية في سوريا. وتقول الغارديان إن دفورنيكوف أنشأ قاعدة جوية بالقرب من الساحل الشمالي الغربي لسوريا، حيث طمست القاذفات البلدات والمدن في جميع أنحاء محافظة إدلب. وأضافت أن سقوط حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، كان راجعا إلى حد كبير إلى الغارات الجوية الروسية التي استهدفت بشكل روتيني المستشفيات والمدارس وطوابير الخبز وغيرها من أعمدة الحياة المدنية. وقالت الغارديان إن تدخل بوتين في سوريا كان بحجة محاربة الإرهابيين الذين كانوا يحاصرون البلاد، ومع ذلك، لم تستهدف الغارات الجوية الروسية الأولى تنظيم داعش أو جماعة جبهة النصرة التي كانت نشطة آنذاك في إدلب. وبدلا من ذلك، ضربوا جماعات المعارضة التي أضعفت هجماتها على أرتال المدرعات السورية قبضة بشار الأسد على معقل العلويين، وبالتالي على دمشق. واعتبر بوتين الحملة الروسية في سوريا ناجحة، ومنح دفورنيكوف ميدالية بطل روسيا، وهي واحدة من أعلى الميداليات في البلاد، وفقدت روسيا عددا قليلا جدا من القوات والطائرات في الصراع وتمكنت من الحفاظ على التفوق الجوي طوال الوقت.

وضع صعب في أوكرانيا

لكن دفورنيكوف، الذي شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية منذ عام 2016، يواجه مجموعة مختلفة جدا من التحديات في أوكرانيا، حيث لا تسيطر القوات الجوية الروسية على السماء وقد استنزفت قواتها البرية بشكل خطير بسبب الأسلحة المتقدمة التي لم تكن متاحة للمتمردين السوريين. ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم قولهم إنهم "لا يرون أن رجلا واحدا قد يحدث فرقا في آفاق موسكو". وتم تأكيد تعيين الجنرال من قبل مسؤول أميركي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.

السلطات الأوكرانية تجمع أدلة على وقوع جرائم حرب روسية من الجثث التي تملأ بوتشا

لكن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، قال إنه "لا يمكن لأي تعيين لأي جنرال أن يمحو حقيقة أن روسيا واجهت بالفعل فشلا استراتيجيا في أوكرانيا". وقال سوليفان لشبكة CNN "هذا الجنرال سيكون مجرد مؤلف آخر للجرائم والوحشية ضد المدنيين الأوكرانيين"، مضيفا أن "الولايات المتحدة مصممة على بذل كل ما في وسعها لدعم الأوكرانيين وهم يقاومونه ويقاومون القوات التي يقودها". وأضاف سوليفان "سياستنا لا لبس فيها - أننا سنفعل كل ما في وسعنا لمساعدة أوكرانيا على النجاح"، "مما يعني أننا بحاجة إلى الاستمرار في منحهم الأسلحة حتى يتمكنوا من إحراز تقدم في ساحة المعركة. ونحن بحاجة إلى الاستمرار في منحهم الدعم العسكري والعقوبات الاقتصادية القوية لتحسين وضعهم ووضعهم على طاولة المفاوضات". ورددت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي هذه الفكرة. وقالت لشبكة فوكس نيوز "التقارير التي نراها عن تغيير في القيادة العسكرية ووضع جنرال في المسؤولية كان مسؤولا عن الوحشية والفظائع التي رأيناها في سوريا تظهر أنه سيكون هناك استمرار لما رأيناه بالفعل على الأرض في أوكرانيا وهذا ما نتوقعه".

"مجرم حرب"

ونقلت الوكالة عن المقدم فارس البيوش، وهو منشق عن الجيش السوري، الأحد، أنه في حين أن الوضع في سوريا مختلف عما هو عليه في أوكرانيا لأن الجيش الروسي يقاتل الجماعات المتمردة وليس الجيش الأوكراني المحترف، فإنه يتوقع استراتيجية مماثلة "الأرض المحروقة". وقال البيوش إنه يعتقد أن الهدف من تعيين دفورنيكوف قائدا للحرب الأوكرانية هو تحويل الحرب إلى "معارك سريعة" في عدة أماكن في نفس الوقت. وقال البيوش "أتوقع منه استخدام سياسة الأرض المحروقة التي استخدمت في سوريا"، في إشارة إلى الهجمات المدعومة من روسيا في سوريا التي وضعت فيها المدن والبلدات تحت حصار طويل بينما تعرضت لقصف مكثف خلف العديد من القتلى وتسبب في دمار واسع النطاق للبنية التحتية والمناطق السكنية ".

وأضاف "هذا القائد مجرم حرب".

في غضون ذلك، تحدث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، الأحد، إلى عدد صغير من القوات الأوكرانية التي تدربت في الولايات المتحدة ويستعدون للعودة إلى بلادهم. وتتواجد المجموعة في الولايات المتحدة منذ الخريف الماضي وتلقت تدريبا على طائرات بدون طيار جديدة أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي للمشاركة في الحرب مع روسيا. وشكر أوستن أفراد القوات الأوكرانية على شجاعتهم وخدمتهم وتعهد بمواصلة الدعم الأميركي والمساعدات الأمنية، وفقا للمتحدث باسم البنتاغون جون كيربي. وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن المجموعة الصغيرة تلقت بعض التدريب التكتيكي المتقدم، بما في ذلك على طائرات كاماكازي المسلحة بدون طيار من طراز سويتش بليد، فضلا عن تعليمات حول عمليات زوارق الدوريات والاتصالات والصيانة. وفي مقابلة مع أسوشيتد برس، الأحد، اعترف زيلينسكي بأنه على الرغم من آماله في السلام، يجب أن يكون "واقعيا" بشأن احتمالات التوصل إلى حل سريع بالنظر إلى أن المفاوضات اقتصرت حتى الآن على محادثات منخفضة المستوى لا تشمل بوتين. وجدد زيلينسكي نداءه للحصول على مزيد من الأسلحة قبل تصاعد متوقع في القتال في شرق البلاد.

تحذير أميركي من «وحشية» جنرال روسي في أوكرانيا

لندن ـ واشنطن: «الشرق الأوسط»... أكدت أوكرانيا أن موسكو تحشد قواتها في الشرق لشن هجوم كبير، فيما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس (الأحد)، أنه يتوقع أن يعمد الجنرال الروسي ألكسندر دفورنيكوف المعين حديثاً للإشراف على العمليات في أوكرانيا، إلى تدبير جرائم وأعمال وحشية بحق المدنيين الأوكرانيين. ولم يذكر سوليفان أي دليل عن الضابط الذي خدم سابقاً في سوريا وقال سوليفان في مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» الذي تبثه شبكة «سي إن إن» الأميركية إن «الكرملين مسؤول» عن استهداف المدنيين. في غضون ذلك، تعرض مطار دنيبرو، المدينة الكبيرة في شرق أوكرانيا، لقصف روسي جديد أمس (الأحد) أدى إلى «تدميره بالكامل»، بحسب ما أعلن مسؤول محلي. وكتب فالنتين ريزنيتشينكو، حاكم منطقة دنيبرو على «تلغرام»: «هجوم جديد على مطار دنيبرو. لم يبقَ منه شيء. المطار نفسه والبنى التحتية المجاورة دمرت. والصواريخ لا تزال تسقط». وأضاف: «نعمل على إحصاء الضحايا». وسبق أن استهدف قصف روسي مطار دنيبرو في 15 مارس (آذار) ودُمّر مدرج الإقلاع والهبوط وتضرّر مبنى المطار. ودنيبرو مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها مليون نسمة يمر عبرها نهر دنيبر الذي يفصل شرق أوكرانيا عن بقية مناطق البلاد.

تدمير أسلحة أوكرانية

وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن طائرات هليكوبتر هجومية روسية دمرت قافلة من المركبات المدرعة الأوكرانية وأسلحة مضادة للطائرات. ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها في بيان، إن «طائرات هليكوبتر هجومية من طراز كيه.إيه-52... دمرت أسلحة ومعدات عسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية». وقالت وكالة الأنباء إن الوزارة نشرت لقطات فيديو لطائرات هليكوبتر هجومية من طراز «كيه.إيه-52» تحلق على ارتفاع منخفض للغاية وتطلق صواريخ ونيران المدافع على أهداف أرضية. وعلى صعيد المعركة، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية أمس (الأحد)، إن قواتها المسلحة استخدمت صواريخ ستار ستريك مانباد بريطانية الصنع لأول مرة ودمرت طائرة روسية من دون طيار من طراز «أورلان-10». وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت منصات إطلاق أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات الأوكرانية «إس-300» في مطار تشوهيف وبالقرب من قرية في منطقة ميكولايف في جنوب أوكرانيا.

الشرق ودعوات البابا

وفي الشرق، أصبحت دعوات المسؤولين الأوكرانيين للمدنيين بالفرار أكثر إلحاحاً بعد هجوم صاروخي يوم الجمعة على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك، كانت مكتظة بالنساء والأطفال وكبار السن الذين يحاولون المغادرة. وقال مسؤولون أوكرانيون إن أكثر من 50 شخصاً قتلوا. ونفت روسيا مسؤوليتها قائلة إن طراز الصواريخ المستخدمة في الهجوم لا يستخدمه سوى الجيش الأوكراني. وتقول الولايات المتحدة إنها تعتقد أن القوات الروسية مسؤولة عن الهجوم. وكتب حاكم المنطقة سيرهي جايداي على تطبيق «تلغرام»، قائلاً إنه ستكون هناك تسعة قطارات متوفرة لمغادرة سكان منطقة لوغانسك. ودعا البابا فرنسيس إلى هدنة في عيد القيامة بأوكرانيا وأدان «حماقة الحرب» أثناء رئاسته قداس أحد الشعانين (أحد السعف) في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الزوار. وحث البابا أيضاً على إجراء مفاوضات للتوصل إلى حل للصراع. وقال في إشارة على ما يبدو إلى روسيا: «أي نوع من النصر هذا الذي يرفع علماً فوق كومة من الأنقاض؟».

العثور على جثث جديدة

أعلنت النائبة العامة الأوكرانية ايرينا فينيديكتوفا الأحد، أنه تمّ العثور على 1222 جثة في منطقة كييف حتى الآن. وقالت في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» البريطانية: «لدينا الآن، حتى هذا الصباح فقط، 1222 جثة في منطقة كييف وحدها». ولم تحدد ما إذا كانت جثث مدنيين حصراً. وقبل أسبوع، أعلنت فينيديكتوفا العثور على جثث 410 مدنيين في مناطق استرجعتها القوات الأوكرانية في منطقة كييف. ولفتت حينها إلى احتمال وجود جثث أخرى لم تجمع بعد ولم تتم معاينتها. في مدينة بوتشا وحدها، في شمال غربي كييف، دُفن نحو 300 شخص في مقابر جماعية، بحسب حصيلة السلطات الأوكرانية في 2 أبريل (نيسان). وقال مسؤول أوكراني إنه تم العثور على مقبرة تضم جثتين لمدنيين على الأقل في قرية بوزوفا بالقرب من كييف، في أحدث اكتشاف من نوعه منذ الانسحاب الروسي من مناطق في شمال العاصمة. وكان تاراس ديديتش رئيس منطقة دميتريفكا التي تضم بوزوفا قد قال في وقت سابق للتلفزيون الأوكراني، إنه تم العثور على عشرات الجثث. وأبلغ «رويترز» عبر الهاتف: «ننتشل الآن بينما نتحدث جثتي قرويين تم قتلهما... هناك آخرون لا يمكننا العثور عليهم. ربما هم في أماكن مختلفة». ورفضت روسيا مزاعم أوكرانيا والدول الغربية بارتكاب جرائم حرب. ونفت استهداف مدنيين فيما تسميه «عملية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا و«القضاء على النازيين» فيها. ورفضت أوكرانيا والدول الغربية ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها لشن حرب. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن موسكو تسعى لإنشاء ممر بري من شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 ومنطقة دونباس في شرق البلاد التي يسيطر عليها جزئياً انفصاليون تدعمهم موسكو. وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة ماكسار الأميركية الخاصة بتاريخ الثامن من أبريل عربات مدرعة وشاحنات في قافلة عسكرية تتحرك جنوباً باتجاه دونباس عبر بلدة على بعد 100 كيلومتر شرقي خاركيف. وتتعرض بعض المدن في الشرق لقصف عنيف ولا يستطيع عشرات الآلاف المغادرة.

سرقة مواد إشعاعية

سرقت القوات الروسية التي احتّلت محطة تشيرنوبيل النووية مواد إشعاعية من مختبرات الأبحاث، وفق ما أوردت الوكالة الحكومية الأوكرانية لإدارة المنطقة المحظورة أمس (الأحد)، مشيرة إلى أن هذه المواد قد تفتك بمن تعرّضوا لها. وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في اليوم الأول من العملية التي أطلقتها في 24 فبراير (شباط) لغزو أوكرانيا. ومدى شهر ونيّف احتلّت هذه القوات المنطقة التي تشهد نشاطاً إشعاعياً كبيراً، لتعود وتخرج منها في 31 مارس (آذار). وأوردت الوكالة على «فيسبوك» أن القوات الروسية نهبت مختبرين في المنطقة. وأشارت إلى أن الروس دخلوا منطقة تخزين وسرقوا 133 مادة شديدة الإشعاع. وحذّرت الوكالة من أن «التعرّض لهذه الإشعاعات ولو بنسبة قليلة فتّاك». وكان وزير الطاقة الأوكراني يرمان غولاشتشنكو قد حذّر هذا الأسبوع من أن جنوداً روساً عرّضوا أنفسهم لكمية «صادمة» من الإشعاعات النووية، وقال إن بعضاً من هؤلاء قد يموتون في غضون أقل من عام. والجمعة، جاء في منشور لغولاشتشنكو على «فيسبوك» عقب تفقّده المنطقة المحظورة: «لقد حفروا بأيديهم التربة الملوثة بالإشعاعات، ووضعوا تراباً إشعاعياً في أكياس الرمل، لقد تنشقوا هذا الغبار». وأوضح الوزير أن «من يتعرّضون لهذه الإشعاعات مدى شهر يتبقى لهم عام واحد كحد أقصى للعيش. وتوخياً للدقة، ليس العيش بل الموت البطيء من جراء الأمراض». وتابع: «كل جندي روسي سيعيد معه إلى بلاده شيئاً من تشيرنوبيل، حياً أو ميتاً». وشدد على أن المعدات العسكرية الروسية ملوّثة أيضاً. وقال: «مستوى الجهل لدى الجنود الروس يثير الصدمة». وشهدت محطة تشيرنوبيل في عام 1986 أسوأ كارثة نووية في التاريخ.

يحكم القبضة على روسيا والحرب تهدده.. هل يبقى بوتين في السلطة؟

أسوشيتد برس... بوتين في السلطة منذ 22 عاما.... مع تراجع الجيش الروسي من جميع أنحاء كييف ومواجهته إدانة بسبب التكتيكات الوحشية والقمع السياسي القاسي في الداخل والاقتصاد الذي تعصف به العقوبات الغربية، يثير الخصوم والحلفاء، على حد سواء، نفس السؤال حول الرئيس فلاديمير بوتين، هل يمكنه البقاء في السلطة؟....

وبعد 22 عاما في السلطة، بنى بوتين كتيبة قوية من الموالين الذين يحيطون به، سواء في الجيش الروسي أو الأجهزة السرية. كما أنه يحظى بدعم كبير بين الشعب الروسي، الغارق في الدعاية المؤيدة لبوتين من خلال سيطرة بوتين شبه الكاملة على التلفزيون ووسائل الاتصال الجماهيري الأخرى.

الجيل الجديد من الشباب الروسي لم يعاصر رئيسا آخر غير بوتين

وحتى اليوم، ينظر العديد من الروس إلى قيادته على أنها حققت مكانة أكبر وازدهارا واستقرارا للبلاد على مدى عقدين من الزمن، وفق أسوشييتدبرس. وتقول الوكالة إن هذا المستوى من الحماية، والثروة الهائلة التي يسيطر عليها بوتين، وعدم وجود أي تاريخ مهم من الانقلابات في روسيا تجعل أيا من الوسائل الواضحة للإطاحة ببوتين سواء بتمرد عسكري أو ثورة شعبية جماهيرية، أمرا لا يمكن تصوره تقريبا في الوقت الحالي. ومن المقرر إعادة انتخاب بوتين البالغ من العمر 69 عاما في عام 2024، ومن المتوقع أن تسمح له التغييرات في الدستور الروسي بالبقاء رئيسا حتى عام 2036.

الحرب في أوكرانيا أنهكت الجيش الروسي

بوتين ليس واثقا

وتقول الوكالة "لكن سجن أشهر شخصية معارضة في روسيا، أليكسي نافالني، ليس سوى علامة على أن بوتن ليس واثقا بما فيه الكفاية من شعبيته للخضوع لاختبار ديمقراطي فعلي". وفي حين أنه لا يمكن إجراء انتخابات ذات مصداقية في بلد يخضع الآن فعليا للأحكام العرفية، فإن عدد الروس المطلعين والشجعان بما يكفي للاحتجاج على الحرب في أوكرانيا حتى الآن بلغ الآلاف، وليس مئات الآلاف. الكرملين يندد بطرد عدد كبير من الدبلوماسيين الروس من الدول الأوروبية

بسبب حرب أوكرانيا، الكرملين يعيش عزلة دولية

وتخلى عشرات الآلاف من المواطنين الأثرياء والمثقفين والنقاد السياسيين عن روسيا بدلا من البقاء تحت الضوابط المشددة التي فرضها بوتين ووجدوا مهربا في اسطنبول أو تبليسي أو مدن في الغرب. ومما لا شك فيه أن هجرة الأدمغة هذه ستضر بروسيا في المستقبل. ولكن في الوقت الحالي، يزيل رحيلهم رابطة محتملة من المعارضة من المجتمع.

نظرة نحو التاريخ

لا شك أن التاريخ لا يمكن التنبؤ به، حيث توقع قليلون التفكك السريع للاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينات. وإذا كانت الخسائر الروسية في أوكرانيا مرتفعة كما تم الإبلاغ فإن هذه النتائج ستبدأ في النهاية في التأثير على المجتمع على الرغم من الرقابة الرسمية. يمكن القول إن مصير الاتحاد السوفييتي قد حسم في عام 1986 بعد أن خفف زعيمه آنذاك، ميخائيل غورباتشوف، قبضة الحزب الشيوعي الحديدية على المعلومات ووضع نصب عينيه إعادة هيكلة اقتصاد الاتحاد السوفييتي الراكد من أجل التنافس بشكل أفضل مع الغرب. وكان ذلك هو عام كارثة تشيرنوبيل النووية، عندما اضطر المكتب السياسي - بعد أن حاول في البداية التستر على الكارثة - إلى الكشف عنها للجمهور السوفييتي، وفي الوقت نفسه، تحولت الحرب السوفيتية في أفغانستان إلى مستنقع، مما أدى إلى الانسحاب. وفي عام 1988، عندما أطلق العمال البولنديون الموالون لحركة التضامن النقابية المستقلة سلسلة من الإضرابات في مناجم الفحم وأحواض بناء السفن، أشار جورباتشوف إلى أنه لن يتدخل في واحدة من الدول التابعة الرئيسية للاتحاد السوفيتي. وبدلا من ذلك، اختار الزعيم البولندي آنذاك الجنرال فويتشيتش ياروزلسكي، الذي فتح محادثات مع زعيم المضربين، ليخ فاونسا. وكانت النتيجة: انتخابات ديمقراطية جزئيا. أطلق هذا سلسلة من أحجار الدومينو داخل بلدان أوروبا الشرقية، حيث سعت المجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية وبلغاريا ورومانيا وألبانيا إلى الهروب من الهيمنة السوفيتية والحكم الشيوعي ولم يمض وقت طويل حتى انتشرت الحمى إلى بلدان البلطيق التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، واشتعلت المشاعر القومية في جميع أنحاء الاتحاد. حاول المتشددون في موسكو الذين رأوا ما يكفي من الانقلاب ضد غورباتشوف، لكنهم تأخروا كثيرا. وسرعان ما انقلب ذلك بسبب التدفق الشعبي للدعم بقيادة بوريس يلتسين. في 31 ديسمبر 1991، تم اكتساح كل من غورباتشوف والاتحاد السوفيتي جانبا عندما انتهى الاتحاد السوفيتي.

استنتاجات بوتين

لقد عاش بوتين، الذي كان في ذلك الوقت عميلا للمخابرات في ألمانيا الشرقية، الأحداث وتوصل إلى استنتاجات مناسبة للحفاظ على السيطرة الآن. وحتى قبل الحرب في أوكرانيا، عمل على تشكيل الرأي العام من خلال تصوير الأوكرانيين على أنهم نازيون يهددون روسيا. ثم قام بتضييق الخناق على المنظمات الإعلامية المستقلة ومجموعات المجتمع المدني القليلة المتبقية. وفي الآونة الأخيرة، فرض قوانين صارمة مناهضة لوسائل الإعلام تحظر إخبار الجمهور الروسي بأي شيء عن الحرب يتعارض مع الرواية التي اختارها الكرملين حول "العملية العسكرية الخاصة". ولقد تم وصف المعارضين والمشككين بأنهم "حثالة وبعوض يستحقون فقط أن يتم البصق عليهم". وبصرف النظر عن غورباتشوف، كان الزعيم السوفييتي الوحيد الذي تمت الإطاحة به هو نيكيتا خروتشوف، الذي انتهت أعوامه الـ11 من السلطة في عام 1964. كانت إزالة خروتشوف غير الدموية فريدة من نوعها، لكن السؤال هو هل يمكن أن يحدث شيء من هذا القبيل لبوتين مع تدهور الظروف الاقتصادية، أو إذا كان الغزو الأوكراني كارثة بما يكفي بالنسبة لروسيا؟ .... وعلى النقيض من الاتحاد السوفييتي، لا يوجد الكثير في طريق هيكل حزبي مؤسسي قادر على التدخل للإطاحة به.

يسيطر بويتن على كل مرافق الدولة وإعلامه يبث دعاية لتحشيد الشعب

والواقع أن بوتين لديه مقربون من الجنرالات الغارقين في في جهاز الأمن الفيدرالي والجيش الذين لا يجرؤ أي منهم حتى الآن على إظهار أقل قدر من الاستقلال عن "مشروع" بوتين الحربي في أوكرانيا. ومع ذلك، أدت الخسائر في ساحة المعركة بالفعل إلى تقليص واضح للأهداف العسكرية، مما أغضب وخيب آمال بعض النقاد المناهضين لأوكرانيا على شاشة التلفزيون الروسي. في حين أن زمرة بوتين لديها كل الحافز للبقاء على مقربة في الوقت الحالي أو المخاطرة بفقدان الامتيازات والثروة، إذا استمرت الحرب في أوكرانيا لأشهر أو سنوات، وأصبحت مغامرة بوتين الكارثة الضخمة التي يبدو أنها تصبحها حتى الآن، فمن شبه المؤكد أن الشقوق ستظهر. وفي غياب انتصار روسيا الكامل على أوكرانيا، فمن الصعب بالفعل تخيل عودة العالم إلى العمل كالمعتاد مع فلاديمير بوتين. وقد يجد نفسه محاصرا في صراع طاحن ومفتوح على حدوده ويواجه حاجة إلى فرض المزيد والمزيد من القمع في الداخل لخنق المعارضة في السكان الذين يدفعون العواقب الاقتصادية للغزو. وبالإضافة إلى هذا فإن بوتين يتقدم في العمر، ونادرا ما يستمر القادة المسنون إلى الأبد أو تكون لديهم رفاهية ترك مناصبهم بشروطهم الخاصة. وسواء كان ذلك عن طريق الانتخابات أو التمرد الداخلي، فإن الأيام الطويلة لحكم بوتين قد تكون معدودة.

"حان وقت الخروج".. هجرة لم تحدث منذ 100 عام في روسيا...

الحرة / ترجمات – واشنطن... هجرة واسعة للعقول الروسية منذ غزو أوكرانيا.... غادر مئات الآلاف من العمال المحترفين، كثير منهم من الشباب، روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، مما أدى إلى تسريع هجرة المواهب التجارية وتهديد الاقتصاد الذي تستهدفه العقوبات الغربية، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال". ووفقا للاستطلاعات والخبراء، فإن من بين الذين غادروا البلاد، علماء، وعاملون في مجال التكنولوجيا ومصرفيون وأطباء. ويغادر هؤلاء إلى دول من بينها جورجيا وأرمينيا وتركيا. وفي حين غادر روسيا حوالي 500 ألف شخص روسيا في عام 2020 بالكامل، وفقا لوكالة الإحصاء الروسية "روستات"، فإن حوالي 300 ألف شخص غادروا البلاد خلال أقل من شهر، بحسب استطلاع في منتصف مارس، أجرته منظمة OK Russians غير الربحية التي تساعد الناس على مغادرة البلاد. ورغم أن الإحصائيات الدقيقة لعدد الأشخاص الذين يغادرون روسيا غير متوفرة بسهولة، توصل عدد من الاقتصاديين إلى استنتاجات مماثلة حول حجم التدفق الخارجي، بحسب الصحيفة. وبينما يتوقع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، أن ينكمش الاقتصاد الروسي بنسبة عشرة في المئة هذا العام، فإن هجرة العمال المحترفين، ستؤدي إلى انخفاض نمو الإنتاجية على المدى الطويل، كما أنه من المتوقع أن ينخفض الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات بشكل حاد، إذ أن كثيرا ممن يغادرون في البلاد هم من العاملين في هذا المجال. وتشير نائبة كبير الاقتصاديين، في معهد التمويل الدولي، إلينا ريباكوفا، إلى أن "الأشخاص الذين يغادرون أو يخططون للمغادرة هم الجزء الأكثر إنتاجية في القوة العاملة، حيث أنهم من المتعلمين تعليما عاليا، وهم من الشباب بشكل عام". وبينما شجعت روسيا المعارضين على المغادرة، عملت أيضا على وقف هروب العمال المحترفين. واعترفت الحكومة بهجرة العقول من البلاد، حيث قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، مؤخرا: "بالطبع، لا يزال هذا التدفق (للعمال)، قائما وقد يتسارع، لكن الحكومة اتخذت إجراءات بالفعل". فبعد بدء الحرب ومع تزايد أرقام الهجرة، وقع الرئيس فلاديمير بوتين في مارس، مرسوما يمنح إعفاء من التجنيد العسكري للأشخاص العاملين في قطاع التكنولوجيا. يأتي هذا بالإضافة إلى أن السلطات الروسية تقدم أيضا إعفاءات ضريبية وقروضا بسعر فائدة أفضل، ورهونات عقارية تفضيلية لإغراء عمال التكنولوجيا على البقاء. ففي مجال صناعة التكنولوجيا، الذي كان حتى وقت قريب أحد أسرع القطاعات نموا في الاقتصاد الروسي، خرج من البلاد، ما بين 50 ألف و 70 ألف عامل، وفقا للبيانات التي قدمتها الجمعية الروسية للاتصالات الإلكترونية خلال جلسة استماع للجنة يوم 22 مارس في مجلس النواب. وقالت الجمعية إنها تتوقع أن يخرج 100 ألف عامل إضافي في أبريل. وتوظف صناعة التكنولوجيا الروسية حوالي 1.3 مليون شخص، أو حوالي 1.7 في المئة من القوة العاملة في البلاد، وفقا لأرقام إدارة التجارة الدولية الأميركية، في تقرير حول روسيا في أكتوبر 2021. وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن كثيرا ممن يغادرون يأخذون معهم أعمالهم. فعلى سبيل المثال، فقد غادرت ساشا كازيلو، المؤسسة المشارك لشركة "فان ليميتيد" الناشئة، التي تصمم تطبيقات لمساعدة الأطفال في سن ما قبل المدرسة على تعلم الرياضيات، روسيا مؤخرا، متوجهة إلى باريس، وأخذت عائلتها وعملها معها، وأشارت إلى أن حوالي 15 مطورا في الشركة غادروا بالفعل أو هم في طور الانتقال. جاء قرار كازيلو، بترك البلاد، بعد أن اعتُقل زوجها ليونيد ريبنيكوف، لمدة 13 يوما لنشره ملصقات مناهضة للحرب، وكان من حسن حظهم أن لديهم أصدقاء في باريس، حيث حصل زوجها على وظيفة بحثية. وقالت ساشا كازيلو: "قبل الحرب، كنت أتوهم أن الأمور يمكن أن تتغير في روسيا ويمكننا بناء شركتنا هناك، لكنني لا أستطيع أن أتخيل ذلك بعد الآن". كما غادر بعض كبار مديري الشركات المملوكة للدولة، و الشركات الخاصة، خلال الأسابيع الأخيرة. وعلى سبيل المثال أيضا، فقد استقال أندري بانوف، من منصب نائب الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الروسية إيروفلوت، المملوكة للدولة، وغادر بعد 10 أيام من بدء الغزو. ونقلت الصحيفة عنه من إسرائيل، حيث يقيم حاليا: "رأيت أنه من المستحيل العمل في شركة مملوكة للدولة، تغيرت البلاد في غضون أسبوع". كما قالت إيلينا بونينا، الرئيسة التنفيذية لشركة التكنولوجيا في روسيا "يانديكس"، في رسالة نشرت على منتدى داخلي للشركة إنها غادرت البلاد إلى إسرائيل وستستقيل في وقت لاحق من هذا الشهر. وقالت "لا يمكنني العيش في بلد يخوض حربا مع جيرانه". وعلى خطى بونينا، غادر العشرات من موظفي "يانديكس"، وخاصة المبرمجين، روسيا واستمروا في العمل لدى الشركة من بلدان أخرى، وفقا للعديد من العاملين في الشركة. وقالت شركة "داتا أرت"، إنها تغادر روسيا وتتوقع أن يغادر مئات من الموظفين الإضافيين البلاد بحلول الصيف. ويرى الخبراء أن وتيرة هجرة العقول من روسيا هي الأكبر منذ ثورة 1917، عندما فر الملايين من النبلاء الروس وطبقات الطبقة المتوسطة العليا المتعلمة من الدولة الشيوعية الناشئة. وبينما غادر عدة ملايين من الروس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، فإن هذه الهجرة حينها تمت على مدار عدة سنوات، وليست في وقت قصير كما يحدث حاليا. ففي الشهر الأول من الغزو، وصل حوالي 50 ألف روسي إلى أرمينيا، وانتقلت أكثر من 250 شركة روسية إلى هناك، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الشركات التي تم نقلها خلال نفس الفترة من عام 2021، وفقا لهوفسيب باتفاكانيان، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات "إنفيست إن أرمينيا". ووجدت استطلاعات الرأي التي أجراها الروس أن متوسط عمر أولئك الذين غادروا البلاد كان 32 عاما وأن 80 في المئة حصلوا على قدر من التعليم العالي على الأقل. وقال 3 في المئة فقط إنهم يخططون للعودة إلى روسيا في الأشهر المقبلة، فيما لم يقرر حوالي الثلث بعد. وأشار المشاركون في الاستطلاعات إلى معارضة الحرب والخوف من القمع وانعدام الآفاق الاقتصادية كأسباب رئيسية لرحيلهم. ولا يزال آخرون في روسيا ينتظرون تأشيرات لدخول بعض البلدان أو نهاية العام الدراسي، كما أن كثيرا من العمال تقدموا بطلب وظائف في بلدان أخرى وينتظرون أن يتم اختيارهم للخروج من البلاد. ووفقا لمزود بيانات التوظيف "هيد هانتر"، يفكر حوالي 40 في المئة من المتقدمين الروس لوظائف تكنولوجيا المعلومات في الانتقال إلى الخارج. وتضم مجموعة على موقع فيسبوك، تسمى "Time to get out"، أو "حان الوقت للخروج"، حوالي 230 ألف عضو يناقشون موضوعات مثل البحث عن الرحلات الجوية والحصول على الوثائق، وتحويل الأموال إلى الخارج. ومن بين هؤلاء، رجل الأعمال المقيم في موسكو، كيريل روزكوفسكي، الذي يخطط للمغادرة وبناء شركته الناشئة التالية في الخارج، ويرى أن "السوق الروسية تقلصت وتضاءل الاستثمار الأجنبي واختفى الوصول إلى التكنولوجيا الأجنبية"، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة، مشيرا إلى أن "الحل الوحيد هو الذهاب إلى بلد آخر". ومن بين الفارين بعض كبار الأطباء الروس، مثل ألكسندر فانيوكوف، الذي ترأس قسم الجراحة في مستشفى موسكو السريري، أحد المراكز الرئيسية في العاصمة، لمرضى كورونا، حيث غادر روسيا إلى لاتفيا مع عائلته بعد أسبوع من بدء الحرب. وقال فانيوكوف إنه، والعديد من الأطباء الآخرين الذين غادروا، كانوا يفكرون في المغاردة، منذ وقت طويل لكنهم لم يريدوا الرحيل بسبب ما يرون إنه مسؤولية تجاه المرضى والزملاء، "لكن السلطات الروسية اتخذت القرار نيابة عنا"، بسبب دخولها في هذه الحرب.

الموقف الأميركي القائم على التوازن في النزاع الأوكراني يزداد تعقيداً... واشنطن تزود كييف بصواريخ «جافلين»...

الراي... واشنطن - أ ف ب - أصبح موقف الولايات المتحدة القائم على التوازن بين تقديم مساعدة عسكرية كبرى الى أوكرانيا مع تجنب توسع رقعة النزاع الى دول أخرى في الوقت نفسه، أكثر صعوبة للالتزام به في وقت تتزايد الصور عن انتهاكات منسوبة الى الجيش الروسي. منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قامت الولايات المتحدة بإغراق أوكرانيا بالأسلحة الخفيفة مثل صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، لكنها رفضت على الدوام تسليمها أسلحة ثقيلة خصوصاً مقاتلات، مشيرة الى ان هذا «يمكن ان يعتبر مزايدة» ويزيد من مخاطر نشوب نزاع نووي مع روسيا. وتتحدث واشنطن بانتظام عن تكنولوجيا أميركية غير مألوفة للأوكرانيين لتبرير النطاق المحدود للأسلحة التي تزودها بها، وتدعو بدلاً من ذلك دول الكتلة السوفياتية السابقة التي لا تزال تملك أسلحة روسية الصنع الى القيام بذلك. لكن بعد النكسات العسكرية للجيش الروسي و«جرائم الحرب» التي نسبت اليه، تجد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفسها تحت ضغط من أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء للقيام بالمزيد من أجل مساعدة كييف على هزيمة روسيا. وقال السناتور الديموقراطي النافذ ريتشارد بلومنتال الخميس، خلال جلسة استماع في الكونغرس لكبار المسؤولين العسكريين «يبدو لي أن استراتيجيتنا غالباً ما تبدو وكأنها انفصام في الشخصية: نريد أن ينتصر الأوكرانيون على روسيا لكننا نخشى أن تؤدي خسارة بوتين إلى تصعيد». من جهته، قال السناتور الجمهوري كيفين كرايمر «هل نتساءل عما إذا كان فلاديمير بوتين يخشى يوماً ما أن تكون مذابحه ضد النساء والأطفال تصعيداً»، معرباً عن أسفه بشكل خاص لان «البنتاغون» لم تقم بتسهيل تسليم مقاتلات «ميغ - 29» الى كييف. باستثناء إغلاق المجال الجوي الذي يؤمنه حلف شمال الأطلسي مع خطر حصول مواجهة مباشرة مع الطيران الروسي، تبدو خيارات «البنتاغون» محدودة في الواقع. فالأسلحة الثقيلة للولايات المتحدة لا تتوافق مع الأسلحة التي يملكها الجيش الأوكراني وتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها سيتطلب إخراجهم من ساحة المعركة لأسابيع عدة في وقت يحضر فيه لهجوم روسي كبير على مناطق دونباس التي لا تسيطر عليها موسكو. تقول مصادر «البنتاغون» إن دبابات «أبرامز»، على سبيل المثال، يتم تشغيلها بواسطة محرك توربيني كثيف الوقود للغاية يتطلب دعماً لوجستياً هائلاً ويتطلب استخدام تصويب الهدف بالليزر تدريباً مكثفاً. أما المقاتلة «ايه - 10 وارثوغ» التي اشار اليها بلومنتال كإضافة محتملة للمساعدة العسكرية لأوكرانيا، فمعروفة بمرونتها وقدرتها على العودة إلى قاعدتها مع أضرار جسيمة. لكن يجب تدريب الطيارين لأسابيع عدة وقبل كل شيء يجب إنشاء سلسلة إمداد لوجستية كاملة لضمان صيانتها. رداً على انتقادات أعضاء الكونغرس، نشر البيت الأبيض لائحة شاملة بالمعدات التي تم توفيرها لأوكرانيا حتى الآن: 1400 نظام «ستينغر» المضاد للطائرات وخمسة آلاف صاروخ «جافلين» المضاد للدبابات وسبعة آلاف سلاح آخر مضاد للدبابات ومئات من الطائرات من دون طيار «سويتشبلايد» وسبعة آلاف بندقية هجومية و50 مليون رصاصة وذخيرة مختلفة و45 ألف دفعة من السترات والخوذ الواقية من الرصاص وصواريخ موجهة بالليزر وطائرات من دون طيار من طراز «بوما» ورادارات مضادة للمدفعية ومضادة للطائرات من دون طيار ومركبات مدرعة خفيفة وأنظمة اتصالات آمنة وحماية من الالغام. الجمعة، رد الناطق باسم «البنتاغون» جون كيربي على هذه الانتقادات. وقال إن «الفكرة القائلة باننا لا نقوم بما يكفي ولا بالسرعة الكافية تثير غضبنا بشدة». منذ وصوله الى البيت الأبيض، رصد الرئيس جو بايدن 2،4 مليار دولار للمساعدة العسكرية لاوكرانيا «وهو ما يعادل تقريباً موازنة الدفاع الاوكرانية». وبعد ان ذكر بانه الى جانب الأسلحة التي قدمت الى كييف، زادت الولايات المتحدة عدد عناصرها العسكريين في أوروبا من 80 ألفاً إلى 100 ألف في منتصف فبراير وأرسلت بطارية «باتريوت» المضادة للطائرات إلى سلوفاكيا لتعويض نظام «إس - 300» الروسي الصنع الذي سلمته براتيسلافا إلى كييف، شدد على أن الجهود كانت «غير مسبوقة». وأشار الى انه «لا يوجد بلد آخر لديه القدرة اللوجستية للقيام بذلك. ولا توجد دولة أخرى لديها الموارد للقيام بذلك»، مشدداً على أنه «في الوقت نفسه نبقي في الأذهان أن روسيا قوة نووية».

«معركة الشرق الكبرى» على الأبواب وجونسون وزيلينسكي يتجوّلان في كييف

الراي...

- البطريرك يدعو إلى محاربة «الأعداء»... والبابا إلى «هدنة»

- «الناتو» يُخطط لوجود عسكري دائم على حدود الدول الأعضاء

- موسكو تدمر مطار دنيبرو... ومنظومة «إس - 300»!

في وقت يستعد الشرق الأوكراني لـ «المعركة الكبيرة»، الهدف الذي يشكل أولوية لدى موسكو، أظهرت زيارات قام بها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار النمسوي كارل نيهامر وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، عودة الحياة إلى طبيعتها إلى حد ما في العاصمة كييف، حيث تعهدوا بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية والمالية وفرض عقوبات جديدة على روسيا. وخلال زيارته المفاجئة السبت، قام جونسون، بجولة سيراً على الأقدام برفقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في شوارع كييف. ونشر مكتب زيلينسكي مقطع فيديو للزعيمين وهما يسيران تحت حراسة أمنية مشددة في وسط المدينة الخالي إلى حد كبير. وعبر جونسون وزيلينسكي، شارع خريشتتشاتيك الرئيسي الذي يؤدي إلى ساحة ميدان حيث انطلقت ثورة عام 2014 التي أطاحت بالحكومة الموالية لموسكو. وفي طريقهما حيا الزعيمان العديد من المارة، وبدا على أحدهم التأثر الشديد عند رؤيته جونسون، حيث بادره، قائلاً «نحن بحاجة إليك». ورد جونسون «نحن نتشرف بتقديم المساعدة. لديكم رئيس رائع هو السيد زيلينسكي». وأشاد جونسون في وقت سابق بـ «بطولة» زيلينسكي، والجيش الأوكراني لأنه «حقق أكبر عمل عسكري في القرن الحادي والعشرين» سمح بالدفاع عن كييف و«بإفشال الأهداف الوحشية» للرئيس فلاديمير بوتين. وتأتي زيارة جونسون بعد أيام من الكشف عن جثث لمدنيين عقب انسحاب القوات الروسية من بلدات قرب العاصمة الأوكرانية. ووصف جونسون هذه الأفعال بأنها «جرائم حرب»، معتبرا أنها لطخت سمعة بوتين، للأبد. وتعهد تزويد كييف بآليات مدرعة وصواريخ مضادة للسفن. وزيارة جونسون التي لم تعلن عنها لندن أو كييف، هي الأولى لزعيم من مجموعة السبع الى أوكرانيا منذ بدء الغزو في 24 فبراير الماضي. في سياق متصل، نقلت صحيفة «تلغراف» عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن «الناتو» يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده بهدف التصدي لأي عدوان روسي في المستقبل. وقال إن الحلف «في خضم تحول جوهري للغاية» سيعبر عن «العواقب على المدى الطويل» لأفعال بوتين. وأضاف أن القرارات في شأن إعادة الضبط سيتم اتخاذها في قمة مدريد في يونيو المقبل. ميدانياً، تستعد أوكرانيا لخوض «معركة كبيرة» في الشرق، الهدف الذي يشكل أولوية لدى موسكو بينما يتواصل إجلاء المدنيين. وقال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، إن «أوكرانيا مستعدة للمعارك الكبيرة. أوكرانيا يجب أن تكسبها بما في ذلك في دونباس». وأضاف «عندما يحدث ذلك سيكون لأوكرانيا موقف أقوى في المفاوضات وهذا يسمح لها بفرض بعض الشروط». وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أمس، أن قواتها استخدمت صواريخ «ستار ستريك مانباد» بريطانية الصنع للمرة الأولى، ودمرت طائرة روسية من دون طيار من طراز «أورلان-10»، بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت منصات إطلاق أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «إس - 300» في مطار تشوهيف وبالقرب من قرية في منطقة ميكولايف في جنوب أوكرانيا. كما تعرض مطار دنيبرو، المدينة الكبيرة في شرق أوكرانيا، لقصف روسي جديد، أمس، أدى إلى «تدميره بالكامل». من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تسعى لإنشاء ممر بري من شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس في الشرق.وأضافت في تحديث دوري، أمس، أن القوات الروسية تتطلع أيضاً إلى تعزيز أعداد قواتها بأفراد تم تسريحهم من الخدمة العسكرية منذ 2012. وفي موسكو، دعا بطريرك الأرثوذكس الروس كيريل، إلى الالتفاف حول السلطة لمحاربة «الأعداء الخارجيين والداخليين». وقال خلال قداس في العاصمة الروسية، أمس، «في هذه الفترة الصعبة لوطننا، نطلب من الربّ مساعدة كلّ واحد منّا على توحيد الصف، بما في ذلك حول السلطة، ومساعدة السلطة في تحمّل مسؤوليتها أمام الشعب وخدمته بتواضع وحسن نيّة». وفي روما، دان البابا فرنسيس، «حماقة الحرب»، داعياً إلى «هدنة عيد الفصح للتوصل إلى السلام من خلال مفاوضات حقيقية». وقال في إشارة على ما يبدو إلى روسيا «أي نوع من النصر هذا الذي يرفع علما فوق كومة من الأنقاض»؟

كييف: جنود روس سرقوا من محطة تشيرنوبيل مواد إشعاعية قد تفتك بهم

وزير الطاقة الأوكراني: مستوى الجهل لدى الجنود الروس يثير الصدمة

الجريدة... سرقت القوات الروسية التي احتّلت محطة تشيرنوبيل النووية مواد إشعاعية من مختبرات الأبحاث، وفق ما أوردت الوكالة الحكومية الأوكرانية لإدارة المنطقة المحظورة الأحد، مشيرة إلى أن هذه المواد قد تفتك بمن تعرّضوا لها. وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في اليوم الأول من العملية التي أطلقتها في 24 فبراير لغزو أوكرانيا، ومدى شهر ونيّف احتلّت هذه القوات المنطقة التي تشهد نشاطاً إشعاعياً كبيراً، لتعود وتخرج منها في 31 مارس. وأوردت الوكالة على «فيسبوك» أن القوات الروسية نهبت مختبرين في المنطقة. وأشارت إلى أن الروس دخلوا منطقة تخزين وسرقوا 133 مادة شديدة الإشعاع. وحذّرت الوكالة من أن «التعرّض لهذه الإشعاعات ولو بنسبة قليلة فتّاك». وكان وزير الطاقة الأوكراني يرمان غولاشتشنكو قد حذّر هذا الأسبوع من أن جنوداً روساً عرّضوا أنفسهم لكمية «صادمة» من الإشعاعات النووية، وقال إن بعضاً من هؤلاء قد يموتون في غضون أقل من عام. والجمعة جاء في منشور لغولاشتشنكو على «فيسبوك» عقب تفقّده المنطقة المحظورة «لقد حفروا بأيديهم التربة الملوثة بالإشعاعات، ووضعوا تراباً إشعاعياً في أكياس الرمل، لقد تنشقوا هذا الغبار». وأوضح الوزير أن «من يتعرّضون لهذه الإشعاعات مدى شهر يتبقى لهم عام واحد كحد أقصى للعيش، وتوخياً للدقة، ليس العيش بل الموت البطيء من جراء الأمراض». وتابع «كل جندي روسي سيعيد معه إلى بلاده شيئاً من تشيرنوبيل، حياً أو ميتاً». وشدد على أن المعدات العسكرية الروسية ملوّثة أيضاً. وقال «مستوى الجهل لدى الجنود الروس يثير الصدمة». وشهدت محطة تشيرنوبيل في العام 1986 أسوأ كارثة نووية في التاريخ.

معركة شرق أوكرانيا: هل تعلّم الروس من أخطائهم؟...

موقف واشنطن القائم على التوازن في النزاع يزداد تعقيداً..

الجريدة... المصدرAFP... تستعد أوكرانيا لمرحلة جديدة من المعارك أكثر تحدياً في حربها لصد الغزو الروسي، حيث ستجعل التضاريس والمساحات المفتوحة الواسعة في شرق البلاد من الصعب على الأوكرانيين إدارة عمليات حرب العصابات كما فعلوا في غابات الشمال والغرب، بينما يتواصل إجلاء المدنيين خوفًا من هجوم وشيك في هذه المنطقة. وبينما دمرت روسيا مطار مدينة دينيبرو وسط أوكرانيا، قالت «واشنطن بوست»، نقلا عن محللين، إن شكل المعارك سيتوقف على مدى قدرة الروس على تصحيح الأخطاء التي ارتكبوها في المرحلة الأولى من غزوهم، والتي تتراوح بين فشل خطوط الإمداد والتحديات اللوجستية، وسوء التخطيط إلى حجم القوات غير الكافية. ومن المتوقع أن يكون التركيز الجديد للمعركة هو منطقة دونباس، التي كانت محل نزاع منذ أن غزت روسيا في 2014، واستولت على جزء من المقاطعة. وسيحاول الروس على الأرجح الدفع جنوبا من منطقة خاركيف وشمالًا من مدينة دونيتسك لتطويق القوات الأوكرانية في دونباس، وهي مناورات ستؤدي إلى التفوق العددي لروسيا من حيث الدبابات والعربات المدرعة. وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن الروس بدأوا في الأيام الأخيرة التقدم جنوبا من بلدة إيزيوم، بهدف الاستيلاء في نهاية المطاف على كراماتورسك، عاصمة دونيتسك. ويؤكد المحللون أن الأوكرانيين قد يجدون أنفسهم في مواجهة قتال أكثر صرامة في تضاريس الشرق مما فعلوه في الشمال، حيث وفرت الأشجار غطاءً للمقاتلين المدججين بالسلاح للتسلل خلف الخطوط الروسية لإطلاق النار على الدبابات والمركبات المدرعة، باستخدام أسلحة مضادة للدبابات مثل صواريخ «جافلين». وقال وزير الخارجية الأوكراني لحلف «الناتو» الأسبوع الماضي، إن المعارك في الشرق ستبدو أشبه بمعارك «الحرب العالمية الثانية، بعمليات كبيرة، وآلاف الدبابات والعربات المدرعة والطائرات والمدفعية، وأنواع مختلفة من الأسلحة». وذكر مسؤولون أميركيون أن البيئة المتغيرة تدعم طلب أوكرانيا من دول «الناتو» توفير المزيد من أنواع الأسلحة وأنواعها المختلفة، بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية. ومع ذلك، يشك العديد من المراقبين في أن القوات الروسية المنهكة بالفعل لديها القوة للاستيلاء على المزيد من الأراضي من أوكرانيا في أي وقت قريب. من جانبه، أكد ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، أن بلاده «مستعدة لخوض معركة كبيرة في الشرق، ويجب أن تكسبها بما في ذلك في دونباس». وأضاف «عندما يحدث ذلك سيكون لأوكرانيا موقف أقوى في المفاوضات، وهذا يسمح لها بفرض بعض الشروط». وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر الذي زار كييف «نحن مستعدون للقتال وللبحث في الوقت نفسه، عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب».

التوازن

على صعيد متصل، وبينما أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه يدرس امكانية ارساء وجود عسكري دائم على جبهته الشرقية، أصبح موقف الولايات المتحدة القائم على التوازن بين تقديم مساعدة عسكرية كبرى إلى أوكرانيا مع تجنب توسع رقعة النزاع الى دول أخرى في الوقت نفسه، أكثر صعوبة للالتزام به. منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قامت الولايات المتحدة بإغراق أوكرانيا بالأسلحة الخفيفة مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، لكنها رفضت على الدوام تسليمها أسلحة ثقيلة خصوصا طائرات مقاتلة، مشيرة الى ان هذا «يمكن أن يعتبر مزايدة»، ويزيد من مخاطر نشوب نزاع نووي مع روسيا. وهم يتحدثون بانتظام عن تكنولوجيا أميركية غير مألوفة للأوكرانيين لتبرير النطاق المحدود للأسلحة التي يزودونها ويدعون بدلا من ذلك دول الكتلة السوفياتية السابقة التي لا تزال تملك أسلحة روسية الصنع الى القيام بذلك. لكن بعد النكسات العسكرية للجيش الروسي وجرائم الحرب التي نسبت اليه، تجد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفسها تحت ضغط من أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، للقيام بالمزيد من أجل مساعدة كييف على هزيمة روسيا. وقال السناتور الديموقراطي النافذ، ريتشارد بلومنتال، الخميس خلال جلسة استماع في الكونغرس لكبار المسؤولين العسكريين الأميركيين «يبدو لي أن استراتيجيتنا غالبا ما تبدو كأنها انفصام في الشخصية: نريد أن ينتصر الأوكرانيون على روسيا لكننا نخشى أن تؤدي خسارة بوتين إلى تصعيد». من جهته، قال السناتور الجمهوري كيفين كرايمر «هل نتساءل عما إذا كان فلاديمير بوتين يخشى يوما ما أن تكون مذابحه ضد النساء والأطفال تصعيدا»، معربا عن أسفه بشكل خاص، لأن البنتاغون لم يقم بتسهيل تسليم مقاتلات ميغ - 29 الى كييف. باستثناء إغلاق المجال الجوي الذي يؤمنه حلف شمال الأطلسي مع خطر حصول مواجهة مباشرة مع الطيران الروسي، تبدو خيارات البنتاغون محدودة في الواقع. فالأسلحة الثقيلة للولايات المتحدة لا تتوافق مع الأسلحة التي يملكها الجيش الأوكراني، وتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها سيتطلب إخراجهم من ساحة المعركة لعدة أسابيع في وقت يحضر فيه لهجوم روسي كبير على مناطق دونباس. وتقول مصادر البنتاغون إن دبابات أبرامز، على سبيل المثال، يتم تشغيلها بواسطة محرك توربيني كثيف الوقود يتطلب دعما لوجستيا هائلا، ويتطلب استخدام تصويب الهدف بالليزر تدريبا مكثفا. أما الطائرة المقاتلة «ايه - 10 وارثوغ»، التي اشار اليها بلومنتال كإضافة محتملة للمساعدة العسكرية لأوكرانيا، فمعروفة بمرونتها وقدرتها على العودة إلى قاعدتها مع أضرار جسيمة. لكن يجب تدريب الطيارين لعدة أسابيع وقبل كل شيء يجب إنشاء سلسلة إمداد لوجستية كاملة لضمان صيانتها. رداً على انتقادات أعضاء الكونغرس، نشر البيت الأبيض لائحة شاملة بالمعدات التي تم توفيرها لأوكرانيا. والجمعة رد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي على هذه الانتقادات. وقال إن «الفكرة القائلة إننا لا نقوم بما يكفي ولا بالسرعة الكافية تثير غضبنا بشدة». وبعد أن ذكر كل ما قدمته واشنطن، أشار الى انه «لا يوجد بلد آخر لديه القدرة اللوجستية للقيام بذلك. لا توجد دولة أخرى لديها الموارد للقيام بذلك»، مشددا على أنه «في الوقت نفسه نبقي في الأذهان أن روسيا قوة نووية».

أوكرانيا فتحت 5600 تحقيق في جرائم حرب تتهم روسيا بارتكابها

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»... فتحت أوكرانيا 5600 تحقيق في جرائم حرب مزعومة على أراضيها منذ بداية الغزو الروسي لها في 24 فبراير (شباط)، حسبما أعلنت اليوم (الأحد) المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا عبر القناة البريطانية «سكاي نيوز». ووصفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «مجرم الحرب الأبرز في القرن الحادي والعشرين»، مؤكّدة أنها حددت 5600 جريمة حرب مزعومة بالإضافة إلى 500 مجرم حرب روسي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. ولفتت أيضاً إلى الهجوم الذي استهدف محطة كراماتورسك في شرق أوكرانيا حيث قُتل 52 مدنياً بينهم خمسة أطفال في ضربة نُسبت إلى صاروخ روسي. وقالت فينيديكتوفا: «بالتأكيد، إنها جريمة حرب»، مؤكّدة أن لديها «دلائل» على أن روسيا تقف خلف الهجوم. وأضافت: «هؤلاء الأشخاص كانوا يريدون فقط إنقاذ حياتهم، كانوا يريدون أن يتمّ إجلاؤهم». وشكرت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي توجه (السبت) إلى كييف في زيارة غير متوقعة التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووعد بتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة. وقال جونسون إثر لقائه زيلينسكي «ما فعله بوتين في بوتشا وإيربين هو جرائم حرب، وقد شوهت في شكل دائم سمعته وسمعة حكومته». ورأت فينيديكتوفا أن زيارة جونسون «هي فعلاً دعم كبير لنا».

السلطات الأوكرانية تمنع آلاف الرجال في سن التجنيد من مغادرة البلاد

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين».. وصل عدد الرجال في سجن التجنيد الذين منعتهم السلطات الأوكرانية من مغادرة البلاد إلى ما يقارب 2200 رجل منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي. وقالت قوات حرس الحدود الأوكرانية اليوم الأحد: «في الفترة الأخيرة كانت ثمة حالات تم العثور فيها على جثث لرجال عند ضفاف مياه قريبة من الحدود»، في إشارة إلى رجال حاولوا الفرار من البلاد تجنباً لتجنيدهم. وتلزم السلطات الأوكرانية الرجال في سجن التجنيد بعدم مغادرة البلاد للدفاع عنها وذلك على عكس النساء والأطفال الذين يفر منهم مئات الآلاف إلى خارج البلاد. وذكرت قوات حرس الحدود أن بعض اللاجئين الرجال حاولوا رشوة أفرادها وبعضهم استخدم وثائق مزورة لعبور الحدود. وأضافت السلطات أنه تم تسجيل عدة حالات للسعات الصقيع في جبال كاربات وبعض هذه الحالات كان على الحدود مع رومانيا. وكانت تقارير عن رئيس المحكمة الدستورية السابق، أولكسندر توبيزكي، أثارت ضجة في وسائل الإعلام الأوكرانية مؤخراً، حيث تم تصوير الرجل البالغ 59 عاماً في فيينا. وأعلنت أوكرانيا اعتزامها معاقبة الذين فروا من الدفاع عن بلادهم بعد عودتهم. تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأوكرانية حظرت مغادرة البلاد بالنسبة للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً منذ بدء الغزو الروسي مع استثناء غير القادرين على الحرب وأرباب العائلات ذات العدد الكبير من الأطفال وسائقي الشاحنات.

كييف: الدعاية السياسية الروسية مهدت لارتكاب الفظائع في بوتشا

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»... دعا وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، اليوم الأحد، إلى درس تأثيرات الدعاية السياسية الروسية، عادّاً أنها مهدت لارتكاب الفظائع في بوتشا؛ المدينة القريبة من كييف والتي كانت القوات الروسية قد احتلتها. وجاء في تغريدة للوزير الأوكراني أن «الفظائع التي شهدناها في بوتشا لم تحدث بين ليلة وضحاها. فعلى مدى سنوات حرضت النخب السياسية والدعاية الروسية على الكراهية، وعمدت إلى تصوير الأوكرانيين على أنهم بلا إنسانية، وعززت نظرية تفوق الروس، ومهدت لهذه الفظائع». وتابع: «أحض باحثي العالم أجمع على درس الأسباب التي أدت إلى ما شهدناه في بوتشا». وتتهم أوكرانيا والدول الغربية القوات الروسية بارتكاب «مجزرة» و«جرائم حرب» بعد العثور على جثث في شوارع بوتشا؛ المدينة الصغيرة الواقعة إلى شمال غربي كييف والتي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في 31 مارس (آذار) الماضي. وتمكن مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية من دخول المدينة في 2 أبريل (نيسان) الحالي، وشاهدوا جثث 20 رجلا بالزي المدني موزعة ضمن نطاق مئات الأمتار في أحد شوارع المدينة. وكانت جثة أحدهم فوق دراجته الهوائية، فيما كانت بجانب جثث أخرى أكياس بداخلها بضائع تموينية. وكانت إحدى الجثث مقيدة اليدين من الجهة الخلفية. وتحمل اثنتان على الأقل من هذه الجثث آثار إصابات بالغة في الرأس. وباتت بوتشا رمزاً لفظائع الحرب، إلا إنها ليست الوحيدة التي شهدت هذا النوع من التجاوزات. واستدعت مجزرة بوتشا موجة إدانات دولية ودفعت بحلفاء كييف إلى فرض عقوبات إضافية على روسيا.

حرب أوكرانيا تحيي الدعوات لإصلاح الأمم المتحدة

نيويورك: «الشرق الأوسط»... اكتسب النقاش القائم منذ مدة طويلة بشأن إصلاح الأمم المتحدة أهمية ملحة فجأة، خصوصا فيما يتعلق بدور مجلس الأمن الذي لم يعد يمثل عالم اليوم في وقت فشل في منع الغزو الروسي لأوكرانيا. ووجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا نداء إلى الأمم المتحدة لتعليق عضوية روسيا في مجلس الأمن، وسأل صراحة «هل أنتم على استعداد لإغلاق الأمم المتحدة» والتخلي عن القانون الدولي؟ «إذا كان ردكم كلا فعليكم إذن التحرك فورا». وبعدما فشل مجلس الأمن في منع الغزو الروسي لبلاده، قال في خطاب منفصل أمام النواب اليابانيين: «علينا تطوير أداة جديدة» قادرة على تحقيق ذلك. وكرست الأمم المتحدة التي تأسست عام 1945 على أمل ضمان السلام في العالم ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة سلطة غير متناسبة للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، فمنحتها حق النقض بما يسمح لها بحماية مصالحها والتدخل بشكل كبير في شؤون العالم. وبالتالي، استخدمت موسكو حق النقض (فيتو) الذي تملكه في مجلس الأمن حوالي 15 مرة في جلسات تصويت مرتبطة بحليفتها دمشق منذ العام 2011 لكن حق النقض يضمن أيضا أنه لا يمكن إطلاقا تعليق عضوية موسكو في المجلس، نظرا إلى أن المادة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة تسمح للجمعية العامة باستثناء عضو واحد فقط، لكن بتوصية من مجلس الأمن. وفي هذا السياق، قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بحملة عسكرية في العراق عام 2003 من دون موافقة الأمم المتحدة، ومن دون تعرض مقعديهما الدائمين في مجلس الأمن لأي عواقب. وفضلا عن مسألة حق النقض وغياب التوازن الدولي ضمن أعضاء مجلس الأمن (إذ لا تحظى أي دولة أفريقية أو من أميركا اللاتينية بمقعد دائم)، فإن المجلس يمنح سلطة شبه كاملة في بعض القضايا لواشنطن ولندن وباريس. ويرى مندوب إحدى الدول العشر الحالية ذات العضوية غير الدائمة أن تقسيم المهام بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن غير متساو، إذ توكل «المهام البيروقراطية» إلى الدول العشر التي لا تحظى بعضوية دائمة. وقال المندوب الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا نعتقد أنه تقسيم عادل للمهام». وواجه المجلس تنديدات واسعة لشلله الحالي والمتكرر، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتقد إخفاقاته. وأقر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بوجود «مشكلة جوهرية للغاية»، بعد يوم من دعوات زيلينسكي غير المجدية لطرد روسيا. وبالنسبة للخبير في العلاقات الدولية في باريس برتران بادي، فإن الأمم المتحدة «أشبه بالكولسترول... هناك النافع»، لا سيما في مجال المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة والتي أنقذت حياة كثيرين حول العالم، وهناك «الضار، المتمثل بمجلس الأمن». لكن بينما أقر المندوب بوجود «انتقادات شديدة» للمنظمة الدولية، قال «أين سنكون لو لم يكن لدينا أي من ذلك؟»، وفي غياب جميع الأمور «الجيدة» التي تقوم بها الأمم المتحدة. وتتركز معظم الدعوات للإصلاح على توسيع مجلس الأمن، وإضافة أعضاء دائمين وغير دائمين. لكن «هناك استقطاب كبير في المواقف»، بحسب المندوب، بشأن الدول التي يتعين ضمها والتي ستحظى بحق النقض. ورأى الدبلوماسي أن «حق النقض يجب أن يكون مضبوطا بشكل أكبر»، مضيفا أن هدفه لا يجب أن يكون «منع التقدم» بل «إجبار الدول الخمس الدائمة على الجلوس معا والوصول إلى حل يرضي الجميع». وطرحت مجددا مسألة الفيتو في اجتماع غير رسمي الجمعة بشأن إصلاح الأمم المتحدة شاركت فيه الدول الخمس الدائمة العضوية. كان من بين الأفكار المطروحة، مقترح فرنسي مكسيكي للحد من استخدامه في حالات «الجرائم الكبرى» ومقترح من ليشتنشتاين بمطالبة أي دولة تستخدم حق الفيتو بتبريره أمام الجمعية العامة. وقال مؤخراً رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الذي تأمل بلاده يوما ما بالانضمام إلى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، إن «بنية السلام والأمن بأكملها في الأمم المتحدة تحتاج إلى إصلاح». وأشار إلى ضرورة تحول المجلس إلى «الديمقراطية» للسماح للمنظمة الدولية «بتجاوز الشلل الذي تسببت به عدة دول أعضاء». وتشمل الدول الأخرى المرشحة لنيل العضوية الدائمة في المجلس الهند واليابان والبرازيل وألمانيا. لكن عددا من الخبراء يرون أن فرص الإصلاح ستبقى ضئيلة ما أن الدول الدائمة العضوية ترفض القبول بأي خطوة تخفف من سلطتها.

«الناتو» يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده

لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط»... أعلن الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أن الحلف يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده بهدف التصدي لأي عدوان روسي في المستقبل، وذلك على خلفية أحداث أوكرانيا. وقال ستولتنبرغ، في مقابلة مع صحيفة الـ«تليغراف» البريطانية، إن الحلف «في خضم تحوّل جوهري للغاية» ليتعامل مع «العواقب على المدى الطويل» لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف: «ما نراه الآن هو واقع جديد للأمن الأوروبي. لذلك نطلب الآن من قادتنا العسكريين تقديم خيارات لما نسميه إعادة ضبط، خطة للتكيف على المدى الطويل للحلف»، وأوضح أن القرارات بشأن إعادة الضبط ستُتخذ في قمة الحلف التي ستعقد في مدريد في يونيو (حزيران). وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ودفع الدول الغربية إلى إعادة التفكير في سياستها الدفاعية.

عقوبات سادسة على موسكو

من جهة أخرى، يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم (الاثنين) في لوكسمبورغ، فرض حزمة عقوبات سادسة على موسكو، لكن وقف مشتريات النفط والغاز بغرض تحجيم تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، يقسم الدول الـ27. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، يوم الجمعة، خلال زيارتها إلى كييف مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: لقد «فرضنا للتو عقوبات شديدة على روسيا ونستعد لرزمة سادسة». ويواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة جميع محاوريه الأوروبيين «بفرض عقوبات شديدة»، ويدعو إلى وقف مشتريات النفط والغاز وتزويد بلاده بأسلحة ثقيلة لمقاومة الهجوم المعلن في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا. وأعلن جوزيب بوريل عزمه على إطلاق محادثات اليوم الاثنين بشأن حظر نفطي، «لكن اقتراحاً رسمياً ليس مطروحاً على الطاولة»، بحسب ما اعترف مسؤول أوروبي رفيع. وشدد على أن «الإجماع ضروري لاعتماد العقوبات. لكن نرى بوضوح الاعتماد على روسيا في العديد من الدول الأعضاء». وأضاف قوله: «لن نقدّم شيئاً لن يتم تمريره. يجب تقديم المقترحات في الوقت المناسب». وتعتمد ألمانيا وإيطاليا والنمسا والمجر بشكل كبير على الغاز الروسي.

مشتريات النفط والغاز

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير (شباط)، حقق الكرملين 27.3 مليار دولار من مشتريات الاتحاد الأوروبي من النفط والغاز والفحم، وفقاً لمديرة المعهد النمسوي لأوروبا والسياسة الأمنية، فيلينا تشاكاروفا. وفرض الاتحاد الأوروبي حظراً على مشتريات الفحم، لكن قيمتها أقل بكثير من تلك الخاصة بالغاز والنفط. من ناحية أخرى، يصادق الوزراء على الإفراج عن 500 مليون يورو إضافية لتمويل وتسليم أسلحة جديدة إلى كييف، وفقاً للعديد من الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي. وقال جوزيب بوريل أول من أمس السبت: «العقوبات مهمة لكنها لن تحل المشكلة في دونباس. ستكون المعركة في دونباس حاسمة بالنسبة لنتائج الحرب». وأوضح مسؤول أوروبي كبير أن روسيا تقصف أوكرانيا من البحر من سفن موجودة خارج نطاق الأسلحة الأوكرانية وتحتاج قوات كييف إلى «أسلحة بعيدة المدى ومزيد من العربات المدرعة». وأعلنت سلوفاكيا يوم الجمعة أنها زودت كييف بنظام دفاع روسي مضاد للطائرات من طراز S - 300.

أوكرانيا تضغط على الغرب

وقالت أوكرانيا أمس (الأحد) إنها تسعى إلى فرض مجموعة أخرى من عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو والحصول على مزيد من المساعدات العسكرية من حلفائها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على «تويتر» إنه تحدث هاتفياً إلى المستشار الألماني أولاف شولتس حول فرض عقوبات إضافية علاوة على تقديم المزيد من الدعم الدفاعي والمالي لبلاده. وذكر مكتب زيلينسكي أن الرئيس ناقش مع مسؤولين أوكرانيين مقترحات كييف لفرض مجموعة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي. وجدد زيلينسكي في خطابه مناشدته للحلفاء الغربيين بفرض حظر كامل على منتجات الطاقة الروسية وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة. وفجر تزايد الضحايا المدنيين إدانات دولية واسعة النطاق وأدى لفرض عقوبات جديدة، لا سيما بسبب مئات القتلى في بلدة بوتشا شمال غربي كييف التي كانت حتى ما يزيد قليلاً على أسبوع في قبضة القوات الروسية.

5.600 تحقيق في جرائم حرب

من جهة أخرى، فتحت أوكرانيا 5.600 تحقيق في جرائم حرب مزعومة على أراضيها منذ بداية الغزو الروسي لها في 24 فبراير، حسبما أعلنت أمس المدعية العامة الأوكرانية ايرينا فينيديكتوفا عبر القناة البريطانية «سكاي نيوز». ووصفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «مجرم الحرب الأبرز في القرن الحادي والعشرين»، مؤكّدة أنها حددت 5.600 جريمة حرب مزعومة بالإضافة إلى 500 مجرم حرب روسي. ولفتت أيضاً إلى الهجوم الذي استهدف محطة كراماتورسك في شرق أوكرانيا حيث قُتل 52 مدنياً بينهم خمسة أطفال في ضربة نُسبت إلى صاروخ روسي. وقالت فينيديكتوفا: «بالتأكيد، إنها جريمة حرب»، مؤكّدة أن لديها «دلائل» على أن روسيا تقف خلف الهجوم. وأضافت: «هؤلاء الأشخاص كانوا يريدون فقط إنقاذ حياتهم، كانوا يريدون أن يتمّ إجلاؤهم». وشكرت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي توجه أول من أمس السبت إلى كييف في زيارة غير متوقعة التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووعد بتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة. وقال جونسون إثر لقائه زيلينسكي: «ما فعله بوتين في بوتشا وإيربين يعد جرائم حرب، وقد شوهت في شكل دائم سمعته وسمعة حكومته». واعتبرت فينيديكتوفا أن زيارة جونسون «هي فعلاً دعم كبير لنا».

تبادل أسرى

وأكدت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا تاتيانا موسكالكوفا، أمس، تنفيذ عملية لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يوم السبت. وأضافت أن من بين من عادوا إلى روسيا أربعة موظفين لدى مؤسسة الطاقة الذرية التابعة للدولة «روس آتوم» بالإضافة إلى جنود ومدنيين. وأشارت موسكالكوفا إلى أن تبادلاً جرى يوم السبت أيضاً لقائدي الشاحنات بين روسيا وأوكرانيا وشمل 32 سائقاً روسياً و20 سائقا أوكرانيا، بالإضافة إلى عدد من مواطني روسيا البيضاء. وقالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إيرينا فيريشتشوك إن 12 جنديا أوكرانيا عادوا بعد تبادل للأسرى مع روسيا، وهي ثالث عملية من نوعها منذ بدء الصراع. وأضافت فيريشتشوك أن 14 مدنياً أيضاً عادوا لأوكرانيا في إطار الاتفاق. ونفت موسكو استهداف المدنيين فيما تسميها «عملية عسكرية خاصة» هدفها نزع سلاح جارتها. ورفضت أوكرانيا والدول الغربية ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها لشن حرب.

واشنطن تسابق «الزمن» لحشد الدعم التشريعي والعسكري لأوكرانيا

الشرق الاوسط... واشنطن: معاذ العمري.. تواصل الولايات المتحدة جهودها على كافة الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية، وكذلك التشريعية، لمساعدة أوكرانيا في الحرب التي تواجهها البلاد من قبل الغزو الروسي، إذ بلغ مجموع المساعدات العسكرية حتى الآن ملياري دولار. هذه التحركات التي تكاد أن تكون من أقوى وأسرع الردود على الصعيد الدولي، لم تظهر قوة اتحاد الدول الغربية أمام الغزو الروسي لأوكرانيا فقط؛ بل استطاعت توحيد القطاعات والمؤسسات الأميركية كذلك، إذ يعتقد عديد من المراقبين أن الفرعين التنفيذي والتشريعي في البلاد متفقان على أسس الرد والتعامل مع الأزمة. جون كيربي متحدث وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أكد في مؤتمره الجمعة الماضي، أن بلاده قدّمت من المساعدات العسكرية ما لم تستطع أي دولة أخرى تقديمه؛ مشيراً إلى السرعة في اتخاذ القرارات من الناحية اللوجستية وكذلك من الناحية الزمنية. وقال: «نحن نعمل بجد بشكل لا يصدق، وعلى نطاق غير مسبوق، لمساعدة دولة أخرى في الدفاع عن نفسها»، لافتاً إلى أن لغة الأرقام في حد ذاتها كفيلة بتأكيد ذلك، فقد تنامى الدعم الأميركي من 100 مليون دولار، إلى 200 مليون، ثم 800 مليون دولار، لينتهي به المطاف إلى ملياري دولار: «وهو ما يعادل تقريباً ميزانية الدفاع الأوكرانية». وأضاف: «فعلنا ذلك بشكل شبه قياسي في وقت قياسي، فنحن نبحث عن السرعة التي تنتقل بها هذه الأشياء إلى هناك. لذلك كنا نفعل كل ما في وسعنا بأسرع ما يمكن، وفي الوقت نفسه نفعل كل ما في وسعنا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف (الناتو). انتقلنا من حوالي 80 ألف جندي في أوروبا في منتصف فبراير (شباط) إلى أكثر من 100 ألف جندي، مع إعادة تموضع داخل أوروبا في دول مثل سلوفاكيا. ولا يمكن لأي دولة أخرى القيام بذلك من منظور لوجستي». ومع ذلك، يعتقد كيربي بأن شعوراً داخلياً، وهو القلق، ينتاب متخذي القرارات في البلاد بأنهم «لا يفعلون ما يكفي ولا نقوم بما يكفي بشكل أسرع، أعني أنه لا توجد مقارنة تاريخية بين ما نقوم به الآن وأي شيء فعلناه في الماضي». وعلى صعيد آخر، أظهر مشرعون في الكونغرس نهاية الأسبوع الماضي، أنهم جادون في مساعدة أوكرانيا والرد على روسيا، وإرسال رسالة للرئيس بوتين بأن «بايدن ليس الوحيد الذي عليه أن يقلق بشأنه في الولايات المتحدة، الكونغرس أيضاً»، كما نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية. فبعد أسابيع من التأخير، أقر مجلسا الشيوخ والنواب بالإجماع، تشريعات لعزل موسكو عن الاقتصاد العالمي، بطرق يقر البعض بأنها يمكن أن تصبح دائمة، وهي المرة الأولى التي يرسل فيها الكونغرس إجراءات عقابية إلى مكتب بايدن منذ بدء الغزو. ولا يوجد سبب واحد يجمع المشرعين معاً إلا هذا الأمر، على الرغم من بعض التسريبات التي خرجت للإعلام الأميركي، عن «اعتقاد متغير بأن أوكرانيا يمكنها فعلاً الفوز في الحرب، وليس مجرد صد الروس، وأن حليفة الولايات المتحدة ستحتاج إلى شهور أو حتى سنوات من المساعدة الأميركية للقيام بذلك». ويقول السيناتور جون كورن، الجمهوري من ولاية تكساس، إنه يعتقد أن «التهديد الوشيك لأمننا هو الصين؛ لكن من الواضح أنه لا يمكنك تجاهل رجل لديه مجموعة من الأسلحة النووية التكتيكية ويمزق قناعه نوعاً ما، ويكشف عن ذلك النوع من المجرمين»، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولطالما أكد مشرّعون في الكونغرس، أن تمرير إجراءات تشريعية لمساعدة أوكرانيا، سيكون إشارة أكبر لدعم أميركا لأوكرانيا؛ حيث يمكن للرئيس أن يفعل الكثير من خلال الإجراءات التنفيذية؛ لكن المشرعين الذين يصوغون مشروعات القوانين ويمررونها يجعلون الإجراءات ثابتة. بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع الرئيس بوتين الآن الاعتماد على الكونغرس المنقسم لإضعاف عزيمة أميركا، فقد وحدت أفعاله في أوكرانيا المتنافسين السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس.

الصين تسلّم صربيا نظاماً متطوّراً مضاداً للطائرات

الاخبار.. سلمت الصين، اليوم، نظاماً متطوراً مضاداً للطائرات لصربيا، نهاية هذا الأسبوع، وسط مخاوف غربية من ارتفاع معدلات التسلّح في البلقان، بالتزامن مع الحرب في أوكرانيا. وقال إعلاميون وعسكريون، اليوم، لـ«أسوشيتد برس» إن ست طائرات نقل تابعة للقوات الجوية الصينية من «طراز Y-20» هبطت في مطار بلغراد المدني، في وقت مبكر من يوم السبت. وبحسب ما ورد كانت تحمل أنظمة صواريخ أرض - جو من طراز HQ-22 للجيش الصربي. وتم تصوير طائرات الشحن الصينية التي تحمل علامات عسكرية في مطار نيكولا تيسلا في بلغراد. ورأى الخبراء أن تسليم الأسلحة فوق أراضي دولتين عضوين على الأقل في الناتو، تركيا وبلغاريا، دليل على الامتداد العالمي المتزايد للصين. وكتبت مجلة «The Warzone» على الإنترنت: «أثار ظهور Y-20s الدهشة لأنها طارت بشكل جماعي، بدلاً من سلسلة من الرحلات الجوية بطائرة واحدة (...) إن وجود Y-20 في أوروبا بأي أرقام لا يزال تطوراً جديداً إلى حد ما».

الصين تسرع تطوير ترسانتها النووية بعد «تجربة أوكرانيا»

الجريدة.... تُسرع ​الصين​ في توسيع ترسانتها النووية بسبب تغيير تقييمها للتهديد الذي تشكله ​الولايات المتحدة، وفق ما ذكرته صحيفة «​وول ستريت جورنال​« الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة على خطط القيادة في بكين. ودفعت التطورات الأخيرة في أوكرانيا الجهد النووي الصيني نحو توسيع تلك الترسانة، كما أن حذر الولايات المتحدة من التورط المباشر في الحرب هناك عزز على الأرجح قرار بكين بالتركيز بشكل أكبر على تطوير أسلحة نووية كوسيلة للردع، حسب «وول ستريت جورنال». ويرى القادة الصينيون، أن وجود ترسانة نووية قوية لديها هو الوسيلة المناسبة لردع الولايات المتحدة عن التورط المباشر في أي نزاع محتمل على ​تايوان​. ومن بين التطورات الأخيرة، تسارع العمل هذا العام في أكثر من 100 موقع صواريخ مشتبه فيها بالمنطقة الغربية النائية في الصين والتي يمكن استخدامها لإيواء صواريخ ذات رؤوس نووية قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، وفقاً للمحللين الذين يدرسون صور الأقمار الصناعية للمنطقة. واعتبر القادة الأميركيون، أن التفكير وراء التقدم النووي الصيني غير واضح، في حين قال المقربون من القيادة الصينية، إن تركيز الصين المتزايد على الأسلحة النووية مدفوع أيضاً بالمخاوف من أن واشنطن قد تسعى لإطاحة الحكومة الشيوعية في بكين بعد تحول أكثر تشدداً في السياسة الأميركية تجاه الصين في ظل إدارتي دونالد ترامب وجو بايدن. ويشعر المسؤولون العسكريون والمحللون الأمنيون الأميركيون بالقلق من أن تسريع الصين النووي قد يعني أنها ستكون على استعداد لتوجيه ضربة نووية مفاجئة لكن المقربين من القيادة الصينية يقولون إن بكين ملتزمة بعدم استخدام الأسلحة النووية أولاً. وقالوا إن الصين تخطط للاحتفاظ بترسانة ليس أكبر من اللازم لضمان المصالح الأمنية للصين، مضيفين أن الجيش الصيني يعتقد أن أسلحته النووية عفا عليها الزمن بحيث لا تقدم رادعاً فعالاً ضد ضربة نووية أميركية محتملة. وقال شخص مقرب من القيادة: «إن قدرة الصين النووية المتدنية يمكن أن تؤدي فقط إلى زيادة الضغط الأميركي على الصين». وأوضح التقرير أن رد الفعل الدولي المتوتر على دعوة الزعيم الروسي فلاديمير بوتين لوضع قواته النووية في حالة تأهب بعد غزوه لأوكرانيا قد قدم للمسؤولين الصينيين درسًا واقعيًا حول القيمة الاستراتيجية للأسلحة النووية. وكذلك فعل قرار أوكرانيا في 1994 بتسليم الأسلحة النووية المتبقية في البلاد بعد تفكك الاتحاد السوفياتي مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا. وقال ضابط عسكري صيني متقاعد له علاقات بالبرنامج النووي للبلاد:»فقدت أوكرانيا ردعها النووي في الماضي ولهذا دخلت في وضع كهذا».

من هو شهباز شريف.. المرشح الأوفر لرئاسة حكومة باكستان؟

الخليج الجديد.. المصدر | رويترز... لا يحظى "شهباز شريف"، المرشح الأوفر حظا لرئاسة الحكومة الباكستانية المقبلة، بشهرة كبيرة خارج وطنه، لكنه يتمتع بسمعة محلية كمسؤول إداري كفؤ أكثر من كونه سياسيا. وقاد "شهباز" (70 عاما)، وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء ثلاث مرات "نواز شريف"، محاولة ناجحة من جانب المعارضة في البرلمان للإطاحة بـ"عمران خان" في تصويت لحجب الثقة في الساعات الأولى من صباح الأحد حاول أنصار "خان" لساعات عرقلته. وقال حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية–جناح "نواز شريف"، إن زعيمه "شهباز" قدم إلى البرلمان أوراق ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء. ويقول محللون إن "شهباز"، على عكس "نواز"، يتمتع بعلاقات ودية مع الجيش الباكستاني، الذي يسيطر تقليديا على السياسة الخارجية والدفاعية في الدولة المسلحة نوويا والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة. وتدخل جنرالات باكستان بصورة مباشرة في الإطاحة بالحكومات المدنية ثلاث مرات، ولم يكمل أي رئيس وزراء ولايته التي تبلغ خمس سنوات منذ استقلال الدولة الواقعة في جنوب آسيا عن بريطانيا عام 1947. وقال "شهباز"، مرشح المعارضة المشترك ليحل محل "خان"، أمام البرلمان بعد فترة وجيزة من التصويت إن الإطاحة بـ"خان" كانت فرصة لبداية جديدة. وأضاف: "بدأ فجر جديد… هذا التحالف سيعيد بناء باكستان". واشتهر "شهباز"، وهو سليل عائلة "شريف" الثرية، بأسلوبه الإداري المباشر المُنجز، والذي ظهر عندما عمل عن كثب مع الصين في المشاريع التي تمولها بكين خلال رئاسته لوزراء إقليم البنجاب. وقال أيضا في مقابلة الأسبوع الماضي، إن العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ضرورية لباكستان في السراء والضراء، في تناقض صارخ مع علاقة "خان" العدائية في الآونة الأخيرة مع واشنطن. وما زالت هناك عدة خطوات إجرائية قبل أن يصبح "شريف" رئيس الوزراء الثالث والعشرين لباكستان، باستثناء إدارات تصريف الأعمال، على الرغم من أنه كان دائما المرشح الوحيد للمعارضة. وإذا تولى هذا المنصب، فسوف يواجه تحديات فورية، ليس أقلها الاقتصاد الباكستاني المتعثر الذي تضرر من ارتفاع معدلات التضخم، وهبوط قيمة العملة المحلية، وتراجع احتياطيات النقد الأجنبي بسرعة. ويقول محللون أيضا إن "شريف" لن يتصرف باستقلالية تامة إذ سيتعين عليه العمل على أجندة جماعية مع أحزاب المعارضة الأخرى وشقيقه. وعاش "نواز" خلال العامين الماضيين في لندن، منذ خروجه من السجن حيث كان يقضي عقوبة بتهمة الفساد، لتلقي العلاج الطبي.

سرعة البنجاب

بصفته رئيسا لوزراء البنجاب، الإقليم الأكثر اكتظاظا بالسكان في باكستان، خطط "شهباز" ونفذ عددا من مشاريع البنية التحتية الضخمة الطموحة، بينها أول نظام نقل جماعي حديث في باكستان في مسقط رأسه في لاهور بشرق البلاد. وبحسب وسائل إعلام محلية، كتب القنصل العام الصيني المنتهية ولايته إلى "شريف" العام الماضي يشيد بما أسماه "سرعة البنجاب" في تنفيذ المشاريع في إطار مبادرة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الضخمة. وقال الدبلوماسي الصيني أيضا إن "شريف" وحزبه سيظلان من أصدقاء الصين سواء كانا في الحكومة أو المعارضة. وبخصوص أفغانستان، تتعرض إسلام أباد لضغوط دولية لكي تحث طالبان على الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بينما تحاول الحد من عدم الاستقرار هناك. وعلى خلاف "خان"، الذي يندد دائما برئيس وزراء الهند الهندوسي القومي "ناريندرا مودي"، فإن عائلة "شريف" السياسية تتبنى مواقف أكثر سلمية تجاه الهند جارة باكستان المسلحة نوويا التي حاربتها إسلام أباد ثلاث مرات. وُلد "شهباز" في لاهور لعائلة صناعية ثرية، وتلقى تعليمه في باكستان، وبعد ذلك انضم إلى أعمال العائلة ويشارك في ملكية شركة حديد باكستانية. ودخل عالم السياسة في إقليم البنجاب الذي أصبح رئيسا لوزرائه لأول مرة عام 1997 قبل أن يتورط في الاضطرابات السياسية ويسجن بعد انقلاب عسكري، ثم نُفي إلى السعودية عام 2000. وعاد "شهباز" من المنفى في 2007 ليستأنف عمله السياسي في إقليم البنجاب مجددا. وظهر على الساحة السياسية عندما أصبح رئيسا لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية–جناح "نواز شريف" بعد إدانة نواز في عام 2017 بتهمة إخفاء أصول متعلقة بكشف "وثائق بنما". وتقول عائلة "شريف" وأنصارها إن هناك دوافع سياسية وراء هذه القضايا. وواجه الشقيقان العديد من قضايا الفساد في مكتب المحاسبة الوطني، ومن بينها قضايا في أثناء رئاسة خان للوزراء، لكن "شهباز" لم يُدن بأي تهم.

باكستان: شريف يتجه إلى رئاسة الحكومة... و3 تحديات تفرض نفسها

الأزمة الاقتصادية وحركات تمرّد وإصلاح العلاقة مع واشنطن

الجريدة... يصوّت البرلمان الباكستاني اليوم على تعيين رئيس جديد للحكومة؛ من المتوقع أن يكون محمد شهباز شريف (70 عاما)، زعيم حزب الرابطة الإٍسلامية والشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي تولّى المنصب 3 مرات. وفي سابقة تاريخية، نجح البرلمان في عزل عمران خان «ديموقراطياً» من رئاسة الحكومة، على عكس أسلافه الذين لم يكمل أي منهم ولايته منذ الاستقلال عام 1947 بسبب تدخّل الجيش. وصوّت 174 نائباً من أصل 342 على سحب الثقة من خان (69 عاماً)، الذي وجّه اللوم في خسارة سياسية ثقيلة الى «مؤامرة أميركية». وأياً كان مَن سيتولى رئاسة الحكومة، فإنه سيرث المشاكل نفسها التي عرقلت مسيرة الرياضي السابق. وسيكون على رأس جدول أعمال الحكومة الجديدة مواجهة أزمة اقتصادية كبيرة إضافة لتصاعد الحركات المتشددة والعلاقات الداخلية والخارجية المتدهورة مع الحلفاء السابقين. فقد اجتمعت أعباء الديون الثقيلة مع تضخّم متسارع وعملة وطنية ضعيفة لتبقي على النمو في حالة ركود خلال السنوات الثلاث الماضية، مع أمل ضئيل بتحقيق تحسّن حقيقي. وقال نائب رئيس المعهد الباكستاني لاقتصادات التنمية في إسلام أباد نديم الحق «ليس لدينا أي توجّه محدد»، مضيفا «هناك حاجة لإجراء إصلاح جذري للسياسات». ويبلغ معدل التضخم أكثر من 12 بالمئة والديون الخارجية وصلت الى 130 مليار دولار أو 43 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن الروبية وصلت إلى 190 مقابل الدولار، بفقدان قرابة ثلث قيمتها منذ تولي خان السلطة. ولم تتمكن الحكومة من استكمال تنفيذ برنامج إنقاذ لصندوق النقد الدولي بنحو 6 مليارات دولار، وقع عليه خان عام 2019، بعد أن تراجعت عن تطبيق اتفاقيات بخفض أو إنهاء الدعم على سلع معيّنة وتحسين الإيرادات وتحصيل الضرائب. وأكد رئيس مجلس الأعمال الباكستاني إحسان مالك «حزمة صندوق النقد الدولي يجب أن تستمر». لكن جانبا مشرقا وسط هذه الأزمات تم رصده مع تسجيل التحويلات المالية للمغتربين الباكستانيين معدلات مرتفعة غير مسبوقة، على الرغم من أن هذه التدفقات النقدية وضعت باكستان في منظار مجموعة العمل المالي الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ويصف جعفر أحمد هذا الوضع بأنه «سيف معلّق يمكن أن يسقط على البلاد في أي وقت». الى ذلك، صعّدت «طالبان باكستان»، وهي حركة منفصلة عن «طالبان أفغانستان»، إلّا أنها تتشارك معها جذورا مشتركة، من هجماتها في الأشهر الأخيرة. وهددت الحركة المتشددة التي تم تحميلها سابقا مسؤولية سلسلة هجمات دامية، بشنّ هجمات أخرى ضد القوات الحكومية خلال شهر رمضان. وحاول خان التفاوض مع «تحريك طالبان باكستان»، لكنّ المحادثات لم تصل إلى أي مكان العام الماضي وقبل انتهاء مهلة هدنة استمرت لمدة شهر. وتقول «طالبان الأفغانية» إنها لن تسمح باستخدام أراضيها قاعدة للمسلحين الأجانب، ولكنّ العبرة تبقى في وضع حد لأنشطة آلاف الإسلاميين الباكستانيين المتمركزين في أفغانستان عند الحدود مع باكستان، وتحديد الوجهة التي سيقصدونها في حال تم طردهم. واعتبر خبراء أنه لا توجد حلول سهلة حتى بالنسبة للحكومة المقبلة. وقال المحلل السياسي رفيع الله كاكار «تحدي التمرد سيبقى بنفس الحجم والخطورة أمام الحكومة الجديدة». وفي ولاية بلوشستان الأكبر في باكستان والغنية بالموارد الطبيعية والمعادن، يطالب الانفصاليون هناك منذ سنوات بمزيد من الحكم الذاتي ونصيب أكبر من الثروة، وسط نزاعات طائفية وعنف الإسلاميين. واقترح كاكار مقاربة من شقين لمواجهة هذه الأزمة تبدأ بتطبيق «إجراءات بناء ثقة ومصالحة سياسية» في بلوشستان، مع خلع قفازات الأطفال في التعامل مع طالبان و«لمرة أولى وأخيرة». ويزعم خان أن الولايات المتحدة وراء إقالته بالتآمر مع المعارضة، والحكومة المقبلة عليها أن تعمل بكدّ لإصلاح تدهور العلاقة مع واشنطن التي تعدّ موردا رئيسيا للسلاح في مواجهة العلاقة بين روسيا والهند. وأثار خان غضب الغرب بمواصلة زيارته إلى موسكو في اليوم نفسه الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا، وكان أيضا من بين القادة القلائل في العالم الذين حضروا افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عندما قاطعها آخرون احتجاجا على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان. ومع ذلك، أزال قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا بعض المخاوف نهاية الأسبوع الماضي بإعلانه أن العلاقة الجيدة مع الولايات المتحدة تبقى ضمن أولويات باكستان، مع الأخذ بعين الاعتبار نفوذ الجيش الباكستاني بغضّ النظر عن الإدارة المدنية في السلطة.

ماكرون يواجه لوبان في الجولة الثانية من رئاسيات فرنسا

المصدر | الخليج الجديد + رويترز.... أسفرت نتائج استطلاعات رأي الناخبين والتي تعد بمثابة نتائج أولية للجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، عن خوض كل من مرشحة اليمين المتطرف "مارين لوبان" والرئيس الحالي للبلاد "إيمانويل ماكرون"، جولة الإعادة. وتصدر "ماكرون" النتائج للدور الأول في الانتخابات الرئاسية بـ28.1%، و"مارين لوبان" بالمرتبة الثانية بـ23.3 %، فيما تقاسم بقية المرشحين الأصوات المتبقية. وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش)، وانتهى في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش. وفي أعقاب ظهور نتائج استطلاعات الرأي، أعلنت المرشحة عن الحزب الاشتراكي "آن هيدالجو" دعمها لـ"ماكرون" في الجولة القادمة. كما أعلن "فابيان روسيل" مرشح الحزب الشيوعي الفرنسي أنه سيدعو للتصويت لصالح "ماكرون" في الجولة الثانية، ونفس الأمر فعله مرشح الخضر "يانك جادو"، وكذلك مرشحة اليمين "فاليري بيكريس" التي أعلنت دعمها للرئيس "ماكرون" في الجولة الثانية من السباق. بينما أعلن مرشح حزب الاسترداد "إريك زمور" دعمه لـ"مارين لوبان" في الجولة الثانية من الانتخابات. وبذلك فإن حظوظ "ماكرون" هي الأقوى في الجولة الثانية من السباق، وهو نفس سيناريو انتخابات 2017، التي شهدت مواجهة "ماكرون" و"لوبان" في الجولة الثانية، وانتهت بفوز الرئيس الحالي البالغ من العمر 44 عاما. وفي وقت سابق الأحد، ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت أكثر من 65%. وجاءت النتائج الأولية مطابقة نوعا ما لاستطلاعات الرأي التي نشرت قبيل الصمت الانتخابي، وذهبت إلى أن النتيجة المرجحة هي المواجهة بين "ماكرون" و"لوبان" في جولة إعادة يوم 24 أبريل/نيسان. وقبل أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لـ"ماكرون" المنتمي للوسط المؤيد للاتحاد الأوروبي، والذي تعزز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة بشأن أوكرانيا والتعافي الاقتصادي القوي، بالإضافة إلى ضعف المعارضة المتشرذمة. لكن شعبية الرئيس تراجعت لعدة أسباب منها دخوله المتأخر إلى الحملة الانتخابية؛ إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير، وهو الأمر الذي اعتبره حتى أنصاره مخيبا للآمال، وتركيزه على خطة لا تحظى بالشعبية لرفع سن التقاعد، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم. في المقابل، قامت "لوبان" (53 عاما)، المنتمية لليمين المتطرف والمتشككة في الاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة، بجولة في فرنسا والابتسامة تعلو وجهها، وسط هتافات من أنصارها: "سننتصر.. سننتصر". وقد تعزز موقفها من خلال التركيز المستمر، منذ شهور، على تكاليف المعيشة والتراجع الكبير في الدعم لمنافسها في اليمين المتطرف "إيريك زمور". 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.. خطة حكومية لاقتراض 34.6 مليار دولار..رفع الحد الأدنى للأجور في مصر وسط نموّ معدّل التضخم.. شيخ الأزهر: الغرب عنده «دينوفوبيا»... والعالم يشقى لـ«غياب السلام»..تصريحات متضاربة تزيد غموض الأزمة السودانية.. صراعات السياسة في ليبيا تطغى على «مخاوف التسليح»..قوات الأمن التونسية تتصدى لمظاهرات.. التلفزيون الجزائري يبث اعترافات «إرهابيين»... وتوبتهم.. جبهة البوليساريو ترد على الحكومة الإسبانية بشأن الموقف من الصحراء..

التالي

أخبار لبنان... باسيل يقدم «أوراق اعتماده» لـ«الثنائي الشيعي» لتعويم تياره في انتخابات لبنان..قتيل وجرحى بانفجار قرب مكتب لحركة أمل..بخاري يجدِّد دعم لبنان بالشراكة مع فرنسا.. الإفطار السعودي "يَمغص" نصرالله...الدينامية الخليجية تُحرّك المشهد اللبناني... تسهيل لا تساهُل؟..ميقاتي يعلن أنه سيزور السعودية خلال رمضان.. نصر الله يحذّر من تأجيل الانتخابات.. البخاري يلمّ «السياديّين» ويبارك حراك السنيورة..من ميثاقيّة برّي إلى ميثاقيّة حزب الله..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..دولية..بوتين: كييف كانت تعلم أن الطائرة التي تحطمت في بيلغورود تقلّ أسرى أوكرانيين..بوتين يتعهد بتحقيق علني..حفل "شبه عار" يغضب بوتين.. "لن يحكمنا من يظهرون مؤخراتهم"..رئيس مجلس النواب الأميركي ينفي إمكان الاتفاق على مساعدات أوكرانيا حالياً..كييف تدعو إلى مشاركة صينية في قمة سلام بمناسبة الذكرى الثانية للاجتياح الروسي..موسكو توقف روسيين بتهمة التعاون مع أوكرانيا..السويد تؤكد أنها «لن تتفاوض» مع المجر بشأن عضويتها في «الناتو»..هيئة محلفين تأمر ترامب بدفع 83 مليون دولار كتعويض في قضية تشهير..رغم استجابة الحكومة لمطالبهم.. مزارعو فرنسا مستمرون بالاحتجاج..ألمانيا تنقل 188 أفغانياً من الفئات المعرضة للخطر من باكستان إلى أراضيها..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..الرئاسة الأوكرانية: مشاورات جدة للسلام كانت مثمرة للغاية..الجيش الروسي يضرب قواعد جوية أوكرانية..وكييف ترد بهجوم بالمسيرات على موسكو..أوكرانيا تقصف جسر تشونهار المؤدي إلى شبه جزيرة القرم..أوكرانيا تواصل إزالة رموز الحقبة السوفياتية..هيروشيما تُحيي الذكرى الـ78 لدمارها النووي واليابان تندّد بتهديدات روسيا «غير المقبولة»..مدمرات أميركية تُبعد سفناً حربية روسية وصينية عن ساحل آلاسكا..فرنسا: مقتل شابين بعد رفضهما الامتثال لأوامر الشرطة..وزير الدفاع الأفغاني: القتال خارج حدود أفغانستان لا يعد «جهاداً»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,154,130

عدد الزوار: 6,757,548

المتواجدون الآن: 114