أخبار وتقارير.. ملف الحرب الروسية على اوكرانيا.. رسائل في خطاب حالة الاتحاد.. بايدن: بوتين أصبح معزولا والعالم الحر سيحاسبه... بايدن: بوتين كان مخطئا ونحن كنا مستعدين... «حال الاتحاد» الأميركي ما بين مطرقة بوتين وسندان الحرب.. المفاوضات الروسية ـ الأوكرانية رهينة التطورات الميدانية... رمزيّة بحر آزوف المُطوّق بالحرب.. بريطانيا تمنع السفن الروسية من دخول موانئها ..هل فوجئت الصين بالحرب الأوكرانية؟..الصين في حيرة من أمرها خلال حرب أوكرانيا..كييف تحت النار... والغرب «يقصف» روسيا بالعقوبات..واشنطن تحقق في {جرائم حرب} بأوكرانيا..الرئيس الأوكراني طالب بمنح بلاده عضوية الاتحاد فوراً وعدم تركها {فريسة} لروسيا.. أوروبا تسخّر كل الإمكانات لردع موسكو... ومقتنعة بأن «الأزمة ستطول».. مخاوف من ارتفاع عدد اللاجئين إلى 4 ملايين.. الأزمة الأوكرانية... تختبر «نفوذ وصمود» عمالقة تكنولوجيا التواصل الاجتماعي..

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 آذار 2022 - 4:33 ص    عدد الزيارات 1928    القسم دولية

        


رسائل في خطاب حالة الاتحاد.. بايدن: بوتين أصبح معزولا والعالم الحر سيحاسبه...

الحرة – واشنطن... بدأ الرئيس الأميركي، جو بايدن، خطاب حالة الاتحاد بالقول: "مصممون على أن تسود الحرية دائما على الاستبداد"، وسط تصفيق حار من أعضاء الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب. وبدأ بايدن الخطاب بالحديث عن الغزو الرسي لأوكرانيا مؤكدا أن "بوتين أخطأ حساباته وظن أنه العالم سيصمت على دخوله أوكرانيا". وقال: "حرب بوتين كانت متعمدة وغير مبررة. لقد رفض الجهود الدبلوماسية. لقد اعتقد أن حلف شمال الأطلسي لن يرد. لقد اعتقد أنه قادر على زرع الشقاق بيننا هنا في عقر دارنا. بوتين كان مخطئا. نحن كنا مستعدين". وأكد بايدن أن الولايات المتحدة الأميركية "تقف إلى جانب أوكرانيا"، وأن "حرب بوتين على أوكرانيا كانت غير مبررة". وقال لقد "تعلمنا درسا عبر التاريخ بأن الديكتاتوريات تتسبب في مزيد من الفوضى إذا لم تدفع ثمن عدوانها". وشدد بايدن على أن بوتين "أصبح معزولا والعالم الحر سيحاسبه على تصرفاته". وأعلن الرئيس في خطابه أن الولايات المتحدة ستغلق الأجواء الأميركية في وجه كل رحلات الطيران الروسي. وأضاف أن الاقتصاد الروسي "يتداعى وكل اللوم على بوتين"، مؤكدا "سنحمي المستهلكين والشركات الأميركية من تداعيات العقوبات المفروضة ضد روسيا". وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة لن تنخرط في الحرب، قائلا: "ننشر قواتنا لحماية حلفائنا في الناتو ولا نعتزم القتال في أوكرانيا". وأكد بايدن أن "مغامرة بوتين في أوكرانيا ستؤدي إلى إضعاف روسيا وتقوية العالم".

قضايا داخلية

وتطرق بايدن في خطاب حالة الاتحاد إلى الوضع الداخلي الأميركي، مؤكدا قامت "بمجهود ضخم لتطعيم كامل البلاد، وقدمنا مساعدات للعائلات". وقدم بايدن شكره لأعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري الذين عملوا معا لتمرير قانون البنية التحتية، مشددا على أن إدارته خلقت "عددا قياسيا الوظائف في العام المنقضي". وأعلن أن الحكومة الأميركية ستبدأ بـ "إصلاح الطرقات والجسور وتحسين نوعية مياه الشرب وتقوية شبكات الانترنت". وقال بايدن "نحن مطالبون بالنجاح في منافستنا مع الصين ودول أخرى". وأكد بايدن أنه يعمل "من أجل السيطرة على الأسعار والتحكم في التضخم"، و"خطتي لمواجهة التضخم تقوم على خفض التكاليف بدل خفض المعاشات". وقال بايدن إنه "ينبغي جعل أسعار الأدوية في متناول الجميع"، و"يجب أن يدفع الأثرياء حصتهم العادلة من الضرائب". وتطرق بايدن إلى دور الولايات المتحدة في مساعدة العالم لمواجهة جائحة كورونا، قائلا "أرسلنا ملايين اللقاحات إلى الكثير من دول العالم وسنستمر في ذلك". وأكد أن " علينا أن نستعد للمتحورات الجديدة من فيروس كورونا". وأكد بايدن على يؤكد أهمية التحقق من خلفيات مشتري الأسلحة متسائلا: "لماذا يتمكن شخص مصنف على لائحة الإرهاب من الحصول على سلاح؟". وتطرق بايدن إلى تشريعات إصلاحية منها قوانين حرية التصويت والاقتراع التي دعا المشرعين إلى التصويت عليها، كما طالب بتعديل قوانين الهجرة والإجراءات على الحدود. وأكد على أن إدارته ستعزز قانون حماية المرأة من العنف و"نحمي الأطفال من الضغوطات والتنمر". وهذا أول خطاب لبايدن عن "حالة الاتحاد"، وهو خطاب سياسي تقليدي سنوي للرؤساء أمام الكونغرس. وكان يفترض أن يلقيه بايدن في يناير أو فبراير إلا أنه تأجل بسبب انتشار متحور "أوميكرون". ولم يضع الرئيس كمامة أثناء إلقاء الخطاب، كما أنه سمح لمن يرغب من الضيوف المطعمين بعدم ارتداء كمامات بعد إزالة هذا الشرط في مجلس النواب، وفقا للمبادئ التوجيهية الجديدة التي أصدرتها "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها". وفرضت الحرب في أوكرانيا نفسها على الخطاب الذي كان من المفترض أن يركز بشكل أساسي على أجندة الرئيس الداخلية والترويج لمشروعاته الاجتماعية. ومع إقراره بمشكلة التضخم فإن بايدن أشاد بإنجازات الإدارة في تعزيز قوة الاقتصاد الأميركي.

بايدن: بوتين كان مخطئا ونحن كنا مستعدين...

الحرة – واشنطن... بايدن أمر بنشر قوات أميركية إضافية في ألمانيا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا...

بايدن يلي خطاب حالة الاتحاد الثلاثاء في ظل توترات دولية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا...

اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، أن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، "أساء تقدير رد الفعل القوي والموحد للغرب على غزو قواته لأوكرانيا". وجاء في مقتطفات من خطاب بايدن حول "حالة الاتحاد" الذي يلقيه في التاسعة ليلا بتوقيت واشنطن أن "حرب بوتين كانت متعمدة وغير مبررة. لقد رفض الجهود الدبلوماسية. لقد اعتقد أن حلف شمال الأطلسي لن يرد". وأضاف أن بوتين "اعتقد أنه قادر على زرع الشقاق بيننا هنا في عقر دارنا"، مؤكد أن بوتين "كان مخطئا، ونحن كنا مستعدين". ويلقي بايدن خطاب "حالة الاتحاد" في ظل توتر على الساحة الدولية إلى جانب تداعيات وباء كورونا، حيث يتوقع أن تهيمن عليه ملفات الاقتصاد وجائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا. وسيكون هذا أول خطاب لبايدن عن "حالة الاتحاد"، وهو خطاب سياسي تقليدي سنوي للرؤساء أمام الكونغرس. وكان يفترض أن يلقيه بايدن في يناير أو فبراير إلا أنه تأجل بسبب انتشار متحور "أوميكرون". وسيلقي الرئيس الخطاب من دون ارتداء كمامة، كما أنه سيسمح لمن يرغب من الضيوف المطعمين بعدم ارتداء كمامات بعد إزالة هذا الشرط في مجلس النواب، وفقا للمبادئ التوجيهية الجديدة التي أصدرتها "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها".

بوتين يأخذ الأمور بجدية كاملة.... إنها ليست حرب أوكرانيا!...

الراي... | بقلم - إيليا ج. مغناير |... أعلنت روسيا أن الأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وكذلك قوتها الجوية الإستراتيجية - النووية، بدأت بالمناوبة تنفيذاً لأوامر الرئيس فلاديمير بوتين ووضعت نفسها في حال التأهب التامة. ومَن يعلم ويتابع روسيا، يدرك أن بوتين يأخذ الأمور بجدية كاملة، وتالياً فإن الحرب في أوكرانيا لا تتعلق بإخضاع دولة صغيرة نسبياً بالنسبة لروسيا... بل هي معركة امتداداتها عالمية تتعلق بـ «رفض الأحادية»، هذا إذا لم يذهب الجميع إلى حرب شاملة. أعلنت أوروبا الحرب على روسيا، من دون التلفظ بهذه الكلمات تحديداً، بل رصدت نحو نصف المليار يورو لإيصال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، ما اعتبره الكرملين بمثابة «إعلان حرب»، متداركاً أن أميركا هي التي تقف خلف القارة الأوروبية التي بدأت تدفع ثمن عقوباتها على موسكو بارتفاع سعر الغاز 36 في المئة (1454 دولاراً)، رغم تأكيد موسكو أنها ستلتزم بالعقود الموقّعة ولن تحوّل مبيعاتها للطاقة إلى سلاح ولن تحجبها عن أوروبا (40 في المئة من احتياطات الغاز في أوروبا يأتي من روسيا) أو عن أميركا (تُعتبر روسيا المصدر الأول للنفط ومشتقاته للولايات المتحدة). لكن أوروبا لم تتلق إنذارات بوتين المتلاحقة حين قررت إرسال مقاتلات إلى أوكرانيا، وردت القيادة الروسية بأن قواتها الجوية تسيطر سيطرة تامة على أجواء جارتها. وهذا يعني أن أي طائرة ستهبط أو تحضر إلى أوكرانيا، قد تسقطها موسكو... فالرئيس الروسي لا ينوي التراجع أبداً عن أهدافه التي تنص على حياد أوكرانيا وعدم نشر الصواريخ النووية والإستراتيجية فيها. ويبدو أن العالم لم يدرك بعد ان أهداف المعركة أبعد بكثير من حدود هذه الدولة. بل ستذهب إلى جورجيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق لأن بوتين بدأ معركة لا ينوي القيام بمثلها بعد سنوات. بل سيكمل لتحقيق أهدافه حتى ولو دُفعت الأمور إلى حرب أكبر بكثير من الحالية. لقد قَبِلَتْ الحكومة الأوكرانية التفاوض مع روسيا في بيلاروسيا. إلا أن الجولة الأولى لم تكن مشجّعة لأن الوفد الأوكراني طالب «بإنهاء العملية العسكرية، وسحب القوات الروسية من كل أوكرانيا، بما فيها الدونباس وجزيرة القرم، ووقف كل العمليات العدائية»، وهو الأمر الذي اعتبرته موسكو مضيعة للوقت، من دون أن تنسحب من المفاوضات أو توقف عملياتها العسكرية. وقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية قافلة طولها 64 كيلومتراً من الدبابات الروسية، على مشارف العاصمة كييف، التي قال محافظها انها «أصبحت مطوّقة». إذاً يبدو أن المعركة من المتوقع ان تنتهي خلال أيام وليس أسابيع ليُحسم أمر النتائج العسكرية، إلا أن التداعيات الأخرى المترتّبة على هذه الحرب بدأت. فقد أخذ العالم يشعر بوطأة العقوبات على روسيا التي رفعت سعر النفط إلى 105 دولارات للبرميل الواحد. وواصل سعر الغاز الارتفاع بسرعة فائقة، وهذا يحدث خصوصاً بعد انخفاض القدرة الشرائية والمصاعب الاقتصادية التي نتجت عن سنتين من جائحة «كوفيد - 19». بالإضافة إلى ذلك، أغلقت الأجواء الروسية أمام 36 دولة، وفق مبدأ المعاملة بالمثل. وكذلك أعلنت أوروبا عقوبات على المصرف المركزي الروسي لمنع التعامل المالي، من دون إغلاق آلية الدفع المتعلّقة بفواتير الغاز والنفط الروسي الذي يتدفق إلى دول أوروبا وأميركا التي لن تتوقف عن دفع فواتيرها. وستعمل روسيا على إغلاق شركات أوروبية موجودة على أراضيها إذا أغلقت أوروبا وبريطانيا، شركاتها. وكذلك بدأت الأمور تتكشف عن خطط بوتين البديلة. فبعدما أعلن الرئيس جو بايدن ان الخط الروسي - الألماني «نورد ستريم -2» سيتوقف (وهو لم يدخل الخدمة يوماً) أعلن عن بدء إنشاء خط غاز روسي - صيني يمر عبر منغوليا ليكون بديلاً عن الخط الألماني الذي تحتاجه أوروبا أكثر من غيرها. لم يبدأ بوتين الحرب ليخسرها! وبذلك يكون يجابه بايدن و«الأحادية» الأميركية... والأيام المقبلة كفيلة، بانجلاء غبار المعركة العالمية...

«حال الاتحاد» الأميركي ما بين مطرقة بوتين وسندان الحرب

بايدن يتحدث أمام الكونغرس وسط تحذيرات من «نووي روسيا»

الشرق الاوسط... واشنطن: رنا أبتر.... يقف الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس في أول خطاب عن حال الاتحاد له منذ وصوله إلى الرئاسة، وهو خطاب قد يكون الأهم في حياته السياسية، والأصعب لرئيس أميركي بمواجهة حرب طاحنة بين قوة نووية، وحليف أميركي وأوروبي. هذه المرة وعلى خلاف العادة لن يكون المشرعون جمهور بايدن الصعب، فهم على توافق نادر بشأن الدعم الأميركي لأوكرانيا، ومعاقبة روسيا على غزوها بكل الطرق المتاحة. لكن التحدي الأكبر أمام الرئيس الأميركي سيكون الشعب الأميركي الذي سيعاني قريباً من تداعيات الأزمة في الداخل عبر ارتفاع أسعار النفط، وانعكاساته على التضخم. ولعل الأرقام في هذا الصدد تلعب لصالح بايدن حالياً، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأميركيين يدعمون العقوبات الاقتصادية على روسيا، لوقف غزوها لأوكرانيا، فأشار استطلاع أجرته شبكة (سي إن إن) أن 83 في المائة من الأميركيين يدعمون العقوبات الاقتصادية مقابل 17 في المائة فقط من المعارضين لها. وعارض أغلبية المستطلعين أي تدخل عسكري أميركي في الصراع، فيما دعم 42 في المائة منهم التدخل العسكري في حال فشل العقوبات. لكن البيت الأبيض كان واضحاً في موقفه الرافض لأي تدخل عسكري أميركي مباشر في الأزمة، منها لرفضه لدعوات إنشاء منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا ما سوف يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين القوات الأميركية والروسية في أوكرانيا. وهذا ما حذر منه مشرعون من الحزبين، منهم السيناتور الجمهوري ماركو روبيو الذي قال: «لا أعتقد أن بعض الأشخاص يعلمون معنى ذلك... هذا يعني الانفتاح على إسقاط طائرة روسية. هذا يعني حرباً عالمية ثالثة، ضد الناتو والولايات المتحدة». ولم يخف روبيو قلقه العميق من تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ملوحاً أكثر من مرة باحتمال لجوئه إلى السلاح النووي للتخفيف من الإحراج الذي واجهه في أوكرانيا. فكتب بالخط العريض في تغريدة: «خطر»، مضيفاً أن «شرعية بوتين مبنية على صورته كزعيم قوي أعاد روسيا إلى صفوف القوى العظمى بعد كوارث التسعينات. اليوم الاقتصاد منهار والجيش يهان وأدواته الوحيدة لإعادة التوازن مع الغرب هي الهجمات السيبرانية والسلاح النووي». وتوالت التحذيرات على لسان المشرعين الذين حصلوا على إحاطات سرية من قبل مسؤولين في الإدارة الأميركية كوزيري الدفاع لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن، فخرج السيناتور الديمقراطي كريس مرفي من الاجتماعات المغلقة وبجعبته سلسلة من التحذيرات: «روسيا سوف تسعى إلى محاصرة كييف في الأسابيع المقبلة. القتال في كييف سيكون طويلاً ودموياً والأوكرانيون يستعدون بسرعة لقتال الشوارع». وأضاف مرفي بأن الولايات المتحدة وحلفاءها ينسقون لمصادرة أصول بوتين وحلفائه، لتكون هذه الخطوة التالية بعد تجميد هذه الأصول. تزامنت هذه التصريحات مع زيارة للسفيرة الأوكرانية في واشنطن (أوسكانا ماراكوفا) للكونغرس، حيث عقدت اجتماعات مغلقة مع المشرعين لحثهم على تقديم مساعدات عسكرية فتاكة إضافية لأوكرانيا. وبحسب أعضاء الكونغرس الذين حضروا الاجتماع، حذرت ماراكوفا من نقص حاد في صواريخ ستينغر المضادة للطائرات، مشيرة إلى أن بلادها طلبت من إسرائيل تزويدها بالصواريخ، لكنها رفضت. حينها تعهد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بالحديث مع الجانب الإسرائيلي لدفعه على الموافقة، بحسب غراهام. كما اتهمت ماراكوفا روسيا باستعمال قنبلة فراغية في أوكرانيا فقالت للصحافيين في الكونغرس: «لقد استعملوا قنبلة فراغية اليوم (الاثنين). إن حجم الدمار الذي تسعى روسيا لنشره في أوكرانيا ضخم».

- أزمة أوكرانيا تخيم على أجواء خطاب الرئيس الأميركي

> دعا زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي النائبة الجمهورية عن ولاية إنديانا فيكتوريا سبارتز لمرافقة الرئيس جو بايدن وهو يدخل مجلس النواب لإلقاء خطابه. سبارتز هي أميركية - أوكرانية. > سيدعو الرئيس الأميركي الكونغرس إلى الموافقة على مبلغ 6.4 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا. ويسعى المشرعون إلى حشد الدعم لإقرار حزمة ضخمة من المساعدات الإنسانية والعسكرية، على أن يدرجوها في موازنة 2022 التي يفترض أن يتم إقرارها بحلول الـ 11 من الشهر المقبل. > يعمل المشرعون على مشروع قانون يفرض عقوبات على بيلاروسيا بسبب الدعم الذي وفرته لروسيا في غزو أوكرانيا.

المفاوضات الروسية ـ الأوكرانية رهينة التطورات الميدانية...

تشديد الضغط على كييف... والجيش الروسي يوسع مناطق سيطرته...

الشرق الاوسط... روستوف: رائد جبر... شهدت المدن الأوكرانية، أمس، تصعيداً واسعاً للهجوم الروسي، وبدا أن موسكو تستعد لحسم سريع في مناطق عدة، مع الإعلان عن اقتراب رتل ضخم من الدبابات والمدرعات نحو العاصمة كييف. وانعكست أجواء المعركة على احتمالات انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات الروسية - الأوكرانية اليوم (الأربعاء)، إذ أعلنت القيادة الأوكرانية أنها «لن تفاوض تحت الابتزاز العسكري». وتعرضت كييف أمس لهجوم صاروخي قوي استهدف عدة منشآت بينها مبنى وبرج التلفزيون الحكومي ومنشآت رسمية أوكرانية، حيث أفيد بمقتل خمسة أشخاص. وسبقت الضربات الصاروخية تحذيرات أطلقتها وزارة الدفاع الروسية إلى السكان في المناطق المحيطة بالعاصمة، إذ أعلنت الوزارة عزمها توجيه ضربات بأسلحة فائقة الدقة للمنشآت التكنولوجية التابعة للأمن الأوكراني. وجاء في بيان نشرته الوزارة أنه منذ بدء العملية العسكرية الخاصة ازداد الهجمات الإعلامية على مؤسسات الدولة الروسية عدة أضعاف، ومن بينها تهديدات بالقتل ترسل عبر الهاتف إلى مواطنين روس وبلاغات هاتفية عن تفخيخ مدارس ورياض أطفال ومحطات قطار وغيرها من منشآت المرافق العامة. وزاد بيان وزارة الدفاع الروسية أن الهجمات الإعلامية تنفذ من قبل المركز الـ72 الرئيسي الخاص بالعمليات الإعلامية النفسية التابع للقوات المسلحة الأوكرانية بالتعاون مع فرق العمليات السيبرانية في هيئة الأمن الأوكرانية باستخدام البرمجيات والمعدات الحاسوبية ومنشآت الاتصالات في العاصمة الأوكرانية كييف. وأشارت الوزارة إلى أن المنشآت التقنية التابعة لهيئة الأمن الأوكرانية و«المركز الـ72» للجيش في كييف سيتم استهدافها باستخدام أسلحة فائقة الدقة «بهدف منع تنفيذ هجمات إعلامية ضد روسيا». واختتم البيان بتوجيه دعوة «إلى المواطنين الأوكرانيين الذين يوظفهم القوميون الأوكرانيون لتنفيذ استفزازات ضد روسيا ومواطني كييف الساكنين بالقرب من مراكز البث، لمغادرة منازلهم». وتزامن التصعيد في كييف مع تكثيف الهجمات على محيط خاركيف (هاركوف) في الشرق، لكن التطور الأساسي وقع في محيط ماريوبول في جنوب أوكرانيا، حيث أحكمت القوات الروسية تطويق المدينة ونجحت في السيطرة على كل الضفة الشمالية لبحر آزوف. وقال خبراء عسكريون إن سقوط المدينة الاستراتيجية التي يقطن فيها حوالي نصف مليون نسمة «بات محسوماً»، مرجحين أن ذلك سيتحقق «خلال بضع ساعات». وكانت القوات الروسية أعلنت سابقاً أنها تجري مفاوضات لتسليم المدينة من دون مقاومة تحسباً لوقوع ضحايا بين المدنيين. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الروسية قصفت الساحة المركزية لمدينة خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا والواقعة قرب الحدود الروسية والتي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة، كما تضررت المحافظة الإقليمية، على ما أعلن الحاكم أوليغ سينيغوبوف في مقطع فيديو على تطبيق تلغرام يظهر الانفجار. وقتل 10 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين وفقا لخدمة الطوارئ الأوكرانية. وأسفرت غارة أخرى على مبنى سكني عن سقوط ثمانية قتلى وستة جرحى، بحسب المصدر نفسه. وأقام الجيش الروسي حواجز على مداخل مدينة خيرسون الساحلية (290 ألف نسمة) إلى الغرب، بحسب رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها سكان محليون على مواقع التواصل الاجتماعي جنودا روسيين في البلدة. وأظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية الثلاثاء رتلاً عسكرياً روسياً يمتد على عشرات الكيلومترات يتقدم ببطء باتجاه كييف، فيما أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بأن موسكو تجمع قواتها استعدادا للهجوم على العاصمة الأوكرانية ومدن أخرى. في الوقت ذاته، حمل تهديد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أليكسي دانيلوف بشن ضربات صاروخية «استباقية» ضد مينسك، تطوراً لافتا على خلفية الاتهامات المتواصلة من قبل كييف ضد بيلاروسيا بأنها تشارك في العملية العسكرية. وقال المسؤول الأمني إن «إطلاق صواريخ يجري بنشاط من بيلاروسيا باتجاه أوكرانيا». وزاد أن «أوكرانيا قد تشن ضربة استباقية ضد بيلاروسيا». وقالت إدارة المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية أمس إن روسيا تعد لاستفزاز من أجل تبرير دخول قوات بيلاروسيا الصراع، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز». وأضافت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن لديها بيانات تظهر وجود نحو 300 دبابة من بيلاروسيا (روسيا البيضاء) قرب الحدود مع أوكرانيا. وكان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو نفى بشكل قاطع مشاركة قوات بلاده في العمليات العسكرية الجارية، وقال في اجتماع مجلس الأمن القومي، أمس، إن مينسك «لم ولن تشارك بأي نشاط عسكري»، معلناً في الوقت ذاته أنه تم وضع وسائط الدفاع الجوي الوطنية في حالة تأهب قصوى لمنع طعن روسيا في ظهرها». ويعد هذا التطور لافتاً، كونه يهدد بتوسيع رقعة المعركة. وبات معلوماً أن لوكاشينكو طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين تزويد مينسك بصواريخ «إس - 400» للدفاع الجوي. ووفقا لوكالة «بيلتا» البيلاروسية فقد سبق وتم نشر منظومة من هذه الصواريخ في مقاطعة غوميل جنوب شرقي بيلاروسيا، فيما من المقرر نشر وحدة ثانية من أنظمة الصواريخ في العاصمة مينسك. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مفارز أمامية لقوات دونيتسك وصلت إلى الحدود الإدارية لمقاطعة دونيتسك، حيث التقت القوات الروسية التي سيطرت على مناطق على طول شاطئ البحر. ويعد هذا أوسع تقدم تحقق القوات منذ بدء المواجهات. في الوقت ذاته تقدمت قوات «لوغانسك الشعبية» إلى عمق أراضي المقاطعة لمسافة تبلغ 61 كيلومترا منذ بداية العملية. وأشار بيان وزارة الدفاع إلى أن القوات المسلحة الروسية دمرت ما مجموعه 1325 هدفا من منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، تشمل 395 دبابة ومركبة قتالية مصفحة أخرى، و59 راجمة صواريخ، و179 قطعة من المدفعية الميدانية وقذائف الهاون التابعة للجيش الأوكراني. وأضاف أن الجيش الروسي أصاب خلال أمس الثلاثاء مطارين وثلاثة مواقع رادار للدفاع الجوي الأوكراني بأسلحة عالية الدقة.

- الجلسة الثانية من المفاوضات

سياسيا، بدا أن جولة المفاوضات الثانية التي كانت مقررة اليوم بين الطرفين الروسي والأوكراني، قد تتعثر بعد بروز مواقف من القيادة الأوكرانية، قللت من احتمال تحقيق نتائج فيها. وقال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بأن المفاوضات «لم تثمر عن النتائج المرجوة» بالنسبة إلى كييف. وأشار إلى أن «روسيا أفصحت عن مواقفها، ونحن تحدثنا عن بعض النقاط من جانبنا من أجل إنهاء الحرب. وقد تلقينا بعض الإشارات». فيما لفت وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إلى أن بلاده مستعدة لجولة مفاوضات جديدة مع روسيا، لكنه شدد على أن كييف «لن تتفاوض مع موسكو في ظل الإنذارات». في إشارة إلى المطالب التي قدمتها روسيا خلال الجولة الأولى. وزاد كوليبا: «نحن الآن نحلل ما حدث في الجولة الأولى والمواقف المطروحة، والرئيس (الأوكراني فلاديمير زيلينسكي) تم إخباره بشكل تام عن محتوى الحديث حتى أبسط تفاصيله»، معلناً أنه «سوف نبلور موقفنا لنستعد إلى لقاء جديد عند الضرورة»، من دون أن يؤكد تلبية كييف الدعوة لعقد الجولة اليوم. وأعلن كوليبا أن أوكرانيا تطلب من حلف «الناتو» أن يدعمها في مواجهتها مع روسيا، لكنها لا تدعو الحلف إلى القتال على أراضيها «بدلا عنها». وكان الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ قال سابقاً إن الحلف «لن يكون طرفاً في النزاع، ولن يرسل قوات إلى أوكرانيا ولا طائرات إلى مجالها الجوي»، مع أنه أكد تقديم الدول الأعضاء في «الناتو» أنواعاً مختلفة من الدعم العسكري، إضافة إلى تقديم مساعدات مالية وإنسانية لكييف. وفي إطار مرتبط، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن من غير المرجح أن يجتمع الوفدان الأوكراني والروسي في المحادثات المقررة اليوم الأربعاء، مضيفاً أن مطالب موسكو لإنهاء الهجوم «غير واقعية». وقال كالين لقناة (سي إن إن ترك): «من المرجح ألا يجتمعوا (اليوم الأربعاء)... ربما يتأجل لمدة يومين، نحن على اتصال بفرق التفاوض». في الأثناء، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه من السابق لأوانه الحديث عن لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني. على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه «من غير المقبول وجود الأسلحة النووية الأميركية على أراضي عدد من الدول الأوروبية، وحان الوقت لإعادتها إلى الولايات المتحدة»، لافتا إلى أن روسيا تتوقع عقد مؤتمر لبلدان معاهدة حظر الانتشار النووي. وزاد أن دول الاتحاد الأوروبي تحاول الابتعاد عن حوار حقيقي وجها لوجه وتختار طريق العقوبات. ورأى الوزير الروسي أن «مأساة أوكرانيا هي نتيجة تواطؤ الرعاة الغربيين للنظام الإجرامي الذي تشكل هناك»، مشيراً إلى أن تحقيق الضمانات الأمنية الملزمة قانونياً من جانب دول «الناتو» له أهمية أساسية بالنسبة إلى روسيا.

رمزيّة بحر آزوف المُطوّق بالحرب

تاغانروغ (روسيا): «الشرق الأوسط».... في ظل الضباب والأمطار، توقّف ميناء تاغانروغ في جنوب غربي روسيا عن العمل، وهو الذي يضجّ بالحركة عادةً، وأصبح بحر آزوف، الذي عادة ما يكون هادئاً، هدفاً رمزياً في الحرب الروسية في أوكرانيا. تتحرك رافعة واحدة في حركة بطيئة فوق كومة من الفحم يفترض أنها من منطقة دونباس المجاورة. والميناء مُغلق بأمر من السلطات مثلما معظم المطارات في جنوب غربي روسيا مُغلقة أيضاً قرب الحدود مع أوكرانيا. ومع ذلك، تحلق المروحيات والطائرات العسكرية في سماء المنطقة، على ارتفاع منخفض جداً فوق المدن والطرق الواصلة إلى الحدود، حسب ما جاء في تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية. وذكرت الوكالة أن انفجارات تُسمع من الحدود في مدينة ماريوبول، وهي الميناء الرئيسي في جنوب شرقي أوكرانيا مع نحو نصف مليون من السكان المحاصرين من القوات الروسية. وهزّت عدة انفجارات قوية المدينة منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، لأنّ هناك قضية حاسمة على المحك على هذا الشاطئ. وتقع ماريوبول على طريق القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم غرباً، التي ضمّتها موسكو إليها في العام 2014، والقوات الموجودة في إقليم دونيتسك الانفصالي الموالي لروسيا، شرقاً. وإذا نجحت روسيا في الاستيلاء على ماريوبول والأراضي المحيطة بها فستسيطر على بحر آزوف المفتوح على البحر الأسود، الذي سيصبح بحراً داخلياً، حسب ما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية. ويقول نائب مدير «المرصد الفرنسي - الروسي» المتخصص بشؤون البحرية الروسية إيغور ديلانو: «في الواقع، تُسيطر روسيا أصلاً على هذا البحر نظراً لأنها تسيطر على المدخل الوحيد إليه، مضيق كيرتش». ويعتبر أن نظرية «الاستمرارية الإقليمية» التي سيسعى الروس إلى خلقها بين شبه جزيرة القرم والأراضي الانفصالية في شرق أوكرانيا، والتي اعترف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلالها مؤخراً، قائمة منذ العام 2014 حين ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم. وسارعت روسيا بعد ذلك إلى بناء جسر يمتدّ عبر مضيق كيرتش في مايو (أيار) 2018 ليربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية، ما طوّق بحر آزوف. وتصاعد التوتر. ففي نهاية العام 2018 أطلقت البحرية الروسية النار على 3 سفن عسكرية أوكرانية، كانت تحاول الوصول إلى ماريوبول عن طريق مضيق كيرتش، واستحوذت عليها. ويطالب حلف شمال الأطلسي دون جدوى بأن تضمن روسيا «حرية الوصول» إلى الموانئ الأوكرانية على بحر آزوف. إلّا أن طلبات حلف شمال الأطلسي في هذا البحر الذي تعتبره روسيا لها، بالإضافة إلى وجود سفن الحلف في البحر الأسود، تُثير غضب موسكو إلى أقصى حدّ. ولكن إذا كانت روسيا تسيطر بالفعل على هذا البحر بحكم الأمر الواقع، فلماذا تريد السيطرة على الشريط الأوكراني من الأرض المحاذية لها؟ يؤكّد مدير الأبحاث في «معهد حوار الحضارات» أليكسي مالاشينكو: «كلّها رموز. كل ما يحصل حالياً له معنى رمزي. هناك القليل من العقلانية. الهدف هو إظهار أن روسيا قوة كبيرة. أوكرانيا هي آخر مكان يمكن برهنة هذا الأمر فيه». وإذا تمكّنت روسيا من السيطرة على بحر آزوف، «فلن تكون مسؤولة أمام أي شخص، وستستطيع وضع أي شيء هناك، مثل الغواصات النووية». ويُعاني الاقتصاد المحلي والعالمي بشكل مباشر من الوضع في بحر آزوف. فحتى عام 2017، آخر عام سُجّلت فيه بيانات، أي بعد 3 سنوات من الضم الروسي لشبه جزيرة القرم، أشار ميناء تاغانروغ إلى أن أكثر من ربع صادراته ذهبت إلى أوكرانيا، في حين أن أكثر من نصف وارداته جاءت من أوكرانيا. وبحسب رسالة نشرتها السلطات البحرية الروسية، الاثنين، ينتظر أكثر من 40 سفينة دخول بحر آزوف. وعلق نحو 170 سفينة في مجموع الموانئ الروسية في بحر آزوف، بعضها يحمل شحنات حبوب، الأمر الذي يؤثّر على أسعار القمح العالمية، كون أوكرانيا وجنوب غربي روسيا مُنتجين رئيسيين للقمح. واكتفت السلطات البحرية الروسية بالقول إن «حركة الملاحة عُلّقت مؤقتاً حتى إشعار آخر»، مشيرةً إلى «تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب في مياه بحر آزوف».

بريطانيا تمنع السفن الروسية من دخول موانئها ضمن عقوبات جديدة

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعلنت الحكومة البريطانية الثلاثاء أنها فرضت عقوبات جديدة على روسيا، بما في ذلك حظر السفن التي لها صلات روسية من دخول الموانئ البريطانية. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في بيان، إن «الحظر المفروض على السفن الروسية من دخول موانئ المملكة المتحدة والعقوبات الاقتصادية الجديدة ضد المؤسسات المالية الروسية الرئيسية بما فيها بنكها المركزي بالتنسيق الوثيق مع حلفائنا سوف تنتقص من الاقتصاد الروسي وتساعد في التأكد من أن بوتين يخسر». وجاء في البيان أن التدابير الاقتصادية الإضافية، «بما في ذلك ضد البنك المركزي الروسي وصندوق الثروة السيادية للدولة، تعني أيضاً أن غالبية النظام المالي الروسي» مشمولة الآن بعقوبات المملكة المتحدة. وكان وزير النقل البريطاني جرانت شابس كتب على حسابه في «تويتر» في وقت سابق الثلاثاء:« أصبحنا للتو أول أمة تقر قانوناً يشمل حظراً شاملاً على كل السفن التي لها أي علاقة بروسيا من التوجه إلى الموانئ البريطانية»، مطالباً الدول الأخرى بأن تتبع هذا المثال. كوانت بريطانيا أعدت بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات واسعة النطاق استهدفت القطاع المالي الروسي بالدرجة الأولى، كما تم حظر عبور الطائرات الروسية في المجال الجوي لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد العملية العسكرية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.

«آبل» تعلن «تعليق» بيع منتجاتها في روسيا

تأتي خطوة أبل بعدما تحركت أهم مواقع الإنترنت للحد من الوصول الى المنافذ الإخبارية الروسية المرتبطة بالدولة (رويترز)

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعلنت شركة آبل الأميركية العملاقة للتكنولوجيا، اليوم (الثلاثاء)، تعليق بيع كل منتجاتها في روسيا، في أحدث تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا. وجاء في بيان للشركة نشرته وسائل إعلام أميركية: «لقد قرّرنا تعليق مبيعات كل منتجاتنا في روسيا». وأضافت الشركة: «الأسبوع الماضي، أوقفنا التصدير إلى قناة مبيعاتنا في البلاد». وياتي ذلك بعدما تحركت أهم مواقع الإنترنت من «يوتيوب» و«فيسبوك» إلى شركتي «تيك توك» و«مايكروسوفت» للحد من الوصول الى المنافذ الإخبارية الروسية المرتبطة بالدولة، والتي تواجه اتهامات بالتضليل بشأن غزو موسكو لأوكرانيا.

باريس لا ترى «سبباً للتفاؤل» بالمفاوضات الروسية ـ الأوكرانية

ميدفيديف يرد على وزير فرنسي: تاريخ الإنسانية حافل بحروب اقتصادية تحولت إلى حروب حقيقية

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم... يخيّم مناخ من التشاؤم على العاصمة الفرنسية بشأن ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات الروسية - الأوكرانية التي عُقدت جولتها الأولى في منتجع خاص بالرئاسة البيلاروسية، قريباً من الحدود المشتركة مع أوكرانيا. ومصدر التشاؤم الفرنسي سببه الأجواء التي أحاطت بالاتصال الأخير الذي جرى أول من أمس، بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. ورغم أن الأخير، وفق البيان الرسمي الصادر عن قصر الإليزيه أبدى «التزاماً» بالمطالب «الإنسانية» الثلاثة التي عرضها عليه ماكرون: «الامتناع عن استهداف المدنيين وأماكن سكنهم، والمحافظة على البنى التحتية المدنية، والامتناع عن استهداف محاور الطرق خصوصاً الطريق الواقع جنوب كييف»، فإن بوتين، خلاف ذلك، بدا بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي «بالغ التشدد» ويتبنى «منطقاً هجومياً» إنْ بالنسبة للشروط التي يتمسك بها لوقف إطلاق النار في أوكرانيا أو بالنسبة لمستقبل العمليات التي تقوم بها قواته في هذا البلد. وتحرص باريس على التشديد على أن تواصل الحوار بين ماكرون وبوتين، رغم خيبات الأول من المسار الذي سلكته الأحداث ومن قرارات بوتين وما يعدّه «إخلالاً» بالوعود التي أُعطيت له وجهاً لوجه، فإنه يحافظ على خيط التواصل الرفيع «بطلب من الرئيس الأوكراني». وفي لقاء عن بُعد مع مجموعة من الصحافيين، قالت مصادر رفيعة في قصر الإليزيه ليل أول من أمس، إن الشروط الأربعة التي تفرضها موسكو لإنجاح المفاوضات هي: «حياد أوكرانيا، وتخليها عن الانتماء إلى الحلف الأطلسي، ونزع سلاحها، واعترافها بأن القرم روسية والتي يمكن استكمالها بالاعتراف باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين شرق البلاد» و«لا يمكن الاستجابة لها خصوصاً من بلد يتعرض حالياً لأكبر اعتداء من روسيا». ورد ماكرون عليه، بشكل واضح بأن ما يطلبه «لا يمكن قبوله، وأن المفاوضات لا يمكن أن تنطلق على أسس كهذه». ورغم الهوّة الفاصلة بين الجانبين الروسي والأوكراني وما يبدو من أن المفاوضات سائرة إلى طريق مسدود، فقد أعلن بوتين أن المفاوضين الروس «سيبقون طيلة الوقت الضروري لمعرفة ما يمكن أن تسفر عنه» المفاوضات إذا استؤنفت. وتجدر الإشارة إلى أن زيلنسكي أعلن في اليوم الثاني من انطلاق العمليات العسكرية الروسية أن كييف مستعدة للنظر في ملف «الحياد» شرط وقف إطلاق النار وتوفير ضمانات أمنية لها. وخلاصة باريس أنه «لا سبب يمكن أن يدعو للتفاؤل». وبالنظر إلى الأجواء المسيطرة على الكرملين والوضع الراهن، فإن باريس «تتخوف من تراكم مخاطر كبيرة لجهة إقدام روسيا على توسيع عملياتها العسكرية مع ما يعنيه ذلك من ثمن «مرتفع» على الصعد الإنسانية والسياسية والاستراتيجية». وتضيف المصادر الرئاسية أن خطر التصعيد «كبير جداً» وأن مسار الوضع «متحول وخاتمته غير معروفة ولا نستبعد أن يتمدد إلى مناطق أخرى». ولدى السؤال عمّا إذا كان ماكرون قد استشفّ من بوتين استعداداً لوقف الحرب؟ تجيب المصادر الرئاسية بشكل قاطع: «كلا». إزاء هذا الواقع، ترى باريس ومعها الحلفاء والشركاء الأوروبيون ضرورة المثابرة في نهج التعاطي مع الحرب الروسية على أوكرانيا بفرض عزلة سياسية ودبلوماسية عالمية على روسيا في المجالات كافة وتعزيز العقوبات المالية واقتصادية والمصرفية والرياضية والثقافية والاستمرار في توفير الدعم العسكري متعدد الأشكال للقوات الأوكرانية، والشيء نفسه ينطبق على المساعدات الإنسانية. وفي هذا السياق، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أمس، في حديث لإذاعة «فرانس إنفو» الإخبارية: «سوف نقوم بحرب اقتصادية ومالية شاملة ضد روسيا» وسوف نعمل على «انهيار الاقتصاد الروسي»، مضيفاً أن الموجودات الروسية في البلدان الغربية التي ستجمّد «تصل إلى ألف مليار دولار». وشدد لومير على أن «ميزان القوى الاقتصادي والمالي هو تماماً لصالح الاتحاد الأوروبي الذي يكتشف (مدى) قوته الاقتصادية». وحسب لومير، فإن الرئيس بوتين والمجموعة المحيطة به من الأثرياء وبارونات النظام مستهدَفون كما أن جميع الاقتصاد الروسي مستهدف. ويرى الوزير الفرنسي أن الملاءة المالية المتوافرة لروسيا بصدد التبخر السريع، وأن تعويل بوتين على «كنوز الحرب» التي يحتفظ بها «لم يبقَ منها اليوم الكثير». وخلاصته أن المهم هو أن «ترتفع فاتورة تكلفة الحرب» بالنسبة إلى الرئيس الروسي بحيث «يصبح ملزماً بتغيير حساباته». وجاء الرد على لومير سريعاً في تغريدة من ديميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والمسؤول الأمني الكبير إلى جانب بوتين حالياً والذي كتب: «تنبهوا لما تقولونه أيها السادة، ولا تنسوا أن تاريخ الإنسانية حافل بحروب اقتصادية تحولت غالباً إلى حروب حقيقية»، الأمر الذي دفع لومير إلى ما يشبه الاعتذار لاستخدامه تعبير الحرب الاقتصادية بتأكيده أن العبارة المذكورة «لا تتلاءم مع استراتيجية خفض التصعيد» التي تنتهجها فرنسا. وأضاف الوزير الفرنسي: «نحن لسنا في نزاع مع الشعب الروسي». ورغم هذا الجدل، فإن باريس متمسكة أكثر من أي وقت مضى بسياسة العقوبات. وقالت مصادر الإليزيه إن هناك «هامشاً كبيراً» لفرض المزيد منها، بمعنى أن ما فُرض حتى اليوم لا يشكل كل الترسانة المتوافرة بين يدي الغربيين التي لم يسبق لهم أن طبّقوا مثلها في السابق. لكن السعي الغربي لخنق الاقتصاد الروسي يبقى بعيداً عن موضوع الغاز الذي ما زال يتدفق من روسيا إلى أوروبا خصوصاً عبر أنابيب «نورد ستريم 1» الذي يمر في أراضي أوكرانيا. وحتى اليوم ما زالت شركة «إنرجي توتال» الفرنسية مترددة في اللحاق بقرارات نظيراتها الأوروبية بالخروج من شراكاتها مع مؤسسات روسية. وعقد لومير، أمس، اجتماعاً مع رئيس الشركة الفرنسية بويانيه لإقناعه باللحاق بالأوروبيين. ونقلت مصادر الإليزيه عن ماكرون تعهد بوتين بالالتزام باستمرار تزويد الأوروبيين بالغاز. ورغم التضامن الذي يبديه الغربيون «الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وبريطانيا» مع أوكرانيا، فإن هناك مجموعة مطالب ترفعها كييف يبدو من الصعب التجاوب معها. ومن هذه المطالب إقامة منطقة حظر جوي في أجواء أوكرانيا بحيث تحرّمها على الطائرات العسكرية الروسية، والحال أن الحلف الأطلسي أو الولايات المتحدة هما الوحيدان القادران على ذلك. إلا أن الجواب أتى سريعاً من واشنطن أمس، على لسان الناطقة باسم البيت الأبيض، التي رأت أن أمراً كهذا يعني حصول احتكاكات بين الطرفين ما يفتح الباب لنزاع مباشر وبالتالي فإن الملف أُغلق. وكان قد أُغلق قبله طلب كييف الانضمام إلى الحلف الأطلسي رغم أن الحلف فتح الباب أمام أوكرانيا منذ عام 2008، إلا أن تحفظات أوروبية مصدرها ألمانيا وفرنسا وغيرهما من أعضاء الحلف قطعت طريق الانضمام على أوكرانيا. أما الملف الأخير فيتناول طلب الرئيس زيلينسكي وإصراره على الانضمام «السريع» إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما كرره أمس في كلمته عن بُعد أمام البرلمان الأوروبي الذي صفق له طويلاً. بيد أن الرد لم يتأخر وجاء من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي كانت قد أبدت نوعاً من الحماس، أول من أمس. لكنها عمدت أمس إلى توضيح موقفها معتبرة من جهة أن أوكرانيا «تنتمي إلى عائلتنا الأوروبية»، إلا أن أمامها «طريقاً طويلاً» قبل أن تتمكن من الدخول إلى النادي الأوروبي. والأهم من ذلك أن المسؤولية الأوروبية ربطت بين عملية الانضمام وبين انتهاء الحرب مع روسيا. وتجدر الإشارة إلى أن ميثاق الاتحاد لا ينص على حالات استثنائية للدخول السريع ويفرض شروطاً تتناول الاقتصاد ودولة القانون واحترام الحريات وثمة 35 فصلاً يتيعن الاتفاق بشأنها مسبقاً. من جانبه، أكد شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، أن انضمام أوكرانيا «مسألة صعبة»، مضيفاً أن هناك «وجهات نظر مختلفة لدى الدول الأعضاء». وفي أي حال، ثمة مسار معقد يبدأ بالنظر بـ«أهلية» الدولة الراغبة بأن تحوز صفة «دولة مرشحة للانضمام» قبل بدء التفاوض. وبينما رأت المصادر الرئاسية الفرنسية أن أوكرانيا «تقع في قلب أوروبا» وأن «خياراتها ديمقراطية» وأن لها الحق في تطلعاتها، فإنها حذّرت من أمرين: الأول أن المهم في الوقت الحاضر ليس الانضمام بل الوقوف إلى جانبها في مواجهة الهجوم الروسي، والآخر «عدم الإفراط في تقديم الوعود التي تصعب تلبيتها».

هل فوجئت الصين بالحرب الأوكرانية؟... بكين «تأسف بشدة» لاندلاع النزاع

بكين - لندن: «الشرق الأوسط»... هل فوجئت الصين بالحرب الأوكرانية بعد انتهاء الأولمبياد الشتوية التي استضافتها في بكين؟ فقبل الهجوم الروسي، تجاهلت بكين تحذيرات الاستخبارات الأميركية من هجوم روسي وشيك، وتركت نحو 6 آلاف من رعاياها يواجهون خطر القتال، حيث بدأت في إجلائهم بتنسيق مع كييف. ويقول محللون في طوكيو، إن الحرب كانت «مفاجئة تماماً» للقيادة الصينية؛ إذ إن الرئيس الصيني تشي جينبينغ استضاف نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال افتتاح الأولمبياد، وأعلن أن شراكتيهما «لا حدود لها»، وأنهما يقفان جنباً إلى جنب في مواجهة توسع حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية. وقال خبير ياباني بالشؤون الصينية «لو كانت القيادة الصينية تنبأت بالحرب لما كانت وافقت على مثل هذا البيان المشترك بين جينبينغ وبوتين»، ولم تستخدم الصين حق النقض مع روسيا ضد مشروع قرار غربي يتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا، وامتنعت عن التصويت على القرار. كذلك، أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن «أسفه الشديد» للنزاع بين موسكو وكييف، آملاً في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، أمس، إيجاد سبيل لحلّ الأزمة دبلوماسياً.

الصين في حيرة من أمرها خلال حرب أوكرانيا

- خاص بـ«الشرق الأوسط».. ساتوشي إيكوتشي.... تبدو الحرب الشاملة التي شنّتها روسيا ضد أوكرانيا مفاجئة تماماً للقيادة الصينية، وحين تضع الحرب أوزارها، أياً كان الطرف الذي سيسود الساحة في أوروبا الشرقية، ستظل الصين الطرف الأكثر تضرراً في شرق آسيا. كانت الصين من الأطراف الأكثر تفاجؤاً بالحرب الخاطفة التي شنّتها روسيا في 24 فبراير (شباط). لقد احتضن شي جينبينغ، الرئيس الصيني، بوتين خلال افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بكين، وأعلن أن شراكتيهما «لا حدود لها»، وأنهما يقفان جنباً إلى جنب في مواجهة توسع حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، وعدوان لـ«أوكوس» (اتفاقية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية) في منطقة المحيط الهندي - الهادئ. كذلك بارك القائدان في البيان المشترك ظهور نظام دولي جديد تتم فيه إعادة النظر في أفكار الديمقراطية والتنمية والأمن بحسب تأويل القوى العظمى الجديدة. لو كانت القيادة الصينية قد تنبأت بتبدل موقف بوتين بعد ختام دورة الألعاب الأولمبية ببكين، لما كانت وافقت على مثل هذا البيان، حيث وضعت حرب أوكرانيا العالم بأسره في حالة اضطراب شديدة في غضون أيام. لقد حققت روسيا بهذا الاجتياح ما لم يستطع أحد تحقيقه منذ مدة طويلة، وهو توحيد العالم الغربي، فعلى شفا الاجتياح من جانب روسيا بقيادة بوتين، استعاد الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، ودول عدم الانحياز الأوروبية الأخرى، إدراكهم للأرضية المشتركة التي تجمع بينهم، وأصبحوا فجأة متحدين. وفجأة غيّرت ألمانيا، التي تعد أكبر اقتصاد في أوروبا والأكثر تساهلاً مع الصين وكذا مع روسيا، مسارها وتتجه حالياً نحو تسلح كبير. كان مسار الأحداث ذلك هو الأسوأ والمستبعد بدرجة كبيرة بالنسبة للصين، حيث تمكنت الصين من الصعود في الشؤون العالمية بفضل انقسام أوروبا والعلاقات المتباعدة المتجافية عبر الأطلسي. ويعد الانقسام الأوروبي شرطاً لتحقق «الحلم الصيني» العظيم خلال فترة الحكم الثالثة غير المسبوقة لـشي، والتي من المتوقع أن يتم إقرارها خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المقرر عقده في الخريف المقبل. ربما تبدو روسيا بالنسبة إلى القادة الصينيين مجرد داعمة لصعود البلاد، وراضية بدور الشريك البارز في النظام العالمي الجديد الآخذ في التشكل لقرن الصين. في الواقع لا يتعلق طموح بوتين بأي من هذا. يتحدى بوتين النظام القائم لعالم ما بعد الحرب الباردة، وقد أحدث فعل التحدي تغيراً في الوضع في أوروبا بشكل جذري كبير؛ مما يهزّ بقوة أساس صعود الصين. حسابات الصين وإدراكها غير السليم لما يتعلق بالنوايا الروسية والسلوك الروسي تشير إلى إخفاق محتمل في الاستخبارات، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» عن الجهود الأميركية في التودد إلى الصين لتقديم المساعدة في تفادي الحرب. حتى عندما شاركت الولايات المتحدة الأميركية مع الصين معلومات استخباراتية سرية بشأن تجمع قوات روسية بشكل كبير على الحدود الأوكرانية، تجاهلت السلطات الصينية الأميركيين، وأكّدت ما تسمى الصداقة «غير المحدودة» مع روسيا، لكن تبين أن أحلامهما كانت متباعدة كثيراً. عندما اندلع الاجتياح الروسي على أوكرانيا، توجهت كل الأنظار في شرق آسيا إلى الصين متوقعة أن تقع الكارثة نفسها على أي منهم عندما تنجز روسيا مهمتها من دون أذى ولا عقاب. أثار ذلك وعياً قوياً وشعوراً بالحاجة الملّحة إلى بناء القدرات الدفاعية في دول مثل اليابان وتايوان، وسرعان ما بدأ شعور بالوحدة يختمر بينهم في مواجهة خطر واضح حالي مما يعيد التأكيد على الحاجة إلى التحالف المشترك مع الولايات المتحدة الأميركية. كان للاجتياح آثارٌ بالفعل على شرق آسيا البعيدة؛ فقد حقق ما لا يستطيع أي شخص تحقيقه، وما كانت الصين لتتفاداه. لقد مثّل إخفاق الصين في منع روسيا عشية الاجتياح في نظر شعوب دول الجوار دليلاً على التواطؤ، رغم أن الصين تجاهلت الأمر فقط على الأرجح ليحدث. أياً كان الطرف المنضم إلى روسيا، حتى تتمكن الصين من الصمود بعد الحرب كجزء من المعسكر المنتصر، على روسيا تحقيق هدف واضح، وهو السيطرة على العاصمة كييف في غضون أيام قليلة، وتنفيذ حملة ضرب أعناق لتحييد الشخصيات القيادية البارزة في حكومة زيلينسكي التي هلَّل لها الشعب الأوكراني، وإجبار الدول الغربية على الصمت. لم تحدث كل تلك الأمور ولن تحدث. أياً كان النحو الذي ستسير عليه الحرب، سيكون هناك دمار محض ومجزرة، وربما حتى حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية. في حال انهيار محاولة روسيا، سوف تواجه الولايات المتحدة الأميركية الصين وتنافسها مدعمة من أوروبا الموحدة على نحو غير مسبوق واليابان. لم يكن هذا الذي تصور الرئيس شـي حدوثه خلال العام الذي شهد تنصيبه لنفسه في سدّة الحكم. سوف تمثل تلك الوحدة غير المسبوقة بين الدول الأوروبية وحلفائها، وصرامة العقوبات المنسقة ضد روسيا، وردود الفعل غير المتوقعة من جانب بوتين، الذي من المستحيل أن تتكيف معها الصين، عبئاً ثقيلاً، وتفرض خطراً لا يمكن تجاهله أو إهماله لا فرصة بالنسبة إلى الصين.

كييف تحت النار... والغرب «يقصف» روسيا بالعقوبات

واشنطن تحقق في {جرائم حرب} في أوكرانيا... ومخاوف من ارتفاع اللاجئين إلى ٤ ملايين

الشرق الاوسط.... موسكو: رائد جبر - باريس: ميشال أبو نجم - نيويورك: علي بردى - واشنطن: إيلي يوسف

تعرضت العاصمة الأوكرانية أمس إلى أعنف نيران منذ بدء الحرب، إذ استهدفت الهجمات الصاروخية الروسية منشآت عدة في كييف، من بينها مبنى وبرج التلفزيون الحكومي ومنشآت تابعة للأجهزة الخاصة الأوكرانية. وسبقت الضربات الصاروخية تحذيرات أطلقتها وزارة الدفاع الروسية إلى السكان، حيث أعلنت الوزارة عزمها على توجيه ضربات بأسلحة فائقة الدقة للمنشآت التكنولوجية التابعة للأمن الأوكراني، بهدف اعتراض «هجمات إعلامية ضد روسيا». وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، أن الهجوم الروسي سيتواصل «حتى تحقيق كل الأهداف المرسومة»، مضيفاً أن تلك الأهداف تتمثل في «نزع السلاح واجتثاث النازية» في أوكرانيا، فضلاً عن حماية روسيا. وسادت توقعات أمس باقتراب لحظة الحسم؛ حيث نقلت صور التقطتها الأقمار الصناعية توجه رتل ضخم، يبلغ طوله نحو 30 كيلومتراً، من الدبابات والمدرعات نحو كييف. كذلك، شهد اليوم السادس للحرب أمس، تكثيف الهجمات على محيط خاركيف في الشرق، في حين شهد محيط ماريوبول في جنوب البلاد تطوراً لافتاً بعد إعلان موسكو إحكام تطويق المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة وفرض سيطرة كاملة على كل الضفة الشمالية لبحر آزوف. وتزامن ذلك، مع تلويح أوكرانيا بتوجيه ضربات ضد مواقع في بيلاروسيا لمواجهة «إطلاق الصواريخ بنشاط من أراضيها»، لكن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو نفى بشكل قاطع مشاركة قوات بلاده في العمليات العسكرية، وقال إنها «لم تشارك ولن تشارك بأي نشاط عسكري»، معلناً في الوقت ذاته، أنه تم «وضع الدفاعات الجوية في حالة تأهب قصوى لمنع طعن روسيا في الظهر». وبدا أن جولة المفاوضات الثانية التي كانت مقررة اليوم (الأربعاء) بين الطرفين الروسي والأوكراني قد تتعثر بعد التصعيد في كييف وبروز مواقف من القيادة الأوكرانية، شددت على أن أوكرانيا «لن تتفاوض مع موسكو في ظل الإنذارات». بدورها، واصلت الدول الغربية «قصف» روسيا بمزيد من العقوبات، إذ قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير: «سنقوم بحرب اقتصادية ومالية شاملة ضد روسيا ونعمل على انهيار الاقتصاد الروسي»، مضيفاً أن الموجودات الروسية التي ستجمد في الغرب «تصل إلى 1000 مليار دولار». وشدّد لو مير على أن «ميزان القوى الاقتصادي والمالي هو تماماً لصالح الاتحاد الأوروبي الذي يكتشف (مدى) قوته الاقتصادية». وبحسب لو مير، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمجموعة المحيطة به من الأثرياء وبارونات النظام مستهدفون، كما هو مستهدف الاقتصاد الروسي كله. وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض عن وجود تقارير تفيد بأن روسيا استخدمت تكتيكات في أوكرانيا قد ترقى إلى «جرائم حرب». وأضاف أن الولايات المتحدة ستتواصل مع شركائها في جميع أنحاء العالم بخصوص هذه المسألة. من جانبه، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء إنسانياً عاجلاً لجمع نحو 1.7 مليار دولار لمساعدة المدنيين المتأثرين بغزو روسيا لأوكرانيا، في ضوء مخاوف من ارتفاع عدد اللاجئين في الدول المجاورة إلى «4 ملايين خلال الأيام القليلة المقبلة».

واشنطن تحقق في {جرائم حرب} بأوكرانيا

{البنتاغون} لا يعلم «على وجه الدقة» نيات الحشد الروسي قرب كييف

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف....أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن هناك تقارير عن قيام روسيا باستخدام تكتيكات وحشية وشنيعة في أوكرانيا، قد ترقى إلى «جرائم حرب». وأضافت ساكي في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» الأميركية، أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب ما يجري في أوكرانيا، لتحديد ما إذا كانت هناك جرائم حرب ترتكب من قبل روسيا، وأنها تتواصل مع شركائها في جميع أنحاء العالم بخصوص هذه المسألة. وقالت ساكي إن هناك «مجموعة من التقارير المرعبة تتحدث عن أساليب وحشية، سواء عبر استخدام القنابل العنقودية أو غيرها من القنابل التي يمكن أن يصنف استخدامها جرائم حرب. يأتي ذلك بعد إعلان روسيا عن نيتها مهاجمة ما وصفته «مركز استخبارات الترويج الإعلامي» الأوكراني، وأنباء عن تعرض مبنى التلفزيون الأوكراني الرسمي لهجوم صاروخي وسط العاصمة كييف، الأمر الذي أدى إلى انقطاع بثه. وعلى وقع الأنباء عن تقدم قافلة روسية مدرعة، تضم المئات من العربات القتالية والدبابات إلى العاصمة الأوكرانية كييف، تمهيداً على ما يبدو إلى محاصرتها واقتحامها، قال مسؤول دفاعي أميركي إن 80 في المائة من القوات التي حشدتها روسيا باتت داخل أوكرانيا. وأضاف في إحاطة صحافية عبر الهاتف، بأن تلك القوات باتت تنخرط بعمليات عسكرية، وبأن القصف الروسي لمناطق مدنية، دليل على تغيير في التكتيكات. وعن القافلة الروسية التي توجهت إلى كييف، قال المسؤول إنها لا تزال متوقفة، ولم تتقدم نحو وسط العاصمة، مضيفاً أن تقديرات البنتاغون تشير إلى أن السبب قد يكون راجعاً، إما إلى نقص في الوقود والمواد اللوجيستية والغذائية، وهو ما تكرر منذ انطلاق الهجوم، أو أن القيادة العسكرية مترددة في اقتحام العاصمة لتقييم الموقف العسكري قبل الإقدام على هذه الخطوة. وقال إن لدى الولايات المتحدة دلائل عن استسلام بعض الوحدات القتالية الروسية، مشيراً إلى أن المساعدات العسكرية الأميركية والغربية وصلت منذ يوم أمس إلى أوكرانيا. وأكد أن الجيش الأوكراني لا يزال يتمتع بالقيادة والسيطرة، وهو ما صدم القوات الروسية بحجم المقاومة الأوكرانية، وبأن روسيا فقدت أيضاً بعض طائراتها القتالية. وتحدث المسؤول الدفاعي عن قرار بوتين وضع قوات الردع النووي في حالة التأهب، قائلاً إن الولايات المتحدة تواصل مراجعة هذا الموقف، لكنه أكد أنه لم يتم رصد ما يثير القلق بشأن قدرات الولايات المتحدة على الردع الاستراتيجي. وجدد المسؤول الدفاعي التأكيد على أن الرئيس بايدن كان واضحاً في أن القوات الأميركية لن تقاتل في أوكرانيا، وبأنه لا يوجد بحث في إقامة منطقة حظر جوي فوقها. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، قد أعلن أن غزو القوات الروسية لأوكرانيا أدى إلى مقتل آلاف المدنيين والعسكريين الأوكرانيين ومن الروس. وقال كيربي إن كل الضحايا «ملطخون وكل الدماء ملطخة» بأيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهماً إياه «بأنه يرتكب أعمال عنف ضد دولة قومية مجاورة لم تشكل أي تهديد له، وقتل أرواح الأبرياء على جانبي هذا الصراع». وأكد كيربي على وصول التعزيزات الروسية إلى محيط العاصمة كييف، قائلاً: «أعتقد أن الاستنتاج الرئيسي الذي يمكننا استخلاصه، هو أنهم يواصلون الرغبة في التحرك نحو كييف والاستيلاء عليها». وأضاف: «رغم أننا لا نعرف كل شيء عن هذه القافلة، فإنها تتماشى بالتأكيد مع ما نعتقد أنه نيات لدى روسيا تجاه العاصمة». وقال إن الطريقة التي يخطط بها الروس للاستيلاء على كييف بمجرد وصول القافلة إلى وجهتها غير معروفة في الوقت الحالي. وأضاف: «سواء كان التطويق أو القصف أو القتال من شارع إلى شارع، لا أعتقد أننا نمتلك هذا المستوى من البراعة الآن لنقدم لكم هذا النوع من التفاصيل فيما يتعلق بالتخطيط الروسي».  وقال كيربي إن الجيش الأوكراني أظهر حتى الآن «مقاومة صارمة وحازمة» للدفاع عن بلادهم والتي بدت أنها تبطئ الخطط الروسية. وفيما يواصل الجيش الأميركي، إلى جانب دول أخرى، تقديم حزم من المساعدات الأمنية لأوكرانيا، لمساعدتهم في الدفاع عن بلادهم، قال كيربي: «نعلم أن القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم الكثير من الأنظمة والمعدات التي تم توفيرها، ليس فقط من قبل الولايات المتحدة، ولكن من قبل دول أخرى». «لقد كان الأوكرانيون فعالين في استخدام هذه الأسلحة وهذه الأنظمة، لمقاومة وصد القوات الروسية». وأكد كيربي أنه رغم أنه من غير الممكن معرفة بالضبط ما هي خطة الحرب الروسية لأوكرانيا، فمن المعتقد أن خططهم ربما تكون قد تأخرت حتى الآن بضعة أيام نتيجة لمقاومة غير متوقعة من قبل الجيش الأوكراني. لكنه أوصى بتوخي الحذر الآن في تقييم الوضع في أوكرانيا، لا سيما عندما يتعلق الأمر باستخلاص النتائج حول الخطط العسكرية الروسية أو الجهود أو القدرات، بعد أيام فقط من حرب غير شرعية. وقال: «هذا وضع ديناميكي. إنها حرب ويمكن أن تكون الحرب غير متوقعة». وختم قائلاً: «لا أعتقد أن أي شخص، بمن في ذلك، ربما الأوكرانيون على وجه الخصوص، يستطيع تقدير القدرات الروسية التي يواجهونها».

أوروبا تسخّر كل الإمكانات لردع موسكو... ومقتنعة بأن «الأزمة ستطول»

الرئيس الأوكراني طالب بمنح بلاده عضوية الاتحاد فوراً وعدم تركها {فريسة} لروسيا

الشرق الاوسط.... بروكسل: شوقي الريّس.... لم يعد ثمّة مبالغة في القول، إن العالم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لن يكون كما قبله، أو في الأقل لن تكون أوروبا بعد هذا الاجتياح الروسي الواسع كما كانت عليه حتى الأسبوع الفائت ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية. هذا هو اليقين الذي يترسّخ بقوّة منذ أيام في العواصم الأوروبية، والذي يملي القرارات المتسارعة في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي اللذين يتحركان انطلاقاً من الاقتناع بأن نهاية الأزمة الأوكرانية وما تستتبعه من عمليات عسكرية ليست في الأمد المنظور، وأنه لا بد من تسخير كل الإمكانات لردع طموحات الكرملين ومنعها من الامتداد إلى دائرة أوسع. وليس أدل على هذا العزم الأوروبي غير المسبوق من تصريحات وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير أمس في حديثه عن العقوبات التي فرضها الاتحاد على موسكو، حيث قال «سنشنّ حرباً اقتصادية ومالية شاملة لتدمير الاقتصاد الروسي».

- الاتحاد الأوروبي يخصص نصف مليار يورو لأوكرانيا

منبر المواقف الأوروبية التي خرجت بعيداً عن الضوابط والمسلّمات المألوفة كان أمس (الثلاثاء) البرلمان الأوروبي الذي عقد جلسة مخصصة للأزمة الأوكرانية، حيث أعلنت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد سيخصص نصف مليار يورو من ميزانيته لشراء أسلحة وإرسالها إلى دولة تتعرض للعدوان، إضافة إلى مبلغ مماثل للمساعدات الإنسانية. وقالت فون دير لاين «يدرك الأوروبيون جيداً أن من واجبنا التحرّك أمام هذه الاعتداءات الوحشية. ثمّة ثمن لحماية حريتنا، لكننا أمام ظرف حاسم ونحن مستعدون لدفع هذا الثمن؛ لأن لا شيء يساوي الحرية». وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قال من جهته أمام الجلسة الخاصة للبرلمان «يجب أن ندرك خطورة الوضع وأهمية القرارات التي علينا أن نتخذها معاً. الحرب عادت، وعاد الدم إلى قلب القارة الأوروبية. منذ خمسة أيام شنّ فلاديمير بوتين اجتياحاً وحشياً واسعاً ضد أوكرانيا، بلا مبرّر واستناداً إلى جملة أكاذيب. والسبب الوحيد الذي لأجله أقدم على هذه الخطوة، هو أن أوكرانيا اختارت دولة القانون. ليست أوكرانيا وحدها هي المستهدفة، بل القواعد الدولية والديمقراطية أيضاً باتت تحت وطأة الإرهاب الجيوسياسي».

- الرئيس الأوكراني يطالب بروكسل بمنح بلاده عضوية الاتحاد

وفي كلمة مسجّلة خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البرلمان الأوروبي مستنجداً استمرار مساعدة بلدان الاتحاد «كي لا تبقى أوكرانيا وحدها أمام الاعتداء»، داعياً إلى التجاوب فورا مع الطلب الذي قدّمه رسميا يوم الاثنين لقبول بلاده عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي. وقال متوجّهاً عبر الفيديو إلى أعضاء المجلس الأوروبي «ستكون أوروبا أقوى بكثير بوجود أوكرانيا فيها... من دونكم، ستكون أوكرانيا وحيدة». وتابع «نحن نحارب لبقائنا... لكننا نحارب أيضا لنكون أعضاء متساوين في أوروبا، لذا أثبتوا أنكم معنا وأثبتوا أنكم لن تتخلّوا عنّا وأنّكم فعلا أوروبيون». وتابع «سنفوز، أنا متأكّد من (...) الخيار الأوروبي لأوكرانيا، إنه الطريق التي نسلكها اليوم. وأودّ أن أسمع منكم اليوم أن أوروبا تختار أوكرانيا». وأضاف «نحن نحارب لنيل حقوقنا وحرياتنا وحياتنا وبقائنا... لن يكسرنا أحد. نحن أقوياء، نحن أوكرانيون». وكانت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا قالت «إن أوروبا التي نعرفها تواجه خطراً وجوديّاً، وأن الاستثمارات الدفاعية يجب أن تكون في مستوى التحديات التي تواجهنا؛ لأننا في حاجة إلى اتحاد دفاعي وأمني أظهرت قرارات الأسبوع الماضي أنه ضروري وممكن». وأضافت، أن البرلمان الأوروبي على استعداد للتجاوب مع طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد. في موازاة ذلك، وبعد التوضيحات التي صدرت عن المجلس الأوروبي والمفوضية يوم الاثنين للتخفيف من التوقعات التي تحدثت عن قبول فوري لطلب الانضمام «لوجود تباين في المواقف بين الدول الأعضاء حول هذا الموضوع» كما قال رئيس المجلس شارل ميشال، انضمّت المجر أمس إلى كتلة الدول الشرقية التي كانت وجّهت رسالة مفتوحة إلى الاتحاد تطلب فيها الموافقة على الانضمام الفوري لأوكرانيا. ويذكر، أن الجمهورية التشيكية، واستونيا، وليتونيا، وليتوانيا، وبولندا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا كانت وقّعت هذه الرسالة دعماً للطلب الذي تقدّم به الرئيس الأوكراني. وتجدر الإشارة إلى أن البلدان التسعة الموقّعة على الرسالة، والتي تشكّل ثلث أعضاء الاتحاد الأوروبي، كانت في السابق أعضاء في حلف وارسو أو تحت عباءة النفوذ السوفياتي، وهي اليوم التي تواجه خطر الطموحات التوسعية للكرملين. ويذكر، أن الرسالة كانت نُشرت على الموقع الرسمي للرئيس البولندي في اليوم التالي للتصريحات التي أدلت بها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، وأوحت بأن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لقبول انضمام أوكرانيا فوراً، لكن تصريحات لاحقة لمسؤولين في المجلس والمفوضية بدّدت هذا الاعتقاد قبل أن يتقدّم الرئيس الأوكراني بالطلب رسمياً مطلع هذا الأسبوع، علماً بأن أوكرانيا التي تتفاوض منذ عشرين عاماً للتقارب مع الاتحاد الأوروبي، لا تستوفي بعد الشروط الدنيا التي تخوّلها التقدّم بطلب الانضمام. وكان تقرير لديوان المحاسبة الأوروبي صدر في العام الماضي أشار إلى أن أوكرانيا «ما زالت تفتقر لمؤسسات مستقرة تضمن سيادة القانون، وتعاني من فساد كبير متوطّن يعيق المنافسة ويضرّ بالديمقراطية ويتعارض مع قيم الاتحاد الأوروبي».

- أوكرانيا لا تستوفي شروط عضوية الاتحاد الأوروبي

ويصف التقرير بأن «الدولة واقعة في قبضة مجموعات نافذة من النخب السياسية والاقتصادية الهرميّة المتجذّرة في جميع المؤسسات العامة والاقتصاد». ويذكر، أن البرلمان الأوكراني كان أقر تعديلاً دستورياً في العام 2019 ينصّ على اعتبار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي توجّهاً استراتيجياً لسياسة أوكرانيا الخارجية؛ الأمر الذي أثار انتقادات شديدة يومها من موسكو. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كانت تصطدم بمعارضة شديدة من بلدان مثل فرنسا وهولندا تؤيد إبطاء وتيرة توسعة الاتحاد «وإعطاء الأولوية لتعميقه وتحسينه»، كما سبق وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العام 2018. وفي أول «ظهور» علني له منذ أيام برّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العمليات العسكرية في أوكرانيا بأنها تهدف إلى درء خطر امتلاك كييف سلاحاً نووياً، خصوصاً أنها تملك تكنولوجيا نووية سوفياتية، وأن موسكو لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذا الخطر. وجاءت هذه التصريحات في كلمة مسجّلة أدلى بها لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حيث قال، إنه كان ينوي المشاركة شخصياً في هذا الاجتماع «لكن العقوبات حرمتني من حقي الأساسي في التنقل بحرّية»، مضيفاً أن وجود أسلحة نووية أميركية في أوروبا غير مقبول، ويتعارض مع الأحكام الأساسية لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وأن السلاح النووي الأميركي يجري تخزينه على أراضي عدد من الدول الأوروبية. وتوعّد لافروف بالردّ على الدول التي فرضت عقوبات على بلاده. ولم يبدّد هذا الظهور لوزير الخارجية الروسي التساؤلات التي تدور على ألسنة المسؤولين الغربيين حول غيابه عن مشهد الأزمة منذ بداية العمليات العسكرية، وسط ترجيحات تتحدّث عن بداية أفول نجمه في الكرملين بعد أن كان لسنوات الشخصية الملازمة لبوتين في جميع إطلالاته الخارجية. وفي حين تتحدث بعض الأوساط عن اعتراض لافروف على قرار غزو أوكرانيا، يستبعد مراقبون هذا الاحتمال ويعتبرون أن بوتين يحتفظ بورقة الدبلوماسي المخضرم لاستخدامها لاحقاً في المفاوضات التي ستأتي في نهاية العمليات العسكرية. وفي كلمته أمام المجلس، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى طرد روسيا من مجلس حقوق الإنسان بسبب انتهاكها المبادئ الأساسية التي يقوم عليها المجلس. وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو لوبيلا وصف في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان ما ترتكبه القوات الروسية في بلاده بأنها جرائم حرب، ودعا الأسرة الدولية إلى اتخاذ تدابير قاسية بحقها، مؤكداً «أن مستقبل الأمن العالمي يتحدد اليوم في أوكرانيا».

- «الناتو» يؤكد أن قواته لن تتدخل عسكرياً

إلى جانب ذلك قال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن قوات الحلف لن تتدخل عسكرياً في أوكرانيا «لأن الحلف الأطلسي ليس طرفاً في النزاع، ولن يرسل قوات إلى أوكرانيا». وجاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس البولندي خلال زيارة تفقدية لقاعدة تابعة للحلف الأطلسي في لاسك وسط بولندا. وأضاف ستولتنبيرغ، أن الحلف لن يرسل طائرات حربية، لكنه سيحمي أراضي البلدان الأعضاء ويدافع عنها، داعياً موسكو إلى «وقف الغزو الوحشي وغير المقبول، وإنهاء العمليات العسكرية فوراً». وفي آخر تحديث لها حول موضوع اللاجئين، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن عدد الذين عبروا الحدود الأوكرانية حتى صباح أمس زاد على 700 ألف، وأن ثمّة مليون نازح داخلياً، في حين رفع الاتحاد الأوروبي توقعاته حول عدد اللاجئين، مشيراً إلى أنه قد يصل إلى 7 ملايين إذا طالت المعارك بعد نهاية الشهر الحالي. ومن جهته، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرّيش توفير 1.6 مليار دولار لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية التي يحتاج إليها المتضررون من العمليات العسكرية في أوكرانيا وخارجها.

مخاوف من ارتفاع عدد اللاجئين إلى 4 ملايين

مجلس الأمن يتحرك إنسانياً... وفرنسا تقدم مشروعاً لـ«وقف الأعمال العدائية فوراً»

الشرق الاوسط... نيويورك: علي بردى.... أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء إنسانياً عاجلاً لجمع قرابة 1.7 مليار دولار لمساعدة المدنيين المتأثرين بغزو روسيا لأوكرانيا، في ضوء مخاوف من ارتفاع عدد اللاجئين في الدول المجاورة إلى «أربعة ملايين خلال الأيام القليلة المقبلة». بينما دفعت فرنسا والمكسيك للتصويت مجدداً في مجلس الأمن على مشروع قرار يعنى بالأزمة الإنسانية الكبرى الناجمة عن الحرب، في وقت تستعد فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت اليوم الأربعاء على مشروع قدمته الولايات المتحدة وألبانيا بدعم من عشرات الدول الأخرى لمطالبة موسكو بـ«وقف فوري» لعدوانها و«سحب كل قواتها» من كل الأراضي الأوكرانية «بشكل كامل ومن دون أي شرط». ويتألف النداء الإنساني الذي أطلقه كبير الموظفين الدوليين من عنصرين: نداء عاجل لمدة ثلاثة أشهر للوضع داخل أوكرانيا، وخطة استجابة إقليمية للاجئين الأوكرانيين في الخارج، ولا سيما في الدول المجاورة. وجاء ذلك غداة اجتماع عقده مجلس الأمن وبحث خلاله في تداعيات الأزمة الإنسانية في أوكرانيا. ولكن الجلسة استهلت بإعلان المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن «هناك خطوة أخرى عدائية اتُخذت من الدولة المضيفة (للأمم المتحدة) ضد روسيا» في شأن «طرد 12 شخصاً من بعثة روسيا»، معتبراً أن هذا «انتهاك صارخ آخر» من الولايات المتحدة لاتفاق الأمم المتحدة مع الدولة المضيفة بحسب اتفاقات فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية. وسارع نائب المندوبة الأميركية الدائمة ريتشارد ميلز إلى الرد، معتبراً أن هذا الموضوع غير ذات صلة بالجلسة المخصصة للوضع الإنساني في أوكرانيا. وأكد أن الإجراء «يتسق تماماً مع اتفاقية المقرّ»، موضحاً أن «الدبلوماسيين الذين طُلب منهم مغادرة الولايات المتحدة انخرطوا بممارسات لا تتماشى مع مسؤولياتهم والتزاماتهم كدبلوماسيين». كما قررت واشنطن طرد «جاسوس روسي» يعمل لدى الأمم المتحدة، وأكد الخبر الناطق باسم الأمم المتحدة..

- هجرة جماعية سريعة

وبعد ذلك، استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة من المفوض العام للأمم المتحدة للاجئين فيليبو غراندي الذي تحدث عن «الألم» في أوروبا التي «تعصف بها الحرب مرة أخرى» في وقت يتجمع فيه الملايين من المدنيين الأوكرانيين الأبرياء في الملاجئ، ويسارعون لركوب القطارات المزدحمة ويفكرون بخوف في مستقبل أطفالهم. وإذ أشار إلى أن مئات الآلاف يلتمسون اللجوء في البلدان المجاورة، قال إن «هناك 520 ألف لاجئ من أوكرانيا في البلدان المجاورة»، مضيفاً أن «هذا العدد يرتفع بشكل كبير، ساعة بعد ساعة». وأوضح أن هؤلاء «بحاجة إلى الأمان والحماية، أولاً وقبل كل شيء، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى المأوى والغذاء والنظافة وغيرها من أشكال الدعم». وزاد: «يؤسفني أن أقول إنه ما لم يكن هناك وقف فوري للنزاع، فإن الأوكرانيين سيستمرون في الفرار. نحن نخطط حالياً، أكرر، نخطط (لمساعدة) ما يصل إلى أربعة ملايين لاجئ في الأيام والأسابيع المقبلة»، محذراً أن «مثل هذه الزيادة السريعة ستكون عبئاً ثقيلاً على الدول المضيفة وستضغط بلا شك على أنظمة الاستقبال والموارد ذات الصلة». وأضاف: «عملت في أزمات اللاجئين لنحو 40 عاماً، ونادراً ما رأيت مثل هذه الهجرة الجماعية السريعة بشكل لا يصدق – وهي الأكبر بالتأكيد داخل أوروبا منذ حروب البلقان».

- تدفق اللاجئين

وأعلنت المفوضية السامية للاجئين أن أكثر من 280 ألف شخص فروا إلى بولندا و94 ألفاً إلى المجر، و40 ألفاً إلى مولدافيا، و34 ألفاً إلى رومانيا، و30 ألفاً إلى سلوفاكيا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين إلى بلدان أوروبية مختلفة، فضلاً عن عدد كبير أيضاً إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة. وأفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث أن العالم يراقب الهجوم العسكري في أوكرانيا «بشعور من عدم التصديق والرعب»، قائلاً إن «المدنيين يدفعون الثمن بالفعل». وأضاف أن «حجم الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية حتى في الأيام الأولى ينذر بالخطر». وأكد سقوط 406 على الأقل من الضحايا المدنيين، بينهم نحو مائة من الأطفال، علماً بأن «العدد الحقيقي يمكن أن يكون أعلى بكثير، لأنه لم يجر التحقق بعد من العديد من الضحايا المبلغ عنهم». وأشار إلى أن الهجمات الجوية والقتال في المناطق الحضرية كل ذلك يضرّ بالمرافق المدنية الحيوية ويعطل الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحي، فضلاً عن تدمير الجسور والطرق «مما أدّى إلى قطع وصول الناس إلى الإمدادات والخدمات الحيوية». كما حذر من خطر استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية، مؤكداً أن «هذا مصدر قلق خاصة في أماكن مثل كييف وخاركيف». ودعا جميع الأطراف إلى «احترام القانون الإنساني الدولي واتخاذ الحرص المستمر لتجنيب جميع المدنيين والأعيان المدنية الأذى خلال عملياتها العسكرية». كما دعا إلى «تجنّب استخدام الأسلحة المتفجرة واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان». وقال إن «المنظمات الإنسانية الـ119 التي تعمل في أوكرانيا تمكنت من تقديم شكل من أشكال المساعدة»، مضيفاً: «في الوقت الحالي، نحن بحاجة ماسة إلى إحراز تقدم على جبهتين إذا أردنا الوصول إلى المزيد من الأشخاص بالمساعدات. أولاً، نحتاج إلى تأكيدات من أطراف النزاع بحماية العاملين والتحركات الإنسانية. وثانياً، هناك حاجة إلى المزيد من الموارد».

- مشروع فرنسي - مكسيكي

وأعلن المندوب الفرنسي نيكولا دو ريفيير أن فرنسا والمكسيك ستقدمان مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق من أجل تلبية الحاجات الملحة للسكان الأوكرانيين. واتهم روسيا بأنها «تنتهك أهم المبادئ في ميثاق الأمم المتحدة، وتدوس على القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان». وجدد المطالبة بـ«وقف فوري للأعمال العدائية، ووصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى جميع الأشخاص المحتاجين». وأكد أن «حماية المدنيين وبينهم الأطفال والعاملون في المجال الإنساني وكذلك البنية التحتية المدنية هي أولوية قصوى». وتحدث المندوب الروسي مجدداً، فقال إن «الوضع في أوكرانيا يقلِق الجميع، لأن الأشخاص البسطاء هم من يعانون»، معتبراً أن هؤلاء «رهائن الراديكاليين والقوميين الأوكرانيين المتمسكين بالسلطة، لماذا أقول ذلك؟ أقول ما أقوله لأنه في المناطق التي توجد فيها القوات الروسية، لا تصطدم الناس بصعوبات جمة، حيث إن كل الخدمات الأساسية مؤمنة لهم». وطلب من غريفيث وغراندي التعليق على اتهام «القوميين الأوكرانيين» بتركيز أسلحتهم في الأماكن السكنية. وأجاب المسؤولان الأمميان على الفور. وقالا إنه «ليس لديهم وسائل للتحقق من مثل هذه الادعاءات» الروسية. وقال المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسا إن روسيا «تشن حرباً واسعة النطاق وغير مبررة ضد أوكرانيا»، مضيفاً أنه «أسوأ اجتياح واسع النطاق منذ الحرب العالمية الثانية». واتهم روسيا بأنها «تهاجم المستشفيات، وفرق المساعدة الطبية المتنقلة وسيارات الإسعاف». ورأى أن «هذه ليست ممارسات دولة لديها شواغل أمنية مشروعة. هذه ممارسات دولة عازمة على قتل مدنيين. لا يوجد نقاش هنا، هذه جرائم حرب».

- «نشاطات تجسس»

> بعيد إعلان المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا نبأ طرد 12 من العاملين في البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، أكدت الناطقة باسم البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة أوليفيا دالتون أن «الولايات المتحدة أبلغت الأمم المتحدة والبعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أننا بدأنا عملية طرد اثني عشر من عملاء المخابرات من البعثة الروسية»، عازية ذلك إلى أنهم «أساءوا استخدام امتيازات إقامتهم في الولايات المتحدة من خلال الانخراط في نشاطات تجسس تضر بأمننا القومي». وإذ أكدت أن واشنطن «تتخذ هذا الإجراء وفقاً لاتفاق مقر الأمم المتحدة»، لفتت إلى أن «هذا العمل كان قيد الإنجاز من أشهر عدة».

الأزمة الأوكرانية... تختبر «نفوذ وصمود» عمالقة تكنولوجيا التواصل الاجتماعي

الراي... | كتب عبدالعليم الحجار |

- المنصات تحولت إلى «ساحات قتال» موازية تدور فيها رحى حرب معلومات

- قرارات صعبة تضع المنصات في موقف أشبه بالسير على حبل مشدود

- هناك من يحذرون من عواقب سلبية إذا تم تقييد منصات التواصل الاجتماعي في روسيا

في عالمنا المعاصر، عادة ما يجد عمالقة تكنولوجيا التواصل الاجتماعي - مثل تويتر وغوغل وميتا (فيسبوك وواتساب) وتليغرام وأبل وغيرها – نفسها في موضع التجاذب خلال أي صراع محلي أو دولي، وهو الموضع الذي باتت عالقة فيه حالياً بين مطالب وضغوطات من جانب كل من روسيا وحلفائها من جهة وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة ثانية. هكذا، خلقت أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا لحظة جيوسياسية حاسمة تختبر مدى صمود ونفوذ شركات التكنولوجيا العالمية العملاقة، حيث تحولت منصات تلك الشركات إلى «ساحات قتال» موازية تدور فيها رحى حرب معلومات وأصبحت الخدمات والبيانات التي تقدمها تلك المنصات بمثابة روابط حيوية في الصراع الدائر. وعلى مدار الأيام القليلة الماضية – أي منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا - وجدت تلك المنصات العالمية نفسها مجبرة على التعامل مع كيفية ممارسة قوتها ونفوذها، وذلك في خضم مطالب متصاعدة من جانب سلطات الدول على جانبي الصراع. ففي يوم الجمعة الفائت، ناشد القادة الأوكرانيون شركات أبل وميتا وغوغل تقييد خدماتها داخل روسيا. ثم قامت غوغل وفيسبوك بمنع وسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة من بيع إعلانات عبر منصاتهما. كما تناقش كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي مع سوندار بيتشاي - الرئيس التنفيذي لشركة غوغل - حول كيفية التصدي لحملة المعلومات التضليلية التي تقودها روسيا. في الوقت نفسه، هدد تطبيق تليغرام - وهو تطبيق مراسلة واسع الاستخدام في كلٍ من روسيا وأوكرانيا - بإغلاق حسابات القنوات المتعلقة بالحرب الأوكرانية بسبب انتشار المعلومات المضللة. وفي الأسبوع الجاري، أعلن موقع تويتر أنه سيضيف شارة تحذيرية إلى جميع التغريدات التي تحوي روابط لوسائل إعلامية روسية تابعة للدولة. وبالمثل، أعلنت منصتا فيسبوك ويوتيوب أنهما ستفرضان قيوداً على إمكانية الوصول إلى بعض المنافذ الإعلامية الروسية لدرء الدعاية للحرب. والواقع أنه بالنسبة لتلك المنصات، تعتبر الحرب فرصة كي تعيد ترميم وتأهيل سمعتها بعد أن واجهت تساؤلات وشكوك خلال السنوات الأخيرة الفائتة حول قضايا الخصوصية والهيمنة السوقية والتغاضي عن نشر المحتوى المثير للانقسام. والآن، بات لدى تلك المنصات فرصة لإظهار مدى استعدادها وقدرتها على استخدام تقنياتها للأبد بطريقة لم يشهدها العالم منذ الربيع العربي اعتباراً من العام 2011، عندما ربطت وسائل التواصل الاجتماعي النشطاء السياسيين في العالم العربي بل ورحبت بهم كأداة للديموقراطية. لكن على أرض الواقع العملي، نجد أن تلك المنصات تواجه قرارات صعبة وتضعها في موقف أشبه بالسير على حبل مشدود. فأي خطوات غير محسوبة بعناية قد تكون باهظة التكاليف، حيث إنها من ناحية قد تضيف مزيداً من الزخم إلى الجهود المبذولة في أوروبا والولايات المتحدة في اتجاه السيطرة على توجهات تلك المنصات، ومن ناحية أخرى قد تدفع روسيا (وحلفائها) إلى حظرها تماماً. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن كبار المسؤولين التنفيذيين في تلك الشركات بدأوا فعلياً في عقد اجتماعات مشتركة رفيعة المستوى من أجل التنسيق والاتفاق على قرارات جماعية في شأن ما يجب عليهم فعله إزاء الوضع الشائك الراهن بما يضمن تنفيذ الحد الجماعي المناسب من القيود، دون المخاطرة باستفزاز الحكومة الروسية وبما يضمن عدم حرمان المواطنين الروس العاديين عن خدمات التواصل (حتى وإن كانت البروباغندا الروسية تنتشر من خلالها). ومع تصاعد الصراع، واصلت تلك الشركات التحرك نحو اتخاذ خطوات وفرض قيود إضافية في اتجاه كبح تداعيات الصراع. ففي يوم الأحد الفائت، توقف قسم خرائط غوغل عن عرض معلومات حركة المرور داخل أوكرانيا بسبب مخاوف من أنها قد تخلق مخاطر تتعلق بالسلامة من خلال إظهار أماكن تجمع الناس. وفي الاتجاه ذاته، أعلنت منصة فيسبوك أنها أزالت حملة تأثير دعائية مؤيدة للكرملين، كما حذفت حملة قرصنة كانت تستهدف مستخدمي فيسبوك داخل أوكرانيا. ومنذ يوم الاثنين الفائت، بدأ تويتر في إرفاق تنبيه تحذيري مع جميع التغريدات التي تحوي روابط لوسائل إعلامية روسية تابعة للدولة، وذلك حتى يكون المستخدمون على دراية بطبيعة مصادر المعلومات. وأعلن تويتر أنه منذ بدء الصراع في أوكرانيا، قام مستخدمون بتغريد أو إعادة تغريد روابط لوسائل إعلام حكومية روسية بمعدل 45 ألف مرة في اليوم. لكن هناك من يحذرون من أنه ستكون هناك عواقب سلبية إذا تم تقييد منصات التواصل الاجتماعي في روسيا. ومن هؤلاء أندريه سولداتوف، الصحافي الروسي وخبير الرقابة، حيث قال: «هذه المنصات هي أهم مكان للنقاش العام حول الأحداث الجارية. لذا، فإن جميع الروس – سواء المؤيدين منهم للكرملين أو المعارضين له – سيعتبرونها خطوة سيئة إذا قامت تلك المنصات بتقييد الوصول إليها داخل روسيا». وتتجلى تأثيرات الصراع بين الضغوط المتناحرة في تجربة تطبيق «تليغرام» الذي يشيع استخدامه على نطاق واسع في كلٍ من روسيا وأوكرانيا لتبادل الصور ومقاطع الفيديو والمعلومات حول الحرب. فهذا التطبيق أصبح هو الآخر ساحة لنشر المعلومات المضللة عن الحرب، كالصور ومقاطع الفيديو القديمة التي يتم نشرها باعتبارها من ساحات القتال. وفي يوم الأحد الماضي، أبلغ بافيل دوروف – مؤسس تطبيق تليغرام – متابعيه بأنه يدرس حالياً حظر وإغلاق حسابات القنوات المتعلقة بالحرب داخل أوكرانيا وروسيا، وذلك لأنها «قد تؤدي إلى تفاقم الصراع والتحريض على الكراهية العرقية». لكن عدداً كبيراً من مستخدمي التطبيق ردوا على ذلك بقلق قائلين إنهم يعتمدون على تليغرام للحصول على معلومات مستقلة. وبعد مرور أقل من ساعة، أعلن دوروف أنه قرر العدول عن فكرته تلك. وهكذا، من الواضح أن أزمة العزو الروسي لأوكرانيا قد خلقت أجواء مشحونة وتحديات استثنائية تختبر مدى قدرة منصات التواصل الاجتماعي على إحداث التوازن بين صمودها (من خلال الحفاظ على مصالحها التجارية) وبين التزاماتها الأخلاقية (من خلال تسخير نفوذها لكبح انتشار المعلومات التي تؤجج الحرب).



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.. القاهرة تحبط تهريب عملات معدنية نادرة.. توقعات بانقسامات في «داعش» بسبب الزعامة الجديدة..السودان: تزايد ضحايا الاحتجاجات... وإشادة أميركية بالجهود الأممية..«النواب» الليبي يوافق على حكومة باشاغا بعد «تعديلها».. تغريم مرشحين لرئاسيات تونس بـ«جرائم انتخابية» بينهم المرزوقي والشاهد والجبالي..الحزب الحاكم في موريتانيا يستبق التشاور مع المعارضة بـ«إصلاحات»..

التالي

أخبار لبنان... حماوة الاستعداد للانتخابات لا تلغي سيناريو تأجيلها.. «الخزانة الأميركية»: «القرض الحسن» غطاء لأنشطة «حزب الله» وتهديد لصدقية النظام المالي..الإنتخابات النيابية في لبنان... في موعدها و... ربما لا!.. الاحتياطات الفعلية 8 مليارات دولار فقط؟ لبنان أمام أزمة غذاء.. الرئيس اللبناني يؤكد حقه في التفاوض على الحدود البحرية مع إسرائيل..«حزب الله» يسعى لتحالف الضرورة بين حليفيه «اللدودين»....


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..دولية..بوتين: كييف كانت تعلم أن الطائرة التي تحطمت في بيلغورود تقلّ أسرى أوكرانيين..بوتين يتعهد بتحقيق علني..حفل "شبه عار" يغضب بوتين.. "لن يحكمنا من يظهرون مؤخراتهم"..رئيس مجلس النواب الأميركي ينفي إمكان الاتفاق على مساعدات أوكرانيا حالياً..كييف تدعو إلى مشاركة صينية في قمة سلام بمناسبة الذكرى الثانية للاجتياح الروسي..موسكو توقف روسيين بتهمة التعاون مع أوكرانيا..السويد تؤكد أنها «لن تتفاوض» مع المجر بشأن عضويتها في «الناتو»..هيئة محلفين تأمر ترامب بدفع 83 مليون دولار كتعويض في قضية تشهير..رغم استجابة الحكومة لمطالبهم.. مزارعو فرنسا مستمرون بالاحتجاج..ألمانيا تنقل 188 أفغانياً من الفئات المعرضة للخطر من باكستان إلى أراضيها..

أخبار وتقارير..دولية..مسؤول أممي رفيع: الضربات الروسية على أوكرانيا «اعتداءات مروعة»..مقتل وإصابة 55 بقصف أوكراني مكثف على بيلغورود الروسية..موسكو تعلن اعتراض 32 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أقاليم روسية..تقرير: بوتين يضطر لنقل السفن الروسية من شبه جزيرة القرم..حصيلة الضربات الروسية على أوكرانيا ترتفع إلى 39 قتيلاً..تقرير: روسيا تنشر كتيبة من أسرى حرب أوكرانيين في خط المواجهة..فرنسا تعلن وقف استقدام أئمة أجانب ابتداءً من مطلع 2024..الصين تقصي 9 مسؤولين عسكريين من برلمانها..برلين: مخاوف من تحول احتفالات ليلة رأس السنة إلى أعمال شغب..

أخبار وتقارير..دولية..بايدن يدرس طلب تمويل حجمه 100 مليار دولار يشمل مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا..الرئيس الفرنسي: «الإرهاب الإسلامي» يتصاعد في أوروبا ..واشنطن تنقل صواريخ «أتاكمز» وذخائر عنقودية «سراً» إلى أوكرانيا..بايدن سيطرح «أسئلة صعبة» على نتنياهو..ويأمر بجمع معلومات حول مذبحة المستشفى..بولندا: تأكيد فوز المعارضة رسمياً في الانتخابات..تحالف بوتين وشي يعكس مصالح مشتركة..لكن المؤشرات تدل على تعثره..مع اقتراب الانتخابات الرئاسية..الكرملين: بوتين وحده لا منافس له..أرمينيا مستعدة لتوقيع معاهدة سلام مع أذربيجان بنهاية العام..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,785,100

عدد الزوار: 6,914,862

المتواجدون الآن: 112