أوروبا والمستوطنات

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 تشرين الأول 2012 - 7:15 ص    عدد الزيارات 714    التعليقات 0

        

نص اسرائيلي..."هآرتس" – ترجمة "المصدر"
أوروبا والمستوطنات
بقلم جدعون ليفي

 

بدأت اوروبا تستيقظ. فوزراء خارجية هذه القارة قد يحددون قريبا معايير توجب وضع علامات على منتوجات من المستوطنات. صباح الخير يا اوروبا. والقدس غاضبة كالعادة؛ فهي تغضب دائما حينما تتجرأ جهة ما على ذكر المستوطنات. فالقدس تؤيد المقاطعات لكن ليس مع اسرائيل بالطبع. وهي تؤيد العقوبات الاقتصادية لكن معاذ الله ان تكون على المستوطنات. والحقيقة ان القدس يمكنها ان تهدأ. فالحديث عن خطوة صغيرة ذات أهمية رمزية يقتضيها الواقع لكنها لن تفضي الى تغيير. قد يقل شراؤهم للزنجبيل من تقوع في حوانيت الحي 16 في باريس لكن مشروع الاستيطان سيستمر في النماء مع ذلك ايضا.
معلوم انه يحق لكل مستهلك ذي ضمير في العالم ان يعرف هل يشتري الماس الدم من افريقيا، والاحذية الرياضية من انتاج ورشات العرق في آسيا، والمستحضرات التي تمت تجربتها على الحيوانات، والسلع المسروقة أو المنتوجات من ارض مسروقة. فاوروبا مدينة بهذا لمواطنيها ان يعلموا ما الذي يشترونه. وكما يجب ان يعلموا ما هي المركبات والقيمة الغذائية لكل منتوج يحق لهم ان يعلموا ما هي القيمة الاخلاقية والقانونية. وليقرر كل مستهلك بعد ذلك هل يريد ان يدهن جسمه بدهان من ساحل البحر الميت المحتل أو يشرب النبيذ من هضبة الجولان المحتلة. ويصعب ان نفهم كيف لم تقم منظمات المستهلكين في اوروبا الى الآن ولم تطلب هذه المعلومات المقتضاة.
كان يفترض ان تبارك اسرائيل هذه الخطوة خاصة، فاذا كانت مقتنعة كثيرا بعدالة مشروع الاستيطان فلماذا تشتكي من وضع علامات على منتوجاته؟ بالعكس اذا كان المشروع عادلا جدا فقد يفضي ذلك الى زيادة استهلاكها. وقد يشير الغضب الى ان اسرائيل تخجل من مستوطناتها.
لكن هذا الانجاز غير كاف. يُبين رد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان استنتاجا آخر. فقد أسرع ليبرمان الى مهاجمة النية الاوروبية وقال انها تشهد على "عدم فهم الواقع على الارض". وليبرمان على حق مرة اخرى لأن "الواقع على الارض" هو ان المناطق المحتلة قد أصبحت منذ زمن جزءا لا ينفصل عن الدولة الواحدة، وتم الطمس على الخط الاخضر كأنه لم يكن. واذا كان الامر كذلك فلم يعد ما يدعو الى وضع علامات على منتوجات من المستوطنات لأن اسرائيل كلها تقف من ورائها بدعمها أو بصمتها. ولهذا يجب ان يكون الاستنتاج من مواعظ ليبرمان: لا تميزي يا اوروبا ولا تُفرقي. لا تضعي علامات على ما يأتي من المستوطنات. واذا كنتِ تحاولين التأثير في اسرائيل والضغط عليها وانهاء الاحتلال فاقطعي مع منتوجاتها كلها. تطلب القدس التي تعترض على وضع علامات على المنتوجات من المستوطنات، الى كل مستهلك اوروبي ألا يُفرق وبهذا تقضي على المنتوجات الاسرائيلية كلها بخطر القطيعة.
لكن يغلب على الظن ان تخشى اوروبا مرة اخرى "غضب" القدس الذي سيضاف اليه بيقين غضب واشنطن المقدس. فاوروبا تسلك هذا السلوك دائما. وحينما يصبح الرأي العام في القارة الاوروبية أكثر انتقادا بل أكثر عداء لاسرائيل لا يكون لذلك أي صدى في سياسة حكوماتها. وهذا الفرق لا يمكن فهمه في الدول الديموقراطية. ان خوف الماضي وخوف اميركا يرهقان القارة ويصيبانها بالشلل. 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,297,320

عدد الزوار: 6,986,306

المتواجدون الآن: 65