الإرهابيون يسيطرون على عقولنا

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 أيلول 2014 - 6:17 ص    عدد الزيارات 547    التعليقات 0

        

الإرهابيون يسيطرون على عقولنا
فرانسيس ويلكنسون

لاحظ تنظيم «داعش»، الذي يمزج العنف الشديد بأفضل آيديولوجيا دينية في القرن السابع الميلادي، قوة تأثير الصور علينا. ولكن تنظيم «داعش» علم جيدا قيمة بث الرعب في النفوس. إن هذه الجماعة لا تهتم كثيرا بالتطور التقني، أو القوة الفكرية، أو القوة السياسية عندما تقوم بقطع رؤوس ثلاثة رجال غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم. ولكن تصوير العنف وعرض مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، حول الأفعال من دليل على ضعف الجماعة، وانحرافها وتخلفها إلى دليل على براعتها في مجال الاتصالات العالمية.

وترسل أشرطة الفيديو رسائل واضحة لجماهير مختلفة؛ إذ يمثل منفذو الإعدامات بالنسبة للمجندين المحتملين، تجسيدا لصعود نظام جديد يقهر الحضارات الفاسدة والمتداعية. وغني عن القول إن الأميركيين عموما هم من بين الضحايا. وهذا ما يثير الخوف في نفوسهم.

ويظهر استطلاع «نيويورك تايمز» / «سي بي إس نيوز» هبوطا حادا في تأييد الرأي العام لأسلوب معالجة الرئيس أوباما للإرهاب. وكانت شعبية أوباما ترنحت على مدى الأشهر الأخيرة، لذلك لا يثبت حدوث انخفاض جديد في فئة الإرهاب أن أشرطة فيديو تنظيم «داعش» هي التي شكلت الرأي العام الأميركي. ولكن 57 في المائة قالوا إنهم لا يعتقدون أن أوباما كان صارما بما فيه الكفاية مع تنظيم ربما لم يكن يعرف أكثر من 57 في المائة من المصوتين اسمه قبل بث مقاطع الفيديو. وذكرت شبكة «سي إن إن» الأسبوع الماضي أن «7 من كل 10 أميركيين يعتقدون أن (داعش) لديه الموارد لشن هجوم ضد أميركا»، على الرغم من أن الاستطلاع لم يكشف عن كيفية استقاء المشاركين في التصويت لمعلوماتهم على موارد الإرهابيين. وبالمثل، أظهر استطلاع أجراه مركز «بيو» في وقت سابق من هذا الشهر تراجعا في ثقة الجمهور في جهود الإدارة للحد من خطر الإرهاب. وفي ذات الاستطلاع الذي نشره مركز «بيو»، فإن نسبة الأميركيين الذين قالوا إنهم «قلقون للغاية» بشأن صعود التطرف الإسلامي في العالم ارتفعت من 37 في المائة في يوليو (تموز) 2011 إلى 62 % هذا الشهر.

بعد أن بثت هجمات 11 من سبتمبر (أيلول) الذعر في نفوسنا، أصبحنا نخاف بسهولة. وبناء على طلب من إدارة أوباما، ناقش الكونغرس هذا الأسبوع تقديم مساعدات للمعارضة السورية التي تقاتل لسنوات حتى الآن. وربما، نظرا لبروز تنظيم «داعش» بشكل كبير، كان على إدارة أوباما أن تتوصل إلى نقطة تحول استراتيجية مهما كلفها ذلك، تخلص إلى أنه كان هناك حاجة إلى تكثيف الدور الأميركي.

ولكن قدرة المتطرفين على تشغيل كاميرا الفيديو يبدو جزءا لا يتجزأ من تحول الرأي العام الأميركي. في الواقع، أراد تنظيم «داعش» منا أن نشاهد تلك المقاطع، ونحن امتثلنا لما أراد. قد يعتقد الأميركيون أن واشنطن تتجاهلهم، ولكن تنظيم «داعش» يراهن على خلاف ذلك - أن الديمقراطية الأميركية ستبرهن على أنها تستجيب على نحو فعال.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,027,592

عدد الزوار: 6,931,075

المتواجدون الآن: 73