أخبار وتقارير.. ما هو نظام «سويفت»؟...مصارف صينية تحدّ من التمويل لشراء المواد الروسية خوفاً من العقوبات...القطاع المالي محور استراتيجية الغرب لـ«محاصرة» روسيا بعد غزو أوكرانيا..«سيف القمح» على رقبة الشرق الأوسط..الأسواق العالمية تلعق «جراح الغزو» بـ«تصيّد الفرص».. «حرب تضخم» تحكم المواجهة الغربية ـ الروسية.. «تجارة السلع» تنجو من المعركة..طيار غامض "يدمر" المقاتلات الروسية.. ما حقيقة "شبح كييف"؟.. "استراتيجية جديدة" من القوات الأوكرانية لمنع الروس من الوصول إلى كييف... لهذا السبب تحتاج الولايات المتحدة إلى السعودية للضغط على بوتين.. "اذهبوا للجحيم".. تسجيل لموقف بطولي من حرس الحدود الأوكراني.. تعطل الموقع الرسمي للكرملين على شبكة الإنترنت..

تاريخ الإضافة السبت 26 شباط 2022 - 5:56 م    عدد الزيارات 1511    القسم دولية

        


في ظل مساعٍ غربية لحظر روسيا منه... ما هو نظام «سويفت»؟...

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»... دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (السبت) ألمانيا والمجر إلى «التحلي بالشجاعة» ودعم استبعاد روسيا من نظام «سويفت» المصرفي لمعاقبة موسكو على غزو بلاده. وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نشر عبر الإنترنت «هناك دعم شبه تام من دول الاتحاد الأوروبي لاستبعاد روسيا من سويفت»، معبرا عن أمله في أن «تتحلى ألمانيا والمجر بالشجاعة لدعم هذا القرار». ويعد الإقصاء من منظومة «سويفت» للتعاملات المصرفية، إحدى أبرز الأدوات في النظام المالي العالمي، من أقسى العقوبات التي يمكن للدول الغربية فرضها على روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا. وعلى مدى الأيام الماضية، صدرت دعوات لاتخاذ هذا الإجراء، خصوصاً من زيلينسكي، كما لمّح إليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. إلا أن الخطوة لم تحظ بعد بالإجماع حولها، ولا يزال بعض الأطراف الأوروبيين يحاذرون اللجوء إليها خصوصاً في ظل تأثيرها المحتمل على قدرة دول القارة على سداد مستحقاتها لروسيا لقاء مصادر طاقة مثل الغاز الطبيعي أو النفط. وخلال مؤتمر صحافي ليل الخميس، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن إخراج روسيا من هذه المنظومة لا يزال «خياراً» للرد على غزوها أوكرانيا، لكنه أوضح أن هذا الطرح «ليس موقفاً مشتركاً حالياً» بين الأوروبيين. ولمح مسؤولون أوروبيون إلى أن احتمال إبعاد روسيا من «سويفت» سيبقى مطروحا لكن على الأرجح ضمن جولات مقبلة من العقوبات، في حال احتاج الاتحاد الأوروبي لتصعيد إجراءاته ضد موسكو.

* ما هو نظام سويفت العالمي؟

تأسست «جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف» المعروفة اختصاراً بـ«سويفت» بالإنجليزية، في العام 1973، ولا تتولى عمليا أي تحويلات أو تبادلا للأصول المالية. إلا أن نظام المراسلة الخاص بها الذي تم تطويره في السبعينات من القرن الماضي للحلول بدلا من أجهزة «التلكس»، يوفر للمصارف وسائل للتواصل السريع، الآمن، والمنخفض الكلفة. وهذه الشركة التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها، هي عمليا بمثابة تعاونية للمصارف، وتؤكد على موقعها الحيادي. تستخدم المصادر «سويفت» من أجل إرسال رسائل بشأن تحويل الأموال فيما بينها، تحويل مبالغ لصالح الزبائن، وأوامر بيع الأصول وشرائها. وتستخدم أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في 200 بلد منظومة «سويفت»، ما يجعلها بمثابة العمود الفقري لنظام التحويلات المالية في العالم. إلا أن دورها الرائد في القطاع المالي يعني أيضاً أن على الشركة التعامل مع السلطات للحؤول دون عمليات تمويل غير مشروعة، لا سيما منها تمويل الإرهاب. بحسب الجمعية الوطنية («روس سويفت»)، تعد روسيا ثاني أكبر بلد ضمن «سويفت» من حيث عدد المستخدمين بعد الولايات المتحدة، مع نحو 300 مؤسسة مالية. ووفق الجمعية، يشكل هؤلاء الأعضاء أكثر من نصف المؤسسات المالية في البلاد. وبحسب تقديرات، يصل حجم التعاملات المالية المرتبطة بروسيا عبر «سويفت» إلى مئات مليارات الدولارات سنويا. إلى ذلك، تتمتع روسيا ببنى تحتية مالية خاصة بها، بما يشمل نظام «إس بي إف إس» للتحويلات المصرفية، ونظام «مير» للدفع بالبطاقات المشابه لنظامي «فيزا» و«ماستركارد».

*وقائع حظر سابقة

في العام 2019، تم «تعليق» نفاذ المصارف الإيرانية إلى منظومة «سويفت»، وذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على طهران بعد قرار واشنطن الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي لإيران. وحذرت الخزانة الأميركية في حينه من أن «سويفت» قد تتعرض لعقوبات ما لم تلتزم بما حددته واشنطن. وكانت إيران قد فُصلت عن منظومة «سويفت» اعتباراً من 2012 مع فرض عقوبات أميركية عليها، حتى 2016 حين تم رفع العقوبات بعد إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى. يقول مدير معهد «بروغل» البلجيكي غونترام وولف لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الفوائد والسلبيات» جراء استبعاد روسيا تبقى «موضع نقاش». عمليا، سيعني استبعاد روسيا من منظومة «سويفت» جعل مصارفها غير قادرة على استخدامها من أجل تحويل أو تلقي الأموال مع المؤسسات المالية الأجنبية لقاء التعاملات التجارية. ويوضح وولف أن ذلك سيتسبب في «صداع» على المستوى العملي، خصوصاً للدول الأوروبية المرتبطة مع موسكو بتبادلات تجارية مهمة، أبرزها الغاز الطبيعي الذي تعد روسيا أبرز مصادره لأوروبا. وسبق لدول غربية أن لوحت باستبعاد روسيا من «سويفت» في 2014 على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. إلا أن استبعاد بلد أساسي مثلا روسيا، بما تشكله من ثقل تجاري خصوصاً لجهة صادرات الغاز والنفط، قد يدفع موسكو إلى تطوير منظومة تحويلات خاصة بها، بالتعاون مع الصين على سبيل المثال.

زيلينسكي: أخرجنا خطة الهجوم الروسية عن مسارها

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»... أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو على «فيسبوك» اليوم (السبت) أن أوكرانيا «أخرجت» خطة الهجوم الروسية «عن مسارها» في اليوم الثالث من غزو بلاده، داعياً الروس إلى الضغط على فلاديمير بوتين لوقف الحرب، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». كما دعا زيلينسكي في تسجيل الفيديو نفسه ألمانيا والمجر إلى «التحلي بالشجاعة» ودعم استبعاد روسيا من نظام «سويفت» المصرفي، لمعاقبة موسكو على غزو بلاده. وقال زيلينسكي: «صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو»؛ موضحاً أن «القتال مستمر في عديد من البلدات والمناطق في البلاد؛ لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة». وتابع: «أراد المحتلون شل وسط بلدنا ووضع دُماهم هناك، كما هي الحال في دونيتسك. أخرجنا خطتهم عن مسارها»؛ مؤكداً أن الجيش الروسي «لم يحرز أي تقدّم». وأضاف أن «العدو استخدم كل شيء ضدنا: صواريخ ومقاتلات وطائرات مُسيَّرة ومدفعيات ومدرعات، بالإضافة إلى مخربين ومظليين»؛ مشيراً إلى أن موسكو قصفت مناطق سكنية وتحاول تدمير منشآت كهربائية. ودعا الرئيس الأوكراني الغربيين إلى أن يكونوا أكثر حزماً تجاه روسيا؛ معتبراً أن أوكرانيا لديها «الحق في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي». وفي كلمة وجهها إلى الشعب الروسي، دعا زيلينسكي إلى الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف هجومه على أوكرانيا. وقال: «نحن نعلم أن كثيراً في روسيا مصدومون من دناءة الحكومة ووحشيتها».

مصارف صينية تحدّ من التمويل لشراء المواد الروسية خوفاً من العقوبات...

بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»... عمد مصرفان حكوميان صينيان الى فرض قيود على تمويل شراء المواد الأولية من روسيا عقب العقوبات الغربية بحق موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا، وفق ما أوردته وكالة «بلومبرغ» اليوم السبت. وعززت بكين وموسكو علاقاتهما الاقتصادية بشكل كبير اعتبارا من العام 2014، عندما بدأت الدول الغربية فرض عقوبات على روسيا على خلفية ضمّها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ودعمها للانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك. وضمن سعيها لتعزيز نموها الاقتصادي، زادت الصين استيراد المواد الروسية المنشأ خصوصا في قطاع الطاقة، وباتت تستهلك نحو 30 في المائة من صادرات الغاز والنفط الروسية. وبعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الواسعة النطاق التي فرضتها دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدأ مصرفان صينيان تملكهما الدولة هما «آي سي بي سي» و«بنك أوف تشاينا»، تقييد تمويل شراء المواد الروسية. ونقلت«بلومبرغ» عن مصادر لم تسمّها، قولها إن القرار اتخذ خشية تفسير إبقاء التمويل غير مقيّد، كنوع من التأييد للعملية العسكرية الروسية، وخشية التعرض لعقوبات. الا أن الوكالة أشارت الى أن الخطوة ستكون موقتة. ويعد «آي سي بي سي» أكبر مصرف في العالم من حيث الأصول، بينما «بنك أوف تشاينا» هو أكبر مصرف تجاري في البلاد لتداول العملات. وقد يحول تعرض أي منهما لعقوبات أميركية، دون تمكنهما من الوصول الى الدولار. وشملت العقوبات على روسيا عقب غزو أوكرانيا مجالات واسعة، وطالت على سبيل المثال شركة الطاقة العملاقة «غازبروم» التي فقدت قدرتها على التمويل من الأسواق المالية الغربية. وتجد الصين نفسها في موقع دقيق دبلوماسيا حيال الأزمة، خصوصا مع عدم رغبتها في اتخاذ موقف معارض لفلاديمير بوتين، رئيس روسيا الذي تربطه علاقة جيدة بنظيره الصيني شي جينبينغ. وخلال زيارته بكين على هامش استضافتها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير (شباط)، وقّع بوتين وشي اتفاقات مهمة، خصص بعضها لتعزيز التعاون في القطاع المالي وتوريد الغاز. واتخذت الصين موقفا وسطيا بين عدم إدانة الغزو الروسي وعدم تأييده. وأعرب شي خلال مكالمة هاتفية مع بوتين الجمعة عن تأييده لحلّ النزاع عبر المسار الدبلوماسي والمفاوضات. وفي اليوم ذاته، امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الأمن على إدانة الغزو، وهو قرار سقط في نهاية المطاف بموجب حق النقض الروسي.

القطاع المالي محور استراتيجية الغرب لـ«محاصرة» روسيا بعد غزو أوكرانيا

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين».... تركز الدول الغربية في استراتيجيتها لمعاقبة روسيا بعد غزوها الأراضي الأوكرانية على القطاع المالي، اذ فرضت عليه عقوبات مباشرة، إضافة الى تجميد أصول الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وبعدما أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تجميد أصول بوتين ولافروف، أكد البيت الأبيض، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة ستحذو حذو حلفائها وتفرض عقوبات على الرئيس ووزير خارجيته، بما يشمل منعهما من دخول أراضيها. وأدرج الاتحاد الأوروبي على لائحته السوداء، أعضاء مجلس النواب الروسي (الدوما)، و26 من رجال الأعمال الروس. كما تلزم العقوبات المصارف الأوروبية رفض أي ايداع مالي من مواطنين روس تفوق قيمته 100 ألف يورو. وستُمنع العديد من الشركات الروسية المرتبطة بالدولة من نيل تمويل أوروبي. من جهتها، أعلنت كندا أنها ستفرض عقوبات على «58 شخصية وكياناً» روسيا بمن فيهم «أشخاص من النخبة الروسية» و«مصارف روسية كبيرة» و«أعضاء في مجلس الأمن القومي الروسي»، على أن تشمل هذه العقوبات بوتين ولافروف. كما أعلنت اليابان «تجميد الأصول وتعليق منح تأشيرات الدخول لأشخاص ومنظمات روسية»، إضافة الى تجميد أصول مؤسسات مالية روسية. وتستهدف أستراليا على وجه التحديد المتموّلين الروس وكل أعضاء الدوما، وتستعد لفرض عقوبات على بوتين ولافروف. وركزت عقوبات واشنطن ولندن على عدد من المصارف الروسية وأبرزها «في تي بي» الذي أعلن أن استخدام زبائنه لبطاقات «فيزا» و«ماستركارد» الصادرة عنه بات «غير ممكن». وقال ستيفان لو فسكونت، المحامي في مكتب «لينكلاترز»، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «استبعاد مصرف من النظام المصرفي الأميركي هدفه الحؤول دون تمكنه من سداد مدفوعات بالدولار». واستبعد فرض إجراءات مماثلة مرتبطة باليورو «نظرا لوجود مسائل مرتبطة بالاعفاءات المتعلقة بمدفوعات (مصادر) الطاقة» التي تستوردها دول أوروبية عدة من روسيا، خصوصا الغاز والنفط. بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، تبقى العقوبات المعلنة حتى الآن ما دون المطلوب، وقد دعا عبر تويتر الى «زيادة الضغط على روسيا». واحتفظت الدول الغربية الحليفة بخيار استبعاد روسيا من منظومة «سويفت» للتعاملات بين المصارف، إحدى أبرز الأدوات في النظام المالي العالمي. وسيكون استبعاد موسكو من هذه المنظومة من أقسى العقوبات التي يمكن للدول الغربية فرضها. لكن الخطوة لم تحظَ بعد بالاجماع خصوصا في ظل تخوف عدة دول أوروبية من أن تؤثر على امداداتها في مجال الطاقة من روسيا. من جهته، اعتبر لو فسكونت أن العقوبات حتى الآن «غير ضعيفة وغير قوية»، وهي ثمرة «تسوية» تتيح للدول الغربية أن «توجع» روسيا، من دون أن تضرّ في الوقت عينه بمصالحها الذاتية. وتشير التقديرات الى أن احتياط روسيا من العملات الصعبة ناهز 640 مليار دولار في 18 فبراير (شباط)، نحو ضعف ما كان عليه في 2014 مع بدء التوتر بين موسكو والغرب بسبب أوكرانيا. وتصل أصول الصندوق السيادي الروسي الى 175 مليار دولار، مما قد يتيح لموسكو تمويل الشركات الاستراتيجية، والمملوكة بجزء كبير منها للدولة. تجدر الإشارة إلى أن لدى العديد من المصارف الأوروبية فروعاً أو شركات تابعة في روسيا، أبرزها «سوسييتيه جنرال» الفرنسي و«أونيكريدي» الإيطالي و«ريفشن بنك انترناشونال» النمسوي. وأوضح لو فسكونت أن هذه المصارف «لا تواجه الى الآن تبعات قانونية»، الا أنها «ستعمل في بلد حيث ستتراجع قيمة العملة المحلية (الروبل)، وتواجه خطر زيادة التضخم بشكل حاد». كما سيكون عليها الاستغناء عن بعض زبائنها في حال تم تجميد أصولهم. وأكد «سوسييتيه جنرال» و«أونيكريدي» لوكالة الصحافة الفرنسية، عبر متحدث باسم كل منهما، أنهما يتابعان الوضع عن كثب، مؤكدين أن نشاطهما في روسيا يشكّل نسبة ضئيلة من أعمالهما الاجمالية. وأوضح «ريفشن بنك انترناشونال» أن لفروعه في روسيا وأوكرانيا ما يكفي من رأس المال «وتموّل نفسها ذاتياً». قال المحامي لدى «سويفت ليتيغايشن» جوليان مارتينيه، إن التحايل على العقوبات أمر ممكن عمليا، مشيرا على سبيل المثال الى إيران التي تعاني من عقوبات أميركية صارمة تفوق بدرجة كبيرة تلك المفروضة على روسيا. وأوضح أن التحايل قد يتم عبر طرف ثالث «لكن ليس رسميا وليس مقبولا من المؤسسات المصرفية الكبيرة» التي تفرض قيودا صارمة في مجال «مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب». لذلك، تواجه المؤسسات المالية خطر عقوبات وخيمة في حال التحايل على العقوبات. وعلى سبيل المثال، أُلزم مصرف «بي أن بي باريبا» الفرنسي بدفع غرامة مقدارها 8,9 مليار دولار لقيامه بين عامي 2004 و2012، بتحويل أموال عبر النظام المصرفي الأميركي لمصلحة سودانيين وإيرانيين وكوبيين. وأشار المحلل في «ميرابو» جون بلاسارد الى أن الشركات النفطية الروسية مثل «روسنفت» و«غازبروم نفت» سبق لها أن أعلنت «أن خيار الدفع بعملات بديلة (عن الدولار) مدرج في العديد من عقود التزويد» المبرمة مع أطراف آخرين. وبحسب نيكولا فلوريه، المتخصص بالصناعة المالية في شركة «ديلويت»، يمكن أن تلجأ روسيا الى استخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع، مشيرا الى أن موسكو تزيد إنتاجها من هذه العملات.

«سيف القمح» على رقبة الشرق الأوسط

لبنان الأخطر... ومصر الأكبر... واليمن الأجدر

تستورد الدول العربية نحو ثلث احتياجاتها من روسيا وأوكرانيا (رويترز)

القاهرة: لمياء نبيل تونس: المنجي السعيداني عواصم: «الشرق الأوسط».... منذ بداية التوترات الروسية الأوكرانية، برزت مخاوف تأثُّر أسواق القمح والغلال العالمية بشدة جراء الأزمة، نظراً لأن البلدين يؤمّنان جانباً مهماً من الصادرات العالمية... لكنّ الجانب الأكثر تهديداً في العالم يقع في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، كونها المنطقة الأعلى كثافة في استيراد القمح من البلدين. وتشكل روسيا وأوكرانيا 29% من صادرات القمح العالمية، و19% من صادرات الذرة، و80% من الصادرات العالمية لزيت دوار الشمس. ومنذ فجر الخميس وبدء الغزو، ارتفعت أسعار القمح في بورصة شيكاغو إلى أعلى مستوى في تسعة أعوام ونصف، بينما يهدد الصراع بعرقلة تدفق الإمدادات من المنطقة، في حين قفزت العقود الآجلة الأوروبية للقمح إلى ذروة قياسية، وغير مسبوقة على الإطلاق وبلغ القمح سعراً غير مسبوق إطلاقاً بـ344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة «يورونكست» التي تدير عدداً من البورصات الأوروبية. وأوكرانيا مصدّر رئيسي للذرة التي يتجه معظمها إلى الصين والاتحاد الأوروبي. وتنافس روسيا أيضاً في توريد القمح إلى مشترين رئيسيين مثل مصر وتركيا. وتزامناً مع بداية الغزو الروسي، قال مستشار لكبير معاوني الرئيس الأوكراني إن الجيش علًق الشحن التجاري في الموانئ الأوكرانية بعد أن غزت قوات روسية البلاد، وهو ما يُذكْي مخاوف من تعطل الإمدادات من مصدّر رئيسي للحبوب والزيوت النباتية. وفي وقت سابق، قال مسؤولون ومصادر بقطاع الحبوب إن روسيا أيضاً علّقت حركة السفن التجارية في بحر آزوف حتى إشعار آخر، لكنها أبقت موانئها على البحر الأسود مفتوحة أمام الملاحة. وفي خضمّ هذه المعضلة السياسية، فإن دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر ولبنان والعراق ودول المغرب العربي، ربما تواجه مشكلة جسيمة، إذ إنها تعتمد -بشكل متفاوت بين الكبير إلى المتوسط- على الأقماح الأوكرانية والروسية، وبكميات كبرى يصعب تعويضها من السوق المفتوحة.

لبنان في معضلة حادة: وظهر الأمر شديد الحساسية في لبنان على وجه الخصوص، إذ لا يملك البلد مكاناً كافياً لتخزين الاحتياطيات منذ دمار إهراءات القمح في انفجار المرفأ عام 2020... بما جعل لبنان لا يمتلك سعة تخزينية إلا لما يتراوح حول شهر واحد. ويوم الجمعة، أكد وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام لـ«رويترز» معلومة أن احتياطيات لبنان من القمح تكفي لمدة شهر على الأكثر، وقال إنه يسعى لعقد اتفاقات استيراد من دول مختلفة وسط مخاوف في السوق بسبب الأزمة الأوكرانية. وأضاف سلام أن الدولة التي تستورد ما يقرب من 60% من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا، تُجري محادثات مع دول أخرى لاستيراد القمح، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. وقال الوزير: «لا نريد خلق حالة من الذعر... لدينا مؤشرات إيجابية»، موضحاً أن الدولة تسعى للتوصل إلى اتفاقيات بشأن استيراد القمح بأسعار مناسبة لتأمين احتياطيات تصل إلى شهرين. وأضاف: «نقطة مهمة جداً أن نستطيع أخذ التزامات من بعض الدول وبعض الشركات بأسعار مخفضة نشتريها ونحجزها ونؤمّن على القليل شهراً أو شهرين من مخزون القمح». وفي وقت سابق يوم الجمعة، قال جريس برباري مدير عام الحبوب والشمندر السكري بوزارة الاقتصاد والتجارة، لـ«رويترز» إن احتياطيات لبنان من القمح تكفي لمدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين. وأضاف برباري أن شحنتي قمح إلى لبنان كانتا يتم تحميلهما في أوكرانيا تأخرتا بسبب الحرب. صرخة حادة باليمن: ورغم حساسية الموقف اللبناني، فإن صرخة الإغاثة تأتي من اليمن. إذ حذّر برنامج الأغذية العالمي، أول من أمس (الخميس)، من أنّ الحرب في أوكرانيا ستؤدي على الأرجح إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء في اليمن الذي مزّقته الحرب، مما قد يدفع المزيد من السكان إلى المجاعة مع تراجع تمويل المساعدات. وكان برنامج الأغذية العالمي قد اضطر إلى خفض الحصص الغذائية لثمانية ملايين شخص في اليمن، حيث دفعت الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، البلاد إلى حافة المجاعة. وقال البرنامج في بيان: «يؤدي تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء، خصوصاً الحبوب في اليمن الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد». وتابع: «تضاعفت أسعار المواد الغذائية في معظم أنحاء اليمن خلال العام الماضي، مما جعل أكثر من نصف البلاد في حاجة إلى مساعدات غذائية. سيؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى دفع المزيد من الناس إلى الحلقة المفرغة المتمثلة في الجوع والاعتماد على المساعدة الإنسانية». وقال برنامج الأغذية، (الخميس): «ليس لدينا خيار سوى إطعام من يتضورون جوعاً على حساب الجوعى، وما لم نحصل على التمويل العاجل، فإننا في غضون أسابيع قليلة نواجه خطر عدم قدرتنا حتى على إطعام الذين يضورون جوعاً»، مضيفاً: «سيكون ذلك بمثابة جحيم على الأرض». مهمة شاقة لإطعام 100 مليون فم: وفي مصر، أكبر البلاد العربية سكاناً، وأعلى دول العالم استيراداً للقمح، تبدو المهمة شاقة لإيجاد بدائل عاجلة لإطعام 100 مليون مواطن، خصوصاً مع استيراد البلاد نحو 40% من احتياجاتها من روسيا وأوكرانيا. لكن هناك تحركات متعددة المحاور لحل الأزمة، بينها التوسع المحلي في زراعات القمح، وتنويع الواردات، إضافةً إلى وجود احتياطي معقول يكفي في المتوسط 6 أشهر. ومما يزيد حالة الاطمئنان أن الإنتاج المحلي للبلاد يكفي لإنتاج الخبز اليومي، حسبما أكد الدكتور سعد نصار، الخبير الاقتصادي ومستشار وزارة الزراعة المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط». من جانبها، قالت الهيئة العامة للسلع التموينية، المشتري الحكومي للحبوب في مصر، إنها ألغت مناقصة دولية لشراء القمح، وذكر متعاملون أنها تلقت عرضاً واحداً لشراء 60 ألف طن من القمح الفرنسي مقابل 399 دولاراً للطن على أساس تسليم ظهر السفينة في مناقصة دولية. وقال المتعاملون إن العرض قدمته شركة «فيترا» وكان صالحاً لمدة ساعة. وطلبت الهيئة كمية غير محددة من القمح للشحن بين 11 و21 أبريل (نيسان). وقال متعامل أوروبي: «تسود معنويات العزوف عن المخاطرة اليوم مع استحالة اتخاذ قرار تجاري بتقييم أسعار القمح مع بدء الحرب»، في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا. وأضاف: «من الواضح أن القمح الفرنسي هو البديل الأول الواضح حيث يمكن توريد الشحنات إلى مصر من دون مواجهة خطر الحرب، إذ لن تضطر السفن للإبحار عبر البحر الأسود».

رسائل طمأنة: وفي تونس، كشفت وزارة الفلاحة عن توفر مخزون من الحبوب يكفي لتغطية الحاجيات المحلية حتى مايو (أيار) المقبل، وذلك رداً على انتقادات تتعلق بالانعكاسات السلبية المحتملة للأزمة، إذ إن تونس تستورد نحو نصف حاجياتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا. وأكد عبد الستار الفهري، مدير التزويد بديوان الحبوب أن نحو 80% من واردات تونس من الحبوب متأتية من روسيا وأوكرانيا، وهو ما يجعل الاحتياط ضرورياً خشية إطالة أمد الأزمة هناك، وإمكانية تأثيرها على عمليات الشحن الموجهة إلى البلدان المستهلكة. وأضاف أن وزارة الفلاحة التونسية قد أسدت تعليماتها بالبحث عن أسواق أخرى على غرار بلغاريا ورومانيا وأوروغواي والأرجنتين بالنسبة لطلبات العروض الجديدة، وتجنب الوجهتين الروسية والأوكرانية خلال هذه الفترة. وعلى ذات المسار، قال متحدث باسم وزارة التجارة العراقية، أول من أمس (الخميس)، إن العراق يملك مخزوناً استراتيجياً كافياً من القمح من مشترياته من القمح المحلي من المزارعين في الموسم الماضي، مضيفاً أنه غير قلق بشأن المخزونات. لكنه أضاف أن العراق قد يطرق السوق لشراء قمح إذا طال أمد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وسيعلن عن خطة الشراء في حينه.

الأسواق العالمية تلعق «جراح الغزو» بـ«تصيّد الفرص»... تنفست الصعداء بعد «عقوبات دون مفاجآت»... والتقلبات واردة

لندن: «الشرق الأوسط»... انتعشت أسواق الأسهم العالمية الجمعة بعد الخسائر الفادحة المتراكمة منذ بداية الأسبوع، لكن أجواء السوق لا تزال غير واضحة ومرتبطة بتطورات الغزو الروسي لأوكرانيا. من جهتها، بدأت أسعار النفط تستقر بعد ارتفاعها الحاد الخميس. وتراجعت أسعار القمح في التعاملات الأوروبية غداة سعر قياسي عند الإقفال الخميس، فيما تعتبر روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي القمح في العالم. واصلت أسعار الذرة ارتفاعها الكبير. وكانت الأسهم الأميركية قد أغلقت على ارتفاع الخميس في اتجاه معاكس لما كانت عليه بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن عقوبات جديدة قاسية على روسيا، وقال بعض المحللين إن الإجراءات لم تكن بالشدة التي كانت السوق تخشاها. إلا أن وضع السوق ظل هشا، وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية. وسجلت البورصات الأوروبية تحسنا في بداية جلساتها بعدما بلغت خسائرها نحو 4 في المائة في اليوم السابق. وارتفعت بورصات باريس 0.91 في المائة، ولندن 1.47 في المائة، وفرانكفورت 0.62 في المائة، وميلانو 0.30 في المائة، قرابة الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش. أما بورصة موسكو، فبعد خسارة تجاوزت الثلاثين في المائة الخميس، ارتفعت الجمعة بنسبة 20 في المائة. وجاء تحسن البورصات بدفع من وول ستريت التي فتحت الخميس على انخفاض حاد، لكن مؤشراتها الثلاثة الكبرى أقفلت على ارتفاع بلغ 0.25 في المائة لداو جونز وأكثر من 3 في المائة لناسداك و1.50 في المائة لـ«إس أند بي500» الأوسع نطاقا. وبدفع من وول ستريت أيضاً سجلت البورصات الآسيوية في جلساتها الجمعة ارتفاعا. ففي بورصة طوكيو، ارتفع المؤشر نيكي - سجل الخميس أدنى مستوى له عند الإغلاق منذ 15 شهرا - بنسبة 1.95 في المائة لكن حصيلة أدائه الأسبوعية تبقى في هامش الخسائر (- 2.4 في المائة). وارتفع سوق الأسهم الأسترالي، بشكل طفيف، ليعوض خسائر، سجلها في الجلسة السابقة، مع ارتفاع مؤشر «إس آند بي/إيه إس إكس200»، بنسبة 0.12 في المائة، ليصل إلى 6998.80 نقطة، بعد أن لامس 7045.60 نقطة في وقت سابق. ومن أسباب الانتعاش في المؤشرات، ذكر الخبير في الاستثمار في مجموعة «ميرابو» جون بلاسار: «السعي لصفقات جيدة»، وكذلك الخطاب الذي «يعتبر معتدلا» للرئيس الأميركي جو بايدن. وتستهدف العقوبات الغربية بشكل أساسي قطاعي المال والتكنولوجيا الروسيين، لكنها تستثني المحروقات والحد من الوصول إلى شبكة سويفت بين المصارف. لكن إيبك أوزكارديسكايا المحللة في مصرف «سويسكوت» ترى في ذلك «تقلبا كبيرا ناجما عن بيئة شديدة التوتر». وقالت «من المستحيل تحديد اتجاه السوق في الدقائق الخمس المقبلة. الشيء الوحيد المؤكد هو عدم اليقين». أما أسعار المواد الأولية التي سجلت ارتفاعا كبيرا الخميس، فقد بقي عند المستويات نفسها. فقرابة الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر برميل برنت نفط برنت بحر الشمال تسليم أبريل (نيسان) بنسبة 0.09 في المائة إلى 99.17 دولار. وفي نيويورك، خسر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل أيضاً 0.22 في المائة، واستقر على 92.61 دولار. وقال كارستن فريتش المحلل في مجموعة «كوميرتسبنك» إن «هجوم روسيا على أوكرانيا مستمر بلا توقف، ومع ذلك هدأت أسعار الطاقة فجأة وبسرعة بعد ارتفاعها بشكل كبير» الخميس. وبلغ سعر النفط بمرجعيه أكثر من مائة دولار الخميس. وتتقلب أسعار الألمنيوم والقمح أيضاً على مستويات عالية، لكنها بقيت بعيدة عن ذروتها في اليوم السابق. وبلغ سعر الغاز في السوق الأوروبية الرئيسية، الهولندية «تي تي إف»، حوالي 113 يورو بعدما بلغ ذروته عند 143 يورو حوالي الساعة 14:40 الخميس. لكنه يبقى مرتفعا أكثر من أربعين في المائة عن مستوياته العادية منذ ثلاثة أيام. وكذلك ارتفع سعر الذهب عن سعر الإغلاق الخميس، إلى 1917 دولاراً للأونصة. وروسيا وأوكرانيا دولتان أساسيتان لتوريد النفط والغاز والقمح ومواد خام أساسية أخرى. وقال محللو مجموعة «دويتشه بنك» إن «أسعار الطاقة ستواصل إبقاء المصارف المركزية متيقظة ولا يمكنها فعل أي شيء لمعالجة قضايا الإمداد بشكل مباشر» التي تغذي التضخم في الاقتصادات الغربية. وقال محللو مجموعة «أموندي» في مذكرة إن «الأسواق العالمية لم تتوقع سيناريو حرب، وهي تتكيف الآن مع حجم هذا العمل العسكري. وتشكل مكافحة ارتفاع الأسعار أولوية لدى المصارف المركزية منذ أسابيع». وسجلت أسعار أسهم المصارف الروسية التي تراجعت الخميس، تحسنا محدودا، ومن بينها سبيربنك (3.62 في المائة). لكن القطاع الأوروبي ظل هشا على غرار مصرف «سوسييتيه جنرال» الموجود في روسيا، والذي خسر 0.97 في المائة في باريس بعد انخفاض نسبته أكثر من عشرة في المائة الخميس. و8وزاصل اليورو ضعفه في مقابل الدولار الذي يعد ملاذا آمنا. وبات الدولار يساوي 1.1182 يورو. وبقي سعر صرف الروبل إلى حد كبير أعلى بكثير من ثمانين روبلا في مقابل الدولار وبلغ 83.4423... أما البتكوين فقد استقر عند 38390 دولارا.

«حرب تضخم» تحكم المواجهة الغربية ـ الروسية.. «تجارة السلع» تنجو من المعركة

يشير كثير من المراقبين إلى أن التضخم هو العامل الأساسي الذي يعتمد عليه كل من الغرب وروسيا في صراعهما على هامش الأزمة الأوكرانية (أ.ب)

الشرق الاوسط... القاهرة: أحمد الغمراوي.. وسط أنباء العقوبات الغربية المتتالية والموجهة إلى موسكو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن أكثر ما يلاحظ هو أن غالبية هذه العقوبات تدور حول محور واحد، وهو إشعال التضخم الروسي بما يقوض أركان الدولة، وفي الوقت ذاته الابتعاد قدر الإمكان عن الإضرار باقتصادات الدول صاحبة العقوبات، عبر النأي عن أي توجه من شأنه زيادة حدة التضخم في هذه الدول. وفي تحليلات متعددة طالعتها «الشرق الأوسط»، خلال الساعات الماضية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، راهن في خياراته على ألا تقدم الدول الكبرى على ردود أفعال قوية تجاه تحركه لغزو أوكرانيا... معتمداً في ذلك على حالة الهشاشة الاقتصادية العالمية، واشتعال التضخم بالفعل في كافة الدول الغربية، مع استنزاف احتياطياتها الاستراتيجية للسلع الأولية؛ بل وأيضاً المالية، بما يكبلها كثيراً عن اتخاذ إجراءات حادة خشية تفجر التضخم داخلها. وكان استثناء قطاعات الطاقة والسلع الروسية من أي عقوبات لافتاً، إذ إنها تمثل مجتمعة شريان الحياة للاقتصاد الروسي وستكون ضربتها موجعة بالتأكيد، لكن التسبب في ضرب هذه القطاعات سيرتد وبشكل أسرع وأكثر حدة وفداحة على الاقتصادات الأوروبية بشكل خاص، التي تعاني من حالة تضخم متفاقمة بالفعل، مع نقص حاد في إمدادات الطاقة والمواد الأولية، خصوصاً في ظل حالة الاستشفاء العالمية العامة من أضرار «كورونا». ويدرك كلا الجانبين حجم التناقض في هذا المشهد. فالغرب يعرف أن المواد الخام هي البقرة الحلوب بالنسبة للرئيس بوتين، التي تمول طموحات روسيا الاستعمارية بفضل الارتفاع الشديد لأسعار الغاز الطبيعي والنفط خلال الفترة الأخيرة. لكن هذه الدول تدرك أيضاً أن وقف استيراد هذه السلع من روسيا سيضر باقتصاداتها ضرراً بالغاً. وفي المقابل، فإن الكرملين قد يفكر في استخدام الغاز الطبيعي كسلاح ضد الغرب، ويقرر وقف ضخه إليه، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انهيار إمدادات الكهرباء في أوروبا... لكن الكرملين يدرك في الوقت نفسه أن صادرات هذه السلع هي شريان الحياة الاقتصادي لروسيا. وتهدف العقوبات المعلنة حتى فجر الجمعة إلى تجفيف مصادر التمويل لروسيا والتأثير على المدى البعيد على تطورها التكنولوجي والعسكري، مع ضرب مصالح الأثرياء النافذين الروس المقربين من السلطة. وتستهدف العقوبات أكبر عشر مؤسسات مالية روسية، ما سيحد من إمكان وصولها إلى الأسواق المالية الدولية والتعاملات بالدولار. وأكدت واشنطن أن هذا سيستنزف تدفقات رؤوس الأموال وسيتسبب بفورة تضخم روسية، من شأنها أن تهدد قواعد الدولة بشكل ما. لكن الإدارة الأميركية لفتت إلى أن هذه العقوبات المالية الشديدة لن تشمل قطاع المحروقات التي يدر على روسيا عائدات طائلة، وقال الرئيس جو بايدن، «صممنا العقوبات تحديداً بشكل يسمح بمواصلة المدفوعات للطاقة»، وتخشى واشنطن أن تتسبب التدابير بزيادة إضافية في أسعار النفط والغاز. من جانبهما، رفض وزيرا مالية ألمانيا وفرنسا، يوم الجمعة، الانتقادات بأن أحدث سلسلة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا لغزو أوكرانيا ليست كافية. وقال وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، للصحافيين في باريس، «كل الخيارات مطروحة»، مؤكداً أن البنوك الروسية «محجوبة بالكامل» بالفعل من الأسواق المالية في الاتحاد الأوروبي. بينما قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، إن الاقتصاد الروسي يشعر بالفعل بتأثير هذه الإجراءات. وخلال قمة الاتحاد الأوروبي الطارئة في بروكسل مساء الخميس، ضغطت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خصوصاً دول البلطيق، من أجل فرض أشد العقوبات الممكنة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لتشمل الطرد الفوري لروسيا من نظام الدفع التابع لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت)، وهو نظام اتصالات للمدفوعات المصرفية. لكن بعض دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا والنمسا، أبدت تحفظات. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي لوكالة الأنباء الألمانية، إن المجر وإيطاليا وقبرص متفقة أيضاً على أن هذه ستكون خطوة بعيدة للغاية وسابقة لأوانها للغاية. ودعا رئيس لاتفيا، إيجيلز ليفيتس، مجدداً، يوم الجمعة، إلى عزل روسيا عن العالم مثل كوريا الشمالية، وقال إن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «لا يهدد أوكرانيا فحسب، بل يهدد أوروبا والعالم بأسره». ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة اليوم في جلسة طارئة بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا لتبني حزمة العقوبات الأخيرة على روسيا. واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على إجراءات واسعة النطاق تستهدف قطاعات متعددة خلال القمة الطارئة في بروكسل، وتتضمن الحزمة حظر تصدير التكنولوجيا لروسيا، وتقيد وصول موسكو إلى الأسواق المالية للاتحاد الأوروبي. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، إن حزمة العقوبات الضخمة التي تم إقرارها، أظهرت مدى تماسك الاتحاد الأوروبي. وأضافت في تغريدة لها على موقع «تويتر»، أن العقوبات تستهدف 70 في المائة من السوق المصرفية الروسية والشركات الحكومية الرئيسية. وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن عقوبات التكتل الأوروبي حظرت بيع الطائرات والمعدات إلى شركات الطيران الروسية، وقطع وصول روسيا إلى «التكنولوجيا الحيوية». وأوضحت أنه لم يعد بإمكان الدبلوماسيين الروس والمجموعات ذات الصلة ورجال الأعمال، الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.

طيار غامض "يدمر" المقاتلات الروسية.. ما حقيقة "شبح كييف"؟

الحرة – دبي.... رواية "شبح كييف" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي.... مع اندلاع الصراعات والحروب، تتشكل بيئة مثالية وخصبة لانتشار المعلومات المضللة والشائعات في إطار "الحرب النفسية" بهدف بث روح الحماس لدى المقاتلين والناس على حد سواء وإلحاق الأذى النفسي بالخصم أيضا. وبعد غزو روسيا لأوكرانيا، بدأت المعلومات المضللة في الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كما تنتشر النار في الهشيم. لكن قصة "شبح كييف" تبقى مختلفة تماما بعد أن بقيت في نقطة المنتصف، فهي تتأرجح بين الحقيقة والخيال. وزعمت تقارير أن طيارا أوكرانيا يقود مقاتلة من طراز "MiG-29 Fulcrum" استطاع أن يسقط 6 طائرات حربية روسية في سماء أوكرانيا خلال 24 ساعة فقط. ودعمت تلك التقارير مزاعمها بمقاطع فيديو تظهر المقاتلات الأوكرانية تحلق في السماء وهي تجري مناورات حربية، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة "شبح كييف". وسرعان ما أصبح "شبح كييف" بطلا شعبيا في حرب باتت تشاهد على نطاق واسع عبر الإنترنت، كما تقول صحيفة "نيويورك بوست". ومما زاد من ارباك المشهد، هو تأكيدات من السفير الأوكراني لدى الاتحاد الأوروبي لهذه القصة التي تبدو أقرب للخيال من الحقيقة. وكتب السفير الأوكراني، ميكولا توتشيتسكي، في تغريدة: "حقق طيار مقاتل أوكراني ست انتصارات في يوم واحد في معارك جوية مع الروس. أطلق عليه لقب شبح كييف". وأردف قائلا إنه "مثال آخر على استعداد الشعب الأوكراني للمقاومة. يجب أن يساعد العالم المتحضر في حماية حريتنا". بحلول نهاية يوم 25 فبراير، كانت مصادر غير مؤكدة تزعم أن ما لا يقل عن ست طائرات مقاتلة روسية قد أسقطها "شبح كييف" بمفرده وهي طائرتان "Su-35"، وواحدة "Su-27"، وواحدة "MiG-29"، واثنين من طراز "Su-25s". ويمكن لطائرة "MiG-29" حمل ستة صواريخ جو-جو كحد أقصى، بالإضافة إلى 150 طلقة من ذخيرة 30 ملم، كما يوفر نطاقها المحدود وقتا قصيرا نسبيا لإجراء المناورات لا سيما تلك التي تكون على مستوى منخفض. وأشارت وزارة الدفاع الأوكرانية لهذه القصة بشكل غير مباشر دون أن تؤكدها أو تنفيها، مما ساهم في تغذية أسطورة "شبح كييف". وكتبت الوزارة الأوكرانية على تويتر: "يعود العشرات من الطيارين العسكريين المتمرسين من النقيب إلى اللواء إلى القوات الجوية للقوات المسلحة بعد أن تم تحويلهم سابقا إلى القوات الاحتياطية". وأضافت الوزارة: "من يدري، ربما يكون أحدهم هو المنتقم الجوي على MiG-29، والذي غالبا ما يراه سكان كييف"، في إشارة إلى قصة "شبح كييف" التي تداولت على نطاق واسع وهي ربما تكون قصة لرفع معنويات سكان البلاد من الغزو الروسي. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية عن تدمير 10 طائرات ثابتة الجناحين وسبع طائرات هليكوبتر دون الإشارة إلى التفاصيل. ورغم عدم وجود معلومات تؤكد أو تنفي القصة، إلا أن تقارير أخرى تنفي "شبح كييف" بشكل قاطع. وتقول إن هذا الفيديو تم إنشاؤه من خلال لعبة فيديو مخصصة لمحاكاة الطيران الحربي وتسمى "Digital Combat Simulator World". ويقول آخرون أن صحة الفيديو من عدمه، لا تنفي صحة الروايات حول الطيار المزعوم. ومع ذلك، تساعد هذه القصص مثل رواية "شبح كييف" بالتأكيد في توحيد الشعب وداعمي أوكرانيا حول العالم في مواجهة المعارك التي تشنها القوات الروسية. وبحسب "نيويورك بوست"، جادل الكثير على وسائل التواصل الاجتماعي بأن أسطورة طيار مقاتل بارع يصد التقدم الروسي كانت مفيدة في حد ذاتها. وقال أحد المعلقين على هذا الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي: "سواء كان ذلك صحيحا أم لا، هذا بالضبط نوع القصة الملهمة التي تحتاجها المقاومة الآن".

"استراتيجية جديدة" من القوات الأوكرانية لمنع الروس من الوصول إلى كييف

الحرة – واشنطن... خريطة المعركة في كييف.... لدى توغلها على طول الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية لأوكرانيا، واجهت القوات الروسية مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية في أقصى الشمال في كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في البلاد، مع اعتماد الجيش الأوكراني أسلوبا جديدا لمنع الوصول إلى العاصمة. والجمعة، دخلت الضواحي الغربية للعاصمة كييف، لكنها فشلت في اختراق الجانب الشرقي من المدينة حتى مساء الجمعة بالتوقيت المحلي، وفقًا لتحليل مستقل للصراع أجراه معهد دراسات الحرب، وهو مجموعة بحثية في واشنطن. كما منعت القوات الأوكرانية القوات الروسية من السيطرة على تشيرنيهيف، وهي مدينة تقع شمال شرق كييف. وقال الجيش الأوكراني إن جنودا روس دخلوا منطقة كييف الشمالية في وقت سابق من ليل الجمعة وإن "مجموعات تخريبية" تعمل في المدينة. وذكرت تقارير استخباراتية من البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية أن روسيا كانت تحاول تطويق العاصمة. وقال عمدة بلدية كييف وسط العاصمة، إن الضربات الصاروخية أصابت مدينة كييف خلال الليل، وسقطت شظية صاروخية روسية على مبنى سكني، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل. وسُمع دوي انفجارات في جميع أنحاء المدينة، وقال العمدة فيتالي كليتشكو على وسائل التواصل الاجتماعي إن خمسة انفجارات على ما يبدو جاءت من محطة كييف الحرارية للطاقة رقم 6 في الشمال الشرقي.

مناطق في كييف شهدت تفجيرات بفعل الضربات الروسية

ويبدو أن مقاطع الفيديو والصور التي قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها تحققت منها تظهر تدميراً لجسرين يؤديان إلى كييف، في استراتيجية جديدة يبدو أن أوكرانيا تستخدمها للدفاع عن العاصمة. ومع تركيزها الآن على العاصمة، أوضحت موسكو أن هدفها كان الإطاحة بحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وقالت روسيا أيضًا إنها سيطرت على المنطقة المحيطة بمحطة تشيرنوبيل النووية السابقة، على بعد حوالي 80 ميلًا شمال كييف. والسبت، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو على فيسبوك، أن أوكرانيا "أخرجت" خطة الهجوم الروسية "عن مسارها" في اليوم الثالث من غزو بلاده. وقال زيلينسكي "صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو"، موضحا أن "القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن (..) جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة". وتابع "أراد المحتلون شل وسط بلدنا ووضع دُماهم هناك، كما هي الحال في دونيتسك. أخرجنا خطتهم عن مسارها" مؤكدا أن الجيش الروسي "لم يحرز أي تقدّم". وأضاف أن "العدو استخدم كل شيء ضدنا: صواريخ ومقاتلات وطائرات مسيّرة ومدفعيات ومدرعات بالإضافة إلى مخربين ومظليين" مشيرا إلى أن موسكو قصفت مناطق سكنية وتحاول تدمير منشآت كهربائية. في السياق، كشف وزير الصحة الأوكراني، أن 198 مدنيا قتلوا، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أكثر من ألف شخص آخر منذ بدء الغزو الروسي للبلاد قبل ثلاثة أيام. وقال الوزير فيكتور لياشكو على فيسبوك "للأسف، بحسب البيانات، قتل 198 شخصا على أيدي الغزاة، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 1115 شخصا آخر من بينهم 33 طفلا".

صحيفة أميركية: لهذا السبب تحتاج الولايات المتحدة إلى السعودية للضغط على بوتين

الحرة / ترجمات – واشنطن... التحليل يرى أن واشنطن تحتاج إلى الرياض أكثر من أي وقت مضى من أجل المساعدة في الضغط على روسيا

تمر العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بفترة من الفتور منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة قبل أكثر من عام، إلا أن واشنطن تحتاج إلى الرياض أكثر من أي وقت مضى من أجل المساعدة في الضغط على روسيا، وفقا لتحليل نشرته صحيفة "ذي هيل" الأميركية. يقول التحليل الذي كتبه سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن العقوبات على النفط والغاز الطبيعي الروسي من جراء غزو أوكرانيا ستكون حاسمة، لكن الولايات المتحدة لم تفرضها حتى الآن لعدم امتلاكها كل الأدوات اللازمة لجعلها فعالة. ويضيف أن "التحدي الذي تواجهه واشنطن معقد، فهي تريد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر حرمانه من موارد الطاقة، لكنها تدرك أن العالم لا يزال بحاجة إلى النفط والغاز الروسيين". بالتالي يرى كاتب المقال أن أحد الحلول لذلك هو إنتاج المزيد من النفط لتعويض حصة روسيا فيما لو فرضت عليها العقوبات، لكن ذلك لا يمكن أن يحصل من دون مساعدة السعودية، أكبر منتج للخام في العالم. ويشير إلى أنه وعلى الرغم من أن "المملكة العربية السعودية كان يُنظر إليها تاريخيا على أنها الحليف الرئيسي لواشنطن في عالم النفط، لكن ولي العهد السعودي لديه وجهة نظر مختلفة". يقال، والكلام لكاتب المقال، أن محمد بن سلمان "يشعر بالاستياء من عدم رغبة بايدن لقاءه، سواء شخصيا أو عبر الهاتف، لأسباب قد تتعلق بحادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي". في ظل ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية وتجاوزها حاجز المئة دولار للبرميل مؤخرا، من المرجح أن تكون هناك "دبلوماسية هاتفية مكثفة في الأيام القليلة المقبلة لإقناع محمد بن سلمان بالتنازل"، وفقا لكاتب المقال. ويضيف "قد تكون هناك أيضا زيارة للمملكة من قبل مسؤول أميركي رفيع المستوى" في الإطار ذاته، على الرغم من أنه "في الوقت الحالي، لا توجد احتمالات مواتية لأي تنازل من الجانب السعودي". ويتخذ بايدن موقفا أشد من سلفه دونالد ترامب تجاه الرياض فيما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان وحرب اليمن. وكانت إدارة بايدن أصدرت في بدايات العام الماضي تقريرا للمخابرات الأميركية وجه أصابع الاتهام للأمير محمد بن سلمان في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، لكن جنبه أي عقاب مباشر. وينفي ولي العهد ضلوعه في الحادث بأي حال من الأحوال. وسحبت الإدارة الأميركية دعمها للعمليات الهجومية التي ينفذها تحالف تقوده المملكة لقتال الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

"اذهبوا للجحيم".. تسجيل لموقف بطولي من حرس الحدود الأوكراني انتهى بمقتلهم بنيران روسية

الحرة / ترجمات – واشنطن... الجزيرة التي تبلغ مساحتها 42 فدانا منعزلة لكنها تمثل حافة المياه الإقليمية لأوكرانيا

أثار الموقف البطولي لـ13 عنصرا من حرس الحدود الأوكراني كانوا يخدمون على جزيرة نائية في البحر الأسود تعاطفا واسعا من داخل وخارج البلاد بعد رفضهم الاستسلام للقوات الروسية. وقعت الحادثة في الساعة المبكرة من اليوم الأول للغزو الروسي على أوكرانيا عندما تلقت مجموعة صغيرة من حرس الحدود الأوكرانيين في جزيرة صخرية مقفرة رسالة تحذرهم من الأسوأ وتخيرهم إما الاستسلام أو التعرض للهجوم. وفقا للتسجيلات الصوتية التي انتشرت على نطاق واسع أرسلت سفينة حربية روسية رسالة للجنود الـ13 مفادها "نحن سفينة حربية روسية.. نطلب منكم أن تلقوا أسلحتكم وأن تستسلموا لتجنب إراقة الدماء والوفيات التي لا داعي لها، وإلا ستتعرضون للقصف ". جاء الجواب صادما وغير متوقع للروس عندما رد الأوكرانيون بجرأة "أيتها السفينة الحربية الروسية، اذهبوا للجحيم". فتح بعدها الروس النار، مما أسفر عن مقتل 13 من حرس الحدود الأوكرانيين. انتشرت أخبار الموقف البطولي لهؤلاء الجنود بشكل واسع داخل أوكرانيا وخارجها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد ساعات من الحادث إن المدافعين عن الجزيرة سيُمنحون لقب "بطل أوكرانيا"، وهو أعلى تكريم يمكن أن يمنحه الزعيم الأوكراني. وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن نسخة التسجيل الصوتي التي يتم تداولها للحادث صحيحة. ويُظهر تسجيل منفصل آخر، نُشر على "تيك توك"، ما يبدو أنه عنصر في حرس الحدود الأوكراني يرتدي خوذة وقناعا في جزيرة مرجانية، تُعرف باسم جزيرة الأفعى، وهو يشتم الروس بعد تعرضه لإطلاق النار. يظهر ملفه الشخصي على "تيك توك" أنه يبلغ من العمر 23 عاما ويتحدر من بلدة أوديسا، وهي مدينة ساحلية أوكرانية مطلة على البحر الأسود. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي الخميس إن حرس الحدود حاولوا حماية الجزيرة لوقت أطول قبل مقتلهم. وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه سمع بالهجوم على جزيرة الأفعى يوم الجمعة، ووصف الحادث بأنه "مؤلم وملهم في نفس الوقت". وأضاف المسؤول "بالتأكيد يعكس الهجوم ما رأيناه في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو استعداد الأوكرانيين للقتال من أجل بلدهم، والقيام بذلك بشجاعة". وفي حين أن الجزيرة التي تبلغ مساحتها 42 فدانا منعزلة، إلا أنها تمثل حافة المياه الإقليمية لأوكرانيا، مما يمنحها أهمية استراتيجية داخل البحر الأسود من خلال ربط الممر الملاحي بثلاثة مدن أوكرانية رئيسية.

تعطل الموقع الرسمي للكرملين على شبكة الإنترنت

شركة "ميتا" تمنع الإعلام الرسمي الروسي من نشر إعلانات على منصتها

دبي - العربية.نت... سقط السبت، الموقع الإلكتروني الرسمي للكرملين الخاص بمكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (كرملين دوت آر.يو) في أعقاب تقارير عن هجمات إلكترونية على مواقع أخرى عديدة على الإنترنت خاصة بالحكومة الروسية ووسائل الإعلام الرسمية. وقال متحدث باسم الكرملين الروسي، السبت، إن الرئاسة الروسية رصدت هجمات سيبرانية مستمرة على موقعها الإلكتروني. ولم تنقل قناة "آر.تي" الروسية عن المتحدث دميتري بيسكوف أي تفاصيل إضافية. وبدأت روسيا في 24 فبراير الجاري، عملية عسكرية مستهدفة مدنا وقواعد عسكرية أوكرانية بعد أسابيع من التوتر والحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية. وترى روسيا في تطلعات أوكرانيا إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تهديدا لأمنها القومي، وطالبت موسكو الناتو بعدم التمدد شرقا إلى أوكرانيا أو الجمهوريات السوفيتية السابقة، لكن الغرب رفض مطالب موسكو بتقديم ضمانات لذلك. وخلال إعلان الرئيس الروسي العملية العسكرية أوضح أنه "لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان والتطور والبقاء مع وجود تهديد مستمر ينبع من أراضي أوكرانيا الحديثة". وقبل انطلاق العملية العسكرية، أصدر بوتين في 21 فبراير قرار الاعتراف بسيادة منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا. والجمعة، قالت شركة "ميتا"، الشركة الأم لموقع التواصل الاجتماعي العملاق فيسبوك، إنها قررت منع وسائل الإعلام الرسمية الروسية من نشر إعلانات أو ممارسة أنشطة تدر عائدات على منصتها في أي مكان في العالم. وقال رئيس السياسة الأمنية للشركة ناثانيال غلايشر على تويتر "نواصل أيضا وضع محاذير على وسائل إعلام رسمية روسية إضافية.. تم البدء في تطبيق هذه التغييرات بالفعل وستستمر حتى مطلع الأسبوع". وأضاف "نحن نمنع الآن وسائل الإعلام الحكومية الروسية من نشر إعلانات أو ممارسة أنشطة تدر عائدات على منصتنا في أي مكان في العالم". وفي وقت سابق، أعلن تويتر رسميا تعليق الإعلانات مؤقتا في أوكرانيا وروسيا.

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير... ما هي "قوات الرد" وبماذا تتميز؟..ساعات اليد فضحت السر.. هكذا خدع بوتين قادة الغرب..ما وراء دعوة بوتين لـ«تحرير أوكرانيا من النازية»؟...حرب بوتين على أوكرانيا... مَن المستفيد؟.. {البنتاغون}: الهجوم الروسي فقد زخمه والمقاومة الأوكرانية فاقت توقعات بوتين..حكومة موالية للروس في كييف! عودة إلى اللائحة البريطانية بالمرشحين المحتملين... إسرائيل تلجم النشاط الاقتصادي للصين.... قلق إسرائيلي من تقارب روسي ـ إيراني في سوريا بسبب أوكرانيا..

التالي

أخبار لبنان.... ميقاتي يؤكد إصرار حكومته على تطبيق «النأي بالنفس».. باسيل: لا حلّ في لبنان إلا بتغيير النظام أو تطويره..«حزب الله» يهاجم وزير الخارجية بسبب مطالبته روسيا بوقف الحرب.. بهاء الحريري: أؤيد «المبادرة الكويتية» ولم أنسّق مع دول الخليج لخوض الانتخابات..موقف لبنان من «الاجتياح الروسي لأوكرانيا» يكشف... «عورته» الديبلوماسية.. الحرب على أوكرانيا تهدّد لقمة العيش في لبنان.. فضل الله عن بيان «الخارجية»: ظنّنا أننا في دولة عضو في الحلف الأطلسي...باسيل يستعرض خريطة عمله ... وزير الثقافة الإيراني في بيروت...


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.. الحرب على اوكرانيا.. مسؤول أميركي للحرة: الروس يجندون سوريين.. وجنود يتركون الرتل خارج كييف.. قتل 13.. قصف روسي يطال مخبزا غرب كييف..أمريكا: نقل الأسلحة إلى أوكرانيا قد يصبح أصعب في الأيام المقبلة..رئيس الوزراء الكندي: فرض عقوبات على 10 شخصيات روسية.. الرئيس الأوكراني للأوروبيين: إذا سقطنا ستسقطون أنتم أيضاً.. بلينكن: إذا حدث أي اعتداء على أراضي النيتو فنحن ملتزمون بالدفاع عنها..موسكو: سنسمح للأوكرانيين بالفرار إلينا.. وكييف: خطوة غير أخلاقية..

أخبار وتقارير..دولية..بوتين: كييف كانت تعلم أن الطائرة التي تحطمت في بيلغورود تقلّ أسرى أوكرانيين..بوتين يتعهد بتحقيق علني..حفل "شبه عار" يغضب بوتين.. "لن يحكمنا من يظهرون مؤخراتهم"..رئيس مجلس النواب الأميركي ينفي إمكان الاتفاق على مساعدات أوكرانيا حالياً..كييف تدعو إلى مشاركة صينية في قمة سلام بمناسبة الذكرى الثانية للاجتياح الروسي..موسكو توقف روسيين بتهمة التعاون مع أوكرانيا..السويد تؤكد أنها «لن تتفاوض» مع المجر بشأن عضويتها في «الناتو»..هيئة محلفين تأمر ترامب بدفع 83 مليون دولار كتعويض في قضية تشهير..رغم استجابة الحكومة لمطالبهم.. مزارعو فرنسا مستمرون بالاحتجاج..ألمانيا تنقل 188 أفغانياً من الفئات المعرضة للخطر من باكستان إلى أراضيها..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,736,292

عدد الزوار: 6,911,149

المتواجدون الآن: 99