وباء الكورونا كشف واقع مدينة صيدا المخيف..؟؟....

تاريخ الإضافة الجمعة 17 نيسان 2020 - 3:56 م    عدد الزيارات 1611    التعليقات 0

        

وباء الكورونا كشف واقع مدينة صيدا المخيف..؟؟....

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.... حسان القطب..

ضربت الازمة الاقتصادية والسياسية لبنان قبل اشهر من انتشار وباء الكورونا عالمياً ومحلياً،والاجراءات التي اتخذت رافقت الخوف من تمدد وانتشار هذا الوباء في اوساط اللبنانيين والصيداويين، ضاعفت من حجم المعاناة والصعوبات المعيشية والاقتصادية التي يتحسسها كل مواطن لبناني وصيداوي... كما كشفت حجم ضعف وهشاشة القيادة السياسية التي كان من المفترض ان تكون على مستوى المسؤولية او على الاقل ان تستطيع ان ترقى بنفسها الى مستوى قيادة مواطنيها لمواجهة تداعيات انتشار هذا الوباء الذي يهدد حياة المواطنين ويدمر موارد رزقهم ومعيشتهم وحياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم مع بيئتهم ومحيطهم... بدايةً لا بد من الاشارة الى ان الازمة الاقتصادية التي تعاني منها مدينة صيدا مماثلة ومتماثلة مع سائر المناطق اللبنانية، ولكن هناك ما هو خاص بواقع مدينة صيدا الذي يثير القلق ويجب الاضاءة عليه:

  • توقف دفع الرواتب في بعض المؤسسات قبل اشهر من انتشار الوباء وتفاقم مع اجراءات مواجهة انتشار الوباء...
  • عدم تسديد التعويضات لمئات العائلات التي تم صرف اربابها من عملهم وخاصةً في قطاع التربية والتعليم وتراجع قيمة الليرة كما نشهده اليوم تسبب بخسارة القيمة الفعلية لهذه التعويضات في حال تم دفعها في هذه المرحلة او في الايام المقبلة...
  • تم اغلاق العديد من المؤسسات والمصالح وصرف موظفيها او وقفهم عن العمل مما تركهم دون دخل يسد حاجاتهم الضرورية..
  • ارتفاع الاسعار بشكل يتجاوز تدني قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع سعر صرف الدولار مما اصاب الكثير من المواطنين بالعجز عن شراء حاجياتهم الضرورية
  • تراكم على بعض المتمولين ملايين الدولارات من الديون غير المسددة دون وجه حق بل وبلا مبرر سوى الرغبة في الاقتصاص والاذلال والامعان في تجاهل حاجة الناس والمواطنين لاموالهم التي تدنت قيمتها وفقدت قوتها الشرائية التي كانت عليها..
  • كما لاحظ المواطن الصيداوي ان القطاع الطبي والاستشفائي (الرسمي) في مدينة صيدا غير موجود بالكامل ويعاني من عجز حتى في تسديد رواتب موظفيه، فما سبب عجز مستشفى صيدا الحكومي...؟؟ ولماذا لا يجرؤ البعض على تسمية المسؤول عن اغلاق المستشفى التركي، في حين ان مستشفيات حكومية اخرى وفي مناطق هيمنة الثنائي الحاكم بقوة السلاح والميليشيات لا تعاني من اية مشكلة على الاطلاق..؟؟؟ وخاصةً مستشفى النبطية الحكومي الذي يتمدد ويتطور ويزيد من قدرته على الخدمة، ولم نسمع يوماً ان موظفيه اضربوا لانهم لم يقبضوا رواتبهم..؟؟ او انه يعاني من ازمة تمويل او اصابع العجز..؟؟
  • غياب القيادة السياسية عن ممارسة دور ايجابي وفاعل في مدينة صيدا خلال هذه الازمة كان لافتاً باستثناء اصدار بيانات تتحدث عن اجراء اتصالات هاتفية وعقد لقاءات ودورات تدريبية والقيام بالزيارات الروتينية واستقبال وفود المجاملة وحث الناس على العطاء..؟؟ ومن ثم التناطح والتسابق لاعلان المشاركة في توزيع قسائم المساعدة التي قدمتها بلدية صيدا مشكورة...؟؟ دون ان تقدم هذه الفعاليات السياسية على تقديم اية مساعدة عينية على الاطلاق..؟؟ وكانها في حالة عجز مالي وهذا غير صحيح ولا ضرورة لنشر ما يمكن ان يفضح سوء ادائها..وحجم امكاناتها المالية الحقيقية..؟؟
  • لاحظ المواطن الصيداوي حجم تجاهل وغياب من يملك الثروات الطائلة عن البذل والتضحية وتقديم يد العون والمساعدة لابناء المدينة في هذه الظروف الصعبة، وكم كان ملفتاً ان يعقد لقاء او اجتماع اعلامي يضم نخبة من اصحاب مئات ملايين الدولارات التي تم جمعها في فترة معينة باسم المدينة وعلى حسابها، ويصدر عن اللقاء بيان يطالب الدولة بتحمل المسؤولية..؟؟ طبعاً يجب ان نطالب الدولة بممارسة دورها الانساني والاجتماعي والوقوف الى جانب مواطنيها، ولكن الا يجب ان يتذكر كل واحد من هؤلاء تاريخه وماضيه وحجم امكانياته المادية والمالية الحاليه، مقارنةً بما كان عليه حاله قبل سنوات ليست بعيدة جداً... وللمدينة ذاكرة وارشيف راسخ ومطبوع في ذاكرة كل مواطن صيداوي وهذه المدينة تحاسب ولا تنسى ..؟؟
  • كما لاحظ ابناء المدينة التغير الذي اصاب حياة بعض الشخصيات الناشطة في ميدان الاعمال الاجتماعية وتساءل عن حجم ثرواتها ومصادرها وكيفية تمويل نمط حياتها ....فماذا لو انفق هذا المال في خدمة المدينة في ازمتها..؟؟

مدينة صيدا معطاءة ومواطنيها لهم تاريخ في مواجهة الازمات وسوف تخرج من هذه الازمة اكثر قوة ومنعة، ولكنها في نفس الوقت اكتشفت حجم التردي الذي تسببت به سياسات فوقية وممارسات لا ترقى الى منطق الحرص على الوطن والمواطنين ولا على مدينة صيدا وابنائها...لان البعض يعتبر ان الميدان السياسي هو ارث مفروض وليس مسؤولية، او انه اصبح فوق المحاسبة والمساءلة..؟؟؟.. لذلك لا بد من وقفة مراجعة لاعادة الحياة الحقيقية الفاعلة الى العمل السياسي والاجتماعي وتنشيط الدورة الاقتصادية في مدينة صيدا ولفظ الفاسدين وابعاد المستثمرين في وجع المدينة واعادة عجلة الحيوية الى القطاع الطبي والاستشفائي في المدينة والذي يشكل مفخرة صيدا ومواطنيها على مستوى لبنان برمته ... كما لا يمكن تجاهل او انكار بل يجب تقديم الاحترام لكل من يساهم بالعطاء والدعم والوقوف الى جانب من يشعر بالحاجة والضيقة المادية من ابناء المدينة.... لذلك لا بد من التشجيع والحث على استمرار دعم اصحاب الخير والايادي البيضاء للجمعيات الناشطة اجتماعياً والتي يشهد لها كل مواطن صيداوي ولبناني ونازح سوري ولاجيء فلسطيني بحسن الاداء والمصداقية وحفظ المال العام وتوزيعه حيث يجب وكما يليق ... دون تعليق..؟؟ واخيرا نقول كما كشف الوباء حجم حالة التردي والعجز والفشل فإن هذا سوف يدفعنا للعمل على تحقيق التغيير الحقيقي...!!

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,101,971

عدد الزوار: 6,752,790

المتواجدون الآن: 104