بين كوبا وإيران

تاريخ الإضافة الأحد 19 نيسان 2015 - 7:32 ص    عدد الزيارات 584    التعليقات 0

        

 

بين كوبا وإيران
المصدر: "معاريف" – ترجمة "المصدر" ران ادليست
هناك شيء ما زال غامضاً في الطريقة العدائية التي استقبل فيها الجمهور ووسائل الاعلام في اسرائيل الاتفاق الاطار في لوزان. نتنياهو يربط الكارثة بالاتفاق، والجمهور انطلى عليه هذا المقلب الهابط الذي يستخف بالكارثة أكثر من أي شيء آخر. بالنسبة لأوباما الاتفاق يبدو ممتازاً، وهنا الكل يشقون الجيوب. وللمناسبة، لم نسمع أي شخصية أمنية في وظيفتها وذات مستوى رفيع تؤيد كارثية أوباما وتهاجم تفاصيل الاتفاق.
أشك بأن نتنياهو قد قرأ "معاريف" قبل اسبوع من نشر تفاهمات الاتفاق. لقد قيل هناك بأنه: "إن ما يثير ذعر نتنياهو وشركائه هو اعادة تأهيل ايران وتموضعها كدولة شرعية. والأسوأ من ذلك: هذا اعتراف بقوتها كدولة عظمى شرق أوسطية".
الامر ليس الخطر الايراني ولكن الفضيحة الاسرائيلية: لماذا شوشَت علينا عقلنا طوال عشرين سنة؟ هذه هي الحالة الكلاسيكية للشخص المنقطع النظير الذي صرخ "الذئب، الذئب" والذئب لم يأتِ، والذئب حتى لم يقرع الجرس. آمل أن يكون نتنياهو قد قرأ ايضاً تكملة ذلك المقال في "معاريف" وقدم تقريراً عن ذلك لاعضاء المجلس الوزاري المصغر: "الذعر الآخر لنتنياهو: الرئيس روحاني دعا في أيلول 2013 الى تجريد الشرق الأوسط من السلاح النووي. رجل روحاني، حسين موسوي، قال في أيلول 2014 إن الاتفاق النووي الايراني "سيكون اساساً لأجندة شاملة لتجريد الشرق الأوسط من السلاح". ما يُفهم من الاتفاق سيكون طلباً دولياً من اسرائيل الانضمام الى ميثاق منع نشر السلاح النووي – ايران للمناسبة وقعت عليه". الاستنتاج ليس فقط أن الرجل لم يقضِ على النووي الايراني كما وعد في مطلع ولايته السابقة لكنه ايضاً يُعرّض للخطر وجود النووي الاسرائيلي. وربما يكون الامر جيداً. إن اشرافاً دولياً على امكاناتنا النووية فكرة ليست سيئة تماماً.
مشكلة نتنياهو ومشكلة الجمهوريين ايضاً وحتى مشكلة جزء من الديموقراطيين هي أن أوباما أثبت أنه قادر على ادارة سياسة خارجية وأمنية مناقضة للارث الامبريالي الاميركي. فهو يسير بين القطرات بطريقته، مرة يضرب ومرة يُضرِب. مرة ينجح ومرة يفشل. لكن الطريق واضحة: ليس هناك ارسال جنود بكثافة للتدخل على الارض، وقبل كل تدخل في دولة اجنبية هناك جهد لتنظيم تحالف دولي برعاية الامم المتحدة. والى جانب ذلك فانه يهتم بالحفاظ على المصالح الاميركية حتى لا يثير ضده حزبه. هو يعمل ايضاً على مستوى حقوق الانسان وعلى صعيد المصلحة الاقتصادية، وهذه ليست دائماً تتوافق.
التكتيك هو عدم التردد في الانسحاب ومنع الخسائر مبكرا بقدر الامكان. وعندما فشلت محاولة ان يقيم في العراق نظاما مستقراً، وأظهرت دراسة متأنية لعلاقات القوى تدخلا للايرانيين لا يمكن منعه، ترك اوباما هذه الوقائع تتشكل بدون تعريض الجنود الاميركيين للخطر. هو يتعاون مع ايران ضد "داعش" في سوريا، ومن جهة اخرى اذا كان هناك احتمال في اليمن لصد الشيعة المحليين المدعومين من ايران فإنه يتدخل من خلال دعم استخباري وجوي لمصلحة السعودية ومصر.
مثال أخير من الاسبوع الماضي: بعد عشرات السنين من المقاطعة يعمل اوباما على تطبيع العلاقات مع كوبا. الجمهوريون ضده. وهذا بالضبط هو السبب في ان اسرائيل نتنياهو لم تقدم علاقات طبيعية مع كوبا حتى لو لم يكن هناك سبب حقيقي للقطيعة.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,156,220

عدد الزوار: 6,757,713

المتواجدون الآن: 130