عريقات غير متفائل بنجاح المفاوضات وميتشل يعود الأسبوع المقبل

رام الله ـ احمد رمضان

على الرغم من قرار لجنة المتابعة العربية أول من أمس الموافقة على بدء المفاوضات غير المباشرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، أعرب رئيس دائرة المفاوضات في المنظمة صائب عريقات عن تشاؤمه من إمكان نجاحها، في حين سارعت واشنطن الى الإعلان عن عودة مبعوثها لعملية السلام جورج ميتشل مدججاً بأمل قرب استئناف عملية السلام المتوقفة منذ أواخر عام 2008.
وأرجع عريقات عدم تفاؤله الى "تشدد الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يقودها بنيامين نتنياهو، الأمر الذي سيحول دون إحراز تقدم في هذه المفاوضات".
وقال في تصريحات أدلى بها أمس "إن ما تم في اجتماع لجنة المتابعة العربية أول من أمس جاء رغم قناعتنا بأن حكومة نتنياهو الحالية لن تكون جادة في المفاوضات التي ستجرى معها".
ورأى أن الدول العربية أعطت الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع القاهرة فرصة أربعة أشهر حتى يتمكن من طرح أفكار أميركية يمكنها جسر الهوة بين الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني.
وشدد على أن أي موقف أميركي يجب أن يأتي على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة تقام على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وحسب عريقات، فإن "اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة (فتح) ستتخذ كل منهما يومي السبت والأحد على التوالي قراراً نهائياً بشأن الموافقة على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وأكد أن هذه القرارات ستتخذ قبل وصول المبعوث الأميركي جورج ميتشل الى المنطقة في جولة جديدة من الوساطة مع إسرائيل.
ونفى عريقات ما تردد من أنباء بأن الجانب الفلسطيني تعرض لضغوط عربية للموافقة على خيار المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين بطلب أميركي.
وقال: "إن هذا الأمر غير صحيح أبداً"، مشيراً الى أن الدول العربية التي شاركت في الاجتماع في جامعة الدول العربية لمناقشة العرض الأميركي بشأن المفاوضات غير المباشرة أكدت اقتناعها بشأن عدم جدية الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ونفى عريقات ما ذكرته صحف إسرائيلية بأن "الموافقة العربية على إجراء مفاوضات غير مباشرة إنما جاءت من أجل عدم إحراج الرئيس محمود عباس والذي يشترط وقف الاستيطان للعودة الى المفاوضات".
وأشار الى أن نتنياهو بذل جهوداً مكثفة لتعطيل عملية التسوية من خلال الإعلان عن ضم المسجدين الإبراهيمي في الخليل وبلال بن رباح في بيت لحم وبناء المزيد من المباني في مستوطنة بسغات زئيف".
وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي إن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيسافر إلى المنطقة مطلع الأسبوع المقبل لمعرفة ما إذا كانت فلسطين وإسرائيل مستعدتان لبدء محادثات سلام غير مباشرة.
واعتبر المسؤولون الأميركيون موقف وزراء الخارجية العرب خطوة في الاتجاه الصحيح. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للصحافيين في البرازيل أول من أمس "نحن سعداء جداً بتلك الموافقة في القاهرة اليوم"، مشيرة إلى أن حكومتها ملتزمة للغاية السعي إلى تحقيق الحل القائم على أساس دولتين ونأمل أن محادثات التقارب ستكون بداية لتلك العملية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب جي. كرولي للصحافيين، "هذا شيء إيجابي... السناتور ميتشل سيعود إلى المنطقة في الأيام القليلة القادمة لمواصلة جهودنا لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن".
وامتنع كرولي عن ذكر موعد لبدء المحادثات غير المباشرة أو من قد يشارك فيها أو إلى أين قد تؤدي.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تأمل في بدء المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين الأسبوع المقبل أثناء زيارة ميتشل. وقال للصحافيين "هدفنا النهائي هو محاولة تحقيق تسوية للسلام مع جيراننا الفلسطينيين عبر المحادثات المباشرة... لكننا قلنا دائماً إننا لا نصر على الشكل".
أضاف "أرحب بحقيقة أن هذا النضوج قد بدأ وأتمنى أن يؤدي إلى بدء محادثات مع السناتور (جورج) ميتشل في إسرائيل الأسبوع المقبل.. هناك إشارات إلى تقدم "في جهود استئناف المحادثات المتوقفة منذ أواخر 2008".
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد أعلن عن قرار يسمح بإقامة أكثر من 100 وحدة سكنية في مستوطنة المتدينين "بيت عليت" في كتلة غوش عتصيون الاستيطانية القريبة من الخليل جنوب الضفة الغربية.