أخبار وتقارير.. الحرب على اوكرانيا.. دعما للروبل.. روسيا تعلق بيع العملات الأجنبية حتى سبتمبر..الاستخبارات الأميركية: بوتين أخطأ في تقديراته وأوكرانيا «حرب لا يتحمل خسارتها»... حقائق جيوسياسية في الحرب على أوكرانيا.. قراءة بريطانية في أسباب {إخفاق} الهجوم الروسي بأوكرانيا...باريس تتحسّب لـ «صدمة الغاز» وبرلين تحذّر من 3 سنوات صعبة..بايدن يعلن حظر واردات النفط الروسي إلى أميركا..مادورو يؤكد زيارة وفد أميركي رفيع لكاراكاس..

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 آذار 2022 - 5:08 ص    عدد الزيارات 1516    القسم دولية

        


دعما للروبل.. روسيا تعلق بيع العملات الأجنبية حتى سبتمبر..

المصدر | الخليج الجديد... قال المصرف المركزي الروسي، الأربعاء، إنه علق حتى 9 سبتمبر/أيلول المقبل بيع العملات الأجنبية في البلاد، قبل أن يحدد 10 آلاف دولار كحد أقصى للسحب من حسابات العملات الأجنبية. وقال المصرف في بيان إنه، بين 9 مارس/آذار و9 سبتمبر/أيلول "لن يكون بمقدور المصارف أن تبيع عملات أجنبية للمواطنين". وأوضح المصرف أن الروس سيبقى بإمكانهم خلال هذه الفترة أن يصرفوا العملات الأجنبية، لقاء الروبل. ولفت إلى أنه "لن يُسمح للمودعين الروس الذين لديهم حسابات بالعملات الأجنبية، بسحب أكثر من 10 آلاف دولار، حتى 9 سبتمبر/أيلول". وأضاف أنه بصرف النظر عن العملة الأجنبية التي يحتفظ بها المودعون في حساباتهم، فإن عمليات السحب ستدفع بالدولار الأمريكي. وكان البنك قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء، عن سلسلة من الخطوات لمساعدة الأطراف التي تضررت من العقوبات الأجنبية في السوق المالية. ويحاول المصرف المركزي الروسي مواجهة حالة التدهور للعملة الروسية "الروبل" التي وصلت إلى مستويات انخفاض قياسية. وانخفض الروبل إلى 137 مقابل الدولار، ليصبح في وضع أسوأ من التدهور الذي سجله بأكثر من 10%، عند إغلاق الأسواق، الجمعة. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الإثنين، أن المتداولين يقولون إن القدرة على شراء وبيع العملة الروسية أصبحت محدودة مع تجنب عدد أكبر من البنوك تسوية المعاملات في السوق الخارجية. وتهدف الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عدة أخرى إلى ضرب قدرة البنك المركزي الروسي لدعم الروبل، ردا على قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، شن حرب على أوكرانيا. ومع انخفاض القوة الشرائية للروبل بشكل حاد، يجد المستهلكون الذين يحتفظون بالعملة أنهم يستطيعون شراء حاجيات أقل بأموالهم.

«فيتش»: تخلّف روسيا عن سداد مستحقات ديونها «وشيك»

الراي... خفّضت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، أمس الثلاثاء، تصنيف الديون السيادية الروسية من «بي» إلى «سي»، في قرار يعني أنّ تخلّف موسكو عن سداد ديونها أصبح بنظرها «وشيكاً». وعلى غرار وكالتي التصنيف الرئيسيتين الأخريين (ستاندرد آند بورز وموديز)، خفّضت فيتش في مطلع مارس الجاري علامة الديون السيادية الروسية الطويلة الأجل إلى خانة الديون «غير المرغوب بها» أو فئة البلدان المعرضة لخطر التخلّف عن سداد ديونها، لكنّ الوكالة قرّرت الثلاثاء تخفيض هذه العلامة أكثر في ضوء «التطوّرات التي قوّضت أكثر رغبة روسيا في خدمة دينها العام».

واشنطن تعتبر خط أنابيب نورد ستريم 2 «ميتاً»

الراي... اعتبرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، أمس الثلاثاء، أنّ خط أنابيب «نورد ستريم 2» الذي يربط روسيا بألمانيا والمستهدف بتدابير عقابية فرضتها برلين وواشنطن ردّاً على الغزو الروسي لأوكرانيا، بات «ميتاً» ولا مجال لـ«إحيائه». وقالت نولاند خلال جلسة استماع برلمانية «أعتقد أنّ (نورد ستريم 2) بات الآن ميتاً». وأضافت «إنّه قطعة معدنية كبيرة في قعر البحر ولا أعتقد أنّ إحياءه ممكن». وردّاً على سناتور جمهوري طالب بجعل العقوبات الأميركية دائمة، شدّدت نولاند على أنّ خط الأنابيب لن يتم تشغيله.

«من المرجح أن يضاعف جهوده ويسحق الجيش الأوكراني دون أن يكترث للخسائر المدنية»

الاستخبارات الأميركية: بوتين معزول وغاضب ومحبط.. ويعاني من عدم احترام الغرب له

الراي... وصفت الاستخبارات الأميركية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يعاني من عزلة متزايدة وهو «محبط» و«غاضب» حيال الوضع في أوكرانيا، وذلك خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، مساء الثلاثاء. وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بورنز «أعتقد أن بوتين غاضب ومحبط في هذه اللحظة. من المرجح أن يضاعف جهوده ويحاول سحق الجيش الأوكراني من دون أن يكترث للخسائر المدنية». بدورها، لفتت رئيسة أجهزة الاستخبارات الأميركية أفريل هينز خلال الجلسة نفسها إلى أنها تعتبر أن «بوتين يعاني من عدم احترام الغرب له». وأضافت «يشعر كأنها حرب لا يستطيع أن يسمح لنفسه بأن يخسرها». وتابعت «لكن ما يمكن أن يقبله كانتصار قد يتغيّر مع الوقت». ونتج غزو أوكرانيا لدى الرئيس الروسي عن «قناعة شخصية عميقة»، حسبما أكّد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الذي اعتبر أن الرئيس الروسي قد شحن «لسنوات عديدة مزيجاً متفجراً من المظالم والطموح».

الاستخبارات الأميركية: بوتين أخطأ في تقديراته وأوكرانيا «حرب لا يتحمل خسارتها»...

قدّرت مقتل ما بين ألفين إلى 4 آلاف جندي روسي...

الشرق الاوسط... واشنطن: رنا أبتر... في خضم الأزمة مع روسيا، وتداعياتها على التوازن الدولي، أصدرت وكالات الاستخبارات الأميركية تقريرها السنوي حول التهديدات العالمية. شمل عرضاً مفصلاً لنوايا كل من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وتوجهاتهم السياسية والعسكرية. وبحسب التقرير الذي استعرضته لجنة الاستخبارات في مجلس النواب يوم الثلاثاء، بحضور مسؤولي الاستخبارات الأميركية، فقد أظهرت بكين وموسكو وطهران وبيونغ يانغ قدراتها ونواياها على تقديم مصالحها على حساب الولايات المتحدة وحلفائها. مديرة الاستخبارات الوطنية افريل هاينز وصفت الغزو الروسي لأوكرانيا بـ«الصدمة للنظام الجيوسياسي». وأشارت إلى أن روسيا لم تتوقع حجم المقاومة الأوكرانية في ظل التحديات اللوجيستية لموسكو وتراجع في معنويات جيشها. وأضافت مديرة الاستخبارات أن حجم العقوبات فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «لكن هذا لن يمنعه من التصعيد لأن هذه حرب لا يتحمل خسارتها». من جهته، قال مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، إن بوتين أخطأ في تقديراته التي اعتمد عليها لغزو أوكرانيا، مشيراً إلى أنه وبعد أسبوعين من الغزو لم تتمكن روسيا من السيطرة على كييف. وقال بيرنز إن بوتين غاضب حالياً «والأرجح أن يصعد من تحركاته، لكنه لا يملك خطة سياسية طويلة الأمد» للسيطرة على أوكرانيا بوجه المعارضة الأوكرانية الشرسة. إلى ذلك، قدر مدير الاستخبارات الدفاعية الجنرال سكوت بيرير عدد الجنود الروس الذين قتلوا في أوكرانيا ما بين ألفين و4 آلاف جندي.

التهديد الروسي

وقد سلّط التقرير الضوء على التهديد الروسي المزداد في ظل غزو أوكرانيا المستمر، فأشار إلى أن «روسيا تتحدى واشنطن محلياً ودولياً عبر وسائل عدة بما فيها استعمال القوة»، وذكر أنه «في أوكرانيا مثلاً يمكننا أن نرى استعداد روسيا المزداد لاستعمال التهديدات العسكرية وفرض إرادتها على جيرانها». وعرض التقرير الاستخباراتي تقييمه لتوجهات الكرملين، فقيّم أن موسكو سوف «تستمر في السعي وراء مصالحها بطرق تنافسية واستفزازية، بما فيها الضغط للسيطرة على أوكرانيا ودول أخرى قريبة منها»، لكنها سوف تسعى في الوقت نفسه لاستعراض طرق لتحقيق علاقة مستقرة مع واشنطن. وقال المسؤولون الاستخباراتيون في الجلسة التي عرفت بـ«أوسكار الاستخبارات»، إن روسيا لا تريد مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية، بل إنها تسعى إلى تسوية مع الولايات المتحدة تشمل عدم تدخل الطرفين في شؤون البلاد الداخلية واعترافاً أميركياً بنفوذ روسيا على غالبية بلدان الاتحاد السوفياتي السابق. وعرض التقرير تقييم المسؤولين الروس القاضي بأن الولايات المتحدة «تحاول تهديد نفوذ روسيا، وإضعاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووضع أنظمة مقربة من الغرب في دول الاتحاد السوفياتي السابق وغيرها، ما يرونه حجة للرد الروسي». وتطرق المسؤولون الاستخباراتيون وعلى رأسهم مديرة الاستخبارات الوطنية افريل هاينز إلى نفوذ روسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقالوا إن «موسكو تستغل تورطها في سوريا وليبيا والسودان لتعزيز نفوذها على حساب القيادة الأميركية، بهدف تقديم نفسها على أنها وسيط لا غنى عنه والحصول على حقوق عسكرية وفرص اقتصادية». كما تحدث التقرير عن توسيع روسيا لرقعة نفوذها في فنزويلا وكوبا ولجوئها إلى مبيعات الأسلحة واتفاقات الطاقة لمحاولة توسيع وصولها إلى الأصوات والمواد الطبيعية في أميركا اللاتينية، في محاولة منها لتجنب العقوبات. وأشار التقرير إلى أن الاستخبارات الأميركية تتوقع أن «تستمر روسيا باستعمال الطاقة كأداة للسياسة الخارجية لإرغام الدول الأخرى على التعاون معها والجلوس على طاولة المفاوضات»، كما جرى في عام 2021 حين قطعت موسكو إمدادات الكهرباء والفحم عن أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا تستغل قدراتها على تطوير لقاح «كوفيد - 19» وبناء مفاعل نووي مدني كأدوات في سياستها الخارجية.

مقدرات موسكو العسكرية

وتقيّم الاستخبارات الأميركية أن روسيا سوف تسعى إلى تحسين مقدراتها العسكرية عبر تطوير أسلحة جديدة تشكل تهديداً متصاعداً على الولايات المتحدة واللاعبين المحليين، كما أنها ستستمر في تدخلاتها العسكرية في الخارج، وتقوم بتدريبات عسكرية معتمدة على دروس تعلمتها من الصراعات في سوريا وأوكرانيا. ويقول التقييم إن موسكو تعتمد على مجموعة فاغنر وشركات أمنية خاصة أخرى يديرها الأوليغارك الروس المقربون من الكرملين لتوسيع نطاق نفوذ روسيا العسكري في مناطق كسوريا وأفريقيا الوسطى ومالي، «ما يسمح لموسكو بالتنصل من تدخلها في هذه المناطق وتجنب وقوع ضحايا من صفوف جنودها في ساحة المعركة». وحذر المسؤولون الاستخباراتيون من الهجمات السيبرانية المحتملة لروسيا على البنى التحتية الأميركية واستخدامها لأغراض «التجسس والاعتداء». وأشاروا إلى أن موسكو ستسعى مجدداً إلى التدخل في الانتخابات الأميركية: «موسكو ترى الانتخابات الأميركية فرصاً لبسط نفوذها الخبيث كجزء من استراتيجيتها في السياسة الخارجية… ونحن نقيم أنها سوف تسعى على الأرجح لتقوية روابطها بأميركيين في مجالي الإعلام والسياسة على أمل تطوير عملياتها المستقبلية لبسط نفوذها».

الصين

يصف التقرير الصين بالمنافس «الند» للولايات المتحدة، فيشير إلى أن بكين تتحدى واشنطن في مجالات عدة، خصوصاً اقتصادياً وعسكرياً وتقنياً، وهي تسعى لتغيير المعايير الدولية وتهديد جيرانها. وبحسب تقييم المجتمع الاستخباراتي، فإن «الصين ستضغط على تايوان للانضمام إليها وسوف ترد على ما تعده تعاوناً أميركياً تايوانياً متصاعداً». وتوقع التقرير أن هذه الحساسية سوف تزداد في وقت تسعى فيه الصين إلى زيادة أنشطتها العسكرية حول الجزيرة، فيما يواجه الزعماء في تايوان الضغوط الصينية لضمها، «سيطرة الصين على تايوان سوف تعرقل شبكات الإمداد للشرائح الإلكترونية التي تنتجها تايوان». ويقول التقييم إن الصين ستستمر بسعيها لبناء جيش قوي لتأمين سيادتها، كما ستوسع من قوتها النووية، مشيراً إلى أن «بكين غير مهتمة بالاتفاقات التي تقيد خططها، ولن توافق على أي مفاوضات تصب في مصلحة الولايات المتحدة أو روسيا».

إيران

أشار التقرير إلى أن إيران ستستمر في تهديد المصالح الأميركية خلال محاولاتها لبسط نفوذها في الشرق الأوسط، فقال إن «طهران سوف تحاول استغلال توسيع برنامجها النووي واعتمادها على وكلائها لتقديم أهدافها». وقال مدير الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز: «إن تهديد إيران لا يقتصر على برنامجها النووي وصواريخها الباليستية فحسب، بل يشمل تهديد مصالحنا ومصالح شركائنا في المنطقة، وبغض النظر عن الاتفاق النووي، هذه التحديات ستبقى». ويحذر التقرير من أن وكلاء إيران في المنطقة سوف يشنون اعتداءات على الأميركيين في العراق وسوريا وبلدان أخرى. ويشير إلى أن طهران تشكل تهديداً مباشراً على إسرائيل من خلال صواريخها ووكلائها كحزب الله اللبناني. ويقول التقرير: «إيران سوف تبقى عاملاً مقلقاً في المنطقة من خلال دعمها للميليشيات العراقية الشيعية. إيران تدعم اقتصادياً وعسكرياً النظام السوري، وتنشر الفوضى في اليمن من خلال دعمها للحوثيين، وهذا يتضمن أنظمة عسكرية متقدمة تشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة كالسعودية». ويقيم التقرير أنه في حال عدم حصول طهران على إعفاءات من العقوبات، فإن المسؤولين الإيرانيين سيسعون إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة.

حقائق جيوسياسية في الحرب على أوكرانيا

الشرق الاوسط... كتب المحلل العسكري... من الخطأ في المنظومة الجيوسياسيّة أن تُطلق الأحكام على القيادات السياسيّة وسلوكياتها استناد إلى طباعها الشخصيَة وأخلاقها، كأن يصف مثلا الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس فلاديمير بوتين بأنه «قاتل». والأصح، أن تؤخذ بالاعتبار الظروف والعوامل الجيوسياسية المتكررة من دون هوادة، التي تلقي بثقلها على عملية اتخاذ القرار من دون القدرة على تفاديها. هذه حال بوتين. هو «قيصر» بلباس القرن الواحد والعشرين. هو رئيس روسيا، لكن بعقلية «ايفان الرهيب» و«بطرس الأكبر» و«كاترين العظمى». هاجس بوتين أمن روسيا وعظمتها ومقامها بين القوى العظمى. سبقته «كاترين العظمى» القائلة «لو عشت مائة سنة، لأخضعت أوروبا، وضربت عنجهيّة الصين، وفتحت الباب واسعاً للتجارة مع الهند». وتسترسل لتخلص إلى «أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الأمن القومي الروسي، هي في التوسّع».

وإذا كان كلّ من سبق بوتين من القياصرة اعتمد التوسّع لضمان الأمن القومي الروسيّ، فلماذا تُكسر القاعدة معه؟

ويأخذنا هذا الأمر إلى ما ورد في كتاب تيم مارشال «أسرى الجغرافيا»، عن أن روسيا تحتلّ المركز الأول في حقد الجغرافيا عليها. فما تفسير ذلك؟

تحتلّ روسيا 11 منطقة زمنيّة في الكرة الأرضيّة. وإذا كانت سيبيريا تحميها من الشرق، فإن السهل الشمالي الأوروبي يعتبر المقتل لكونه ممرّ الغزوات. فمن جبال البيرينيه إلى موسكو لا يوجد حاجز طبيعي واحد. ومن هذا السهل، أتى ملك السويد تشارلز الثاني عشر ليهدّد الأمن القوي الروسي. تبعه على المسار نفسه نابوليون، وبعده هتلر الذي أضاف المسار الأوكراني عبر كييف، ليخوض أكبر معارك الحصار في التاريخ: ستالينغراد. هذا من الغرب، أما من الشرق، فإن الخطر المغولي دام لأربعة قرون متتالية ليُقال «إذا حككت جلد شخص روسيّ، ستجد حتماً مغولياً». إذن أسس المعضلة الجيوسياسيّة الروسيّة، هي: جغرافيا، ديموغرافيا وطوبوغرافيا. حتى أن الآيديولوجيا تمرّ مرور الكرام في العقل - الوعي الروسي الجيوسياسيّ. الآيديولوجيا في روسيا هي فقط لخدمة الأمن القومي الروسي. وإلا فما معنى تخلّي جوزيف ستالين عن مبدأ «الثورة المُستدامة للفكر الشيوعي»، والاكتفاء بمناطق نفوذ وعوازل مع الغرب إبان الحرب الباردة؟

فما هي إذن المسلمّات الجيوسياسيّة لروسيا؟

1 - مسك الأرض الروسيّة بمركزيّة قويّة جداً من قبل موسكو. من هنا أهميّة أجهزة الاستخبارات، القديمة كما الجديدة. ومن هنا نوعيّة النظام السياسي في روسيا المتأرجح بين الإمبراطوريّة والاشتراكيّة ومن ثمّ الجمهوريّة، لكن المشترك بين الكلّ هو حكم الفرد الواحد؟

2 - تأمين عوازل جنوباً في القوقاز. من هنا دمويّة حرب الشيشان، ومن هنا التدخّل الأخير في ناغورنو قره باغ – أرمينيا؛ الأمر الذي يقودنا إلى التدخّل العسكري في جورجيا.

3 - الحفاظ على مناطق نفوذ في جنوب - شرق روسيا. من هنا التدخّل الأخير في كازاخستان.

4 - الحفاظ على منطقة نفوذ، أو مناطق عازلة بين أوروبا الغربيّة وروسيا. هنا تأتي دول أوروبا الشرقيّة، حيث شكّلت الحرب الباردة التوسّع الأكبر لروسيا جغرافياً باتجاه أوروبا الغربيّة. خسرت روسيا هذه العوازل بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وتوسّع حلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقاً.

5 - حالياً، تحاول روسيا استرداد المثلّث التاريخيّ: روسيا الكبرى وروسيا الصغرى (أوكرانيا) وروسيا البيضاء (بيلاروسيا). وإذا تعذّر، فالدب جاهز للانقضاض والعبث بالخطوط الجغرافيّة، وهذا فعلاً ما يحصل الآن مع أوكرانيا بعد تطويع بيلاروسيا.

6 - يُضاف إلى كلّ ما سبق، سعي روسيا الدائم لتكون لاعباً دولياً محترماً ومُعترفاً بدورها. وإذا لم يقبل الغرب، ستكون روسيا العنصر المشاغب كونها غير قادرة على لعب دور القوّة المُديرة على غرار أميركا قائدة الغرب.

وعليه، إلى اللقاء مع: ساحة الحرب الأوكرانية، الاستراتيجيات المستعملة، التكتيكات، ردّ فعل الغرب وإلى أين ستقود الحرب وتأثيرها على النظام العالميّ؟

«البنتاغون» يرفض المقترح البولندي بشأن إرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين».. أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، اليوم، أنّ الولايات المتحدة تعتبر عرض وارسو تسليم قاعدة جوية أميركية في ألمانيا مقاتلات ميغ-29 بولندية بغية إرسالها إلى أوكرانيا مقترحاً «غير قابل للتطبيق». وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيف كيربي: «سنواصل التشاور مع بولندا ومع حلفائنا الآخرين في حلف شمال الأطلسي حول هذه المسألة وحول ما تطرحه من تحديات وصعوبات لوجستية، لكنّنا لا نعتقد أنّ مقترح بولندا قابل للتطبيق واعتبر كيربي أنّ احتمال وضع مقاتلات بتصرّف الولايات المتحدة وانطلاقها من قاعدة أميركية لقوات حلف شمال الأطلسي وتحليقها في مجال جوي متنازع عليه مع روسيا «يثير قلقاً جدّياً لدى حلف شمال الأطلسي بأسره»...

زيلينسكي مستعد لـ«حل وسط» و«لم يعد مهتماً» بالانضمام للأطلسي

موسكو تتهم «القوميين الأوكرانيين» بإفشال اتفاق الممرات الإنسانية

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر... سار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس، خطوة للاقتراب من شروط التسوية النهائية للصراع في أوكرانيا التي طرحتها موسكو. وقال أمس، إن لدى بلاده «حلاً ممكناً»، لمسألة «الاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك». في غضون ذلك، راوح الخلاف بين موسكو وكييف حول آليات عمل الممرات الإنسانية التي فتحت أمس، أمام مرور المدنيين من المدن الأوكرانية المحاصرة، وتبادل الطرفان الاتهامات حول أسباب فشل المبادرة. وكان الكرملين حدد أول من أمس، شروط موسكو لوقف النار في أوكرانيا. وتضمنت إعلان أوكرانيا وقفاً غير مشروط للقتال، والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والاعتراف كذلك باستقلال إقليمي لوغانسك ودونيتسك، وإعلان أوكرانيا الحياد، ووضع بند في الدستور يحظر انضمامها إلى تكتلات عسكرية. وبدا زيلينسكي مستعداً للتفاوض حول هذه العناصر التي اعتبرت سابقاً «تعجيزية» وشكلت عقدة أساسية في إحراز تقدم. وعلى الرغم من عدم تطرقه إلى شرط وقف النار من طرفه، فإنه أبدى مرونة حيال احتمال تحقيق تقدم ملموس في الملفات الأخرى المطروحة. وقال في مقابلة مع قناة «ABC» الأميركية، إن أوكرانيا «ليست مستعدة للإنذارات» التي توجهها روسيا بشأن قضية التخلي عن إمكانية الانضمام إلى «الناتو» والاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك، لكنه في الوقت ذاته قال إن لدى كييف «حلاً ممكناً» لهذه المسائل. وقال زيلينسكي إن بلاده مستعدة للحوار مع روسيا بشأن كيفية إدارة حياة الناس في مناطق لوغانسك ودونيتسك والقرم. وأوضح أن «البنود المتعلقة بالأراضي المحتلة والجمهوريات غير المعترف بها إلا من قبل روسيا، يمكننا مناقشتها وإيجاد حل وسط بشأن كيفية عيش هذه الأراضي. المهم بالنسبة إلي هو كيف سيعيش الناس في هذه الأراضي من الذين يريدون أن يكونوا جزءاً من أوكرانيا، وهذا السؤال أصعب من مجرد إعلان الاعتراف بهذه المناطق». ورداً على سؤال عن موقفه من شروط روسيا قال زيلينسكي: «نحن مستعدون للحوار وليس الاستسلام»، موضحاً أنه «بخصوص الانضمام إلى الناتو، فإن التحالف لا يفضل الأمور الجدلية ويتجنب المواجهة مع روسيا». ولفت إلى أن بلاده «فقدت الاهتمام بمسألة انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، منذ فترة طويلة، بعد أن أدركنا أن الناتو غير مستعد لقبول أوكرانيا، لأن الحلف يخشى التناقضات والمواجهة مع روسيا». في غضون ذلك، راوحت الخلافات بين موسكو وكييف حول آليات عمل الممرات الإنسانية، وتبادل الطرفان أمس، اتهامات بعرقلة تنفيذ التفاهم الذي تم التوصل إليه في الجولة التفاوضية الثالثة مساء أول من أمس. وفي مقابل اتهام كييف للجيش الروسي باستمرار قصف مناطق تجمع المدنيين الراغبين في مغادرة المدن المحاصرة، اتهمت موسكو بدورها الجانب الأوكراني بمنع خروج السكان من المناطق، وقالت إن «القوميين المتشددين» يقومون بترويع الأهالي ومنعهم من استخدام الممرات المفتوحة للخروج. وكان الجيش الروسي أعلن صباح أمس، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لتسهيل عمليات الخروج من ست مناطق، بينها العاصمة كييف ومدينتا خاركوف في الشرق وماريوبول في الجنوب. لكن هذه «الممرات الإنسانية» لم تشهد إقبالاً على خروج السكان. وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بعد مرور أقل من ساعة على فتح الممرات صباح أمس، بياناً نددت فيه بتعمد الجانب الأوكراني إفشال الاتفاقات المبرمة. وفي وقت لاحق، قال رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع الروسي، ميخائيل ميزينتسيف، إن «السلطات في كييف لا تسيطر على الوضع في أوكرانيا ولا يمكنها ضمان الوفاء بالتزاماتها»، وزاد أن «كييف قمعت محاولات خروج المدنيين عبر الممرات الآمنة باتجاه الأراضي الروسية»، مضيفاً أن «كل القرارات الأساسية في كييف يتخذها القوميون والمتواطئون معهم». وأشار إلى أنه «نتيجة لفقدان إدارة القانون المدني في المدن والبلدات، فإن نظام كييف بأفعاله اليائسة يدعم عملياً الفوضى السائدة في الأراضي التي تسيطر عليها عصابات النازيين الجدد، ولم ينتبه إلى وقائع النهب الكثيرة التي اتخذت بالفعل أبعاداً كارثية». ولفت ميزينتسيف إلى أن «عصابات المتطرفين تواصل ترهيب المدنيين المحتجزين في المدن، وتهددهم بالقتل عندما يحاولون المغادرة باتجاه روسيا». بدوره، قال رئيس وفد التفاوض الروسي، فلاديمير ميدينسكي، إن روسيا جهزت 400 حافلة لإجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية، لكن الجيش الأوكراني لم يسمح لهم بالخروج واستخدامهم دروعاً بشرية. وأكد أنه على الرغم من ذلك، سوف تواصل روسيا إبقاء الممرات مفتوحة والالتزام بوقف إطلاق النار، الذي لا تطبقه أوكرانيا، من أجل السماح للمدنيين بالخروج. وأعرب رئيس وفد التفاوض الروسي عن أمله في التوصل إلى حل مع كييف للاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك. وقال ميدينسكي إن توقعات موسكو من الجولة الثالثة للعملية التفاوضية لم تتحقق، لكن الاجتماعات ستستمر. وأوضح أن الطرفين «بحثا على مدى وقت طويل قضية الممرات الإنسانية التي اتفقنا حولها خلال الاجتماع السابق والتي لم تعمل على الإطلاق بسبب عدم تنفيذ القوات المسلحة الأوكرانية على الأرض توجيهات قيادتها وإدارتها». وتابع ميدينسكي: «طرحنا هذه القضية بشكل مباشر لا لبس فيه... ونأمل في أن يتم بدء عمل هذه الممرات في نهاية المطاف، والطرف الأوكراني قدم لنا تأكيدات لهذا الأمر». وأيضاً المناقشات خلال الجولة الثالثة للمفاوضات تطرقت إلى الجوانب السياسية والعسكرية، لكنه أضاف أنها «تجري بطريقة غير سهلة ومن السابق لأوانه التحدث عن أي أمر إيجابي. يمكنني فقط أن أقول إننا جئنا حاملين حزمة كبيرة من الوثائق وأتينا باتفاقات ومشاريع ومقترحات ملموسة، وكنا نأمل في أن يتم التمكن على الأقل من توقيع بروتوكول حول النقاط التي اتفقنا عليها بشكل مبدئي، لكن الطرف الأوكراني أخذ كل هذه الوثائق معه لدراستها ولم يستطع توقيع أي شيء في المكان، وقال إنه سيعود إلى هذه المسألة على الأرجح في الاجتماع التالي». وأكد ميدينسكي: «سأقول بصراحة إن توقعاتنا من المفاوضات لم تتحقق، لكننا نأمل في أن نتمكن من القيام بخطوة أكبر إلى الأمام في المرة التالية والمفاوضات ستستمر». من جانبه، ذكر عضو الوفد الروسي، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي، أن العمل «على توقيع الوثائق» التي قدمتها روسيا سيستمر، مبيناً: «الجولة الرابعة ستجري بأراضي بيلاروسيا في أقرب وقت». إلى ذلك، كان الموضوع الأوكراني محور بحث أساسياً خلال اتصالات متواصلة بين مسؤولين من روسيا وتركيا، وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مكالمة هاتفية أمس، مع نظيره التركي خلوصي أكار. وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن الوزيرين ناقشا التطورات على الساحة الأوكرانية والتعاون الثنائي على مستوى وزارتي الدفاع وكذلك القضايا الآنية على المستوى الدولي. وسبق ذلك، اتصال هاتفي مماثل جرى أول من أمس، بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، ركز الطرفان خلاله على جهود تسوية الوضع في أوكرانيا. على صعيد آخر، حذر دبلوماسي روسي بارز من أن العلاقات مع واشنطن بلغت «نقطة اللاعودة». وقال مدير قسم شؤون أميركا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية، ألكسندر دارتشيف، إن الولايات المتحدة من خلال تصرفاتها تسببت في وصول العلاقات مع روسيا إلى هذه الدرجة من السوء. وأكد دارتشيف أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تحسب حساب مصالح موسكو ومناطق نفوذها. وزاد في حوار مع وكالة «إنترفاكس» الروسية أن «واشنطن من خلال أعمالها العدائية وتجاهلها المتغطرس للمطالب الروسية بضمانات أمنية ملزمة قانوناً، بما في ذلك عدم توسع الناتو، وعدم نشر أسلحة هجومية بالقرب من حدودنا، وإعادة الإمكانات العسكرية للتحالف (الناتو) إلى حالة عام 1997، هي التي أوصلت العلاقات الروسية - الأميركية، في الواقع، إلى نقطة اللاعودة». وشدد على أن أوكرانيا «وضعها حكامها المفلسون في وضع كارثي»، فهي بالنسبة للولايات المتحدة ليست سوى أداة في المواجهة الجيوسياسية مع روسيا. وقال دارتشيف إنه «من الواضح أن واشنطن ستحتاج إلى وقت لتعتاد على حقيقة أن هيمنتها باتت من الماضي، وأن عليها أن تحسب حساباً للمصالح الوطنية لروسيا، التي لها مجال نفوذها ومسؤولياتها الخاصة».

أوكرانيا ملف رئيسي لقمة أوروبية غداً

ماكرون وشولتس يتصلان بالرئيس الصيني... وتعويل على وساطة مع بوتين

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم.... يستضيف الرئيس الفرنسي، بصفته رئيساً للاتحاد الأوروبي حتى شهر يونيو (حزيران) المقبل، يومي الخميس والجمعة، قمة أوروبية في قصر فرساي التاريخي، الواقع غرب العاصمة باريس، ستهيمن عليها تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا، ومسألة فرض عقوبات اقتصادية ومالية إضافية على موسكو، وتوفير مزيد من الدعم لـكييف، وكيفية ضمان إمدادات الطاقة من النفط والغاز لأوروبا، فيما بدأت تظهر علامات التفسخ في الموقف الغربي بعد قرار واشنطن وقف مشترياتها من روسيا، ورفض كثير من الدول الأوروبية الاحتذاء بها. ورغم الضغوط الأميركية والأوكرانية، يبدو واضحاً اليوم، بحسب مصادر فرنسية، أن الأوروبيين «لن يسيروا وراء واشنطن» رغم الحجة القائلة إن المشتريات الأوروبية من البترول والغاز الروسيين التي تقدر يومياً بـ700 مليون دولار تمول الحرب التي يشنها الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا «لن تكون كافية لإقناعهم بوقف مشترياتهم بسبب غياب البديل في الوقت الحاضر». واستبق نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، المكلف شؤون الطاقة، القرار الأوروبي بتحذير شديد اللهجة، جاء فيه أن موسكو «لديها تماماً الحق في فرض حظر على توريد الغاز إلى أوروبا عبر خط (نورد ستريم 1)» الذي يمر في الأراضي الأوكرانية. وكان هذا الملف قد تم بحثه في الاتصال الرباعي، عبر دائرة فيديو، الذي حصل أول من أمس، وضم الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني. وأمس، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في إطار جولته الأوروبية، العاصمة الفرنسية للقاء نظيره جان إيف لو دريان، والرئيس ماكرون. وقالت مصادر أميركية إن عنوان الزيارة هو «تنسيق المواقف للرد على الغزو الروسي المتواصل» لأوكرانيا، فيما نداءات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإقامة منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا أو الانضمام إلى الحلف الأطلسي تبقى كصراخ في وادٍ. كذلك، فإن الخطة الأميركية الهادفة لتزويد سلاح الجو الأوكراني بـ28 طائرة «ميغ 29» تمتلكها بولندا مقابل استبدالها بطائرات «إف 16» من سلاح الجو الأميركي ما زالت موضع أخذ وردّ. وثمة مخاوف أوروبية من أن تكون هذه الخطوة باباً لتورط أوروبي - أطلسي مباشر في الحرب الدائرة. وسبق لـموسكو أن نبّهت أنها ستعتبر أي دولة أوروبية تنطلق منها هذه الطائرات بمثابة «طرف في الحرب». الأمر الذي يسعى الأوروبيون إلى تجنبه. حقيقة الأمر أن ما تسعى إليه باريس وبرلين، إلى جانب الاستمرار في تأكيد الدعم لـكييف على مختلف المستويات المتاحة، ووفق الإجماع الأطلسي - الأوروبي، هو البحث عن سبيل للخروج من الحرب. والحال أن ماكرون لا يخفي «تشاؤمه» من تطوراتها، إذ استبعد، ليل الاثنين، بمناسبة اجتماع عام في مدينة بواسي (غرب باريس) التوصل «في الأيام والأسابيع المقبلة إلى حل حقيقي عبر التفاوض». ويرى ماكرون أن الشروط الأربعة المعروفة التي يتمسك بها بوتين لوقف الحرب «لا يمكن أن تكون أساساً للمفاوضات»، مضيفاً أن «وقف إطلاق النار هو شرط مسبق لأي حوار حقيقي» بين الجانبين. ولذا، توقع الرئيس الفرنسي «استمرار الحرب» مشدداً على ضرورة أن تبقى أوروبا بعيدة عن الانخراط فيها «لأن الحرب مع روسيا ستكون حرباً عالمية ومع قوة تمتلك السلاح النووي». من هنا، حرص ماكرون على استمرار التواصل مع نظيره الروسي، رغم أن الوساطة التي حاول القيام بها منذ قبل بدء الحرب لم تفضِ إلى أي نتيجة. وفي آخر اتصال له مع بوتين، قال له الأخير بشكل قاطع: «سأحقق أهدافي في أوكرانيا، سواء بالمفاوضات أو بالحرب». وأمس، اتصل ماكرون مجدداً بالرئيس الأوكراني لساعة ونصف الساعة. وأفادت مصادر الإليزيه لمجموعة من الصحافيين أن الرئيسين «تناولا تطورات الوضع والملفات الإنسانية وموضوع سلامة وأمن المنشآت النووية والمفاوضات الجارية في غوميل» على الحدود البيلاروسية - البولندية بين الوفدين الروسي والأوكراني. ويوماً بعد يوم، أصبح التواصل بين الرئيسين روتينياً. إلا أن ماكرون حريص على مواصلة ذلك لأن باريس ترى في زيلينسكي «الحجر الرئيسي» في المقاومة الأوكرانية، ومن الضروري الاستمرار في شدّ أزره. وسبق لماكرون أن أكد أكثر من مرة أن أي حلّ في أوكرانيا يجب أن يلقى قبولاً وموافقة من السلطات الأوكرانية، في إشارة إلى ما يمكن لـكييف أن تقبله أو ترفضه من شروط البحث عن حلول تفاوضية. وجاء التواصل مع زيلينسكي عقب اتصال قبيل ظهر أمس مع الرئيس الصيني شي جينبينغ بمشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس. وأهمية هذا الاتصال تنبع من اعتبار الأوروبيين أن الصين هي الطرف القادر على التأثير على الرئيس الروسي بعد أن فشلت محاولات ماكرون وشولتس في دفع بوتين للتزحزح عن مواقفه المعلنة البالغة التشدد. كذلك يرى الغربيون أن الصين التي رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وامتنعت عن التصويت لصالح قرار يدين موسكو في مجلس الأمن، ثم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تمثل «طوق النجاة» لـبوتين بعد العقوبات الاقتصادية والمالية والعزلة السياسية والدبلوماسية التي فرضت على موسكو. من هنا، فإن دفع بكين للدخول على خط الوساطات يمكن أن يشكل السبيل الأنجع لحمل الرئيس الروسي على مراجعة حساباته والموازنة بين الخسائر التي تلحق ببلاده والمكاسب التي ينتظرها من الحرب التي يبدو أكثر فأكثر أن ثمنها سيكون مرتفعاً للغاية. وأصدر قصر الإليزيه بياناً مختصراً جاء فيه أن القادة الثلاثة بحثوا «الجهود الحالية، بما في ذلك دور العقوبات من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي» للحرب في أوكرانيا. ونقل الإليزيه أن بينغ «عبّر عن أسفه للتطورات الأخيرة، وعن دعمه لما تقوم به فرنسا وألمانيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وضمان حصول المدنيين على المساعدات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة». ولم يشر البيان مباشرة للوساطة الصينية التي أشار إليها وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أول من أمس، إذ أكد أن بلاده «مستعدة للعب دور بناء في تعزيز المصالحة وتحفيز المفاوضات وللتعاون مع المجتمع الدولي في جهود الوساطة وفق الحاجة». ونقل التلفزيون الصيني، أمس، عن بينغ قوله لماكرون وشولتس إنه «من المهم تجنب تصعيد التوترات أو فقدان السيطرة»، إضافة إلى تأكيده على ضرورة أن يتعاون الجميع وأن يدعموا محادثات السلام... ولكن لا شيء يؤشر اليوم أن الصين قد تكون جادة في الضغط على «شريكها الاستراتيجي» الذي تجمعها به مصالح كبرى، ولكن أيضاً «العداء» مع الولايات المتحدة. وفي سياق موازٍ، أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لو مير، أن أوروبا قادرة على التوصل إلى حلول حتى تصبح «مستقلة عن الغاز الروسي»، وأن التحدي اليوم يكمن في توفير الغاز لفصل الشتاء المقبل. والحال أن وضع فرنسا مختلف عن بقية الدول الأوروبية، باعتبار أنها تستورد 20 في المائة من حاجاتها من الغاز من روسيا، مقابل 50 في المائة لألمانيا، و100 في المائة لفنلندا... واستبعد لو مير أن تعمد كل دولة أوروبية لتدبير أمورها على انفراد، داعياً إلى حل أوروبي جماعي.

الرئيس الأوكراني: سنقاتل حتى النهاية .. تحدث عبر الفيديو أمام البرلمان البريطاني...

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»... قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمجلس العموم (البرلمان) البريطاني، اليوم الثلاثاء: «سنقاتل حتى النهاية». تحدث الرئيس الأوكراني وإلى جانبه العلم الأوكراني عبر الفيديو خلال مداخلة غير مسبوقة تهدف إلى الحصول على مزيد من الدعم لبلاده بعد الغزو الروسي، وسط تصفيق حار من النواب البريطانيين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وزيلينسكي أول مسؤول أجنبي يتوجّه إلى البرلمان البريطاني عبر الفيديو. وقال إنه منذ اليوم الأول من الغزو الروسي لأوكرانيا، أي 24 فبراير (شباط) «لم نَنَم. قاتلنا من أجل بلدنا، من خلال جيشنا». وأضاف «لن نستسلم ولن نخسر. سنقاتل حتى النهاية، بحرًا وجوًا. سنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كلّف الأمر، في الغابات، في الحقول، على الشواطئ، في الشوارع». ويشبه خطابه خطاب رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل أمام مجلس العموم البريطاني في يونيو (حزيران) 1940 بعد أن أُرغمت القوات البريطانية على الانسحاب من فرنسا في مواجهة هجوم نازي ألماني. وتحدّث زيلينسكي بعد وقت قصير من إعلان الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة ستوقف واردات النفط الخام والمنتجات النفطية الروسية بحلول نهاية العام 2022 ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.

زيلنسكي مستعد لحلول وسط… والصين على الخط...

الهجوم الروسي يتباطأ والدبابات تقترب من كييف... وبوتين للأمهات: لن أستدعي الاحتياط..

واشنطن تقدر القتلى الجيش الروسي بـ ٤ آلاف وتدعو جنودها بأوروبا لمنع «حرب عظمى»...

الجريدة... على وقع تصاعد التوتر الروسي الغربي بسبب العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، دخلت الصين بقوة، أمس، على خط الأزمة من خلال رئيسها شي جينبينغ​، في وقت أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي استعداده للحوار مع موسكو حول وضع شبه جزيرة القرم والمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المؤيدون لها منذ عام 2014 في شرق أوكرانيا. ورغم تمسّكه برفضه إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، دعا الرئيس الصيني الذي أجرى قمّة بالفيديو مع نظيره الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ والمستشار الألماني ​أولاف شولتز، أمس، إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في النزاع الأوكراني، واصفاً الأزمة بأنها "مقلقة جداً". وأعلن شي "ضرورة مراعاة المخاوف الأمنية لجميع الدول"، مجدّداً رفضه إدانة العملية العسكرية الروسية، ومشدداً على أن "يحافظ الجانبان على زخم المفاوضات والتغلب على الصعوبات ومواصلة المحادثات من أجل تحقيق نتائج، ومنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق". وسعى شولتس وماكرون إلى إجراء محادثات مع الرئيس الصيني لتعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

زيلنسكي مستعد للحوار

وفي موقف يعكس ليونة للمرة الأولى منذ دخول غزو بلاده يومه الـ 13، أمس، قال زيلنسكي في مقابلة مع قناة "ABC" الأميركية، إنه مستعد لـ "الحوار وليس للاستسلام" ولقبول حلول وسط بالنسبة إلى شروط روسيا لوقف الحرب. وعن مطلب روسيا بالاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، قال: "أعتقد أن البنود المتعلقة بالأراضي المحتلة المؤقتة والجمهوريات غير المعترف بها إلا من قبل روسيا، يمكننا مناقشتها وإيجاد حل وسط بشأن كيفية عيش هذه الأراضي. المهم بالنسبة لي هو كيف ستعيش الناس في هذه الأراضي من الذين يريدون أن يكونوا جزءًا من أوكرانيا... السؤال أصعب من مجرد الاعتراف بهم". ولفت إلى أنه فقد الاهتمام بمسألة انضمام بلاده إلى "الناتو"، "منذ فترة طويلة بعد أن أدركنا أن الناتو غير مستعد لقبول أوكرانيا، فالحلف يخشى التناقضات والمواجهة مع روسيا". وحضّ زيلنسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الحوار قائلاً، إنه "يجب عليه بدء الحوار بدلاً من العيش في فقاعة معلومات من دون أوكسجين". وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي (الناتو) أعرب زيلنسكي عن خيبة أمله، مشيراً إلى أنه لم يعد مهتماً بالانضمام الى "الناتو".

تباطؤ الهجوم

ورغم اقتراب الدبابات من كييف، أفاد الجيش والمديرية العامة للمخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية، أمس، بأن الهجوم الروسي على البلاد مستمر "لكن بوتيرة أبطأ بشكل ملحوظ"، مشيرين من ناحية أخرى إلى سيطرة القوات الروسية على 6 مدن رئيسية في مقاطعة زابوروجيا جنوب شرقي البلاد. من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الميجر جنرال الروسي فيتالي جيراسيموف، النائب الأول لقائد الجيش الروسي الحادي والأربعين، قتل قرب خاركيف. وفي إطار محاولة رابعة وجديدة لوقف إراقة الدماء وإقامة ممرات إنسانية لإجلاء السكان المحاصرين، بدأت عملية إخلاء في 5 مدن، بعدما أعلن الجيش الروسي دخول وقف جديد لإطلاق النار حيز التنفيذ في مدن عدة، صباح أمس. وأكدت موسكو، أنه سيُتاح للمواطنين في العاصمة كييف والمدن الرئيسية في تشيرنيهيف وخاركيف وماريوبول وسومي، حيث قتل فيها 21 شخصاً في غارات جوية وفقاً للسلطات المحلية، الفرصة للوصول إلى أماكن آمنة. في المقابل، اتّهمت وزارة الدفاع الأوكرانية الروس بعدم احترام الممر الإنساني في ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا، مؤكدة أن الجيش الروسي "لم يسمح للأطفال والنساء والمسنين بالخروج من المدينة"، واصفة "هذه التصرفات بأنها إبادة جماعية"، فيما غرّدت وزارة الخارجية الأوكرانية من جانبها أن "هناك انتهاكاً لوقف النار". وفي إربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي سمح للآلاف من سكان المدينة، التي سيطرت عليها القوات الروسية بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولى أمنه الجيش ومتطوعون. ويواصل الأوكرانيون هجرتهم الجماعية. فقد دفعت الحرب حتى الآن أكثر من مليوني شخص إلى البحث عن ملاذ في البلدان المجاورة بحسب ما أفادت الأمم المتحدة، أمس. وفي أول تقييم من نوعه، أعلن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، أمس، مقتل "ما بين 2000 و4000 جندي روسي في صراع أوكرانيا". وكانت موسكو أقرت الأسبوع الماضي بمقتل 498 من جنودها، بينما أفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بمقتل 12 ألف جندي روسي.

قوات كييف واحتياط موسكو

من ناحيته، نفى الرئيس الروسي مشاركة مجندين من الخدمة الإلزامية وقوات الاحتياط في معارك أوكرانيا. وقال في بيان لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إن العسكريين المحترفين فقط هم من يشاركون في الهجوم، مشيراً إلى أنه يتفهم مخاوف أمهات وزوجات وأقارب الجنود المنتشرين في أوكرانيا. إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية، أمس، أن على الولايات المتحدة أن تعتاد على مسألة انتهاء هيمنتها الأحادية على العالم. وذكر ألكسندر دارشييف، مدير إدارة أميركا الشمالية بوزارة الخارجية​، أنه "يتعيّن على واشنطن وموسكو، العودة إلى مبدأ التعايش السلمي، على غرار فترة ​الحرب الباردة​"، مشيراً إلى "أننا منفتحون على حوار صادق وقائم على أساس الاحترام المتبادل مع واشنطن". وشدد على أن "واشنطن أوصلت العلاقات مع موسكو، إلى نقطة اللاعودة، وعليها أخذ مجالات النفوذ الروسي في الحسبان".

بلينكن ومحاسبة بوتين

وفي إطار جولته المكوكية في أوروبا لتأكيد عزم بلاده الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في مواجهة الهجوم الروسي، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن حرب بوتين في أوكرانيا تهدف لإخضاع دولة ذات سيادة، مضيفاً بأن "العالم سيحاسبه". وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة وزراء إستونيا كاجا كالاس، في تالين، إن "الرئيس جو بايدن طلب 10 مليارات دولار من الكونغرس لمساعدة أوكرانيا"، مشيراً إلى التزام بلاده بالدفاع عن كل سنتيمتر من أراضي الدول الأعضاء في الناتو". من ناحيتها دعت كالاس الولايات المتحدة إلى فرض حظر جوي ومن الطيران الروسي من التحليق في اجواء أوكرانيا. ووسط ذروة التوتر، طلب رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي من قواته المتمركزة في أوروبا إبداء تصميمها على منع اندلاع "حرب بين قوى عظمى". وقال ميلي للجنود الأميركيين المنتشرين في قاعدة جوية قرب كونستانتسا في جنوب رومانيا "علينا التأكد من قدرتنا على الاستجابة السريعة، وإظهار قوتنا وتصميمنا ودعمنا للناتو لمنع أي عدوان إضافي من الروس ومنع اندلاع حرب بين القوى العظمى". وأضاف: "منذ عام 1914، منذ بداية الحرب العالمية الأولى وحتى عام 1945، أي نهاية الحرب العالمية الثانية، قتل 150 مليون شخص، ولا نريد بأن يتكرر ذلك إطلاقاً". وتحاول أكثر ما يخشاه الأميركيون أن يعمد بوتين في حال اعتبر أنه يواجه "استفزازاً"، إلى توسيع بقعة النزاع إلى خارج أوكرانيا، مع مخاطر نشوب مواجهة مباشرة قد تكون نووية مع الولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين. والمطلوب بالتالي بحسب مسؤولين أميركيين "احتواء الرئيس الروسي". ويبقى الخط الأحمر الأكبر بحسب ما قال مسؤول أميركي آخر "لا نريد حرباً عالمية ثالثة". وفي هذا السياق ترفض واشنطن والحلف الأطلسي بشكل قاطع فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا يطالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي بإصرار، إذ أن فرضها يعني أن تكون طائرات الحلف على استعداد لإسقاط مطاردات روسية، ما "يمكن أن يقود إلى حرب شاملة" بحسب بلينكن. لكن صحيفة "بوليتيكو" نقلت خطاباً مفتوحاً وقعته مجموعة تضم 27 من كبار الشخصيات في السياسة الخارجية الأميركية إلى إدارة بايدن يدعو إلى اقامة "منطقة حظر طيران جزئية" لحماية الممرات الإنسانية التي تم الاتفاق عليها في المحادثات بين المسؤولين الروس والأوكرانيين يوم الخميس الماضي. ويشدد المقترح على ضرورة أن يبلغ قادة "الناتو " المسؤولين الروس بأنهم لا يسعون إلى مواجهة مباشرة مع القوات الروسية وأن هدف الخطوة "تفادي وردع القصف الروسي الذي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح الأوكرانية". وتوقعت "بوليتيكو" أن يلاقي المقترح رفضاً من البيت الأبيض وأعضاء الكونغرس وقطاع عريض من قادة السياسة الخارجية، مضيفة أن الاقتراح لا يغير حقيقة أنه سيتعين على "الناتو" إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك الحظر، كما قد يؤدي الى حرب واسعة.

«نهاية بوتين»

وفي لندن، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس، أن الرئيس الروسي قوة مستنفدة في العالم أياً كان ما يحدث في أوكرانيا، متوقعاً أن هذا الغزو سيمثل نهايته ونهاية جيشه، مشيراً إلى أن "احتلال مثل هذا الشعب وهذا البلد مهمة مستحيلة". أضاف خلال مقابلة اذاعية، أمس، أن بريطانيا ستدعم بولندا إذا قررت تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، لكنه أشار إلى أن ذلك قد يكون له عواقب مباشرة على بولندا.

جلعاد: موسكو تسعى إلى تغيير قواعد اللعب في أوروبا...

واشنطن طالبت تل أبيب بالهدوء وعدم التصعيد مع «حزب الله» و«حماس»... للتركيز على روسيا ...

«العال» تنقل مساعدات إسرائيلية لأوكرانيا...

الراي... | القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |

- الإسرائيليون يعتبرون الحرب مفيدة لجلب مزيد من اليهود... والمال من بيع سلاح

- 100 ألف يهودي قد يُغادرون أوروبا الشرقية إلى الدولة العبرية

- وزير الخارجية الأوكراني يتراجع عن اتهاماته لـ «العال»

كشفت محافل عسكرية إسرائيلية، عن طلب الولايات المتحدة من إسرائيل، الهدوء مع «حزب الله» في لبنان، وتخفيف الضغط والحصار على قطاع غزة وعدم التصعيد مع حركة «حماس» والامتناع عن خطوات تصعيدية، لتتمكن من التركيز على روسيا. من جانبه، اعتذر وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا، أمس، عن اتهامه لشركة الطيران الإسرائيلية «العال»، بالتحايل على العقوبات المفروضة على روسيا، بقبول مدفوعات من النظام المصرفي الروسي «مير». وكان كوليبا قال إنه «بينما يفرض العالم عقوبات على روسيا بسبب فظائعها الوحشية في أوكرانيا، يفضل البعض جني أموال ملطخة بدماء الأوكرانيين»، مضيفاً أن «سلوك العال غير أخلاقي»، ويمثل «ضربة» للعلاقات الأوكرانية - الإسرائيلية. من جانبها، نفت «العال»، الاتهامات الأوكرانية، مؤكدة أنها حظرت استخدام بطاقات «مير» الائتمانية منذ 28 فبراير الماضي. في السياق، تعتبر التقديرات الإسرائيلية أنه لا يزال هناك احتمال معين للتوصل إلى تفاهمات بين موسكو وكييف، رغم أن ذلك مقرون بتراجعهما، بينما يتعين على أوكرانيا أن تقدم «تنازلات مؤلمة»، بحسب صحيفة «هآرتس». وبحسب التحليل الإسرائيلي للوضع الأوكراني، فإن صدمة الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة، رافقتها معارضة الحكومات لإرسال قوات دعماً لكييف، فيما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هو الجهة الأكثر تأثيراً على الرأي العام في الغرب، خصوصاً انه امتنع عن مغادرة بلاده. ويرى التحليل الإسرائيلي أنه رغم العقوبات الغربية القاسية ضد روسيا، إلا أنها جعلت الرئيس فلاديمير بوتين، يتشدد في مواقفه وتصعيد الضغوط العسكرية والاستعداد لإمكانية احتلال أوكرانيا كلها. من جانبه، يُصرّ رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ومستشاروه، على إظهار تفاؤل حيال جهود الوساطة الدولية، التي تشارك فيها إسرائيل، بأنها ستؤدي إلى وقف الحرب، حيث يقول المستشارون إن خطواته تجري بتنسيق كامل مع الإدارة الأميركية والدول الأوروبية الكبرى، في محاولة لتفنيد الانتقادات الداخلية بأن بينيت هو «ضيف غير مدعو إلى طاولة الدول الكبرى». وأضافت «هآرتس»، أن الأفضلية الأولى لدى بينيت في وساطته، هي إخراج يهود وإسرائيليين من أوكرانيا، ولذلك لم تنضم «العال» إلى مقاطعة الرحلات الجوية لروسيا. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن عدد اليهود في أوروبا الشرقية الذين سيهاجرون إلى إسرائيل، بسبب الحرب، قد يتجاوز الـ100 ألف. ولفتت الصحيفة إلى الفرق في تحليل الحرب، بين الغرب، ووجهة النظر الإسرائيلية، التي تجمع عليها القيادة السياسية والأمنية. وفيما تُبرز وسائل الإعلام الغربية نجاحات أوكرانيا المفاجئة في التصدي للغزو، مقابل تقدم بطيء للقوات الروسية، يعتقد خبراء إسرائيليون أنه رغم الأخطاء والخسائر الروسية، إلا أنه لا توجد لدى الأوكرانيين قوة عسكرية كافية من أجل لجم موسكو، التي ستستمر في التقدم «والدوس على مقاومة الجيش والمواطنين». ونقلت الصحيفة عن خبراء في المؤسسة العسكرية والأمنية، ان العقوبات والتنديدات لم تمنع بوتين من مواصلة خطواته العسكرية. كما يشكك الخبراء الإسرائيليون في احتلال القوات الروسية لأوكرانيا كلها، في هذه المرحلة. وفي تحليل استراتيجي اقتصادي نشرته «هآرتس»، أمس، بقلم، ب. ميخائيل تحت عنوان «ما هذه الحرب المفيدة»، اعتبر الكاتب أن «الحرب مفيدة، بحسب رأي الكثير من اليهود (في إسرائيل)، فهي ستجلب لنا المزيد من اليهود من أوكرانيا والمزيد من الأموال من بيع السلاح، وقد وضعت بينيت في مكانة دولية مهمة عندما حاول التوسط». وقال ميخائيل «أولاً، سيعاني الكثير من اليهود بما فيه الكفاية من أجل جعلهم يفكرون بالهجرة إلى إسرائيل. ماذا يمكن أن يكون أفضل من ذلك؟ أسطورة الغالبية اليهودية آخذة في التصدع. في وزارة الاستيعاب بدأوا في الاحتفال... شكراً للحرب، شكراً بوتين، شكراً كاتيوشا». وتابع «ثانياً، بفضل الحرب، حصل بينيت على مكانة دولية مؤثرة. يبدو أنه يسير بثقة نحو لقب المصمم (...) ثلاث ساعات تحدث بوتين وبينيت. محضر المحادثة بينهما يناسبه عنوان الصاروخ والمشكلة اليهودية، هذان الشخصان المحتلان اتفقا في ما بينهما على استمرار إطلاق صواريخهما، بينيت على سورية وبوتين على أوكرانيا، واتفقا أيضاً على ألا يزعج أحدهما الآخر. أيضا المشكلة اليهودية كانت بالطبع على الطاولة». ولفت ميخائيل إلى تصريح وزيرة الداخلية أيليت شكيد في شأن الأموال التي يمكن جمعها من الأزمة، مضيفاً أن «طلبات الأسلحة تضاعفت من دول عدة». في السياق، كتب طاقم معهد السياسة والاستراتيجية (آي بي إس) برئاسة اللواء احتياط عاموس جلعاد، أمس، تحت عنوان «نظام عالمي في أزمة المعاني لإسرائيل»، أن «روسيا ترى المعركة في أوكرانيا كمرحلة في استراتيجية بعيدة المدى للعودة إلى مركز الساحة العالمية كقوة عظمى ومنصة لإظهار القوة العسكرية وتثبيت ردع ناجع أمام حلف الناتو والولايات المتحدة، ومع ذلك فإن من شأن غزو كييف أن يصبح نصراً أشبه بالهزيمة بالنسبة لموسكو في المدى المتوسط - البعيد، في ضوء الأثمان الباهظة التي ستضطر لان تدفعها في الساحة السياسية، في الاقتصاد وداخلياً». وقال جلعاد «موسكو تسعى لتغيير قواعد اللعب في أوروبا، والنظام العالمي الذي تصمم بعد نهاية الحرب الباردة، فالهجوم الشامل على أوكرانيا لم يستهدف فقط تغيير الحكم إلى حكم دمى روسي، بل جاء لينقل رسالة إلى الغرب وأساساً إلى الولايات المتحدة، بأن روسيا لن تتردد في استخدام القوة لحماية حدودها الاستراتيجية مع الاستعداد للخروج إلى حرب هدفها بعيد المدى هو إنهاء الهيمنة الأميركية العالمية وتثبيت نظام عالمي متعدد يعبر بإخلاص عن أهمية ومركزية روسيا». وتابع «أما الغرب بقيادة الولايات المتحدة، فيتخذ سياسة ضغط شاملة هدفها صد عدوان روسيا، جباية ثمن اقتصادي باهظ منها وجعلها دولة منبوذة في الساحة الدولية، وواشنطن التي تقود الائتلاف الغربي تعمل تحت حافة الحرب المباشرة مع موسكو، ولكنها تستخدم أدوات سياسية واقتصادية غير مسبوقة». ورأى جلعاد أن «الرئيس جو بايدن دخل إلى الأزمة وهو يواجه مصاعب في الداخل ومن الخارج، من بينها شعبية متدنية بين الجمهور، انتقاد متزايد في ضوء الوضع الاقتصادي، الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، والاتفاق النووي المتحقق مع إيران، وفوق كل ذلك الضرر في صورة العظمة وقوة الردع الأميركية في العالم». وأضاف أن «الفهم السائد في واشنطن هو أن الأزمة في أوكرانيا ستؤثر بشكل مباشر على استمرار ولاية بايدن، بقائه السياسي، إرثه كرئيس، وعلى مكانة الولايات المتحدة كقوة عالمية مهيمنة والسياسة الناشئة عن هذا الفهم». وأوضح أن الصين تنسق مع روسيا وتسعى لحل النظام العالمي الأميركي والدفع إلى الأمام باستراتيجية «الطريق والحزام» كوسيلة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي. وأكد أن اسرائيل تحاول في هذه المرحلة «السير بين القطرات» في ضوء التهديد الذي تطرحه روسيا على حرية عملها في المعركة لصد التموضع الإيراني في سورية، ومع ذلك في ضوء الطلب الواضح الذي ستطرحه عليها الولايات المتحدة سيتعين على تل أبيب أن «تسير على الخط» مع سياسة حليفتها الاستراتيجية، وأن تعرض تأييداً كاملاً لواشنطن في ضوء الأثمان التي قد يجرها الأمر في المعركة ما بين الحروب وفي الساحة الإقليمية.

قراءة بريطانية في أسباب {إخفاق} الهجوم الروسي بأوكرانيا...

الشرق الاوسط... لندن: كميل الطويل.... بعد 12 يوماً من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) الماضي، تبدو خطوط الجبهات كأنها تشهد جموداً إلى حد كبير، ربما باستثناء الجبهة الجنوبية التي حقق فيها الروس تقدماً واضحاً انطلاقاً من شبه جزيرة القرم التي استعادوها في عام 2014. لكن الجبهة الشرقية، في منطقتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين، لم تشهدا حتى الآن تقدماً كبيراً للروس وحلفائهم. أما جبهة كييف، في الشمال، فيبدو التقدم الروسي فيها أيضاً بالغ البطء، إذ إن القافلة الضخمة الممتدة بطول 40 ميلاً ما زالت متوقفة إلى حد كبير في مكانها منذ أيام، من دون أن تتحرك في اتجاه العاصمة. توحي هذه الصورة للجبهات بأن الهجوم الروسي أخفق في تحقيق النتائج المرجوة منه، رغم تأكيدات موسكو أن الخطة تسير وفق ما هو مخطط لها، زمنياً وعلى الأرض. هل نجح الأوكرانيون فعلاً في إحباط الغزو؟ كيف تمكنوا من تحقيق ذلك؟ وأين أخفقت خطط الحرب الروسية؟ وما الخطوة العسكرية المقبلة المتوقعة من موسكو الآن؟ للإجابة عن هذه التساؤلات، حاورت {الشرق الأوسط} الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية البريطانية فيليب إنغرام الذي يدير مؤسسة {غراي ميديا هاوس} ويقدم تحليلات في شؤون الأمن والاستخبارات. فيما يلي ملخص الحوار معه:

> إذا كان الغزو الروسي لأوكرانيا قد تجمد فعلاً، فأين أخطأت خطط الهجوم؟

- حصلت أخطاء كثيرة في الخطط الروسية، من وجهة نظري. أولاً، لم يقدّر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تقديراً كافياً تصميم المدافعين الأوكرانيين وقدراتهم، ومدى فاعلية دفاعاتهم التي تعززت بأنظمة تسلح حديثة قدّمها كثير من الدول الغربية. لقد فشلت استخباراته في إخباره بأن الأوكرانيين لا يريدون التدخل الروسي.

ثانياً، أخطأ الروس في تقدير قدراتهم العسكرية. فتجهيزاتهم لا يُعتمد عليها كما ينبغي. الدعم اللوجيستي غير كافٍ بتاتاً، كما هو وضع الصيانة الروتينية والعناية بالمعدات المعقدة. كما أن عمليات السيطرة والقيادة الروسية على كل المستويات تبدو ضعيفة. إن السير في عمليات تُستخدم فيها كل الأسلحة مجتمعة هو عملية معقدة، ومن الواضح أن قادته ليسوا أكفاء بما يكفي. وما يزيد الطين بلة أن رجاله يفتقدون لعناصر التصميم والحافز والدافع، وهي أمور تأتي من خلال جيش احترافي يتم تحفيزه بشكل جيد. يبدو أنهم (الجنود الروس) لا يؤمنون بالعملية التي يقومون بها. كما أن بوتين لم يتمكن من تحقيق التفوق الجوي. ومع غياب التفوق الجوي، خسر القدرة على تحريك قواته المهاجمة بحرية، كما فشل في منع الأوكرانيين، في المقابل، من تحريك قواتهم الدفاعية. هذا خطأ أساسي ومن البديهيات.

ثالثاً، قلل بوتين من شأن تصميم المجتمع الدولي وقدرته على التوحد بصوت واحد يؤذيه سياسياً، ودبلوماسياً، واقتصادياً، وقلل من شأن استعداد المجتمع الدولي لتزويد الأوكرانيين بدعم عسكري مميت على شكل أسلحة حديثة.

> توضح أشرطة الفيديو والصور الآتية من أوكرانيا دبابات روسية محترقة وطائرات تم إسقاطها... كيف تمكن الأوكرانيون من إلحاق مثل هذا الدمار بقدرات الجيش الروسي؟ وما دور الأسلحة الأميركية والبريطانية على وجه الخصوص في صد الروس؟

- يستخدم الأوكرانيون تكتيكات متنوعة لإلحاق الضرر بالقوات الروسية المهاجمة. وهذه التكتيكات تتراوح بين استخدام الدبابات التقليدية في مواجهة الدبابات التقليدية، واستخدام فرق صغيرة من القوات المتحركة المزودة بمضادات للدبابات ومضادات للطائرات. لقد أثبتت الأسلحة التي قدمتها دول مختلفة في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أنها بالغة الفاعلية. قبل الغزو الروسي، زودت المملكة المتحدة الأوكرانيين بآلاف الصواريخ المضادة للدبابات من طراز {إن لاو} (NLAW) (صناعة بريطانية - سويدية) ووفرت طواقم تدريب لضمان أن الأوكرانيين يعرفون كيف يستخدمونها بفاعلية. لقد أثبت الأوكرانيون بهذه الصواريخ مراراً وتكراراً أنهم قادرون على تدمير المدرعات الروسية. كما أن لديهم قدرات على استهداف المروحيات (بصواريخ أرض - جو).

> خطة الهجوم حتى الآن تبدو قائمة على ثلاثة محاور: الانطلاق من شبه جزيرة القرم جنوباً والتوسع شرقاً (في اتجاه ماريوبول والدونباس) وغرباً (في اتجاه أوديسا)، والتقدم غرباً من دونيتسك ولوهانسك، ومحاولة تطويق كييف بالتقدم نحوها من الغرب والشرق. ما تقييمك للوضع على هذه المحاور الثلاثة؟ وما الخطوة المقبلة في الخطة الروسية؟

- من بين هذه الجبهات الثلاث واضح أن الروس يعتبرون أن جهدهم الأساسي يتركز على محور كييف، تحدث بوتين و(ووزير خارجيته سيرغي) لافروف علناً عن التحرك من أجل إطاحة الحكومة الأوكرانية الحالية في كييف. هذا الجهد الأساسي فشل. المحور الثاني باعتقادي هو ربط القرم بجسر أرضي يصل بمنطقة الدونباس المتنازع عليها. هذا المحور يسير في شكل أفضل بالنسبة إلى الروس، لكنهم هنا أيضاً يحققون تقدماً بطيئاً ويتم تجميد تحركهم تكراراً. التقدم الأخير غرباً من دونيتسك ولوهانسك هدفه السيطرة على كل شرق أوكرانيا، قبل الانطلاق في محور جديد باتجاه كييف وغرب البلاد. إنني متفاجئ بعدم حصول تحرك على هذا المحور وعدم محاولة السيطرة على مواقع مهمة كالجسور والمطارات.

> هل تخشى أن يلجأ الروس الآن إلى قصف المدن بهدف إخضاعها بالقوة، كما فعلوا في مناطق أخرى تدخلوا فيها كحلب في سوريا وغروزني في الشيشان؟

- لقد فقدت روسيا عنصر المبادرة على الأرض وباتت، في التعبير العسكري، جامدة. قادة بوتين بحاجة لانتزاع المبادرة من جديد، وتكتيكهم التاريخي هو فعل ذلك من خلال تطويق القوات المناوئة لهم والاستمرار في قصفها حتى إرغامها على الخضوع، حتى ولو كان ذلك يعني استهداف المدن والمدنيين في إطار هذه العملية. وما أخشاه هو أن هذا ما بدأ في الحصول فعلاً.

> شاهدنا مقاطع فيديو وصوراً لقوات شيشانية على رأس القوات التي تتقدم نحو كييف. ما دور الشيشان في معركة السيطرة على العاصمة الأوكرانية؟

- إن استخدام الشيشان ووحدات أخرى من قوات {النخبة} ممن لديها سمعة مخيفة يدخل في إطار حرب المعلومات بقدر دخوله في إطار القدرات القتالية الحقيقية. والهدف من ذلك هو نشر الخوف في قلوب المدافعين المحليين وفي قلوب السكان.

باريس تتحسّب لـ «صدمة الغاز» وبرلين تحذّر من 3 سنوات صعبة

باريس - برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»... أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، اليوم الثلاثاء، أن أوروبا لديها «حلول لتصبح مستقلة عن الغاز الروسي»، مضيفا أنه يريد «تسريع العمل بموجبها» لتكون قادرة على «مواجهة تحدي شتاء 2022-2023». وأكد أن أسعار الغاز سيتم «تجميدها» حتى نهاية العام 2022 للمستهلكين في فرنسا، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وتحدث الوزير خلال رحلة إلى مقاطعة نورماندي عن سلسلة من الحلول الأوروبية للتعامل مع «صدمة الغاز» المرتبطة بالصراع الروسي وعواقبها على اقتصاد القارة. وقال على هامش زيارة لموقع إنتاج الهيدروجين تابع لشركة «إير ليكيد»، إن «الاعتماد (على الغاز الروسي) ليس نفسه في كل الدول الأوروبية. ففرنسا تعتمد بنسبة 20 في المائةمن إمداداتها على الغاز الروسي فيما يبلغ المتوسط الأوروبي 40 في المائة(...) وبعض الدول تعتمد كليا عليه (...) مثل فنلندا التي تحصل على إمداداتها من الغاز بنسبة 100 في المائةمن روسيا». وأشار لومير إلى الحاجة لـ«حل أوروبي جماعي» بشأن هذا الموضوع. ومن الحلول التي ذكرها، قدّر لومير أنه من الضروري «تسريع تخزين الغاز اعتبارا من الصيف الحالي لتعبئة وتخزين 90 في المائةمن الحاجات اللازمة لمواجهة شتاء 2022». ورأى أن «التحدي ليس الآن. التحدي هو شتاء 2022-2023». ولفت إلى أن «الاحتمال الثاني: مشتريات جماعية بهدف الحصول على أسعار مخفّضة. والثالث محاولة تنويع الإمدادات من منتجين آخرين». وعن الاحتمال الرابع ذكر الوزير الفرنسي تحسين أداء محطات الغاز الطبيعي المسال، «فهناك سبع في إسبانيا وأربع في فرنسا لكن للأسف لا يوجد أي منها في ألمانيا». وفي مواجهة «صدمة الغاز»، ذكر لومير الاحتمال الأخير وهو الكتلة الحيوية والغاز الحيوي وهما «حلّان بديلان يتم إنتاجهما في فرنسا من شأنهما أن يساعدا على الاستقلال عن الغاز الروسي». في برلين، حذر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك من انهيار اقتصادي حاد في حال فرض حظر على واردات النفط والغاز من روسيا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال في تصريح تلفزيوني اليوم: «سنتحدث بعد ذلك (عقب تطبيق الحظر) عن أزمة اقتصادية خطيرة في ألمانيا وبالتالي في أوروبا». وذكر هابيك أن إعلان الولايات المتحدة عن وقف محتمل لواردات النفط الروسي وحده أدى إلى ارتفاع سعر النفط بنسبة 50 في المائة أمس الاثنين. ورأى أن كل من يطالب بالاستغناء عن النفط والغاز الروسي يجب أن يكون واضحا له الآتي: «لن نتحدث حينها عن قفزات في الأسعار، بل عن ارتفاع دائم لأسعار الوقود الأحفوري». وقال إن الأمر حينها «لن يتعلق بإطفاء الأنوار في وقت مبكر من الليل، الأمر حينها سيدور حول انهيارات في الشركات وبطالة... بعد ذلك عليك المثابرة. نحن لا نتحدث عن ثلاثة أيام ولا نتحدث عن ثلاثة أسابيع، بل عن ثلاث سنوات». وأشار هابيك إلى أن الولايات المتحدة دولة مصدرة للنفط، وتشكل حصة وارداتها من النفط الروسي 7.5 في المائة فقط، بينما تبلغ حصة واردات ألمانيا 35 في المائة، «هذا يعني أن الوضع غير قابل للمقارنة. الأميركيون يعرفون ذلك ».

الخطوط الإسرائيلية تحلّق في سماء روسيا رغم العقوبات الغربية

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين».. تستعد إسرائيل، اليوم (الثلاثاء)، لتمديد الضمانات المالية الممنوحة لشركات الطيران التابعة لها لتواصل تسيير رحلات إلى روسيا، ما أثار انتقادات في كييف في وقت تقاطع معظم شركات الطيران الغربية روسيا رداً على غزوها لأوكرانيا. وقال مصدر في وزارة المالية الإسرائيلية، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الوزارة ستسعى إلى تمديد الضمانات الممنوحة الأسبوع الماضي لشركات الطيران التي أفادت بأن عقود التأمين التي وقّعتها لا تغطّي الرحلات إلى روسيا بسبب العقوبات، من أجل السماح لها بمواصلة هذه الرحلات. وكان من المقرر أن تنتهي صلاحية الضمانات البالغة قيمتها مليارا دولار في التاسع من مارس (آذار). وأوقفت أوروبا وكندا والولايات المتحدة الرحلات الجوية إلى روسيا ومنعت الطائرات الروسية من دخول مجالها الجوي كجزء من العقوبات المفروضة عليها. ولا تزال الأجواء مفتوحة بين روسيا ودول أخرى منها تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة. منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط)، اتّبعت الدولة العبرية نهجاً متحفظاً إزاءه بسبب علاقاتها الجيدة مع كييف وموسكو. وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، موسكو، السبت، في محاولة للتوسط بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي أعقاب الزيارة، أكد بنيت (الأحد) على «الالتزام الأخلاقي» للدولة العبرية في محاولتها وقف القتال في أوكرانيا. وتسبب سوء تفاهم بشأن استمرار الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى روسيا بلغط دبلوماسي. واعتذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم (الثلاثاء)، وصحح نفسه بعد أن كتب على «تويتر» أن شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية «إل عال» لا تزال تقبل نظام الدفع الروسي «مير». وكتب كوليبا أمس (الاثنين): «بينما يعاقب العالم روسيا على فظاعاتها الوحشية في أوكرانيا، يفضل البعض جني الأموال الملطخة بالدماء الأوكرانية». وأضاف: «ها هي (إل عال) الإسرائيلية تقبل المدفوعات عبر النظام المصرفي الروسي (مير) المصمَّم للتهرب من العقوبات»، مرفقاً التغريدة بلقطة شاشة لصفحة شركة «إل عال» للدفع غير مؤرخة يظهر عليها نظام الدفع «مير». وقال متحدث باسم «إل عال» لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن شركة الطيران توقفت عن قبول مدفوعات (مير) بعد أربعة أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا». وأعلنت الشركة في بيان أنها «منعت استخدام بطاقة ائتمان (مير) اعتباراً من 28 فبراير 2022»، مضيفةً أنها أوصلت مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا وأجلت فارين من الحرب. وأقرّ كوليبا بأن الشركة حظرت فعلاً استخدام بطاقات «مير» وكتب: «أنا ممتن لشركة (إل عال) على عمليات الإغاثة الإنسانية المهمة وأقدم اعتذاري».

توماس فريدمان: بكين الوحيدة القادرة على وقف الحرب

الجريدة... عبّر الصحافي الأميركي المخضرم توماس فريدمان عن قناعته بإن دولة واحدة قادرة على وقف أزمة روسيا مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق بالولايات المتحدة. وقال فريدمان، في مقال رأي على صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه "مع مرور كل يوم، تصبح الحرب في أوكرانيا مأساة كبيرة للشعب الأوكراني، وتشكل كذلك تهديداً أكبر لمستقبل أوروبا والعالم بأسره". وأضاف: "هناك دولة واحدة فقط قادرة على إنهاء هذه الحرب: ليست الولايات المتحدة، بل الصين". وأوضح الكاتب الأميركي: "إذا أعلنت الصين أنها ستنضم إلى المقاطعة الاقتصادية لروسيا، أو حتى تدين بشدة عمليتها غير المبررة لأوكرانيا وتطالبها بالانسحاب، فقد تهز فلاديمير بوتين بما يكفي لوقف هذه الحرب الشرسة، أو على الأقل وقفها بشكل مؤقت، بما أن روسيا لا تملك حالياً حليفاً مهماً غير الهند". ما الذي سيجعل الصين تتخذ هذا الموقف؟ يجيب فريدمان بالقول، إن العقود الثمانية الماضية من السلام بين القوى العظمى كانت مفتاح النهوض الاقتصادي السريع للصين، مما أدى إلى انتشال ما يقرب من 800 مليون صيني من الفقر، مبرزاً أن النمو الصيني المستمر يعتمد على استقرار الاقتصاد العالمي. وكشف الكاتب الأميركي الشهير، أن المفكرين الصينيين التقليديين يعتقدون أن أي حرب تضعف الخصمين الرئيسين للصين (أميركا وروسيا) يجب أن تدعمها بكين، لكن الحقائق الحالية تؤكد عكس ذلك. وتابع: "تدرك الصين هذه الحقائق الجديدة، بمعنى أنه إذا سارت في اتجاه انتزاع تايوان، فقد تواجه عزلة دولية كبيرة، مثل ما يحدث حالياً لموسكو"، معرباً عن أمله في أن يظهر الرئيس الصيني كـ"زعيم عالمي حقيقي ويبدي معارضته لما يقع لأوكرانيا… وفي حال اختارت الصين طريقاً آخر، فإن العالم سيصبح أقل استقراراً وازدهاراً". وختم فريدمان مقاله بتوجيه سؤال للرئيس الصيني شي جين بينغ: "أي طريق ستختار؟".

موسكو: أكثر من 2.5 مليون أوكراني يريدون المغادرة إلى روسيا

الجريدة.. المصدرDPA... أفادت موسكو بأن أكثر من 2.5 مليون أوكراني يريدون مغدارة بلادهم بسبب الحرب الدائرة هناك والانتقال إلى روسيا. وقال الكولونيل جنرال الروسي ميخائيل ميزينتسيف المسؤول بوزارة الدفاع إن أشخاصا مما يربو على 1900 مكان تواصلوا مع بلاده عبر قوات اتصال متعددة. ولم يتسن التحقق من الأعداد بصورة مستقلة.

بايدن يعلن حظر واردات النفط الروسي إلى أميركا

قال إن {النصر لن يتحقق} لبوتين في أوكرانيا و{لن ندعه يأخذ ما يريد}

الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي... أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (الثلاثاء)، فرض حظر على جميع الواردات الأميركية من النفط الروسي والغاز الطبيعي المسال والفحم، فيما يُعد أكثر العقوبات الأميركية قسوة ضد هذا القطاع الحيوي الروسي. وقد اتخذت الإدارة الأميركية هذا القرار بشكل أحادي دون مشاركة الحلفاء الأوروبيين ولكن بالتنسيق معهم. وأكد بايدن من غرفة روزفلت بالبيت الأبيض أن «النصر» لن يتحقق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا و«لن ندعه يأخذ ما يريد». وقال: «نحن نفرض اليوم أكبر حزمة من العقوبات الاقتصادية في التاريخ وهي تتسبب في ضرر كبير للاقتصاد الروسي». وأوضح أنه قام بهذا القرار بالتنسيق مع الحلفاء في الاتحاد الأوروبي الذين ربما لا يستطيعون القيام بهذه الخطوة. وقال: «نأخذ هذه الخطوة بينما لا يستطيعها الآخرون، لأن الولايات المتحدة تنتج نفطاً محلياً أكثر بكثير من كل أوروبا وكل الدول الأوروبية مجتمعة، لذلك يمكننا اتخاذ هذه الخطوة عندما لا يستطيع الآخرون» القيام بها. وشدد، في الوقت نفسه، على الوحدة الأميركية - الأوروبية في «معاقبة» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفرض مزيد من الضغوط على الآلة العسكرية الروسية. كما أشار إلى دعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس لهذه الخطوة. وفي رسالة للأميركيين، أوضح أن هذه الخطوة ستتسبب في بعض الألم لهم «لكنها ثمن للدفاع عن الحرية والديمقراطية ودعم أوكرانيا». وأوضح أن شحنات الأسلحة الدفاعية تصل أوكرانيا «كل يوم» من الولايات المتحدة، متحدثاً عن تنسيق واشنطن مع الحلفاء والشركاء لتوصيل أسلحة مماثلة للأوكرانيين من دول مثل ألمانيا وفنلندا وهولندا، مشيراً إلى زيارات المسؤولين الأميركيين لدول حلف «الناتو» المتاخمة لروسيا لتأكيد الالتزام بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف (الدفاع عنها في حال تعرضها لاعتداء)، وكذلك لتأكيد مشاركة الولايات المتحدة في المسؤولية عن رعاية اللاجئين بحيث لا تقع التكلفة بالكامل على عاتق الدول الأوروبية المجاورة لأوكرانيا. وشدد بايدن على أن العقوبات تأتي بنتائج سلبية على موسكو، حيث يعاني الاقتصاد الروسي من انخفاض قيمة الروبل بنسبة أكثر من 50 في المائة، لافتاً إلى أن الروبل أصبح يساوي أقل من بنس أميركي واحد ولم يستطع البنك المركزي الروسي دعم العملة الوطنية والحفاظ على قيمتها. وقال: «نحن نخنق روسيا من الوصول إلى التكنولوجيا، وعزلنا أكبر البنوك في روسيا عن النظام المالي الدولي، ومنعنا قدرتها على القيام بأعمال تجارية مع بقية العالم، وقوتها الاقتصادية تضعف وجيشها يضعف». وأشار إلى أنه وقادة العالم دعوا مراراً وتكراراً الرئيس بوتين إلى وقف النار. وقال: «يبدو أن الدبلوماسية الحقيقية لبوتين هي الاستمرار في القتل بغض النظر عن التكلفة، وهو يستهدف المدن والمباني السكنية والمدارس، وهاجم الأسبوع الماضي أكبر محطة للطاقة النووية وتجاهل احتمال التسبب في انهيار نووي. لن ينتصر أبداً في أوكرانيا ولن ندعه يحقق ما يريد». وأضاف: «إذا لم نرد على اعتداء بوتين على السلام والاستقرار اليوم فسوف تكون تكلفة الحرب على الشعب الأميركي أكبر غداً، ولذا سنواصل دعم الشعب الأوكراني الشجاع وهو يدافع عن بلاده، وأدعو الكونغرس لتمرير حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 12 مليار دولار»، مشيراً إلى الاستمرار في دعم أوكرانيا وتعزيز المساعدات العسكرية والإنسانية سواء للأوكرانيين في داخل البلاد أو النازحين الذين فروا إلى الدول المجاورة. وجاء إعلان بايدن قبل زيارته إلى مدينة فورت وورث بولاية تكساس وهي الولاية المشهورة بتمركز شركات ومصافي النفط داخل الولايات المتحدة. ويأتي القرار الأحادي الأميركي في خصوص قطاع الطاقة الروسي بعد نقاشات مطولة عقدها مع زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا صباح الاثنين ولم تسفر عن موقف موحد من فرض حظر على الطاقة الروسية مع الحلفاء الأوروبيين. وأوضح المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده التي تعد أكبر مستهلك للطاقة الروسية في أوروبا ليس لديها أي خطط للانضمام إلى أي حظر تفرضه واشنطن. وقال وزير المالية المجري فارجا ميهالي إن حكومته لن تدعم أي عقوبات على الطاقة الروسية. ولا توجد أي مؤشرات على إجراءات مماثلة من الحلفاء الأوروبيين الذين يعتمدون بشكل كبير على الطاقة الروسية أكثر من الولايات المتحدة. واستقبلت الدوائر السياسية الأميركية إعلان بايدن بكثير من الترحيب، بعد أن دفع الغضب من الغزو الروسي لأوكرانيا المشرّعين من كل الأطياف السياسية إلى مطالبة الإدارة باتخاذ مواقف أكثر حزماً في مواجهة روسيا. وعبّر كثير من المشرعين عن مساندتهم لحظر النفط الروسي، علماً بأن بعضهم قدم مشروع قانون الأسبوع الماضي يحظر واردات الولايات المتحدة من النفط الروسي. وقال منتقدو بايدن في الحزب الجمهوري إن الأزمة الحالية تسلط الضوء على الحاجة لإعادة النظر في سياسات للبيت الأبيض مثل التراجع عن خط أنابيب «كي ستون» وزيادة التنقيب عن الوقود الأحفوري في ألاسكا وغيرها من الأماكن، وهو أمر يرفضه ناشطو نشطاء البيئة يقولون إن ما علمته الأزمة ليس الحاجة لمزيد من إنتاج النفط المحلي إنما المزيد من الاستثمار في السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة. وتستورد الولايات المتحدة ما يمثل 10 في المائة فقط من النفط الخام الروسي والمنتجات البترولية الروسية، التي تشمل المازوت، وهو وقود متدني النوعية يمكن تكريره وتحويله إلى منتجات ذات نوعية أعلى. وقبل أن يعلن بايدن هذا الحظر شهدت أسواق النفط تذبذباً وعدم استقرار في الأسعار التي ارتفعت بنسبة 30 في المائة على أصداء تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا. من جانبها، تعهدت شركات النفط الأميركية بالعمل مع إدارة بايدن والكونغرس لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية وقامت بعض المصافي الأميركي بفسخ عقود مع شركات روسية. وقد وضعت شركتا أكسون موبيل وشيفرون خططاً لزيادة إنتاج النفط في منطقة حوض بيرميان في غرب تكساس. وقالت شركة أكسون إنها تتوقع زيادة إنتاجها بمقدار 100 ألف برميل يومياً، فيما قالت شيفرون إنها ستزيد إنتاجها بواقع 60 ألف برميل يومياً. وأشار محللون إلى أن حظر واردات النفط الروسي ربما تكون أفضل وسيلة لإجبار موسكو على التراجع عن هجومها، لكن الحظر الكامل لكل النفط الروسي سيكون أكثر فاعلية إذا انضم الحلفاء الأوروبيون، وهو أمر مشكوك فيه، لأنه بينما يمكن للولايات المتحدة إيجاد بدائل لكميات النفط والطاقة التي تستوردها من روسيا، فإن أوروبا لن تستطيع إيجاد بدائل، على الأقل ليس في الوقت القريب. ويمثل حظر استيراد النفط والغاز الروسي أحدث محاولة لتشديد الضغط على الكرملين مع تصاعد العنف في أوكرانيا. ويعتمد الاقتصاد الروسي بشكل كبير على عائدات قطاع الطاقة، حيث تشكل الشحنات أكثر من 40 في المائة من الإيرادات السنوية لروسيا. وقد تأخرت هذه الخطوة الأميركية بسبب مخاوف من تأثيرات من شأنها تقليل المعروض من النفط في الأسواق العالمية. وكان لارتفاع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة، وارتفاع أسعار البنزين إلى ما يجاوز أربعة دولارات للغالون مصدر قلق للديمقراطيين، وهم يحاولون الدفاع عن أغلبيتهم الهشة في الكونغرس، ويستعدون لمعركة انتخابية في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

حرب طويلة الأمد

ويشير مسؤولون إلى أن إدارة بايدن تتوقع أن تكون الحرب الروسية ضد أوكرانيا طويلة الأمد. وتسعى واشنطن إلى توفير مساعدات مكثفة للأوكرانيين لتمكينهم من الصمود، حتى لو نجحت القوات الروسية في السيطرة على بعض المدن الكبرى. وتسعى الولايات المتحدة إلى إبقاء الصراع العسكري محصوراً داخل الأراضي الأوكرانية وتفادي توسع الصدام إلى دول مجاورة. وتلعب الاستخبارات الأميركية دوراً كبيراً في تقاسم المعلومات مع أوكرانيا بصورة تسمح للدفاعات الجوية الأوكرانية بإحباط ضربات روسية. وقد وصلت المساعدات العسكرية التي تسلمها بالفعل الجيش الأوكراني حوالي 350 مليون دولار شملت صواريخ أرض جو (ستينغر) وصواريخ جافلين. كما طلب الرئيس بايدن من الكونغرس رصد دفعة كبيرة من المساعدات الاقتصادية والعسكرية والإنسانية بقيمة 10 مليارات دولار. واستبعد الجنرال المتقاعد بن هودجز، القائد العام السابق لقوات الجيش الأميركي في أوروبا، نجاح القوات الروسية في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف بسبب الحجم الكبير للمدينة والمقاومة التي يشنها الجيش الأوكراني والمواطنون. وقال هودجز في تصريحات لشبكة «سي أن أن» إنه يتوقع المزيد من القتال والدمار في كييف ولكن ليس سقوطها. وقال إن استراتيجية روسيا حينما قامت بالغزو هي اقتحام المدن بسرعة والإطاحة بالرئيس فولودومير زيلينسكي وحكومته، واستبداله بحكومة موالية لروسيا، وهي الاستراتيجية التي فشلت حتى الآن.

رحلة نائبة الرئيس

ومن المقرر أن تلتقي نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بزعماء بولندا يوم الخميس وزعماء رومانيا يوم الجمعة في محاولة للحفاظ على وحدة التحالف الغربي مع الولايات المتحدة. وقد سبق لها المشاركة في مؤتمر الأمن في ألمانيا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. ووصف مسؤول بالبيت الأبيض هدف هذه الرحلة بأنها تستهدف بث الطمأنينة والمؤازرة للدول الأوروبية خاصة بولندا ورومانيا. وأكدت إدارة بايدن والمسؤولون الأميركيون على الالتزام بالمادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو التي تنص على أن الهجوم على أحد أعضاء الحلف الثلاثين يعد هجوماً على الجميع.

مادورو يؤكد زيارة وفد أميركي رفيع لكاراكاس

الشرق الاوسط... فيينا: شوقي الريس... «دار الاجتماع في أجواء من الاحترام والمودة والدبلوماسية، وكان جميلاً مشهد الرايتين، الأميركية والفنزويلية، الواحدة بجانب الأخرى». هذا ما صرح به أمس الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ليؤكد بذلك الأنباء عن استقباله وفداً أميركياً رفيع المستوى في قصر الرئاسة الفنزويلية نهاية الأسبوع الماضي، وسط تقارير عن أول تقارب ملموس بين واشنطن وكاراكاس منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 2019. وكانت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أكدت من جهتها أن المحادثات التي جرت بين الطرفين تناولت مجموعة من القضايا بينها أمن الطاقة والأميركيين المعتقلين في فنزويلا، لكنها امتنعت عن التعليق حول السياق الذي انعقد فيه هذا اللقاء خلال الغزو الروسي لأوكرانيا والارتفاع الكبير لسعر النفط مع التهديد بحظر الإنتاج الروسي. وأكد مادورو في حديث تلفزيوني، أمس، أن شركة النفط الفنزويلية جاهزة، بعد استعادة قدراتها الأساسية، لاستئناف الإنتاج ومضاعفته ليصل إلى مستوى ثلاثة ملايين برميل يومياً، وتوفير الاستقرار في سوق الطاقة. ويذكر أن انهيار قطاع النفط الفنزويلي بعد سنوات من الإدارة السيئة والحصار الذي فرضته العقوبات الأميركية على النظام، أوصل الإنتاج إلى أدنى مستوياته التاريخية بحيث لم يتجاوز 600 ألف برميل يومياً خلال الفترة الأخيرة. ويؤكد خبراء أن فنزويلا تحتاج لفترة طويلة، لا تقل عن عامين، لبلوغ المستوى الإنتاجي الذي من شأنه تعويض حصة النفط الروسي في السوق العالمية. ولا تخفي واشنطن رغبتها في العودة إلى استيراد النفط الفنزويلي لتعويض وارداتها من روسيا التي كانت استحوذت على حصة فنزويلا من سوق الولايات المتحدة بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن على مادورو. وكانت إدارة بايدن قد لمحت مراراً في الأشهر الماضية إلى استعدادها لتخفيف العقوبات على فنزويلا مقابل تحسين الشروط الديمقراطية والكف عن ملاحقة المعارضة، لكن النظام الفنزويلي لم يتجاوب مع مساعي واشنطن التي أعربت مؤخراً عن استعدادها لإعطاء إعفاءات من وزارة المال لشركات النفط الأميركية تمكنها من مواصلة نشاطها في فنزويلا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقارب المفاجئ بين واشنطن وكاراكاس يأتي بعد أيام قليلة من التصريحات التي كان مادورو قد أدلى بها في بداية الأزمة الأوكرانية، عندما أعلن دعمه الكامل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «للدفاع عن تلك المنطقة»، قبل أن ينحاز إلى النهج الذي اعتمدته الصين وكوبا والدعوة إلى الحوار والمفاوضات بين موسكو وكييف. وبعد إعرابه عن القلق من امتداد الحرب في أوروبا إلى مناطق أخرى من العالم، قال مادورو: «نحن في وضع بالغ الخطورة، ولذا قررت القيادة السياسية والعسكرية العليا دق ناقوس الإنذار ودعوة شعوب العالم وقادته للسعي إلى السلام، وتوفير الظروف الكفيلة بالتوصل إلى اتفاقات وطيدة ودائمة في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا». ويرى مراقبون في هذا التحول الذي طرأ على الموقف الفنزويلي «يد كوبا»، والصين من ورائها، بعد أن كانت موسكو تتجه في الفترة الأخيرة إلى جعل فنزويلا رأس حربة لتوغلها في القارة الأميركية على أبواب الولايات المتحدة. وكانت روسيا قد أرسلت مساعدات عسكرية إلى فنزويلا خلال احتدام الأزمة السياسية، وتفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام مادورو، وتهديدات الإدارة الأميركية بالتدخل العسكري. ويأتي هذا التحول أيضاً بعد الانتكاسة التي أصابت نظام مادورو إثر كشف الإدارة الأميركية أن ألكس صعب، رجل الثقة الأساسي الذي كان يعتمد عليه النظام للالتفاف على العقوبات الأميركية والذي يخضع للمحاكمة بتهمة غسل الأموال في الولايات المتحدة بعد اعتقاله في الرأس الأخضر وتسليمه إلى واشنطن، كان لسنوات يعمل لصالح الولايات المتحدة ويمدها بالمعلومات عن الرئيس الفنزويلي والدائرة الضيقة المحيطة به. وكان مادورو أقام الدنيا وأقعدها عند اعتقاله ثم تسليمه إلى واشنطن، وقرر الانسحاب من المفاوضات التي كان يجريها مع المعارضة في المكسيك احتجاجاً على اعتقاله. لكنه عاد وصرح أمس بقوله: «قررنا استئناف الحوار الوطني بكل قوة مع جميع الجهات السياسية. الاقتصادية والدينية والثقافية في البلاد على أوسع نطاق ممكن. وإذا كنا ندعو إلى الحوار بين أوكرانيا وروسيا، علينا أن نكون قدوة». ولا تستبعد أوساط دبلوماسية في فيينا أن تكون واشنطن تسعى إلى تقارب مشابه مع إيران ضمن صفقة أحياء الاتفاق النووي، أو على هامشها، وألا تكون بكين بعيدة عن هذه الأجواء التي يمكن، من خلال الضغط على موسكو، أن تساهم في إنجاح مساعيها للتوسط في الأزمة الأوكرانية.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.. قمة سعودية - مصرية لمواجهة التحدّيات... الأزهر يدعو إلى إرساء السلام العالمي وإيقاف الحروب..مقتل جنديين مصريين من القبعات الزرق بانفجار عبوة ناسفة في مالي..نيجيريا: مسلحون يقتلون العشرات من أفراد ميليشيا الدفاع الذاتي..مواكب أمام القصر الرئاسي بالخرطوم في اليوم العالمي للمرأة..باشاغا يتعهد بدء عمل حكومته من طرابلس «قريباً جداً»..السلطات التونسية ترفع الإقامة الجبرية عن قياديين في «النهضة».. احتجاجات في نواكشوط ضد استهداف موريتانيين بمالي..من الرباط.. تصريحات أميركية جديدة بشأن نزاع الصحراء الغربية.. «الوزاري العربي» ينطلق في القاهرة اليوم...

التالي

أخبار لبنان....مخاوف من استخدام إيران جبهة جنوب لبنان للرد على غارة إسرائيلية في سوريا.. الخزانة الأميركية تطلب لوائح بتبييض الأموال قبل الانتخابات!... اهتمام فرنسا بلبنان "اهتزّ ولم يسقط"..هل التقى السنيورة مسؤولاً سعودياً في باريس؟..السنيورة للحريري: رغماً عن قرارك!.. نواف سلام يعلن عدم ترشحه للانتخابات النيابية.. وزير النقل الفرنسي يصل غداً لتقديم 50 باصاً للبنان.. شائعة حول عمل «المركزي» تربك سعر صرف الليرة اللبنانية.. «مصرف لبنان» يتقصى غير الملتزمين بإعادة أموالهم من الخارج.. مراكز الاقتراع المحلية أمام مجلس الوزراء اليوم.. الحكومة اللبنانية تبدأ الأسبوع المقبل دفع المساعدات الاجتماعية..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا..«حرب أوكرانيا»... 4 أشهر و4 سيناريوهات.. بايدن: أوكرانيا قضية عالمية لا إقليمية..البنتاغون: 20 دولة سترسل مزيداً من الأسلحة لأوكرانيا.. مدير الاستخبارات الأوكرانية يؤكد أن بوتين تعرض لمحاولة اغتيال.. انشقاق دبلوماسي روسي رفيع لدى الأمم المتحدة..روسيا تدرس «الخطة الإيطالية» للسلام في أوكرانيا.. بكين دعت إلى عدم «إساءة تقدير» تصميمها في الدفاع عن سيادتها..وزير الدفاع الأميركي: سياسة واشنطن تجاه تايوان «لم تتغير»..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,660,244

عدد الزوار: 6,907,265

المتواجدون الآن: 103