على أطراف كابل.. تهيمن طالبان والوضع داخل إقليم كابيسا أكبر التحديات أمام حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2014 - 7:27 ص    عدد الزيارات 645    التعليقات 0

        

 

على أطراف كابل.. تهيمن طالبان والوضع داخل إقليم كابيسا أكبر التحديات أمام حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني

جريدة الشرق الاوسط... شركالاه (أفغانستان): أذان أحمد* .... عصف الانفجار بالسيارة «هامفي»، مسببا فتحة في هيكل السيارة المصفحة ومتسببا في إصابة نائب حاكم المقاطعة. وسرعان ما أعقب التفجير إطلاق نار من جانب مسلحي «طالبان».
وسعيا للحصول على غطاء حامٍ، أسرع الموكب الشرطي الأفغاني بالاتجاه إلى خلف تل من الطمي وأطلقوا وابلا من الرصاص. إلا أن ذلك لم يردع مقاتلي «طالبان» الذين استمروا في التقدم. وعلق مسؤول الشرطة بمقاطعة تاغاب على الموقف بقوله: «هذه حياتنا اليومية». جدير بالذكر أن مقاطعة تاغاب الواقعة في معظمها تحت سيطرة «طالبان»، تقع داخل إقليم كابيسا الذي يبعد عن العاصمة كابل مسافة قرابة ساعة بالسيارة. داخل مثل هذه المناطق، تصبح الحكومة هي الطرف المضطر للعمل في الخفاء والالتزام بأوامر «طالبان» كي يضمن أفرادها الحفاظ على حياتهم. ولا يسمح للجنود الأفغان بمقاطعة تاغاب بمغادرة قاعدتهم سوى لساعة واحدة يوميا تبدأ من التاسعة صباحا، عندما تسمح لهم «طالبان» بزيارة السوق طالما أن الجنود غير مسلحين.
الملاحظ أن الوضع داخل إقليم كابيسا الواقع جنوب البلاد تحول في هدوء إلى أحد أكبر التحديات أمام حكومة الرئيس أشرف غني الجديدة. في ظل غياب قوات دولية أو دعم جوي منها، نجحت «طالبان» في التفوق على الوجود الحكومي داخل الإقليم وبأجزاء أخرى عدة من البلاد، ما يعتبره الكثيرون نذيرا خطيرا لما يمكن أن تشهده السنوات المقبلة. وداخل النقاط المضطربة مثل كابيسا وغيرها، دخل المتمردون في مواجهات مباشرة مع قوات الأمن ومراكز الأقاليم، مما دفع المؤسسة العسكرية الأميركية للضغط على الرئيس أوباما للسماح بدور أكثر قوة للقوات الأميركية خلال عام 2015 يتجاوز مجرد التدريب وتقديم المشورة. ومن شأن القرار الرئاسي الجديد أيضا السماح بمزيد من الدعم الجوي الأميركي للقوات الأفغانية، بعد عام شهد سقوط رقم قياسي من الضحايا في صفوف الأخيرة على أيدي «طالبان». والواضح أنه مع تحقيقها مزيدا من الانتصارات هذا العام، ازدادت «طالبان» جرأة.
في هذا الصدد، أوضح رئيس شرطة كابيسا أن هذه الأيام تشهد احتشاد المتمردين بأعداد كبيرة عما كان عليه الحال منذ 6 شهور فقط. ويسيطر المتمردون بالفعل على جزء حيوي من طريق سريع يؤدي لكابل، ويعتقد بعض المسؤولين المحليين أن المسلحين يحاولون ضم مساحة كبيرة تحت لواء «طالبان» عبر ثلثي الإقليم تقريبا، من الجزء الأدنى تحديدا.
الملاحظ أن جنوب كابيسا كان دوما منطقة صعبة، حيث تكبدت فرنسا ثمنا باهظا لضمان السيطرة على المنطقة قبل انسحابها مطلع عام 2012. وذلك قبل عامين من انسحاب باقي قوات حلف الناتو، في أعقاب تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 4 جنود. وتشير الأرقام لفقدان فرنسا 88 جنديا منذ عام 2001. سقط الكثير منهم داخل كابيسا المشتعلة.
منذ ذلك الحين، ازدادت المعركة الدائرة هناك حدة، لأسباب منها عدم استعداد القوات الأفغانية لملاحقة العدو، حيث يبقى أفراد الشرطة والجيش مرابطين داخل نقاط التفتيش، وحتى هذا لم يعد كافيا لإبقائه بعيدا عن دائرة الخطر. هذا الصيف، حاولت «طالبان» السيطرة على نقطة تمركز في تاتارخيل، وهي إحدى قرى كابيسا، ما أشعل معركة استمرت 3 أيام أسفرت عن مقتل 4 ضباط شرطة على الأقل. وتحاول الشرطة داخل الإقليم، بمعاونة الولايات المتحدة والقوات الأفغانية الخاصة، تطهير المناطق التي يتركز بها المتمردون. إلا أن هذه الجهود أعيقت لأسباب على رأسها الشراكة القائمة بين المتمردين والجيش الأفغاني. وتعد كابيسا مصدر قلق عميق للقائد العسكري الأميركي المسؤول عن شرق أفغانستان، ميجور جنرال ستيفين جيه. تاونسند. وبسبب أداء الجيش الأفغاني الباهت، أصبحت قوات الشرطة معزولة وتعثرت جهودها لطرد المتمردين. جدير بالذكر أنه في فبراير (شباط)، أدى هجوم نفذه جنود أفغان إلى مقتل اثنين من جنود العمليات الخاصة الأميركية وجرح آخرين. وبعد كمين نصب للقوات الأميركية الخاصة في تاغاب أسفر عن مقتل جندي وإصابة الكثير، أرسلت واشنطن مزيدا من القوات للمنطقة.
كان الجنود الأميركيون داخل مركز الإقليم يخططون لعملية مكثفة عندما بدأت «طالبان في قصف المنطقة. وفي غضون لحظات، بدأ هجوم من الداخل، حيث فتح جنديان أفغانيان كانا يقفان بالقرب من المدخل النار على مجموعة من أفراد القوات الخاصة الأفغانية كانوا يقفون داخل الغرفة، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 4 قبل قتل منفذي الهجوم».
دارت الشكوك بادئ الأمر حول نجاح «طالبان» في اختراق صفوف الجيش الأفغاني، لكن لقاءات عقدت مع جنود وقادة من القوات الخاصة بالمنطقة كشفت أن فرقا داخل الجيش الأفغاني في تاغاب كانت تعمل بالفعل بصورة وثيقة مع المتمردين. وخلال حادثة واحدة على الأقل، يعتقد الأميركيون أن الجيش الأفغاني أطلق النيران على مواقعهم خلال تنفيذهم عملية داخل الإقليم. بعد هجوم فبراير، توقفت القوات الأميركية الخاصة عن إجراء عمليات مشتركة مع وحدات الجيش الأفغاني في جنوب كابيسا، وركزت بدلا من ذلك على العمل مع الشرطة.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,225,456

عدد الزوار: 6,941,198

المتواجدون الآن: 125