شدّوا أحزمتكم الديبلوماسية فإيران تريد تبنّي سياسة «تفاعل بنّاء» مع العالم

تاريخ الإضافة السبت 23 آب 2014 - 8:07 ص    عدد الزيارات 646    التعليقات 0

        

 

شدّوا أحزمتكم الديبلوماسية فإيران تريد تبنّي سياسة «تفاعل بنّاء» مع العالم
كاميليا انتخابي فرد
بعد عطلة دامت بضعة أسابيع وأعقبت مفاوضات ساخنة وعميقة ومحتدمة في مدينة فيينا خلال الأسبوع الأخير من تموز (يوليو)، اتفقت إيران والولايات المتحدّة على تمديد المحادثات حول برنامج إيران النووي أربعة أشهر إضافية. وخلال أوّل اجتماع بينهما في جنيف في 7 آب (أغسطس) بعد مفاوضات فيينا، تمّ الاتفاق على مباشرة المحادثات الثنائية بهدف التوصّل إلى اتفاق شامل قبل حلول الموعد النهائي في 23 تشرين الثاني (نوفمبر).
ويوم الاثنين في 11 آب، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع مع سفرائه في طهران، معارضي المحادثات النووية ونُقل عنه قوله لهم: «اذهبوا إلى الجحيم إن كنتم ترتعشون. فما إن تتمّ مباشرة المفاوضات، تصبحون جبناء سياسيين ترتعشون. اذهبوا إلى الجحيم والتمسوا مكاناً دافئا لأنفسكم».
ساهم الجوّ الإيجابي الذي خيّم على المحادثات الأخيرة التي أجرتها مجموعة الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن في الأمم المتحدة زائد ألمانيا في مدينة فيينا فضلاً عن مرونة المفاوضين، في التوصّل إلى اتفاق يقضي بتمديد المحادثات إلى 23 تشرين الثاني. ومن الواضح أنّ أهمّ طرفين في هذه المفاوضات أي إيران والولايات المتحدّة يدركان أنّه لا يمكن بلوغ اتفاق شامل إلا في حال توصّلا إلى تسويات.
وبالحديث عن التسويات، وافقت الولايات المتحدة على منح إيران حقّ تخصيب اليورانيوم في الداخل إلا أنّ إيران لم تقابل ذلك بمرونة مماثلة حول مسألة التخصيب. إذ وافقت إيران على تجميد قدرتها الحالية على التخصيب لعدّة سنوات إلا أنّ أجهزة الطرد المركزي التي لا تزال تعمل في الوقت الحالي ظلّت محط خلاف في النقاش الدائر بين إيران والولايات المتحدّة.
ومن المتوقع أن يرحل مسؤولان اثنان من أصل المسؤولين الأميركيين الثلاثة الأساسيين المعنيين بالمحادثات، عن إدارة أوباما في هذه السنة وهما نائب وزير الخارجية الأميركية بيل بيرنز الذي يرأس الوفد الأميركي في جنيف وجيك سوليفان، مستشار نائب الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جو بايدن. يعتزم بيرنز الذي أدار المفاوضات السرية بين إيران والولايات المتحدّة والتي ساعدت على التوصل إلى اتفاق نووي موقّت في تشرين الثاني مع طهران، التقاعد في تشرين الأوّل (أكتوبر).
ومن غير الواضح بعد ما إذا كان أياً من هذين المسؤولين الأميركيّين سيؤدي دوراً في المحادثات بعد أن يرحلا عن الإدارة وهو أمر غير مرجّح حصوله. لكنّ المفاوضات ستستمر بما أنّ إيران والولايات المتحدّة تسعيان بكدّ إلى إيجاد حلّ سلميّ للمسألة النووية.
تعبّر العناصر الأساسية في سياسة «المرونة البطولية» التي أعلن عنها المرشد الأعلى الإيراني عن رغبة إيران في إيجاد حلّ ديبلوماسي للأزمة النووية لا سيّما أنّ العقوبات المفروضة عليها جرّاء ذلك تؤثّر سلباً في اقتصاد البلد برمته.
ومع رحيل مسؤولين أميركيّين عن الإدارة الأميركية، من غير المرجّح حصول تغيّرات كبيرة في طبيعة المحادثات، حتى لو أنّ تدخلهما فيها أصبح محدوداً أو حتى معدوماً، لأنّ الرئيس أوباما يؤيّد اعتماد حلّ ديبلوماسي.
لكن في إيران، برزت أصوات معارضة للمحادثات النووية وقد تستخدم نفوذها للإساءة إلى المحادثات أو وقفها بالكامل. ويؤدي المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي دوراً كبيراً في استمرار المفاوضات من خلال دعمه المطلق لفريق العمل المولج إجراءها.
يعلم خامنئي جيداً أنّه في غيابه، قد يتغيّر المسار الذي رسمه للمفاوضات لأنّ الفرقاء المختلفين الذين يحملون أهدافاً وعقيدة مختلفة قد يعرّضوا المحادثات للخطر.
وإن كانت المرونة التي تحدّث عنها آية الله خامنئي نابعة من استراتيجيته الجديدة لمستقبل إيران، يجب أن نتفاءل بإمكان التوصّل إلى صفقة شاملة خلال الأشهر الأربعة أو في المستقبل القريب في إطار المعاملة بالمثل بين إيران والولايات المتحدّة.
ومن شأن التوصّل إلى صفقة نووية نهائية، تحفيز اقتصاد إيران من خلال السماح له بدخول أسواق النفط من جديد والنفاذ إلى نحو مئة بليون دولار من احتياطات النقد الأجنبي إلى جانب تلقّي حوافز جديدة لإرساء شراكات تجارية والمشاركة في برامج تبادلات علمية.
لا يخشى خامنئي اليوم من أن يخسر قاعدته الشعبية جرّاء المرونة التي يبديها لأنّه يعلم بأنّ أكثرية الشعب التي عانت من العقوبات تؤيّد إجراء هذه المحادثات.
وقال روحاني يوم الاثنين في معرض الدفاع عن وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف وهو يبتسم أمام عدسات الكاميرا خلال لقاء الدول الخمسة زائد واحد «في مجال المفاوضات، نفتخر بالتحدّث بابتسامة ومن لا يحبّ الابتسامة، فليدر وجهه».
وأضاف روحاني أنّه «في نهاية شهر رمضان، حين كان وزير الخارجية ظريف وفريق عمله منشغلين بالمفاوضات في فيينا، كان آية الله خامنئي يدعو لهم بالتوفيق لأنه يعرف أنهم في موقف صعب».
وأشار روحاني خلال اجتماع مع ديبلوماسيين في طهران قبل أيام إلى أنّ «الحكومة قرّرت الخوض في تفاعل بنّاء مع العالم. فشدّوا أحزمتكم الديبلوماسية».
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,754,004

عدد الزوار: 6,913,015

المتواجدون الآن: 101