مسلمون معتدلون

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 كانون الأول 2011 - 7:53 ص    عدد الزيارات 731    التعليقات 0

        

 

مسلمون معتدلون
كاترين غويست... الأكسبرس...
 ألح رئيس المجلس الوطني الانتقالي وأكد في البداية تبني المجلس الوطني الانتقالي للشريعة الإسلامية، قبل أن يتراجع ويذكر العالم بأن الليبيين هم في الأصل <مسلمون معتدلون>· وقد أثارت التصريحات المتناقضة التي أدلى بها رئيس المجلس الوطني الانتقالي بشأن اعتماد الشريعة الإسلامية أساسا للتشريع في ليبيا الجديدة، سخط القادة الأجانب واستياءهم· ومع ذلك، فإن مصدر اختياره ربما يكون سياسيا أكثر من كونه دينيا· ذلك ما يراه سعيد حداد، الباحث في معهد العلوم والدراسات حول العالم العربي والإسلامي·
كان السيد مصطفى عبد الجليل؛ رئيس المجلس الوطني الانتقالي قد أثار في تصريحاته بتبني الشريعة الإسلامية، بعد الإعلان عن انتصار الثورة، كقاعدة للتشريع في ليبيا الجديدة، الكثير من المخاوف في الخارج· لكن ردود الفعل التي صدرت عن العديد من الشخصيات في العالم دفعته إلى التراجع عن تلك التصريحات فيما بعد: وفيما كان قد صرح بأن ?كل قانون ينتهك الشريعة الإسلامية يعد لاغيا وباطلا?، عاد فأوضح بعد يوم من ذلك أن تصريحاته الأخيرة في هذا الشأن لا تعني تعديل أو إلغاء أي قانون من القوانين· ثم قال مؤكدا في هذا الصدد: ?أريد أن يطمئن الجميع إلى أننا ليبيون مسلمون، وإنما مسلمون معتدلون!?، فلماذا إذن جاءت هذه التصريحات المتناقضة في هذا الوقت بالذات؟
كثيرون هم الذين رأوا أن تصريحات رئيس المجلس الوطني الانتقالي جاءت متسرعة وقبل أوانها· فحسب الجدول المعلن عنه في بداية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، ستتولى الحكومة الانتقالية بعد تشكيلها قيادة ليبيا، قبل أن تتسلم الجمعية التي سيتم انتخابها من قبل الشعب، زمام الإدارة في البلاد، لإعداد دستور يصبح بدروه الضامن للقوانين التي سوف تحكم البلاد· وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الإعلان عن تطبيق الشريعة الإسلامية قد أتى في مرحلة يشتد فيها التنافس من أجل احتلال موقع على الرقعة السياسية التي يجري بناؤها·
إن ?تطبيق الشريعة الإسلامية، ليس هو المطلب المستعجل الملح والمطلق في بلد يخرج لتوه من حرب دامت ثمانية شهور?· كما يقول سعيد حداد؛ الباحث في معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي، والمتخصص في الشؤون الليبية· وأضاف <إن الرهانات السياسية وليس الرهانات الدينية والاجتماعية هي التي تفسر أو تبرر اتخاذ مثل هذا الموقف· لا بد من أن يعي الجميع في هذا البلد، أن كل شيء فيه يجب أن يعاد بناؤه من جديد>· ومما لا شك فيه أن السيد مصطفى عبد الجليل <يحاول أن يقدم وعوداً للجناح الإسلامي في المجلس الوطني الانتقالي>·
ويقول حداد <إن للشريعة الإسلامية في منطقة المغرب العربي بُعدا رمزيا، ولذلك تظل هي السمة المميزة للهوية بالنسبة لليبيين>· أما التأخر في الإعلان عن حكومة انتقالية في شهر أيلول (سبتمبر)، فيكشف عن الانقسامات في داخل الجماعة الضبابية المناهضة لنظام القذافي، والتي تتشكل من شخصيات عادت من منفاها في الخارج بعد قيام الثورة، ومن مناضلين إسلاميين؛ أمثال القائد العسكري في طرابلس، عبدالحكيم بلحاج، ومن منشقين عن النظام القديم· ويعد مصطفى عبدالجليل، وهو فوق ذلك شخصية محافظة، واحدا من هؤلاء المرتدين عن النظام· فهل يسعى عبدالجليل لأن يطوي هذا الماضي في خضم المفاوضات الجارية حاليا حول اقتسام السلطة؟ كل العارفين بالشؤون الليبية يؤكدون ويلحون على شخصية هذا المجتمع القبلي المحافظ، والذي ما فتئت تزعزع استقراره الانقسامات التي ما انفك نظام القذافي المستبد يؤججها ويرسخها على مدى الأعوام الطويلة التي حكم فيها البلاد· وفي هذا الشأن تجدر الإشارة أيضا إلى أن الثورة الليبية لم تقم حول شعارات إسلامية، وهذا ما يؤكده أيضا الباحث سعيد حداد الذي يتفق مع القول إن الليبيين مهيأون بلا شك لتقبل <نظام مستقر ومحافظ، وليس مجتمع ثيوقراطي بالضرورة>·

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,626,503

عدد الزوار: 7,035,745

المتواجدون الآن: 72