أعدّوا حجرة الاعتقال

تاريخ الإضافة الأحد 20 نيسان 2014 - 7:26 ص    عدد الزيارات 648    التعليقات 0

        

 

أعدّوا حجرة الاعتقال
هآرتس – ترجمة "المصدر".. تسيفي برئيل
درءاً لسوء الفهم في المستقبل، وبالاساس لضمان ان تكون حجرة المعتقل مريحة، فاني أسعى الى الاعلان بأني اذا ما تلقيت دعوة لزيارة ايران، السعودية، غزة او لمقابلة حسن نصر الله، فسيسرني الاستجابة لذلك. هذا الاعلان، للمناسبة، معنون ايضا للسلطات في تلك الدول. فاذا كان بودهم ان يدعوني، ووحده الخوف مما ينتظرني لدى عودتي يمنعهم حتى الآن، فليزيلوا القلق من قلوبهم: فالصحافيون الاسرائيليون اليهود لا يعتقلون، فقط العرب الاسرائيليون.
في سنوات عملي زرت غير قليل من دول العدو، وفي كل مرة شعرت من جديد بالاهانة. فأنا ليس فقط لم اعتقل بل إن أحدا لم يكلف نفسه عناء الفضول للاستطلاع عما رأيته وسمعته. أربع مرات زرت العراق، بعد سقوط صدام حسين. ومن قلب بغداد بعثت بالتقارير التي نشرت في "هآرتس". من كردستان العراقية أطلقت تحية للعائلات الكردية في اسرائيل. ولم اخفِ الزيارات في اي حالة من الاحوال.
وبناء على دعوة ياسر عرفات، حتى قبل ان يوقع اتفاق اوسلو ولم تكن وصمة الارهابي قد ازيلت عنه، سافرت مع زميلي داني روبنشتاين الى تونس. تجولت في لبنان – وان كان تحت رعاية عسكرية، ولكني التقيت بمواطنين كثيرين – وكأن لا شيء. لم يقتدني اي مندوب للمخابرات الى غرفة ضيقة ومظلمة ولم يمطرني بسؤال واحد. لو كنت عربيا اسرائيليا لكان من المحتمل الا أتمكن حتى اليوم من الخروج الى البلاد. ولست حالة استثنائية. صحافيون اسرائيليون مثل رون بن يشاي، ايتي آنجل، بوعز بسموت، اوري افنيري، عنات سارغوستي، عميرة هاس وآخرون، زاروا مناطق العدو، رفعوا التقارير ورووا، ولكن احدا منهم لم يعتقل ولم يحاكم.
صحيح، القانون يمنع الدخول الى دول العدو. كما ان القانون يحظر على المواطنين الاسرائيليين الدخول الى مناطق في السلطة الفلسطينية. الجيش، وليس القانون، يمنع منذ نحو سبع سنوات دخول الصحافيين الى غزة – الا اذا رافقوا قوات الجيش الاسرائيلي اثناء حملة عظيمة المجد. القانون لا يسمح بمقابلة سجناء سياسيين في السجون، كما ان القانون يفرض الرقابة العسكرية، وهكذا يعفي الصحافيين من التردد في مسألة المس بأمن الدولة. ولكن القانون لا يحظر معرفة ما يحصل في دول العدو. انه النظام الذي يحب احتكاره نشر المعرفة من تلك الدول ويحرص على الدفاع عنها.
ليست الرسالة الصحافية هي التي تقف هذه المرة قيد الاختبار، بل التهمة. في اسرائيل تتبع مقاييس مختلفة لمنح الصلاحية لتغطية دول العدو من داخل اراضيها. والصحافيون العرب مشبوهون منذ البداية في أن كل زيارة يجرونها الى دولة عدو هدفها واحد: التجسس، نقل معلومات او "الاتصال بعميل اجنبي". الصحافي العربي الاسرائيلي هو قبل كل شيء عربي وفقط عربي. اسرائيليته تختبر بعناية في غرف تحقيق المخابرات، و بعد ذلك في المعتقل وأخيرا في المحكمة ايضا.
كما ان الصحافي العربي الاسرائيلي لا يحق له ان يتوقع من زملائه اليهود ان يخرجوا للتظاهر او يطالبوا بتحريره، أو ينددوا باخفاء "سر" اعتقاله والاقامة الجبرية التي فرضت عليه. كان يكفي الاستماع الى التقرير المحوط بالدراما عن "الكشف" عن اعتقال مجد كيال، الذي زار لبنان، كي يفهم المرء بأنه لا يوجد أي شك في اتهامه. عربي اسرائيلي، لبنان، عميل اجنبي ومخابرات هي كوكتيل يؤكد كل المخاوف. كوكتيل يميز بين الصحافيين الشرفاء، الوطنيين، المخلصين للوطن و"لأسرة التحرير"، وبين اولئك الجواسيس الذين يحملون عبثا وبنيّة مبيّتة اسم المهنة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,779,580

عدد الزوار: 6,914,602

المتواجدون الآن: 103