أردوغان يعتذر ويتراجع عن سياسته

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 حزيران 2016 - 7:42 ص    عدد الزيارات 624    التعليقات 0

        

 

أردوغان يعتذر ويتراجع عن سياسته
هاكان أكصاي 
* كاتب، عن موقع «24» الإخباري التركي، 27/6/2016، إعداد يوسف الشريف
في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أسقط الجيش التركي طائرة مقاتلة روسية، وفي 27 حزيران (يونيو) 2016 اعتذر الرئيس أردوغان عن الحادثة. أكثر من سبعة أشهر من القطيعة والتوتر الديبلوماسي بين البلدين يجعلان الحديث عن عودة العلاقات الى سابق عهدها مباشرة أو استئنافها من حيث توقفت غير واقعي. على الأغلب فإن البلدين اللذين كانا يصفان علاقتهما بالشراكة الاستراتيجية، سيسعيان اليوم الى تطبيع العلاقات أولاً، وطي التوتر والنزاع بعد أن تفاقمت الخلافات السياسية بين البلدين خلال الأشهر الماضية ولم تعد تقتصر على مسألة الطائرة التي أسقطت. وفي رسالته الخطية التي أرسلها الرئيس أردوغان الى بوتين، استخدم المصطلح الذي طلبه الروس وهو «أرجو العفو أو الصفح»، وهذا وفق الترجمة الرسمية الروسية للرسالة. وحاول بعض الموالين للحكومة من إعلاميين وسياسيين نفي أي عبارة اعتذار فيها، وقالوا أن الرسالة هي تعبير عن حزنه لما حصل، على خلاف ما هي عليه الأمور. ونقل المتحدث باسم الرئاسة التركية العبارة هذه الى التركية، قائلاً: «نرجو عدم المواخذة»! وهي ترجمة هدفها التخفيف من عبارة الاعتذار الصريح، ومحاولة القول أن الاعتذار هنا ليس موجهاً الى بوتين أو الدولة الروسية وانما الى عائلة الطيارين الروسيين! وعليه، نفهم أن الأشهر السبعة الماضية والتي سعت خلالها الديبلوماسية التركية قدر الإمكان الى التواصل مع موسكو من أجل تخفيف عبارة الاعتذار قدر المستطاع بلغت هذا الحد فحسب. وهذا مؤشر الى تصلب الموقف الروسي. واليوم، ينتظر الجميع كيف ستتعامل روسيا مع هذا الاعتذار، وكيف سترد عليه، وأعتقد أن كل من يتوقع أن ترفع تأشيرات الدخول مجدداً بين البلدين وأن تمتلئ شواطئ أنطاليا بالسواح الروس على الفور سيصاب بخيبة أمل. ولا أرى أن الروس يستعجلون التطبيع. وستتابع موسكو موقف تركيا من الأزمة السورية وعلاقتها بالجهاديين والمتطرفين والمسلحين هناك، وشاغلها هو سؤال: هل سيتغير موقف انقرة من عبور هؤلاء الى سورية وخروجهم منها الى تركيا أم لا؟ وهل سيتغير الموقف التركي المتعاون مع الناتو في أوكرانيا والبحر الأسود، وسياسة أنقرة التي ساهمت في تأجيج التوتر بين أذربيجان وأرمينيا رداً على الأزمة مع روسيا؟ ثم ماذا عن التعويضات التي تطالب بها موسكو عن الطيارين والطائرة؟ وماذا عن شرط محاكمة قاتل الطيارين؟
ويشير عدد من تصريحات السياسيين الروس في الساعات الأخيرة إلى أن موسكو لن تستعجل المصالحة مباشرة، وأن ثمة شروطاً سياسية قد تطلبها من أنقرة قبل عودة المياه الى مجاريها، ويدور الكلام على تطبيع العلاقات وليس عودتها الى سابق عهدها. حكومة أردوغان أخطأت وأسقطت الطائرة الروسية، ثم برزت تصريحات الحكومة «العنترية» وقالت أنه لا اعتذار بل على موسكو أن تعتذر، وأن الحق مع أنقرة التي لجأت الى الناتو لتحتمي به من «اعتداءات موسكو» في المجال الجوي التركي. لكن بعد كل ذلك، اضطر أردوغان الى الاعتذار، وهذه المرة الأولى التي يعتذر فيها لأحد! وحسناً فعل، فهذه خطوة على الطريق الصحيح، وليته منذ البداية اعتذر عوض التهديد بدعوة الناتو الى المنطقة لمواجهة روسيا! الآن ننتظر اجتماع وزيري خارجية البلدين في سوتشي قريباً في أول لقاء مصالحة، وحينها سنعرف كيف ستسير العلاقات في الأسابيع القادمة. لكن تجب الإشارة إلى مسألة مهمة، أردوغان اعترف بخطئه بحق روسيا واعتذر، فماذا عن عشرات الكتاب والمحللين والسياسيين الذين قالوا منذ بداية الأزمة أن موقف أردوغان وحكومته في غير محله ودعوه للاعتذار؟ ألم يتهم هؤلاء بخيانة الوطن والعداء للبلاد؟ ألم يُشهر بهم ويهددوا بمصير قاتم؟ ألا يستحق هؤلاء الاعتذار كذلك؟
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,188,992

عدد الزوار: 6,939,668

المتواجدون الآن: 114