استراتيجية معجزات

تاريخ الإضافة السبت 31 كانون الثاني 2015 - 8:09 ص    عدد الزيارات 538    التعليقات 0

        

 

استراتيجية معجزات
المصدر: "يديعوت أحرونوت" – ترجمة المصدر
اليكس فيشمان
حرصت اسرائيل منذ اندلاع الربيع العربي على ألا تقع في هذا "الثقب الاسود"، وألا تُجتذب الى داخل المواجهات في العالم العربي وألا تتدخل: لا في سوريا، ولا في مصر، وبالتأكيد ليس علناً. وقد سادت هذه السياسة حتى الاسبوع الماضي، حين قرر مَن قرر تغيير الاتجاه، ودس الانف في المواجهة في سوريا.
من اتخذ القرار يوم الاحد الماضي بمهاجمة الخلية في هضبة الجولان، انطلق من الفرضية بأن ليس لـ"حزب الله" والايرانيين مصلحة في توسيع المواجهة مع اسرائيل وفتح جبهة اخرى ضدها، في الوقت الذي يغرقون في القتال داخل سوريا، وفي لبنان وحتى في العراق. وفضلا عن ذلك، اعتقد من اعتقد، بأن الردع الاسرائيلي قوي بما يكفي كي يكبح "حزب الله" والايرانيون ردات فعلهم.
قد تكون هذه الفرضيات الاساس صحيحة، ولكن الردع ليس علماً دقيقاً. وحتى لو كان العدو مردوعاً، فإن من يقرر الهجوم يكون أجبره على الرد. عندما تصفي – بحسب منشورات اجنبية – جنرالا ايرانيا، وابن مغنية واناساً آخرين في قوات "حزب الله" الخاصة في وضح النهار، فإنك ببساطة تفرض على الطرف الآخر اتخاذ خطوة، وتدمر، بكلتا يديك، الردع الذي حققته.
"حماس" هي الاخرى لم نقرأها على نحو سليم عشية الجرف الصامد، ودفعناها نحو الزاوية التي بحسب فكرها تجعلها ملزمة العمل. في حينه أيضاً ادّعوا في اسرائيل بأن "ليس هناك مصلحة لحماس". ومع ذلك فقد قاتلت خمسين يوماً. إذن من أين لنا ان نعرف أننا نقرأ مصالح "حزب الله" على نحو سليم؟ ربما تكون له مصلحة في توريط إسرائيل بالذات الآن، في المواجهة؟
بعد قتل الجنديين في الحدود الشمالية، وضع "حزب الله" اسرائيل في واقع الامر بالضبط امام المعضلة ذاتها: هل ترد بقوة فتخاطر بتوسيع المواجهة، رغم ان ليس لها مصلحة واضحة في الوصول الى تصعيد؟
الحجة الاساس التي يمكن ان تقف الى جانب اولئك الذين أمروا بتصفية قادة شبكة "حزب الله" هي أنه كان من شأن هذه العصبة أن تجعل الحياة في الجليل والجولان جحيما. فيكفي صاروخان على جبل الشيخ لاغلاق الموقع. ويكفي يوم قتالي أو اشتباه بمحاولة تسلل الى بلدة – فاذا بكل الاكواخ السياحية تفرغ. وبالتالي فلا بد أن يكون الجنرالات قد تجادلوا في ما بينهم على الضرورة والمنطق في العملية، وكانت القيادة السياسية مطالبة بأن تحسم، واختارت – حسب المنشورات الاجنبية، حل القوة، الفورية المتمثل باستغلال الفرصة العملياتية، في ظل أخذ المخاطرة بالتصعيد.
ولكن اذا لم تكن تلك الدورية بمثابة قنبلة متكتكة ينبغي تصفيتها بشكل فوري، بل شبكة تخطط لتنفيذ عمليات في المستقبل، كان ينبغي معرفة كيفية العمل ضدهم بصبر، وتفكيك هذا التهديد بوسائل سرية وليس بانفجار كبير واستفزازي في وضح النهار. ولعله هكذا كنا سنعفى من كل المناوشة الاخيرة، والتوتر والاثمان التي تأتي بها.
من ناحية "حزب الله"، فان الحساب على النار نحو القافلة صُفِّي. وليس واضحا اذا كان الحساب الايراني قد صُفِّي هو ايضا. وهنا يتعين على اسرائيل ان تنظر نحو ما يجري في الخارج. وفي هذه الاثناء فإن مجرد حقيقة ان "حزب الله" طلب من قوات "اليونيفيل" التدخل من اجل وقف جولة النار هذه – دون ان يحقق انجازا كبيرا، تشجع إسرائيل.
ان "حزب الله"، كما يقولون هنا، يبقى مردوعا. والدليل هو أنه تلقّى ضربة استراتيجية وردّ بشكل تكتيكي. والآن ستتابع اسرائيل سلوكه في هضبة الجولان كي ترى اذا كان بالفعل قد خفض مستوى الاهتمام ووقف في الظل.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,102,298

عدد الزوار: 6,934,816

المتواجدون الآن: 82