زعيم «جند الله» في قبضة طهران... بعد عملية استخباراتية غامضة

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 شباط 2010 - 6:37 ص    عدد الزيارات 3389    القسم دولية

        


طهران – محمد صالح صدقيان
 

أعلنت طهران امس، اعتقال زعيم جماعة «جند الله» السنّية عبد الملك ريغي الذي تتهمه السلطات الإيرانية بتنفيذ سلسلة من الهجمات الإرهابية على أراضيها في السنوات الأخيرة أسفرت عن مقتل عشرات القتلى، بدعم من باكستان والولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال وزير الاستخبارات حيدر مصلحي ان السلطات الايرانية اعتقلت ريغي بعد اعتراضها رحلة نظامية كان مسافراً على متنها بجواز سفر افغاني «بين دبي وقيرغيزستان»، مضيفاً ان توقيفه جاء نتيجة «عملية استخبارات استمرت 5 شهور» ونفذتها ايران «من دون اي مساعدة من دول اخرى». واعتبر ان «هذا الحادث الذي يشكل فضيحة لدبي، يدل على ان النظام الصهيوني يسعى الى تحويل المنطقة ملاذاً للارهابيين، بمساعدة الولايات المتحدة وأوروبا».

وأضاف ان «ريغي كان يريد السفر الى دبي لينتقل الی منطقة اخری بمساعدة جهات اجنبية»، متهماً الاستخبارات البريطانية والاميركية بالتعاون معه «من اجل القيام بعمليات ارهابية داخل الاراضي الايرانية». وعرض تأشيرة دخول لاحد اتباع ريغي، الى دولة الامارات، اضافة الى وثائق يستخدمها ريغي اثناء تنقله ورحلاته الى الخارج.

وأشار مصلحي الى ان «ريغي كان في قاعدة عسكرية أميركية قبل 24 ساعة من اعتقاله، كما سافر أيضاً الى بعض الدول الأوروبية قبل اعتقاله»، موضحاً ان «الأميركيين زودوه جواز سفر أفغانياً وبطاقة هوية، للسفر الى باكستان». وزاد ان زعيم «جند الله» التقى «مسؤولين عسكريين في حلف الاطلسي في نيسان/ابريل 2008»، متهماً إياه بـ «تنفيذ عمليات في ايران بتوجيه موساد (الاستخبارات الاسرائيلية) وبدعم غربي واميركي». وقال: «ننذر الاستخبارات الاميركية والبريطانية، بأن عليها الكف عن دعم ارهابيين».

اما وزير الداخلية مصطفى محمد نجار فأشار الى «اعتقال ريغي خارج ايران» مع 3 متمردين آخرين. ونقلت وكالة أنباء «فارس» عنه قوله ان ريغي «كان تحت مراقبة عملاء استخباراتنا لفترة، واعتقل والمجموعة التي كانت معه في وقت مناسب». واعتبر إن «قيام قواتنا الأمنية واستخباراتنا باعتقال ريغي، مؤشر على هيمنة \"1266937412360341000.jpg\" استخبارات ايران على المنطقة».

لكن قناة «العالم» نقلت عن نجار قوله ان ريغي «اعتُقل مع ثلاثة من مرافقيه داخل الاراضي الايرانية»، مضيفاً انه كان ممكناً قتل زعيم «جند الله»، لكنه «اعتُقل حياً لمحاكمته كي يعترف بجرائمه أمام القضاء».

وأشار الى علاقة ريغي بـ «زمرة المنافقين الارهابية في داخل العراق وخارجه»، في أشارة الى «مجاهدين خلق» أبرز منظمة معارضة للنظام الايراني في الخارج. وتابع ان «تنظيم جند الله الارهابي كان مدعوماً من قبل الاستكبار العالمي وموساد وبعض الدول الاقليمية التي زودته بأسلحة».

وقال النائب الايراني محمد دهقان ان «ريغي اوقف بينما كان مسافراً في رحلة متجهة من باكستان الى دولة عربية»، مضيفاً ان «الطائرة تلقت فوق مياه الخليج أمراً بالهبوط (في ايران)، وأوقف ريغي بعد تفتيش الطائرة».

وأفادت قناة «العالم» بأن ريغي اعتُقل في كمين في إقليم سيستان بلوشستان جنوب شرقي ايران، فيما أوردت «فارس» ان «زعيم جند الله اعتُقل مع اثنين من اعضاء المجموعة».

وأشار العميد محمد شعباني القائد السابق للشرطة في سيستان بلوشستان، الى ان ريغي «قام على رغم سنه بزيارتين الى بريطانيا لتلقي تدريبات ارهابية، ولا يزال يتلقى مشورة من خبير بريطاني».

اما محمد ازاد محافظ سيستان بلوشستان التي شهدت معظم عمليات «جند الله»، فأكد ان اعتقال ريغي «سمح باحلال امن كامل في كل المنطقة».

واتهمت السلطات الايرانية «جند الله» وهي جماعة سنّية، بتنفيذ هجمات وعمليات مسلحة في السنوات الاخيرة، في اقليم سيستان بلوشستان الذي تقطنه غالبية من السنة.

وكانت «جند الله» أعلنت مسؤوليتها عن هجوم في زاهدان في 18 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً بينهم 15 من «الحرس الثوري»، بما في ذلك 5 ضباط بارزين، في أعنف هجوم تشهده إيران منذ ثمانينات القرن العشرين. كما تبنت الجماعة تفجير مسجد شيعي في زاهدان عاصمة سيستان بلوشستان، ادى الى مقتل اكثر من 20 شخصاً واصابة حوالى 50 آخرين بجروح، في ايار (مايو) 2009.

وتؤكد طهران ان للجماعة قواعد في باكستان، فيما اكد قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد \"1266937359240338200.JPG\" علي جعفري ان بلاده تملك «دليلاً» على دعم إسلام آباد «جند الله»، في شكل يتيح لها الانطلاق من الاراضي الباكستانية. كما اتهم ريغي بتلقي تعليمات من الاستخبارات الباكستانية والاميركية والبريطانية، لاثارة اضطرابات في جنوب شرقي ايران.

وأعلنت طهران ان ريغي اوقف لفترة قصيرة في باكستان قبل شهر من الهجوم على «الحرس الثوري»، قبل ان تتدخل الاستخبارات الباكستانية للافراج عنه بعد ساعة من اعتقاله. لكن باكستان نفت ان يكون اعضاء «جند الله» شنوا الهجوم انطلاقاً من أراضيها.

واعدمت ايران 14 من اعضاء الجماعة منذ تموز (يوليو) الماضي، كما اعدمت قبل يومين عبدالحميد ريغي شقيق زعيم الجماعة. وكان عبدالحميد ريغي قال في آب (اغسطس) 2009 عندما عرضته السلطات على الصحافيين في زاهدان، ان «جند الله أنشأتها ودعمتها الولايات المتحدة التي تعطيها الاوامر».


المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,157,368

عدد الزوار: 6,981,043

المتواجدون الآن: 78